روزاريتا طويل Rosarita's Journey لأن السفر انفتاح على العالم فهو أفضل ما يمكن الاستثمار فيه

كارين اليان ضاهر 04 نوفمبر 2018
نجد في السفر متنفساً يُخرجنا من روتين الحياة اليومية، وأكثر بعد، فهو لكثرٍ قصة عشق وكتاب يحمل معه كل الذكريات الجميلة التي تحفر في الذاكرة. لكل منا قصة مع السفر، كما لكل من المشاهير قصص عدة جميلة وتفاصيل يشاركوننا بها. قصة روزاريتا طويل مع السفر تنعكس من دون شك في طريقة سردها لتفاصيل أسفارها واكتشافاتها. فعشقها للسفر واضح فيما تبحث في كل رحلة لها عن جديد تكتشفه في هذا العالم. في هذا الحوار تشاركنا روزاريتا بأسرار أسفارها بشغف وتنقلها بشفافية لافتة.


ما أجمل بلد زرته؟

تصعب الإجابة عن هذا السؤال، لأن لكل بلد زرته ما يميزه ويجذبني إليه. لكن يمكنني القول إنني سعدت كثيراً بزيارة Cape Town في جنوب أفريقيا. المكان رائع بكل ما فيه من مناظر خلابة ومأكولات شهية، ولا يمكن أن أصف مدى سعادتي بزيارته.

- أي شعب وجدته مضيافاً بشكل خاص؟

قد يكون الشعب اللبناني من أكثر الشعوب المضيافة في العالم. لكن لو أردنا البحث والمقارنة بشعوب قد تتمتع أيضاً إلى حد ما بهذه الصفة، يمكن القول إن شعوب أميركا اللاتينية كالمكسيك مثلاً، مُحبّة وقريبة من القلب ومضيافة تهتم بزائريها، بعكس شعوب أخرى قد تكون المسافة التي تخلقها مع الغرباء من ثقافتها. ولا أنكر أيضاً أنني أحببت شعب بالي في أندونيسيا الذي يتميز بلطفه وحُسن استقباله للسيّاح.

- في أثناء السفر، هل تحرصين على إطلالتك وتتقيدين بالموضة أم تفضلين الطلّة المريحة والعفوية؟

شخصياً، لست مهووسة بالموضة، كما أنني لا أخصّص الكثير من وقتي ومالي لكل ما له علاقة بالموضة، بل تهمّني التجارب الجديدة التي أعيشها وأختبرها، كالسفر بشكل خاص فهو يعني لي الكثير. وحتى في حياتي اليومية، أميل إلى المظهر البسيط، وأكثر بعد لا أحمل في حقيبة سفري إلا الملابس العملية والمريحة التي أحتاجها حصراً. ففي السفر يكثر المشي والتنقل لاكتشاف معالم البلد الذي أزوره، وهذا يتطلب ملابس تريحني في تحركاتي. لكن إذا سافرت لحضور حفل أو مناسبة معينة فمن الطبيعي أن أرتدي ملابس خاصة بالمناسبة. وفي ما عدا ذلك لا تهمّني الإطلالات المتكلفة، بل سهولة التحرك لأعيش تجربة السفر بأفضل شكل ممكن.

- أي بلد زرته وفوجئت بما فيه بشكل لم تتوقعيه؟

البلد الذي زرته أخيراً، وهو النروج. لم أتوقعه بهذه الروعة، إذ ألاحظ أن قلائل هم اللبنانيون الذين يزورونه رغم تميّزه بجمال لافت ومناظر طبيعية خلابة، هذا فضلاً عن شعبه المسالم والسعيد بطبعه. كل ما اكتشفته في النروج فاجأني وفاق توقعاتي، وأشجع الكل على زيارته.

- أي بلد تحبين زيارته أكثر من مرة؟

شخصياً، لا أحب زيارة البلد نفسه مراراً. فهدفي من السفر هو اكتشاف أماكن جديدة والاطلاع على ثقافات وحضارات الشعوب المختلفة. أُفضّل السفر الى بلد لم أزره من قبل، فلكل بلد ما يميزه ويجعله يستحق زيارة أخرى. وحتى في حال قررت زيارة البلد نفسه، أحرص على الذهاب الى مناطق جديدة لاكتشاف معالمها، ولهذا لا أؤيد فكرة أن يزور الناس في كل عطلة البلدان نفسها. لست من أولئك الأشخاص، وأحب أن أعيش تجارب جديدة لم أخضها من قبل. لكن قد تكون باريس من المدن التي أزورها بشكل متكرر لوجود أصدقاء لي فيها. كما أنني اعتدت على أجواء باريس وأرتاح فيها.

- هل من ذكرى مزعجة رافقت إحدى رحلاتك وجعلتك تكرهين السفر إلى بلد معين؟

من الجيد أنني لم أواجه مشكلة معينة في سفري كنسيان حقيبة أو سرقة أو غيرها... لكن أذكر أنه أثناء سفري إلى المغرب التي أعشقها وأعتبرها من البلدان الرائعة ولي أصدقاء كثر فيه، أنني تلقيت اتصالاً بوفاة خالي الذي أحبه كثيراً. صدمني الخبر حينها، ومن الطبيعي أن ترتبط هذه الذكرى الأليمة بسفري إلى البلد نفسه.

- أي بلد تتمنين زيارته ولم تزوريه بعد؟

تبدو اللائحة طويلة جداً نظراً لعشقي للسفر ورغبتي في اكتشاف أماكن كثيرة. واليابان من البلدان التي تختلف اختلافاً تامّاً عنا بحضارتها وثقافتها وشعبها وتقاليدها. وكل من يزورها فإما أن يحبّها أو يكرهها بسبب هذا الاختلاف. ولأنني أحب اكتشاف كل جديد في السفر، أتمنى زيارة اليابان يوماً.

- من هو الشخص الذي يرافقك في أسفارك وتحبين رفقته دوماً؟

من المهم أن يكون رفيق السفر شخصاً نتفق معه ويشبهنا حتى نشعر بالانسجام دوماً لأن لكل منا عاداته وروتين حياته. يهمّني كثيراً أن يتأقلم الشخص الذي يرافقني في السفر مع مختلف الظروف مثلي تماماً، سواء كانت صديقة أو فرد من العائلة.

- أي رحلة لك ترتبط في ذهنك بذكرى جميلة تحبّينها؟

أذكر أنه أثناء سفري إلى مديغورييه، وفيما كنت أصلّي تلقيت اتصالاً لعمل جديد كنت أتمنى أن يتم اختياري من أجله. أثّر فيّ ذلك كثيراً عندها وحصلت على تلك الوظيفة. أيضاً كنت أعمل مع جمعية تُعنى بالمغتربين اللبنانيين وتسعى الى تقريبهم من لبنان واللبنانيين. زرت يوماً منطقة صغيرة جداً في الأرجنتين يسكنها الكثير من اللبنانيين وأمضيت سهرة رائعة لا تنسى مع أولئك اللبنانيين الذين قلّما يتذكرهم أحد والذين يتمنون المجيء إلى لبنان لكنهم يعجزون عن ذلك إما بسبب الأوضاع المادية أو بسبب المرض وغيره من الأسباب. عشت لحظات مؤثرة جداً مع أولئك الأشخاص أشعرتني بالفخر لكوني لبنانية وهم يبكون ويخبرونني عن مشاعرهم. كما قدّموا لي درعاً تقديرية لزيارتي لهم وهم عاجزون عن زيارة لبنان.

- ما هو هدفك الأساس من السفر؟

هدفي من السفر هو غالباً اكتشاف أماكن جديدة والتعرف على الأطباق العالمية وممارسة نشاطات مختلفة. كما أحب الاطلاع على المعالم الأثرية في كل بلد أزوره، أما التسوّق فلا يشغلني كثيراً لأنني أكرّس وقتي أثناء السفر للبحث عن أمور تترك عندي ذكريات جميلة. وقد أسافر لحضور حفل مميز.

- ما الذي لا تستغنين عنه في السفر؟

الكاميرا، لأنها توثّق ذكرياتي الجميلة في كل بلد أزوره. وأتمنى دائماً لو أنني التقطت المزيد من الصور ليراها الآخرون. كما آخذ معي شاحن الهاتف وكريماتي لأن بشرتي تصبح أكثر عرضةً للتحسس في السفر. ولا أنسى حقيبة الـCROSS BODY الصغيرة الخفيفة والتي أضع فيها أغراضي أثناء التجول. وأحمل أيضاً سترة حتى وإن سافرت إلى البلدان الحارة.