ميسم نحاس: بين روما واسطنبول...

إسترخاء,كنيسة آيا صوفيا,قارة آسيا,إسطنبول,الكنائس,أوروبا,ايطاليا,كاتدرائية,حضارة,تاريخ,تركيا,جبنة رومانو,ضغط الدم,ميسم نحاس,الإمبراطورية العثمانية

05 يوليو 2011

بين روما واسطنبول مفارقتان تاريخيتان تجمعهما. روما عاصمة الإمبراطورية الرومانية القديمة التي تحضن الفوروم أو الميدان الروماني حيث كانت تقام اجتماعات مجلس الأعيان 'السينا' الذي كان يقرر مصير البلاد التي تنطلق إليها أرتال الجيوش لتوسيع مستعمرات الإمبراطورية.
وروما التي عشقها قيصرها عشقًا ساديًا إلى درجة إحراقها شهدت انحدار الإمبراطورية واندثارها. وهي معقل فن عصر النهضة الذي ينتشر بأبّهة أينما جلت في المدينة.
أما اسطنبول التي تحمل في ذاكرتنا التاريخية صور فرمانات الباب العالي الذي حكم نصف العالم 400 سنة، وعاصمة الامبراطورية العثمانية القديمة التي انكمشت في حدود جغرافيا جعلتها تتوسط الغرب الأوروبي والشرق الآسيوي، فهي أيضًا شهدت انحدار الإمبراطورية.
والمفارقة التاريخية الأخرى أن المدينتين لم تعودا عاصمتي أمبراطوريتين ورغم ذلك بقي وهج تاريخهما المتناثر في أرجائهما يدهش كل من يزورهما.
النجمة اللبنانية ميسم نحاس اختارت روما واسطنبول وجهتيها لإجازة استبعدت فيها إراديًا كل هموم العمل الفني وأهله وعاشت أيامًا من الاسترخاء بعيدًا عن أضواء الكاميرات وجدران الأستويوهات، متجوّلة بين أحضان التاريخ تتصفحه بمتعة وتقرأ بين سطوره قصصا متجسّدة في آثار لا تأبه لتقلبات الزمان وأهوائه.

حدّثتني ميسم عن رحلتها إلى روما  قائلة: 'إخترت روما لأمضي إجازتي فيها. إنها مدينة تضج بكل عناصر الحضارة، الطبيعة والفن والسياسة والدين.
أمضيت فيها أسبوعاً تخليت فيه إراديًا عن كل ما له علاقة بهموم العمل والنجومية وأطلقت العنان لميسم الإنسانة العادية، أمشي لساعات بملابسي البسيطة من دون ماكياج ولا ألتقي أشخاصًا يعرفونني، فهذه لحظات يحتاجها كل فنان ليعيد شحن طاقاته من دون ضغط وقلق.

في روما لم أستعمل وسائل النقل فالمدينة تبهرك بكل شيء وتشعرين بأنك تريدين التعرف إليها عن كثب من دون وسيط. تخيلي نفسك في متحف في الهواء الطلق حيث لا أحد يمنعك من التصوير أو لمس معروضاته. {C}
أحيانًا كنت أمشي لسبع ساعات من دون أن ألاحظ وكأن المدينة تآمرت علي بفن جميل لتدخلني في متاهاتها الرائعة بين قوس سبتيموس سفيروس معبد زحل، وقصر فيستال، ومعبد أنطونيو وفوستين وقوس تيتوس.

وفي ساحة نافونا مكان تجمّع سكان روما وزوّارها تفوح من مقاهي الرصيف التي تتحلّق حولها رائحة القهوة الإيطالية بكل أنواعها ممتزجة بروائح البيتزا والباستا التي لم أمنع نفسي من تناولها رغم أنني أهتم برشاقتي.
وفي حضرة الفاتيكان تشعرين بالهدوء حيث الكنائس والكاتدرائيات التي تضج بفن عصر النهضة'.

عن التسوّق تقول ميسم: 'التجوال في أحضان روما متعة يختصرها قصر المسافات بين روائعها إنطلاقًا من بياتزا دي اسبانيا، صعودًا إلى سلم ترينيته ديه مونتيه حيث قادتني درجاته إلى كنيسة تحمل اسمه، ثم نزلت إلى فيا ديه كوندوتي فردوس الأناقة الإيطالية التي تعرضها واجهات البوتيكات بأسلوب يعكس شغف أهل روما بالجمال. وبالتالي لا يمكن أن تزوري إيطاليا ولا تتسوّقي فيها خصوصًا الملابس الجلدية'.
أما عن رحلتها إلى اسطنبول فتقول ميسم: 'أمضيت في اسطنبول ستة أيام رائعة، زرت خلالها الجامع الأزرق وآيا صوفيا ومتنزه يلدز بارك الرائع الذي مشيت فيه ساعات من دون تعب وكأن لدي اشتياق مزمن للتجوال في أحضان الطبيعة وألوانها وعناصرها التي بدأنا للأسف نفقدها في لبنان.

المشاهد أثارت فيّ حماسة تصوير فيديو كليب هناك، خصوصًا أنها ليست في حاجة إلى عمليات مَنتجة، وأظن أن الكاميرا مهما كانت متطورة لن تعكس الصورة الحقيقية مئة في المئة. في متنزه يلدز شعرت بأني بنت الأرض والطبيعة التي بحكم إنشغالاتي أنسى أحيانًا وجودها'.

وتضيف عن رحلتها إلى اسطنبول: 'السهر في اسطنبول متعة، فقد كنت أذهب وخطيبي مجدي معوض إلى حفلات لمطربين أتراك كنا نطرب لأصواتهم وتخرج 'الآه' منا رغم أننا لا نفهم اللغة التركية. بالفعل الفن يكسر كل الحواجز'.
وتنصح ميسم كل من يريد أن يمضي إجازة لا سيما إذا كان نجمًا بأن يختار مدنًا لا يعرفه أهلها، لأنه سيصل إلى ذروة الاسترخاء مما يمنحه طاقة غريبة تشحنه إبداعًا.