'غرام افتراضي'

ديوان شِعري, قصائد, قصيدة

25 فبراير 2013

الديوان: «غرام افتراضي»

الكاتب: سمير درويش


في ديوانه العاشر، «غرام افتراضي»، لا يصغي الشاعر المصري سمير درويش» إلى الأصوات التي تحيطه، فقط، بل إلى الإيماءات المصاحبة والحركات الدّالة، وينقل هذه كلّها من فضاءاتها إلى الشعر لتكون شريط الصوت المصاحب لشريط الصورة الشعرية، تلك التي تتشكل لوحات مصبوغة برؤى وأحلام وخيالات، تتعامل مع الافتراضي- المأخوذ من الإنترنت- كأنه واقعي ملموس.
هي إذن لوحات شعرية تلغي المسافة بين المرئي بما يملكه من ضغط وقوة ويقين، إلى الافتراضي الذي تتدخل الحواس في تشكيله، كما تحب وتتمنى.

«غرام افتراضي» ينساب بين الغلافين من دون عوائق: بلا عناوين ولا أرقام، كأنه قصيدة واحدة طويلة، أو جدارية عريضة تضم ألواناً ممزوجة بعناية فائقة، وخطوطاً، ودوائر، وأصواتاً، تتجادل مع كل ما يحيطها من ثقافات وموروثات.
ويعيد النص الشعري قراءة النص الديني من منظوره، كما يمزج- في سياق واحد وبكلمات مختزلة- السياسي بالعاطفي بالإنساني... إلخ.

في بداية كل صفحة، تقريباً، يضع سمير درويش جملة: «قالت لي» التي تصلح بداية جديدة، أو محطة للقراءة، يميزها عن بقية المدون بالصفحة باللون الأسود الثقيل، وفي نهاية الصفحة يثبت التاريخ الذي كُتب النص فيه، وهكذا يمكن تقطيع «القصيدة- اللوحة الكبيرة» إلى مجموعة من «النصوص- اللوحات الصغيرة» التي يمكن تلقيها منفصلة بالفعل، لكن جمالها الكلي لا يكون إلا بوضعها في سياقها الأوسع الذي يشكل تجربة كلية، يحرص الشاعر على وحدتها وتماسكها، فنياً ومضمونياً، منذ ديوانه الأول.

صدر «غرام افتراضي» حديثاً ضمن سلسلة «ديوان الشعر العربي» التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب، وهو الديوان العاشر لـ»سمير درويش» في تجربته التي بدأها عام 1991 بديوان «قطوفها وسيوفي»، غير روايتين صدرتا عامي 2004، و2006.