شرم الشيخ

معرض فني للأسماك, فندق / فنادق, سلمى المصري, شاطئ, شرم الشيخ , سفرجل, سياحة, الندوة, ثمار البحر, مطاعم , البحر الأحمر, موقع / مواقع سياحيّة, حسن عبدالله, مشاهد طبيعيّة

12 أكتوبر 2009

تحدث الشاعر حسن عبد الله عن زيارة له لشرم الشيخ في مصر لِمناسبة مشاركته في مؤتمر عربي فقال: فكرة اللقاء بكتاب وفنانين لا أعرفهم، والاطلاع على تجاربهم بدت لي ممتعة وجذابة، ثم عندما علمت أن مكان اللقاء هو شرم الشيخ في مصر رأيت في الموضوع جانباً سياحياً وتوقفت عن التردد في قبول الدعوة.

لا أظنّ أن زوار منطقة شرم الشيخ على رأس البحر الأحمر في مصر ينشدون شيئاً من قدومهم الى المكان أكثر من نشدانهم السكينة والهدوء والاستمتاع بمشهد بحري نادر حيث تقوم سلسلة من الفنادق تراعي في هندستها البساطة الفنية، البعيدة كل البعد عن الضخامة والفخامة اللتين نألفهما في فنادق المدن الكبرى.

اليوم الأول كان يوماً سياحياً بامتياز. تم التعرّف فيه الى مرافق الفندق والشاطئ الساحر الذي يحاذيه، والطبيعة البرية المهيبة التي تترامى وراء الشاطئ والتي تبدو في تربتها الداكنة المائلة إلى الاحمرار ووحشة تضاريسها وكأنها قطعة من المريخ. ثم رحلة في البحر في مركب مجهّز بأرضية زجاجية مكبّرة ومقربة للأشياء، تتيح لك مشاهدة الشعاب المرجانية الرائعة، وأسماك البحر الأحمر العجيبة النادرة، ثم زيارة الى مدينة شرم الشيخ القديمة التي تحتشد في أسواقها كل منتوجات الصناعة السياحية في مصر. وفي المساء، مغادرة الفندق الى مطعم في الضواحي حيث تقدم أصناف من الأسماك ذات أشكال وأسماء لم أرها ولم أسمع بها من قبل، ثم العودة الى الفندق ومحاولة النوم باكراً، لأن برنامج يوم الغدّ يتضمّن جلسة تستمرّ ثماني ساعات لا تقطعها سوى إستراحة غداء قصيرة.

كان في نيتي استغلال أكبر قدر ممكن من الوقت للراحة والاستجمام والتنقّل في منطقة شرم الشيخ الساحرة، لكن كثافة أعمال المؤتمر جعلت معظم نشاطي السياحي ينحصر داخل أروقة الفندق الجميل، وعلى شاطئ البحر الذي يحاذيه، حيث توجد أمم شتى من السياح العرب والاجانب الذين يكتظ بهم المكان.

وإنني لأتذكر الآن بغبطة فائقة تلك الجلسات الحميمة في مطعم الفندق ومقهاه مع الاعضاء المشاركين في اللقاء الذين تحولوا بسرعة الى أصدقاء، ومع نفر غير قليل من رواد الفندق الذين انضموا كمشاهدين ومستمعين، الى الندوات اليومية التي كنا نقوم بها، والتي كانت تؤكد أن الحياة والتجربة الحياتية هما في أساس أي عمل فني وتربوي ناجح وحقيقي ومثمر.

وفي كل مساء بعد إنتهاء الندوة، كنا نستقل أحد الباصات ونتجه إلى أحد مطاعم المدينة، وبعد خروجنا من المطعم نتفرق في ليل المدينة المضاء قاصدين الأسواق التي تعتبر مشهداً بحد ذاتها لا يقل إثارة عن مشاهد الطبيعة هناك. هذه الرحلة العملية إلى شرم الشيخ تركت في نفسي رغبة مقيمة في زيارة تلك المنطقة مرة أخرى بحيث يكون نشاطي هناك سياحياً مئة في المئة.