هبة طوجي HIBA TAWAJI تتويج ملكة جمال لبنان بصوتي شعور رائع

حوار: تاتيانا قسطنطين 20 أكتوبر 2018

تسافر النجمة هبة طوجي “إزميرالدا الجديدة” في المسرحية الغنائية الشهيرة “أحدب نوتردام” عبر العواصم العالمية، فتبرز موهبتها التمثيلية والغنائية الاستثنائية، وتؤكد تألقها الدائم. متمرّدة ومرهفة الإحساس في آن، حققت الكثير ما زالت تطمح إلى تحقيق الأكثر. في هذه الجلسة التصويرية حطت هبة رحالها في مصر الأهرامات والتاريخ، وانطلقت بعدها إلى كندا لتقديم مسرحيتها، آملة بعودة قريبة إلى مصر. هبة فتحت قلبها وجعبتها وأجابت عن أسئلتنا رغم ضيق وقتها فكان هذا الحوار الممتع.

- مسرحية “أحدب نوتردام” قُدّمت على الكثير من المسارح العالمية، كيف تلخّصين تجربتك في كندا؟ وماذا أضافت إليك؟

مشاركتي في مسرحية “أحدب نوتردام” كانت فرصة لأجول العالم، وأقدّم دور “إزميرالدا” الذي يعتبر من أهم الأدوار النسائية في المسرح الغنائي الفرنسي. هذا العمل شكّل خطوة مهمة بالنسبة إليّ، إذ فتح أمامي باب الدخول الى أهم المسارح العالمية، ومنها مسرح “الكرملين” الشهير في روسيا، وفي العام المقبل سنقدّم عرضاً في لندن، عاصمة المسرحيات الغنائية في العالم. كذلك أغنى هذا العمل ثقافتي، فمن خلاله تعرفت إلى جمهور جديد وثقافات متنوعة، كما حقق لي انتشاراً واسعاً، وعلى الصعيد الشخصي كوّنت صداقات مع فريق عمل هذه المسرحية، وأصبحوا عائلتي الثانية.

- ما المشهد الأحبّ الى قلبك في المسرحية، وإلى أي حد تشبهك “إزميرالدا”؟

المسرحية أكثر من رائعة، ومن الصعب المفاضلة بين مشاهدها، فكل تفصيل فيها مهم، بدءاً من الألحان والرقص، مروراً بالإضاءة والتقنيات الحديثة، وصولاً الى الإخراج... ومع ذلك هناك مشهد أحبّه، وهو الذي أقدّم خلاله أغنية “ديو” بعنوان Les oiseaux qu’on met en cage مع الأحدب “كازيمودو”، كذلك المشهد الذي تتخلله أغنية بعنوان Belle وأكون فيه محاطة بشخصيات ذكورية تغنّي لـ”إزميرالدا” تعبيراً عن حبّهم لها، ومشهد يجمعني بـ”فرولو” حين أكون مسجونة ويشتعل الجدال بيننا على طريقة الحوار الغنائي. أحبّ هذا البعد الدرامي والتعبير من خلال التمثيل وليس الغناء فقط. وبالنسبة الى شخصية “إزميرالدا” فهي تشبهني بإيجابيتها ومبادئها التي تدافع عنها، وبحبّها للرقص والفن، كما أنها امرأة متمردة، حرّة ولكن في الوقت نفسه عاطفية ومرهفة الإحساس. أما نقطة الاختلاف في ما بيننا فتتمثل في أن “إزميرالدا” تنقاد وراء عواطفها ولا تحكّم عقلها في تصرفاتها، أما أنا فأوازن بين عقلي وقلبي.

- عروض مسرحية “أحدب نوتردام” جالت عدداً من دول العالم، وتخطت الـ 160 عرضاً... من أين تستمدّين طاقتك وقوتك، وما الذي يدفعك الى الاستمرار؟

تخطت عروض هذه المسرحية الـ 160 حفلة، وهذا دليل على نجاحها ونيلها إعجاب الناس. فشغفي بالفن والموسيقى، وعلاقتي المبنية على المحبّة والتفاهم مع فريق عمل مسرحية “أحدب نوتردام”، وحب جمهوري لي ودعمهم لأعمالي... كلها عوامل تدفعني للاستمرار رغم التعب الجسدي والفكري. ورغم كثافة العروض المسرحية، لم أترك الغناء، بل على العكس زادت حفلاتي الغنائية في لبنان والدول العربية بالتوازي مع عملي المسرحي. وفي النهاية أنا إنسانة طموحة ترفض الاستسلام، ومفتاح النجاح هو العمل الجاد.

- ستُحيين قريباً حفلاً في مصر، وقد أهديت الشعب المصري أغنية “سلّم على مصر”، لماذا اخترت اللهجة المصرية تحديداً؟

في أول حفل لي في مصر، قررت أن أحمل معي هدية رمزية الى الشعب المصري، وهي أغنية باللهجة المصرية بعنوان “سلّم على مصر”، من كلمات الشاعر نادر عبدالله، وألحان أسامة الرحباني، وقد حققت نجاحاً باهراً في وقت قصير. من خلال هذه الأغنية، وجّهنا تحية من القلب الى عظماء مصر في مختلف المجالات، وهي مميزة بلحنها الذي يجمع بين اللونين، الرحباني والمصري. وبالطبع، تفاعل الجمهور المصري مع الأغنية، وتقديرهم لفني باللهجة اللبنانية وبالفصحى شجّعاني على إحياء حفل آخر قريباً.

- كل فنان عربي يطمح للوصول الى العالمية، وأنتِ حققت ذلك من خلال مشاركتك في هذه المسرحية العالمية، لكن ما هي الخطوة التالية؟

لديّ أحلام كثيرة أسعى الى تحقيقها، ولكن الاستمرار في النجاح والحفاظ على محبّة الجمهور والانتشار الواسع حول العالم هي من أكثر الأمور التي يطمح إليها الفنان. وبالتأكيد الخطوة التالية ستتمثّل بأغنيات جديدة باللغة العربية وربما بالفرنسية أيضاً، كما أطمح لدخول عالم السينما بحكم دراستي للتمثيل والإخراج السينمائي، فقد أخرجتُ عدداً من الكليبات الخاصة بي، ولكن تبقى السينما طموحي الذي أسعى الى تحقيقه، سواء كان أمام الكاميرا أو خلفها.

- بين المسرح والسينما، عن أي فرصة تبحثين؟

أعشق المسرح، وبالطبع أطمح للمزيد من الفرص فيه رغم أنني حققت الكثير في مسيرتي الفنية، فقدمت خمس مسرحيات غنائية، أربع منها مع الرحابنة، ومسرحية “أحدب نوتردام”. لذا أتمنى أن أحظى بتجربة سينمائية، ولكن لا أحد يعرف متى تدقّ الفرصة الباب وأين.

- قدّمت شارة مسلسل “طريق”، هل تؤمنين بطريق الصدفة أم الطريق المرسوم؟

تضحك، هذا سؤال فلسفي! في رأيي، لا أحد يملك الجواب أو الحقيقة المطلقة، ولكن لكلٍ منا طريقه المرسوم الذي لا يخلو من الصدف التي تعترضه.

- للمرة الأولى تتوّج ملكة جمال لبنان بصوتك، كيف تمت التحضيرات لهذا الحدث الضخم؟ ولماذا تم اختيار هبة طوجي تحديداً؟

اتصل القائمون على محطة mtv بأسامة وعرضوا عليه فكرة تجديد أغنية “للصبية الملكة”، التي كتبها الكبير منصور الرحباني خصّيصاً لتتويج ملكة جمال لبنان ووزّعها أسامة الرحباني، فأعاد توزيعها حالياً، ووضعتُ صوتي عليها قبل أن أسافر إلى كندا. بالتأكيد، هو شعور جميل أن يتم تتويج ملكة جمال لبنان بصوتي، خصوصاً أن هذه الأغنية محفورة في ذاكرة اللبنانين.

- تتصارعين مع الوقت في الكثير من الأعمال والتحضيرات والحفلات، هل تعتقدين أنك غلبتِ الوقت أم أن العكس صحيح؟

لا شك في أنني أعاني من ضيق الوقت، وأتمنى أن تطول الساعات والأيام والأسابيع، فلدي الكثير من الأعمال لإنجازها والوقت يمضي بسرعة. ولكن في الوقت نفسه، هذا الصراع مع الوقت يولّد لديّ الحماسة والطاقة والتحدّي في عملي لإنجازه بنجاح. لا أحد يستطيع أن يغلب الوقت، فأنا أسميه “الملك”... وفي المقابل، تسمح لنا إدارة الوقت بالشكل الصحيح وتنظيمه، بالتحكم فيه لبلوغ الأهداف المنشودة، فالوقت يمضي بسرعة البرق ولا ينتظر أحداً.

- هل تشتاقين إلى حياتك السابقة حين كانت أكثر هدوءاً بعيداً من الأضواء؟

في المجمل، أحب حياتي اليوم كما هي عليه، فأنا إنسانة نشيطة، أحب العمل، ولي أهداف كثيرة. فبطبعي أُشبه عملي كثيراً، لا أحب الهدوء أو الجلوس لوحدي، ولكن أحياناً عندما أشعر بالضغط الكبير أو الإرهاق، أشتاق إلى تلك الأوقات الأكثر بساطة وهدوءاً. لكن بشكل عام، أنا سعيدة في حياتي.

- بعد مضي عشر سنوات على عملك في الفن، كيف تصفين مسيرتك؟ وكيف ترين السنوات العشر المقبلة؟

من الصعب اختصار عشر سنوات من حياتي في جملة واحدة، لكن أستطيع القول إنني حققت الكثير من الأحلام التي تمنيتها، والتقيت بالكثير من الأشخاص الذين أثّروا فيّ... أصبحت أكثر نضجاً، واغتنت حياتي من كل النواحي، واكتسبت خبرة واسعة، وحققت أشياء كثيرة في فترات قصيرة وأخرى في وقت أطول... كذلك تعلّمت الصبر. أتمنى أن تحمل لي السنوات العشر المقبلة المزيد من التقدّم والتطور، والمزيد من الأسفار واللقاءات الجميلة وتحقيق الأحلام... أتمنى أن تكون بقوّة السنوات العشر التي مضت، لا بل أفضل.

- نعيش في عصر باتت فيه صورة النجم على مواقع تواصل الاجتماعي تتضمن إطلالاته ومواكبته للموضة وحرصه على حضور أسابيعها، هل هذه الأمور باتت فعلاً جزءاً مهماً من صورة الفنان؟

هذا يعود الى طبيعة الفنان، فهذه الأمور تُعدّ لدى بعض الفنانين جزءاً مهماً من صورتهم، ولدى البعض الآخر لا تقدّم ولا تؤخّر في طريقهم الفني. هي أمور شخصية تخص كل فنان. أما بالنسبة إليّ، فأستخدم مواقع التواصل الاجتماعي للتواصل مع جمهوري، ولكي يتعرّفوا على الأعمال التي أحضّرها، كما أنشر من خلالها إعلانات حفلاتي، وصوراً من حياتي اليومية ومع أصدقائي.

- كيف تصفين أسلوب أناقتك؟

أميل إلى البساطة والطبيعية في الماكياج والشعر. وأحياناً أضيف لمسة من العصرية إلى إطلالتي. كما أحب الموضة وأتابع آخر صيحاتها، ولكنني أختار لنفسي ما يناسبني ويليق بي وما أقتنع به.

- من هي الشخصيات التي تتابعينها على مواقع التواصل الاجتماعي؟

أتابع الكثير من الشخصيات العالمية والعربية. وتقول ممازحةً... يمكنكِ الدخول الى صفحتي الشخصية لمعرفة الأسماء التي أتابعها.

- رغم خصوصية حياة النجوم، ننجح في المقابل في التعرف على تفاصيل منها. ما الشيء الذي لا نعرفه عن هبة؟

أُربّي كلباً عمره 7 سنوات، أحبّه كثيراً ومتعلّقة به. في المجمل، أحب الحيوانات وخصوصاً الكلاب.

- ما أفضل نصيحة مهنية تلقيتها؟

ليس عليك إرضاء الجميع، فقط قومي بالأشياء المقتنعة بها والتي تحبّينها، والأشخاص الذين يحبّونك فعلاً ويتفهّمونك، سيقدّمون لك الدعم ويقفون إلى جانبك. لكن إذا حاولت إرضاء الجميع فهذا سينهكك ويضيّع هويتك وخصوصيتك. على الإنسان أن يقوم بالأشياء المقتنع بها والتي تميّزه عن غيره.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

سوف أحيي حفلة موسيقية غنائية بعنوان “ليلة حلم رحبانية”، بمشاركة الفنانين إيلي خياط وسيمون عبيد، في 25 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وهذا الحفل الغنائي من إعداد وإنتاج أسامة وغدي الرحباني، وإشراف وإخراج مروان الرحباني. أما في كانون الأول/ديسمبر فسأقدم مسرحية “أحدب نوتردام” في قصر المؤتمرات في باريس للمرة الثالثة، ولكن هذه المرة بمناسبة مرور 20 عاماً على المسرحية العالمية، وستتضمن حوالى عشر حفلات.

أسئلة سريعة

- ماذا لو كان عليك الاختيار بين الذهاب إلى المستقبل أو العودة إلى الماضي؟

لا أحب حرق الوقت وخسارة مراحل من حياتي، لذا أختار العودة الى الماضي لأنني أحب النوستالجيا ولكن مع الاستمرار في التقدم نحو الأمام!

- من هو الشخص الذي تبوحين له بكل أسرارك؟

لا شخص محدداً أبوح له بكل أسراري، ولكن لي أصدقاء وأقارب أتحدّث معهم في مواضيع تخصني، أو بعبارة أدقّ أفضفض لهم. لكن بطبعي أحب الإصغاء الى الآخر أكثر من التحدّث إليه.

- ماذا لو خيّروك بين امتلاك القدرة على الاختفاء أو التحكم بالوقت؟

التحكم بالوقت طبعاً.

- ما هو الموقف الذي دفعك للكذب؟

لم أتعرض لأي موقف يدفعني للكذب، ولكن جميعنا نستعين أحياناً بالكذبة البيضاء...

- إذا سُمح لكِ بإعادة تسمية نفسك، فهل تقبلين باسمك أم تعمدين الى تغييره؟

أُبقي على اسمي، لأنني أحب معناه.

- لدى اختيارك العطر، أنت امرأة فرنسية أم شرقية؟

أختار العطور الفرنسية، لكنني أفضّل التدثّر بالعطر الفرنسي ذي النفحات الشرقية، هذا المزيج أحبّه!

- تفضلين الفشل بمحاولة أم النجاح بحيلة؟

أختار الفشل بمحاولة، لأنني أعتقد أن النجاح بحيلة كمن يكذب على نفسه...

- ما هو التاريخ الذي لا يمكن أن تنسيه؟

١٩ آب/أغسطس ٠٨ ٢٠، يوم اعتليت المسرح للمرة الأولى في حياتي، من خلال مسرحية “عودة الفينيق” في مهرجانات بيبلوس الدولية، وهي مسرحية غنائية من تأليف وإنتاج أسامة الرحباني وكتابة منصور الرحباني.

- هل تعتقدين أن التهور شجاعة؟ والحرص والحذر حكمة؟

التهور المفرط ليس شجاعة، والحذر المبالغ فيه ليس حكمة بل جبن. التوازن بينهما هو الأصح.