شهد بلان: النجاح والتفاؤل والطموح... عناوين أرغب أن تعرّف عني

حوار: كارولين بزي 07 أكتوبر 2018
باندفاع وطموح وأمل، تستهل شهد بلان الموسم الثاني من برنامج “همسة” على شاشة MBC. هي رقيقة وقوية في آن، تعترف بأنها مستعدة للتضحية بحياتها من أجل عائلتها، وتؤكد أن العالم العربي اليوم يعيش عصر المرأة، وتشير إلى أنها تعتمد على نفسها وتشكّل سنداً لأخواتها. في هذا الحوار، تتحدّث شهد عن تعاونها مع زميلاتها في “همسة”، والمرأة التي يتوجّهن إليها من خلال البرنامج، كما تتطرق إلى الحادث الذي تعرضت له، والرسالة التي ترغب في نشرها من خلال هذه التجربة...


- حدّثيني أولاً عن الموسم الثاني من “همسة”؟

يتميز الموسم الجديد من “همسة” بمزيد من الحصرية، إذ سنُكثر من المقابلات الخاصة مع عدد من الشخصيات المعروفة، وسنتعرف عن قرب على أسلوب حياتهم بعيداً من الأضواء، لأن برنامج “همسة” هو Life Style Show، إضافة إلى إسداء النصائح عن الرياضة والموضة والماكياج والسياحة.

- تدخلين إلى حياة المشاهير الخاصة، لكن ما الحدود التي تفرضينها حول حياتك الخاصة ولا تسمحين لأحد بتخطّيها؟

بما أنني شخصية معروفة، لا مشكلة لدي في أن يدخل بعض تفاصيل حياتي الخاصة. ولأننا نطلّ على الناس في منازلهم، فلا بد من أن نعرّفهم على خصوصياتنا، ربما يهتم المشاهد بوجهة سفري أو أزيائي... من الطبيعي أن أشارك الجمهور هذه التفاصيل، ولكن تبقى عائلتي خطاً أحمر، لأنني أرفض أن يتطفّل أحد على حياتهم.

- نشرت المواقع الالكترونية أخيراً الكثير من الأخبار غير الدقيقة، كيف تتوخّون الدقة في انتقاء الخبر؟

عملي كإعلامية يحتّم عليّ التعرف على مصدر الخبر. علينا أن ندرك أننا نعيش في عصر التكنولوجيا والسوشيال ميديا والمواقع الإخبارية التي تستعين في الغالب بعناوين كبيرة لا تمت إلى الواقع بصلة. لذلك، قبل أن نصدّق أي خبر أو نحكم عليه، علينا التأكد من مصدره. ولأنني إعلامية، تعلّمت من التجارب التي خضتها في تقديم البرامج، وخصوصاً “ET بالعربي” الذي يتناول أخبار الفنانين، وأحرص على يكون مصدر الخبر موثوقاً.

- هل الجمهور يحب القال والقيل؟

بالفعل، حتى برنامج Entertainment Tonight في هوليوود يعتمد على الشائعات... وانطلاقاً من تجاربنا الشخصية في العمل ومع الزملاء، أرى أن الأقاويل أحياناً تسلّينا وترفّه عنا.

- أنتم اليوم خمس نساء تتشاركن في تقديم برنامج واحد، ماذا عن علاقتكن؟ وكيف يمكن المرأة أن تكون سنداً للأخريات؟

اليوم هو عصر المرأة في الوطن العربي، وأغلب المواضيع تتعلق بـ “تمكين المرأة”. لي ثلاث أخوات، وتربّيت على مبدأ أن أكون سيدة نفسي وسنداً لأخواتي. في العمل، أتعامل مع إعلاميات كثيرات، الأكبر مني سنّاً أنظر إليها نظرة احترام وتقدير وأتخذها قدوة بحكم خبرتها التي تفوق خبرتي، أما الإعلامية التي تصغرني في السنّ فأشعر بمسؤولية نحوها. على سبيل المثال، حين انضممت إلى محطة MBC تعرفت إلى زميلتي علا الفارس فقدّمت لي النصائح وكانت تؤكد أنني أذكّرها ببداياتها.

- ما أهمية هذا التعاون، ولا سيما في مجال الإعلام؟

هو بالتأكيد مهم جداً، حتى أنني شكرت علا الفارس على مواقع التواصل الاجتماعي. لم يتوقف الأمر على عدد النصائح، وربما نصيحة واحدة أحدثت فارقاً في مسيرتي المهنية بما أنني كنت قد دخلت حديثاً إلى هذا المجال. وبما أن ميريت ونورة وهيا وهبة دخلن مجال الإعلام من بعدي، فمن الطبيعي أن تكون خبراتهن أقلّ من خبرتي، لذا بدأت التحدّث معهن عن كيفية قراءة السيناريو والتعامل مع الكاميرا، وأن يظهرن على طبيعتهن، لأن كلاً منهن أتت من خلفية لا علاقة لها بمجال الإعلام، فميريت كانت تعمل مضيفة، هبة في الموضة وتصميم الأزياء، نورة في الطب، وهيا مدرّبة رياضية... لكل منهن كيانها الخاص، وسعين في البرنامج الى مشاركة الجمهور خبراتهن، التي أعجز عن مشاركتهن بها لقلّة خبرتي في مجالاتهن. تعلّمت منهن العديد من الأمور، وقدمت لهن من خبرتي في الإعلام.

- ما أهمية تعدّد الجنسيات العربية في برنامج واحد؟

MBC هي شاشة كل العرب، وجميعنا نتابعها منذ الصغر. يسعدني هذا التنوع في البرنامج، سواء كان من مصر أو السعودية... ألين وطفة من لبنان تشاركنا عدداً من التقارير من خارج الاستوديو، وزميلتنا هويدا أبو هيف من مصر تضيف إلى البرنامج من خبراتها. نتعرف على اللهجات والثقافات ونتعلم الكثير من بعضنا البعض.

- بدأت العمل في الإعلام من خلال تقديم برنامج سياحي على قناة “دبي” ومن ثم نشرة أخبار الـMBC، كيف كان الانتقال من السياحة التي هي ترف واسترخاء إلى عالم السياسة الجاد؟

لم أخطط لهذه النقلة. كانت فرصة واغتنمتها، علماً أنني لم أكن أملك خبرة في البث المباشر، ولا في السياسة أو الاقتصاد. كان عمري يومها 23 سنة، وكنت أصغر مذيعة أخبار. بذلت جهداً كبيراً وأغنيت ثقافتي من خلال القراءة ومتابعة نشرات الأخبار، كما زرت مكاتب الأخبار المجاورة لمحطة “أم بي سي”، لأكتسب الخبرة. أحببت السياسة، فلكي نتعرف على السياسة، علينا الاطلاع على الاقتصاد واكتشاف عالم الـ Business... فكلها شبكة مترابطة، والإعلامي بشكل عام يجب أن يكون مثقفاً. كانت فعلاً أجمل نقطة تحول في حياتي المهنية.

- انتقلت إلى برنامج “ET بالعربي” وتعرّضت لحادث بعد تقديم الحلقة الأولى، هل البرنامج كان نذير شؤم عليك؟

كثرٌ قالوا لي ذلك، ولكنني أرى العكس. كل من لم يكن يعرف البرنامج، أصبح يتابعه بعد الحادث، إذ كان برنامجاً جديداً ويحتاج الى المزيد من الوقت كي تصل أصداؤه إلى الجمهور.

- هل تعرّف الجمهور إلى شهد بلان بسبب الحادث؟

هذا ما حصل فعلاً، ودائماً أردّد “لا تكرهوا شيئاً وهو خير لكم”. الشهرة التي كانت تتطلب مني سنتين أو ثلاثاً في “ET بالعربي”، حققتها في يوم واحد، ولكن للأسف من خلال موقف مأسوي. اليوم أقف على قدميّ بعدما نجحت في تخطّي الظروف الصعبة، والجمهور عرفني قوية وأحب أن يراني كذلك، والحادث الذي تعرّضت له لا أعتبره نذير شؤوم، بل نقطة تحوّل... أعتبرها مرحلة حلوة في حياتي وحياة باسل ألزارو ومريم سعيد.

- ما الذي تعلّمته من هذا الحادث؟

ألاّ أثق بسهولة بالمحيطين بي، ولا يعني هذا النفور من الناس. تعلّمت أن أحبّ الحياة أكثر، وأكون صبورة ولا أتسرّع.

- ماذا تعنين بالثقة؟

عندما تنجحين، يلتف الجميع حولك، وفي لحظات الضعف لا تجدين أحداً... وصلت الى مرحلة أصبحت فيها مقتنعة بأن ليس أي شخص يستحق الدخول الى منزلي، أو يستأهل ثقتي ومساعدتي. تعلّمت أن لا أحد في الدنيا يستحق جهدي ووقتي وحبّي اللامحدود باستثناء أمي وأبي وأخواتي.

- كيف كانت العودة؟

العودة تطلبت مني أكثر من سنة. في تلك الفترة كنت كالعصفور المسجون في قفص وفجأة فُتح له الباب وطار. عدت إلى البرنامج قبل أن أنتهي من العلاج. لم أعد أطيق المكوث في المنزل، ولم آبه للوزن الذي خسرته، أو لوجهي المتورم إثر جراحة لأنفي خضعت لها... لم أكن جاهزة جسدياً للعودة، ومع ذلك عدت لأشعر بمتعة الإنتاج.

- هل زاد طموحك؟

زاد طموحي ولكن أصبحت أكثر تريثاً. بت مقتنعة بمقولة “كل شيء يأتي في وقته”، التي لطالما ردّدها أهالينا... حتى الحادث الذي تعرضت له حصل في وقته، فلو تأخرت دقيقتين أو أكثر لكان تغير مجرى حياتي.

- عاودت قيادة السيارة بعد الحادث، فهل شعرت بالخوف؟

بعد أشهر عدة على الحادث، بدأت المشي بخطوات بطيئة. ذات يوم، غافلت أهلي وركبت السيارة، فرأتني شقيقتي الصغرى “دانا”، وسألتني إلى أين أنا ذاهبة، فطلبت منها ألاّ تخبر أهلي، واقترحت عليها أن ترافقني فجلست إلى جانبي في السيارة.

- هل تحدّيت الخوف؟

لم أكن خائفة، ولكنْ قدماي كانتا ترتجفان... ربما كنت خائفة في اللاوعي. أستمتع بالقيادة منذ صغري، ولكنني لست متهورة في القيادة. لم يشكل الحادث صدمة تمنعني من القيادة.

- بعد الحادثة، هل زاد خوف عائلتك عليك؟

أستيقظ أحياناً في الليل فأجد والدتي تتفقدني لتتأكد من أنني ما زلت على قيد الحياة.

- ذكرت في إحدى المقابلات، أنك دفعت ثمناً غالياً بسبب استهتار السائق، ما الثمن المستعدة لدفعه ومن أجل من؟

مستعدة للتضحية بحياتي من أجل عائلتي.

- عندما نبحث عن اسمك من خلال محرك البحث “غوغل”، نجد كل ما يتعلق بالحادث فقط، ما الخبر الذي ترغبين في نشره بعيداً من الحادث؟

النجاح الذي أبذل من أجله جهوداً منذ عشر سنوات. النجاح هو حصيلة الطموح والتفاؤل بمستقبلي المهني.

- ما هي طموحاتك المستقبلية؟

أطمح الى تنظيم حملات توعية حول القيادة، وكثيراً ما نتناول موضوع السلامة المرورية في برنامجنا، لكن للأسف نجد أناساً متهورين في القيادة ويتجاوزون السرعة المسموح بها، وهذا يضايقني كثيراً ويؤثر فيّ سلباً، ودائماً أقول وأكرر “من لا تهمّه حياته فليأبه لحياة الآخرين”. وأحد أهدافي في الحياة أيضاً أن أحمل رسالة، وأستبدل تجربتي المأسوية بأخرى مفيدة يتعلم منها الناس. وهذا لا يقتصر على القيادة فقط، بل يتعداها الى توضيح كيفية معالجة أنفسنا من المرض أو التخلض من وضع نفسي متأزّم نعاني منه. علينا أن نساعد أنفسنا أولاً قبل أن ننتظر المساعدة من الآخرين.

- من هي المرأة التي تتوجهن إليها في برنامج “همسة”؟

المرأة العربية، المرأة القوية والطموحة، المرأة المستعدة لتقبّل التغيير في حياتها وحتى تلك المتخوفة من التغيير. نتوجه إلى المرأة الذكية والمثقفة، ونشجع الشابات على أن يحققن طموحاتهن ويقدّمن الصورة الفضلى للمرأة العربية.

- هل تحلمين ببرنامج خاص بك؟

أتمنى ذلك، وأرغب أن أناقش في البرنامج موضوعَي التفاؤل والأمل، لأننا في العالم العربي نحب الدراما. كما أهدف من خلاله الى تسليط الضوء على النتائج الإيجابية لكل قضية مأسوية، لأن الشباب العربي يحتاج الى الأمل، ولا سيما في ظل الحروب والصراعات الي يشهدها العالم العربي. أحلم بتقديم برنامج مخصص لفئة الشباب ليشعروا بأن لهم منبراً يستطيعون من خلاله التعبير عن آرائهم وهواجسهم.

- هل تواجهن صعوبة في جعل البرنامج ممتعاً ويبعد الملل عن المشاهد؟

هناك صعوبة بالتأكيد، ولكن الظهور على الشاشة بصدقية ومن دون تكلّف، وبعيداً من سياسة التلقين يقرّب المشاهد منا أكثر، فلا أسعى من خلال البرنامج الى تعليم المشاهد، بل نتبادل الخبرات في ما بيننا. نتحدث مع المشاهد وكأنه صديق أو أحد أفراد عائلتنا.

- ما صلة القربى التي تجمعك بالفنان فهد بلان؟

هو ابن عمّ والدي.

- هل تملكين موهبة الغناء؟

يُقال إن صوتي جميل، ودرست الموسيقى لسنتين في سوريا... أغنّي دائماً في المنزل.

- ألا تفكرين في خوض مجال الفن؟

ربما أسجل أعمالاً لي وأنشرها، ولكنني لن أحترف الغناء.

- هل تملكين مواهب أخرى؟

أعشق الرسم، ولي العديد من الرسوم، كما أهوى الكتابة.

- ما هو البلد الذي ترتاحين لدى زيارته؟

باريس، لأنها كانت مرحلة مهمة كثيراً في حياتي. نصف علاجي تلقيته في باريس. أثرت فيّ هذه المدينة وساعدتني في الابتعاد عن الإعلام العربي الذي كان يتناول موضوع الحادث بشكل مزعج... لم أكن أرغب الاستماع الى هذه الأخبار.

- في أي بلد تفضلين التسوق؟

لندن.

- ماذا عن علاقتك بمواقع التواصل الاجتماعي؟

أحاول أن أكون ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي بحدود معينة، ولكنني لست من الأشخاص الذين ينشرون كل تفاصيل حياتهم على حساباتهم، إذ لا وقت لدي، وبالتالي أنا لست مدونة، بل أتواصل عبر السوشيال ميديا مع الناس الذين يحبونني وأحبّهم.

- ما هو آخر كتاب قرأته؟

Many Lives Many Masters.

- ما هي الحكمة التي تتبعينها دائماً؟

لكل ما يحصل معنا سبب.

- ما الرسالة التي توجهينها الى شخص يعاني أزمة ما؟

أنصحه أولاً بأن يحب نفسه، ويتمنى لها الأفضل، وبالتالي أن يخطط لمستقبله، ويسعى الى التغيير نحو الأفضل، فهناك شعرة تفصل بين حب النفس والأنانية، فأن نحب أنفسنا يعني أن نتمنى لها الأفضل، كما يجب أن نكون أقوياء حتى نصل الى أهدافنا.{