بعد شفائها من سرطان الثدي زهرة الخرجي: لم أخف يوماً من الموت

حوار: هنادي عيسى 27 أكتوبر 2018

بإيمانها وقوّتها وتحدّيها الخوف والصعاب، انتصرت الفنانة الكويتية زهرة الخرجي على مرض سرطان الثدي. كما استطاعت التغلّب على هذا المرض بدعم محبيها الذين واكبوا مرحلة علاجها في لندن. “لها” التقت الخرجي، فأكدت أنها تعيش حياة طبيعية بعد 13 عاماً على شفائها من السرطان، كما دعت النساء الى إجراء الفحوص الطبية اللازمة للتصدي للمرض في مراحله المبكرة.


- قلت سابقاً إنك في صدد التحضير لكتاب يروي تفاصيل حكايتك مع مرض سرطان الثدي، أين أصبح هذا الكتاب؟

مواد هذا الكتاب جاهزة لدي، لكن وللأسف لم أستطع التفرغ للكتابة بسبب انشغالاتي الكثيرة، لذلك أبحث عن أشخاص يساعدونني في إنجاز الكتاب عبر تفريغ التسجيلات والفيديوات التي بحوزتي وتوثيقها باحتراف في كتاب من توقيعي ويتضمن بصدق ما عشته بعيداً من الشائعات والأقاويل التي رافقت فترة مرضي. كما عليّ قبل النشر، الحصول على موافقة بعض الأشخاص الذين واكبوا مرحلة مرضي وتلقيّ العلاج، وأتمنى أن يتحقق لي ذلك قريباً بعد مرور 13 سنة على تجربتي المرّة مع السرطان.

- بعد مضي 13 سنة على شفائك من السرطان، كيف تعيشين حياتك اليوم؟

حياتي تغيرت كثيراً اليوم، فعندما لا أكون مرتبطة بأي عمل فني، أستيقظ صباحاً وأذهب الى النادي الرياضي وأمارس تمارين رياضية لمدة ساعة ونصف الساعة، بعدها أُصفف شعري، وأزور أمي أو صديقاتي المقرّبات.

- كيف تستعدّين للتصوير؟

أحضّر كل مستلزمات العمل قبل الذهاب الى موقع التصوير، وبعد ساعات التصوير الطويلة ومعاناتي التعب والإرهاق، أعود الى المنزل للاسترخاء والنوم. أما في الصيف وهو موسم الإجازات فأذهب الى البحر لأنني أعشق السباحة، وفي المساء أشاهد الأفلام السينمائية والمسلسلات، أو أسهر مع أصدقائي.

- هل تنامين ملء جفونك أم تشعرين بالأرق؟

أعاني مشكلة في النوم، فأحيانا أنام في العاشرة مساءً وأستيقظ عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وفي أحيان أخرى أغطّ بنوم عميق يدوم عشر ساعات.

- هل تغير نظام غذائك بعد شفائك؟

لا، لم يتغير أبداً، فمنذ صغري أعشق تناول الأسماك والخضار والبقوليات، وأبتعد عن اللحوم والدجاج.

- هل تحضّرين طعامك بنفسك؟

كنت أطهو طعامي في ما مضى، أما اليوم فأستعين بطبّاخة ماهرة تحضّر لي ما أرغب من مأكولات.

- ماذا عن الملابس التي كنت ترتدينها في فترة المرض؟

لا أذكر سوى أنني كنت أرتدي الملابس الرياضية في فترة مرضي وتلقيّ علاجي، وأنتعل الأحذية الرياضية المريحة، لكن بعد شفائي من السرطان، بدأت بانتعال الأحذية ذات الكعوب العالية، وعدت الى ملابسي المعتادة والألوان الجريئة، فطوال حياتي لم أرتدِ ألواناً قاتمة إلا في أدواري التمثيلية التي تتطلب ذلك.

- هل ما زلت تعيشين هاجس المرض الخبيث؟

لا، لم أعش هاجس المرض خلال محنتي، ولم أخفْ يوماً من الموت، فالموت حق، وقدَر كل إنسان أن يموت بسبب المرض أو سكتة قلبية أو في حادث سيارة. وكما يقال، تعددت الأسباب والموت واحد... وإيماننا بالله يساعدنا على تجاوز المحن.

- هل تزورين الطبيب بين الحين والآخر لإجراء الفحوص الطبية اللازمة؟

بالتأكيد، فهذا أمر طبيعي وعلى أي إنسان القيام به، ولا يقتصر على من عانى مرضاً معيناً، فمن الضروري أن يخضع المرء للفحوص الطبية مرةً في العام للاطمئنان على وضعه الصحي. وهنا أوجّه رسالة الى كل النساء بعدم الخوف من إجراء أي فحص طبي، والمواظبة على زيارة الطبيب أقلّه مرةً واحدة في السنة للتصدي لأي مرض في مراحله المبكرة.

- هل تشاركين في المؤتمرات التي تُعقد للتوعية حول مرض سرطان الثدي؟

في شهر تشرين الأول/أكتوبر، أشارك في الكثير من المؤتمرات التي تُقام لهذه المناسبة، كما أُلقي عدداً من المحاضرات وأعقد اللقاءات التلفزيونية والصحافية لأتحدث عن تجربتي مع مرض السرطان، وأنصح النساء بالكشف المبكر، وهنا أحيي مجلة “لها” الغرّاء وجمعية “القافلة الوردية” على هذه المبادرة التي يقومان بها لتوعية النساء بمخاطر سرطان الثدي.

- من دعمك في فترة مرضك؟

أذكر أولاً “ملائكة الرحمة” الذين كانوا يسهرون على راحتي في أثناء تلقيّ العلاج في أحد مستشفيات لندن، ولا أنسى أبداً دعم زوجي لي، وأهلي الذين كانوا يتواصلون معي من الكويت ويدعمونني معنوياً.

- يُقال إن أحد أسباب شفاء المريض هو دعم الناس المحيطين به، فهل هذا صحيح؟

نعم، خصوصاً أن من يرافق المريض يعاني إرهاقاً ويتألم نفسياً كلّما تدهورت حال المريض الصحية.

- بعد شفائك، هل واكبت إحدى القريبات في فترة مرضها المماثل لمرضك وساندتها بتقديم الدعم المعنوي والنصائح؟

الحمد الله، لم تصب واحدة من قريباتي بهذا المرض اللعين، ولو حصل ذلك لا قدّر الله فلن أبخل على المريضة بتقديم النصائح والإرشادات أو أي معلومة تفيدها في العلاج، ولن أتوانى عن مدّها بالطاقة الإيجابية التي تساعد على الشفاء.