معرض الرياض للكتاب...

نساء, المرأة السعودية / نساء سعوديات, المرأة العربية / نساء عربيات, معرض أبو ظبي للكتاب, معرض الكتاب, جائزة الشيخ زايد للكتاب

22 مارس 2013

تميّز معرض الرياض الدولي للكتاب الذي أقيم من 5 إلى 15 آذار/مارس الجاري بإقبال نسائي لافت طوال أيام المعرض، بعدما كان حضور النساء مقصوراً على أيام معيّنة لتفادي الاختلاط بالرجال.

ورفع المعرض الذي أقيم برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز شعار «الحوار ثقافة وسلوك» واقترب عدد زواره من مليونين، فيما بلغ حجم مبيعاته نحو 100 مليون ريال، ليكون بذلك المعرض الأهم عربياً بالنسبة إلى دور النشر، بحسب ما أكد رئيس اتحادي الناشرين المصريين والعرب عاصم شلبي، على هامش مشاركته في المعرض.
ومن جانبه، أكد مدير المعرض الدكتور صالح معيض الغامدي أن التنسيق مع «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» انعكس إيجاباً على المعرض، وأضاف أن زائر المعرض لمس المنجز الإيجابي الواضح لمشاركة «الهيئة» عبر التعامل المبني على اللين واللطف والتسامح، بل تعدى ذلك إلى إقامة علاقات ودية مع مشاهير الكتاب مثل الروائي عبده خال والكاتب عبدالله الكعيد.

وذكر مساعد مدير المعرض للشؤون الفنية عبد الله الكناني، أن الكثير من عمليات البيع والشراء تمت من جانب جهات حكومية ورسمية، موضحاً أن في مقدم تلك الجهات الجامعات السعودية التي أوفدت عدداً من مسؤوليها لتأمين احتياجاتها من الكتب والإصدارات العلمية المتخصصة.

وأوضحت فدوى العبد الكريم، عضو لجنة ثقافة الطفل في المعرض، أن كل أركان جناح الطفل ركزت على فكرة الكتب المحتوية على معلومات ومواضيع متنوعة وممتعة ومتناسبة مع المرحلة العمرية للطفل، مشيرة إلى أن تلك الكتب تعتمد على تنمية جوانب النمو العقلي والوجداني للطفل.

وتضمّن المعرض الذي شاركت فيه 950 دار نشر، أكثر من 250 ألف عنوان، وأكثر من مليون عنوان لكتاب إلكتروني، شملت مختلف المجالات الثقافية والعلمية والفكرية والاقتصادية، لكن يبقى الاهتمام الأكبر للقراء هو الكتاب السياسي.  

واتّسم المعرض بسقف عال من الحرية والكتب ذات الطرح الجريء التي تتناول الشأن السعودي، وقال وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان: «لا توجد كتب ممنوعة باستثناء ما يتفق على منعه كالكتب المقرصنة والمنسوخة، أو التي فيها اعتداء على ثوابت الدين».
وأضاف أن «الناشر العربي بدأ يدرك أن هناك معايير للنشر الجيد، وهناك ضوابط لصناعة الكتاب، وأصبح يتحاشى المعلومات غير الموثقة، أو التي هدفها الإثارة فقط، مما أدى إلى رقابة أخف». 
وأكّد أن الكتب التي تتبع المنهجية في الطرح «نخضع لها» حتى ولو اختلفنا معها في الرأي.

ومع هامش الحرية الذي سمح به المعرض، كانت الإصدارات التي تتناول الشأن السعودي والسياسة والتاريخ الأكثر عرضا وطلبا، وكان كتاب «الوهابية.. بين الشرك وتصدع القبيلة»، الصادر عن الشبكة العربية للأبحاث وتأليف الكاتب السعودي خالد الدخيل، قد أثار جدلاً كبيراً وكثر عليه الطلب وبيع منه خلال يومين 1500 نسخة، وهو تدوين في تاريخ «الحركة الوهابية» و»نشأة الدولة السعودية» خارج إطار الرواية الرسمية المعتمدة لهذا التاريخ.

كما كثر الطلب والحضور لتوقيع كتاب «لا إكراه في الوطنية» للكاتب السعودي الدكتور زياد الدريس، المندوب الدائم للسعودية لدى اليونسكو، ويتناول العلاقة الملتبسة بين الدين والوطن، وصدر عن المركز الثقافي العربي في بيروت والدار البيضاء.

وكثر الطلب على بعض الكتب التي نفدت بسرعة، كما حصل لكتاب «حكايا سعودي في أوروبا» للكاتب السعودي عبد الله الجمعة والذي أصدرته دار «المدارك» وقدمت معه أيضاً الكثير من العناوين الجذابة والمتنوعة.

وفي أروقة المعرض، تفوق الحضور النسائي على الرجالي على عكس السنوات الماضية، وفوجئ الكثير من العارضين الذين اعتادوا الحضور لمعرض الرياض بالحضور الكثيف للمرأة، وإقبالها على الكتب المعروضة بمختلف أشكالها، بما فيها تلك التي تتعرض للقضايا العربية والإقليمية.

وبعيدا عن السياسة، اختلفت أذواق الشباب الجامعيين الذين أقبلوا على كتب علم النفس ولغة الجسد، أما الفتيات فقادهن فضولهن للبحث عن كتب تجيب عن أسئلتهن المختلفة بما فيها كتب الفلسفة والمنطق والعلاقة بالآخر.

أما ربات البيوت وأطفالهن فكان وجودهم بكثافة عند ركن الأطفال والكتب الدينية والسيرة والطبخ، وساهمت وسائل التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» في تسويق الكتب عبر تبادل تعليقات من قبيل «كتاب أنصح به أو كتاب أعجبني».

ووفرت إدارة المعرض استمارات للزوار لتدوين ملاحظاتهم على الإصدارات والكتب، لكن رئيس لجنة المطبوعات في المعرض يوسف اليوسف أكد عدم سحب أي كتاب من الكتب المعروضة في دور النشر.

وكانت دراسة حديثة بعنوان «واقع القراءة الحرة في المملكة العربية السعودية» نشرت في المعرض، أكدت أن 78.39 في المئة من السعوديين يمارسون القراءة الحرة و53 في المئة يقبلون عليها بوصفها عادة ثابتة.

ووفقاً للدراسة نفسها تحتل الأخبار (سياسية واقتصادية وأحداث جارية) الصدارة في القراءة، ويبلغ متوسط إنفاق المواطن السعودي على شراء الكتب غير الدراسية أو الصحف والمجلات 378.8 ريالاً (101 دولار) سنوياً.