رامي جمال: زوجتي اعتزلت الغناء من أجلي

القاهرة – محمود الرفاعي 06 أكتوبر 2018

طرح الفنان رامي جمال ألبومه الغنائي الجديد “ليالينا”، متضمناً 17 أغنية، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الأغنية المصرية، وأهدى العمل الى الشهيد المصري عمرو صلاح الذي قضى في حادث الواحات الشهير. في حواره مع “لها”، يتحدث جمال عن تفاصيل ألبومه الجديد، وعلاقته بالفنان تامر عاشور، كما يكشف حقيقة الأغنية التي كان سيأخذها تامر حسني منه، وأسباب اعتزال زوجته الغناء ودورها في نجاحه.


- حدّثنا أولاً عن جلسات العمل التي سبقت التحضير لألبوم “ليالينا”؟

بدأت التحضير لألبوم “ليالينا” قبل حوالى 8 سنوات، فمنذ أطلقت أول ألبوماتي الغنائية عام 2011 وكان بعنوان “مليش دعوة بحد”، وأنا أحرص على التنويع والاختلاف، مثلاً ألبومي الأول كان من إنتاجي وسعيت من خلاله إلى إثبات وجودي على الساحة الفنية، أما الألبومان الثاني والثالث وهما “فترة مش سهلة” و”ملناش إلا بعض”، فقدّمت فيهما الأغنية الكلاسيكية والدرامية، وهو اللون المفضّل بالنسبة إليّ، وفي ألبومي الجديد “ليالينا” كان لا بد من أن أكسر حاجز الأغنيات الدرامية، لذا أصررت في جلسات العمل التي سبقت التحضير للألبوم أن تكون أغنياته متنوعة وبسيطة وذات إيقاع سريع، وإن تضمن بعض الأغاني الدرامية السهلة والخفيفة، مثل “ما اتكلمناش” و”فوق” و”جربت أنساك” و”بحاول أنساكي”.

- حققت نجاحاً في الأغنية الدرامية، لكن لماذا تريد الابتعاد عنها؟

الألبوم الغنائي لا يعود بالنفع عليّ وحدي، بل هناك شركة إنتاج تسعى للربح المادي من خلاله. بالنسبة إليّ، ملايين المتابعين يستمعون الى ألبوماتي، وهي تحقق نجاحاً جيداً، لكن على مستوى الحفلات والأعراس، لا يتعدى رصيدك العشرة في المئة، فأي شركة إنتاج تهدف الى الكسب المادي من المنتج والفنان الذي يتعامل معه، وأنا راضٍ عن المكانة التي وصلت إليها في عالم الغناء، لكن ما من شخص يقبل أن أقدّم في زفافه أغنياتي الدرامية، فقبل طرح “ليالينا” كنت فناناً ناجحاً مع إيقاف التنفيذ، أما بعد إطلاقها في آخر تموز/يوليو الماضي، فأصبح جدول حفلاتي مزدحماً بسبب التنويع في الأغنيات التي سأؤديها في الحفلات.

- هل توقعت أن يحقق ألبومك نِسب استماع عالية على “يوتيوب” بعد أقل من أسبوعين على طرحه؟

لم أتوقع للألبوم أن يحقق أرقاماً قياسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكنني متفائل دائماً وأعرف ما أريد، وأتجنّب الخطوات التي تأخذني الى الفشل، كأن أصدق أنني فنان ناجح، أو تغرّني عبارات الثناء والمجاملة، فأنا مقتنع بأن الله عزّ وجل حباني بموهبة ولا بد من استغلالها وصقلها وتقديمها بأفضل ما يمكن.

- لماذا غامرت بتضمين ألبومك 17 أغنية؟

لطالما اعتدت في أي ألبوم من ألبوماتي على تقديم ما لا يقلّ عن 15 أغنية مختلفة الأشكال والأنواع.

- ما الذي دفعك لاختيار “ليالينا” الأغنية الرئيسة في ألبومك الجديد؟

اخترتها بالصدفة. كان من المقرر أن يتضمن الألبوم 16 أغنية فقط، وكان سيُطرح بعنوان “جربت أنساكِ”، لكن قبل تسليم الألبوم الى الشركة المنتجة، تلقيت اتصالاً من شاعر صديق، طلب مني لحناً لكي يقدمه للفنان عمرو دياب، فوضعت الجمل اللحنية وأرسلتها إليه لكي يكتب على أساسها الكلمات، وبعد أن فرغ من الكتابة، لم أنجذب الى الكلمات، فطلبت منه أن يعدّل فيها، فتضايق مني، مما دفعني لإرسال اللحن الى الشاعر أمير طعيمة، والذي بدوره سألني: لمن هذه الأغنية؟ فقلت له لا أعرف بعد، فكتب “ليالينا” لهذا اللحن، ثم أدّيتها بصوتي، وبعد سماعي لها قررت أن أضمّها الى ألبومي، وطلبت من الموزع نور أن يقوم بتوزيعها.

- منذ أكثر من 15 عاماً قال لك الشاعر بهاء الدين محمد إنك لا تصلح أن تكون موسيقياً، فعلى أي أساس تعاونت معه في ألبومك الجديد؟

حين شاركت في برنامج “ستار ميكر” كنت صغيراً في السنّ، وكان منتج البرنامج طارق نور هو الذي يفرض علينا الأغنيات التي نقدّمها، وربما لم يكن الشاعر بهاء الدين محمد يعلم بهذا الأمر، ويوم قال لي “أنت مش هتبقى حاجة”، لم أنكسر ولم أُحبط، بل على العكس كنت أثق بأنني سأصبح يوماً ما فناناً وأُثبت موهبتي، واليوم يتعامل معي الأستاذ بهاء، ويعبّر عن أسفه لما كان قد بدر منه في البرنامج تجاهي، وأكثر من ذلك اعتزل العمل في برامج اكتشاف المواهب لأنه أخطأ في اكتشاف موهبتي وقتذاك، وأنا أفتخر بأن ألبومي يضم اسم بهاء الدين محمد، أحد أهم شعراء الأغنية العربية.

- كيف تشاركت وتامر عاشور في أغنية واحدة وأنتما تنتميان الى جيل تحكمه المنافسة؟

كنا زميلين في كلية التربية الموسيقية، وكنت يومها آتياً من المنصورة ومصروفي بالكاد يكفيني، لأن والدي كان يتكفل بمصاريف الدراسة فقط ويرفض تخصّصي في الموسيقى، وحين تعرفت إلى تامر عاشور طلبت منه أن يقدّمني كفنان في أحد الأماكن التي يعمل فيها، وكان وقتها يعزف على الأورغ ويغنّي ويتقاضى لقاء إحيائه الحفل الواحد 30 جنيهاً، فوافق وأوكل إليّ مهمة الغناء وتفرغ هو للعزف على الأورغ، وتقاسمنا المبلغ المالي، فهل يكرهني هذا الشخص بعد كل الدعم الذي قدّمه لي! عموماً، علاقتي بكل فناني جيلي جيدة، وأحبهم وأحترمهم، لكنني أرفض أن يسيء إليّ أي شخص أياً كان.

- قيل إن أغنية “فوق” التي طرحتها ضمن أغنيات الألبوم كانت للفنان تامر حسني...

هذا صحيح، ففي اليوم الذي اتفقت فيه مع الشاعر أيمن بهجت قمر على كلمات الأغنية، صودف أن اتصل به الفنان تامر حسني وطلبها منه، فقال له أيمن إن الأغنية أصبحت في عهدة رامي جمال، فطلب إليه تامر أن يسألني ما إذا كان في إمكاني التنازل له عنها، فقلت لأيمن ليس لديَّ مشكلة، فما كان من تامر إلا أن شكر أيمن قائلاً له “ربنا يبارك لرامي فيها”.

- تعاونت مع إليسا في ألبومها بأغنيتين عنوانهما “مفيش أسباب” و”لسه فيها كلام،” فكيف وجدت العمل معها؟

هو تعاوني الأول مع الفنانة إليسا، وأغنية “مفيش أسباب” من أنجح أغنيات الألبوم، وحققت ملايين المشاهدات عبر “يوتيوب”. إليسا فنانة كبيرة، ومحظوظ كل شخص يتعامل معها، وأنا واحد من جمهورها، وأتمنى أن يحقق ألبومها “إلى كل اللي بيحبوني” نجاحاً باهراً.

- لماذا أهديت ألبومك إلى عمرو صلاح الذي استُشهد في حادث الواحات؟

عمرو جاري منذ عام 2003، وهو شخص يندر وجوده في الحياة، وكان بمثابة أخي، ولا يتوانى في تقديم الدعم لي، وشعرت بالخجل حين كنت أكتب له الأهداء، لأنه لا يفيه حقّه، فلعمرو أفضال كثيرة عليَّ، وأنا مدين له ما حييت.

- هل رافقك الشهيد عمرو صالح في أثناء تسجيلك أغنيات الألبوم؟

رافقني عمرو في جلسات التحضير لخمس أغنيات، وكان رحمه الله من عشاق أغنية “ماتظلمنيش”، ويتوقع أن تحقق نجاحاً كبيراً، فعمرو لم يكن مجرد ضابط شرطة، إنما كان يتميز بحسّه الفني العالي.

- ما دور زوجتك في حياتك الفنية؟

زوجتي “ناريمان” كانت فنانة، ولذلك هي تدرك جيداً طبيعة عمل الفنان، وقد اعتزلت الفن كي تساعدني في عملي، وهي دائماً تقيِّم أعمالي الجديدة، وأنا أستأنس برأيها.

- وهل ندمت على تركها الغناء؟

“ناريمان” أصبحت ترى حلمها متجسداً في شخصي، وهي لذلك تساعدني وتدعمني لكي أنجح في أعمالي، وترى في نجاحي نجاحاً لها.

- هل تنتظران قدوم رامي الصغير؟

إن شاء الله...

- أين تمضي إجازاتك؟

أنا بطبعي شخص “بيتوتي”، أمضي معظم أوقاتي في المنزل، ولا أحب مغادرته إلا لضرورات العمل.