عمرو عبدالجليل: لا يضايقني أن أكون بطلاً ثانياً وأعيش في سلام مع نفسي

القاهرة – أحمد مجاهد 21 أكتوبر 2018
قدم دوراً مميزاً في مسلسل «طايع»، الذي حقق نجاحاً كبيراً في موسم رمضان الماضي. ورغم أنه يعتبر بطله الثاني بعد النجم عمرو يوسف، لكنه استطاع أن يخطف أنظار الجمهور بأدائه المحترف لشخصية «الريس حربي». النجم عمرو عبدالجليل التقته «لها»، فتحدّث عن كواليس المسلسل وشخصيته فيه، والصعوبات التي واجهته، وفيلمه السينمائي الجديد «سوق الجمعة»، وعلاقته بنجوم الوسط الفني، والأشخاص الذين ساندوه في محنة رحيل شقيقه طارق منذ فترة، وكذلك وفاة صديق عمره الفنان الشاب ماهر عصام، وعلاقته بمواقع التواصل الاجتماعي.


- ما المفاجأة التي ستقدّمها للجمهور في فيلمك السينمائي الجديد «سوق الجمعة»؟

أقدّم في الفيلم شخصية جديدة عليَّ تماماً، وهي «المعلم خرطوش» كبير رجالات السوق، ورغم أنه شخص شرير، إلا أن دوري يميل الى الطابع الكوميدي، خاصة أنني حققت نجاحاً في الكوميديا في بعض أفلامي السينمائية السابقة.

- قدّمت أخيراً شخصية «الريس حربي» في مسلسل «طايع»، ألا تقلق من تكرار أدوار الشر في «سوق الجمعة» و«طايع»؟

لا تشابه بين هذه الأدوار كما يردّد البعض، لأنني لو قدّمت أدواراً لشخصيات صعيدية فبالتأكيد سيكون أدائي لكل منها مختلفاً عن الآخر، لذا فإن تقديمي لشخصيتين شرّيرتين في فيلم «سوق الجمعة» ومسلسل «طايع» لا يعني أن تكونا بالضرورة متشابهتين.

- بعد نجاحك الكبير وإشادة الجمهور والنقاد بأدائك في مسلسل «طايع»، ألا تطمح لتقديم بطولة مطلقة في الدراما مثلما فعلت من قبل في السينما؟

لا أفكر بهذا الأسلوب، ولا أهتم لتقديم بطولة مطلقة، فقط أختار ما يناسبني من الأدوار المعروضة عليّ وأقدّمه للجمهور، وفي النهاية لكل إنسان رزقه في الحياة.

- هل صحيح أنك وافقت على المشاركة في مسلسل «طايع» قبل قراءة نصّه؟

للأمانة، حين عُرض عليَّ سيناريو المسلسل، قرأت فقط شخصية «الريس حربي» التي قدمتها فيه، ولم أطّلع على باقي الشخصيات، بسبب ضيق الوقت، وهذه المرة الأولى التي أقدم فيها عملاً فنياً من دون أن أقرأه كاملاً.

- ألم تقلق من المشاركة في مسلسل من دون معرفة كل تفاصيله؟

لم أقلق أبداً، لأنني كنت أثق في شركة الإنتاج الخاصة بالعمل، إضافة إلى أنني أحب النجم عمرو يوسف كثيراً، فهو ذو موهبة ونجومية كبيرة، لذلك تحمّست للمشاركة في العمل.

- الكثير من المشاهدين انتقدوا حالات القتل المتكررة في المسلسل، ما ردّك؟

طبّقنا سيناريو المسلسل بحذافيره، ولم نرتجل فيه أبداً، وأعتقد أن حالات القتل جعلت الجمهور في حالة من التشويق والإثارة، وقد استمتعت بشخصية «حربي» كثيراً على الرغم من الصعوبات التي واجهتني في تقديمها.

- إلى أي مدى تشعر بالرضا عما حققته من أعمال؟

لست راضياً عما قدمته من أعمال رغم النجاح الذي حصدته وإعجاب الجمهور بها.

- ألم يزعجك أن تكون البطل الثاني للمسلسل رغم تاريخك الفني المشرّف؟

أبداً، فطالما أنني وافقت منذ البداية على مسلسل يؤدي دور البطولة فيه عمرو يوسف، فلن أتضايق لكوني بطلاً ثانياً، فأنا أعيش بسلام مع نفسي.

- لكنْ هناك فنانون دونك موهبة لا يتنازلون عن حقهم واسمهم، ما تعليقك؟

يحق لكل شخص أن يرى نفسه كما يحلو له، لكن بالنسبة إليّ أرفض التفكير بهذا الأسلوب، إذ أشعر أن الله أكرمني أكثر مما أستحق.

- أشاد النقاد بتأدية بعض النجوم أدواراً ثانية في الفترة السابقة ومنها دورك في «طايع» مؤكدين أنكم خطفتم الأضواء من أصحاب الأدوار الأولى، ما ردّك؟

في رأيي، العمل يحقق نجاحاً بكل عناصره، الأدوار الأولى والثانية والشباب... كلنا نتعاون في فريق عمل واحد، وطالما أن المسلسل حقق نجاحاً كبيراً مثل «طايع»، فهذا يعني أننا تميّزنا جميعاً بنِسب مختلفة.

- البعض شبّه شخصيتك ذات الطابع الصعيدي في مسلسل «طايع» بشخصية النجم الراحل محمود عبدالعزيز في مسلسل «أبو هيبة»، ما تعليقك؟

شرف كبير لي أن يتم تشبيهي بفنان بحجم الراحل محمود عبدالعزيز ونجوميته.

- أدّيت الكثير من الشخصيات الصعيدية من قبل، فما الفارق بين شخصية «حربي» وباقي الأدوار التي قدّمتها؟

أعتقد أن شخصية «الريس حربي» التي قدمتها في «طايع» كانت تحمل بين طيّاتها بعض الكوميديا رغم طابعها الشرير، مقارنةً بباقي الشخصيات الصعيدية التي قدمتها من قبل في مسلسل «الزوجة الثانية» وغيره، إضافة إلى أن أسلوب «الريس حربي» في الكلام كان مختلفاً أيضاً.

- هل كنت تنفّذ تعليمات المخرج عمرو سلامة، خصوصاً أنه أول تعاون بينكما؟

بالطبع، لأنني أحترم التخصص في العمل، فأنا ممثل أصوّر مشاهدي وفق رؤية مخرج العمل، كما أحببت أن أدخل بعض الإفيهات الكوميدية إلى شخصية «حربي»، لكن تم حذفها كلها في عملية المونتاج، لكنني لم أنزعج أبداً، وفي الحقيقة تعلّمت ذلك من العمل مع المخرج الراحل يوسف شاهين.

- هناك مسلسلات تضمنت ألفاظاً خادشة للحياء واستفزت الجمهور، ما رأيك بها؟

أرى أنه لا يجوز أبداً أن نستخدم كفنانين ومبدعين هذه الألفاظ ونذهب بها الى المشاهدين في منازلهم، لأن المسلسل تتابعه الأسرة المصرية بأكملها، أطفالاً ورجالاً ونساءً، لذا لا يصح أن نعرض مشاهد جريئة على شاشة التلفزيون، حتى لو تطلب ذلك السياق والأحداث الدرامية للمسلسل.

- هل ترى ضرورةً لفرض رقابة على الأعمال الدرامية أم يجب رفعها مثلما يرى بعض الفنانين؟

في رأيي، الرقابة يجب أن تكون نابعة من الفنان نفسه، ثم يأتي دور الرقيب في تنظيم الأمور، وعلينا أن نحترم الآداب العامة في مجتمعنا الشرقي في كل ما نقدمه من أعمال فنية للجمهور.

- حديثك يعني أنك مع فرض غرامة مالية قدرها 250 ألف جنيه على أي عمل يتضمن لفظاً خادشاً للحياء؟

أؤيد فعلاً هذا القرار، لأننا نحلّ ضيوفاً على الجمهور في مسلسلاتنا، لذا يجب أن نكون راقين في ما نقدمه لهم.

- صرّحت أنك لا تتابع مواقع التواصل الاجتماعي حتى في ردود الجمهور على أعمالك الفنية، ما السبب؟

أنا بطبعي لا أهوى الإنترنت ولا التكنولوجيا الحديثة، ولا أملك أي حساب على «فايسبوك» أو «تويتر» أو «إنستغرام»، لكن تصلني تعليقات الجمهور على أدواري من خلال الأشخاص المقرّبين مني.

- هل تبتعد عن السوشيال ميديا لما تسمعه عن الأزمات التي يتعرض لها بعض الفنانين بسببها؟

إطلاقاً، فأنا لا أحب استخدام هذه الوسائل أبداً، ولم أتخذ هذا الموقف منها بسبب أمور معينة.

- هل تتذكر مشاهد معينة أثّرت فيك إنسانياً في مسلسل «طايع»؟

ما من مشاهد بعينها أثّرت فيَّ إنسانياً، لكن في الحقيقة واجهت صعوبات كبيرة في أثناء تصوير مشاهدي الخاصة في ذروة النهار وأنا صائم في شهر رمضان، فكنا نصور طوال اليوم، لذا أؤكد أنني عانيت إجهاداً في هذا المسلسل أكثر من أي عمل آخر قدّمته.

- كيف كانت كواليس تصوير المسلسل في الأقصر؟

كانت الكواليس أكثر من رائعة، وأتذكر موقفاً جميلاً عندما قابلت في أثناء التصوير هناك أحد الضباط صدفة، وكانت تربطني به علاقة قوية في القاهرة، ودارت بيننا أحاديث مختلفة.

- أعلم جيداً مدى علاقتك بالفنان الشاب الراحل ماهر عصام، بمَ أثّر فيك رحيله؟

ماهر عصام كان بالنسبة إليّ الأخ والصديق المقرّب والحبيب، وأحد أفراد شلّتنا، وكنا نسمّيه «اللذيد» لروحه المرحة وخفّة ظلّه، وعلى الرغم من موهبته الفنية الفذّة لم يأخذ حقه كممثل، ولم يحظَ بالاهتمام والرعاية المناسبين.

- بعد رحيل ماهر عصام، هاجم الكثيرون المنتجين والنجوم الكبار لنكرانهم وتجاهلهم الفنانين الشباب في حياتهم وعدم الاهتمام بهم، ما تعليقك؟

بصدق شديد، هم لا يشعرون بالأشخاص وهم على قيد الحياة، حتى وإن كانوا طيبين وموهوبين ومؤثّرين... لا يشعرون بأهميتهم إلا بعد رحيلهم، وعندها فقط يقولون إنهم كانوا ظرفاء وموهوبين.

- هل هذه الأمور أدت عدم وجود صداقات قوية لك في الوسط الفني؟

محمد عبدالحافظ وخالد عبدالسلام هما أقرب أصدقائي في الوسط الفني، ونمضي أغلب الأوقات معاً، أما باقي النجوم فهم مجرد زملاء.

- من ساندك في محنتك بوفاة شقيقك السيناريست طارق عبدالجليل؟

عائلتي والمحيطون بي، لكن أحسسنا برضا الله وكرمه على شقيقي طارق، لأن المرض الذي عاناه في آخر أيامه بدأ يأخذه منا تدريجاً، فلو أنه رحل فجأة عنّا وفقدناه من دون سابق إنذار، لكنّا تعرضنا لأزمة نفسية كبيرة.

- كيف كانت علاقتكما؟

كان أخي الأكبر، بل أكبر أشقائي في العائلة، وهو الذي ربّاني، ولا أنسى أبداً كيف أنه أصر على تقديمي مسلسل «طايع» بعد أن عجز مدير أعمالي عن إقناعي به، فأوكل مهمة إقناعي الى شقيقي طارق، الذي نجح في هذه المهمة وتوقع نجاحي في هذا المسلسل قبل رحيله.

- ألمس في حديثك أنك تعيش حالة من السلام الداخلي... فهل هذا يعود الى الأزمات والمحن التي مررت بها؟

على العكس، أنا أعيش بسلام مع نفسي منذ فترة طويلة، لا أهتم لأحد أو أنفعل أو أغضب من شيء، لأنني أؤمن بمقولة الراحل الدكتور مصطفى محمود: «الدنيا مثل فقاعة في الهواء، تجمع كل ألوان الطيف، وتبدو مثيرة ومغرية، لكنها في النهاية تختفي في لحظة»... لذا فما من سبب يمكن أن يدفعني للانفعال أو التشاجر مع أي شخص.

- كيف تتعامل مع الشهرة والنجومية التي حققتها؟

بصدق، لا أشعر أنني نجم، ولا أنتبه إلى أنني ممثل إلا حين أقابل الناس في الشارع، ويحدّثونني عن أعمالي الفنية، لأنني أتعامل ببساطة مع الجميع.