عمر نقاش استوحى Trinity من فن العمارة اللبنانية... ويعرض في دبي ثنائية “وجيه وعمر نقاش”

كارولين بزي 03 نوفمبر 2018
لم تمر تلك القناطر التي تتميز بها الهندسة المعمارية لبيروت، مرور الكرام عند المصمّم والمهندس اللبناني المقيم في دبي عمر نقاش، بل استوحى منها تحفته الفنية الأولى التي اتخذت من معرض بيروت للتصميم المكان الأول الذي تطل به على بيروت. أطلق عمر على قطعته الفنية اسم Trinity، أي الثالوث، لأن كل قطعة تتألف من ثلاث قناطر، وبين القناطر ثلاثة مصادر إشعاع صغيرة، وجاء تصميمه بألوان الـSteel وBrass وCopper انطلاقاً من الفكرة نفسها، وقد استغرق العمل على مشروعه الفني عشرة أشهر.


عمر نقاش مهندس ومصمّم لبناني، عمل في لبنان لمدة سنة، ثم ذهب للتخصص في ميلان وعاد إلى دبي في العام 2011. يشير عمر إلى أنه يعمل في دبي في التصميم الداخلي للمشاريع السكنية، ويتسلّم المشروع من الألف إلى الياء.

“انطلقت فكرة Trinity من المدينة الصناعية في بيروت. وبما أنني لبناني فقد ألهمتني بيروت، وأعرض الفكرة للمرة الأولى في معرض بيروت للتصميم”.

وعن قطعته الأولى، يقول: “أطلقت اسم Trinity على القطعة، وهي مؤلفة من ثلاث قناطر، ترجمت فيها شغفي، وذلك بعدما ألهمتني الهندسة المعمارية اللبنانية، من خلال رصدي للعديد من قناطر الأبنية في بيروت”.

ويتابع: “الفكرة بسيطة جداً إذ إن القطعة تحتوي على مصابيح ويمكننا إزالة القناطر والاحتفاظ بقاعدة الضوء، وقد جاءت القطعة في ألوان ثلاثة Steel، Brass، Copper. وأول قطعة صنعتها كانت الـ Steel، وبما أن القطعة تتألف من ثلاث قناطر، فكان عليّ أن أصمّمها بألوان ثلاثة. القطعة تمثّل تحفة حية، على عكس الكرسي أو الطاولة... فتلك قطع جامدة. كما أردت أن أعطي التحفة حقها في المساحة التي سأقدّمها فيها لمرتادي المعرض، في خطوة مكمّلة لفكرتي، فأرفقت ستائر أُسدلت على شكل قناطر وضعتها فوق القطعة”.

وعن مشاركته في أسبوع دبي للتصميم، يقول عمر: “سأشارك في أسبوع دبي للتصميم ولكن بمجموعة مختلفة، سأتعاون فيها للمرة الأولى مع والدي وجيه نقاش، ويحمل التصميم عنوان “وجيه وعمر نقاش”. سيكون المعرض مزدوجاً إذ يضم مصمّمين، وقطعتين تكمّلان بعضهما بعضاً. إذ نستخدم في أول قطعة رقائق معدنية بينما القطعة الثانية تتكون من الرخام، وبالتالي هما قطعتان متضادتان ولكنها مكمّلتان لبعضهما البعض”.

وبما أن والده مصمّم أيضاً، يلفت عمر إلى أنه في الغالب ورث شغف التصميم الفني عن والده، إذ لطالما أُحيط منذ طفولته بالتصاميم، مشيراً إلى أن اسم عائلته مشتق من النقش، وبالتالي يغلب على أفراد العائلة الطابع الفني، سواء في التصميم أو الرسم أو النقش...

وعما إذا كانت إقامته في دبي هي التي أتاحت له فرصة التطور في مجال التصميم، يقول عمر: “أقيم في دبي، وذلك أتاح لي الفرصة كي أبدأ من أسبوع دبي للتصميم، ولكن لا أحب القول لو أنني في لبنان لما كنت ترجمت شغفي، لأن قطعتي أصلاً مستوحاة من بيروت، وبالتالي أطمح لأن أكون مصمّماً عالمياً لا يحدّه مكان أو هوية، مثل المصمّم فيليب ستارك الذي نَصفُه بالعالمي لا بالفرنسي”.

ويلفت عمر نقاش إلى أن القطعة أثارت إعجاب كل من زار المعرض، ولا سيما فكرتها وطريقة تقديمها والجو الذي ابتكره لها، فـ”الفكرة قوية، وبالتالي يمكنني أن أطورها لاحقاً إن كان في مجال تصميم الثريات، أو طاولات المصابيح، أو قطع أخرى تميّز روحية المكان الذي توضع فيه، شرط أن تكون مستوحاة من الهندسة المعمارية اللبنانية، وأصنعها في لبنان”.

ورداً على سؤال حول امكانية مزج الثقافتين اللبنانية والإماراتية بما أنه لبناني يعيش في دبي، يوضح عمر: “ربما أمزج ثقافتين، فقد تلهمني دبي بتصميم تحفة فنية وجمعها بقطعة مستوحاة من لبنان. أعتقد أن لبنان سيكون مقابلاً لدبي، فهما متضادان، مثلاً: لا قانون في لبنان، بينما في دبي القانون سائد ومطبّق”. ويضيف: “الأهم بالنسبة إليّ هو الفكرة، أي الإلهام الذي سأنطلق منه لأجمع هاتين الثقافتين أو أصمّم قطعة جديدة، إذ لست من الذين يرسمون أفكاراً عدة، وعندما يحين موعد المعرض أختار منها لأعرضها، بل أبحث عن الفكرة القوية التي تدوم طويلاً في مجال التصميم”.

وعمّا إذا كان هناك توارد أفكار بينه وبين باقي المصمّمين في تصميم Trinity، يؤكد عمر: “أعتقد أنه لو كانت هناك قطعة مماثلة لسمعنا عنها، لكنني أجريت بحثاً بسيطاً قبل أن أصمّم هذه القطعة، فحقوق النشر للعلامات التجارية في مجال التصميم حساسة جداً، لكن لا أنكر أن هناك أكثر من قطعة تحمل اسم Trinity”.