قصة تحوّل الجلود الطبيعيّة إلى حقائب فاخرة من Louis Vuitton

04 نوفمبر 2018

اشتهرت دار لويس فيتون منذ بداياتها بتصميم أفخم الحقائب والمنتجات الجلدية. ولطالما سعت في تصنيعها الى استعمال أندر الجلود وأثمنها واعتمدت بشكل كبير على الحِرفية العالية التي يبرع فيها فريق عملها الفني. وهذا الموسم أعادت الدار إحياء عدد من حقائبها الأيقونية بنفحة عصرية، وأضافت مجموعات جديدة Exotics الى أرشيفها لا تقل جودة وجمالاً عن سابقاتها. وللتعرف على قيمة هذه الحقائب، ندعوكم للغوص في تفاصيل صناعتها والتعرف على حقائق تجهلونها.

يتطلّب إنجاز حقيبة مصنوعة من الجلد الطبيعي 350 خطوة مختلفة تبدأ من عمليّة اختيار الجلود وصولاً الى عمليّة التدقيق النهائيّة. ويتطلّب إنجاز مقبض حقيبة من مجموعة كابوسين مثلاً 4 ساعات تحديداً. يُشكّل البحث عن أفضل جلد طبيعي لكل حقيبةٍ عمليّةً صعبة وطويلة. وتستغرق معالجة الجلد الطبيعي ما بين 6 و10 أسابيع، ينتقل خلالها الجلد من الدباغة مروراً بالصباغة وثمّ إزالة الشوائب وحتّى التلميع، و6 أسابيع إضافيّة من أجل تلوين الجلد وإزالة الشوائب منه وتلميعه قبل أن تبدأ عمليّة صنع الحقيبة. وتتضمّن لائحة المواد الحصريّة والثمينة التي يستخدمها حرفيّو لويس فويتون جلد التمساح والثعابين.

في لويس فويتون، يُعتبر العمل بالجلود الطبيعيّة مغامرةً بحد ذاتها كونه يُشكّل استكشافاً ملهماً لطرقٍ جديدة يمكن من خلالها تحفيز الخيال للخروج بإبداعات تخطف الأنفاس من خلال الألوان والعلاجات والابتكارات. يتم تعديل الألوان بدقة حتى الحصول على الدرجة والعمق الصحيحين. وقد ظهر ذلك جليّاً في المواسم الأخيرة التي تضمّنت منتجات مصنوعة من جلود طبيعيّة أضيفت إليها حبّات اللؤلؤ أو تمّ الرسم عليها باليد أو تغطيتها بأوارق من الذهب. فعلاج “راكو”، على سبيل المثال، يحاكي نمط شكل الزجاج المتشقّق المستخدم على الفخار الياباني، الذي يزيد من التباين بين الجلود الطبيعيّة والعناصر الخارجية. أمّا اللمسة النهائيّة المطفأة “شو سوغي بان” فتُعطي الجلد الطبيعي شكلاً يُحاكي الخشب الياباني التقليدي ذا اللون المائل إلى السواد والسطح المنفوخ. وهناك أيضاً العلاج البارز الذي أصبح إحدى أهم العلامات المميّزة للدار، ألا وهو استخدام التقنية التقليديّة للصباغة بالربط والتي استوحاها القيّمون على الدار من السكّان الأصليّين في اليابان. ولا ننسى رسم الخطوط الملوّنة بالفرشاة على القماش وإعطاء نمط التخطيط الجانبي الدقيق.

وتستمدّ هذه الأساليب التي تتطلّب الجهد الكبير الوحي من أعمال تقليديّة يدويّة أخرى لتعزيز جمال الجلود المتأصل، وفي الوقت عينه تستخدم المواد والتقنيّات الحديثة لوضع أسسٍ جديدة للحِرف المستقبلية.

وتعرض المجموعات التي أصدرتها دار لويس فويتون أخيراً هذا الاتجّاه الصارخ للدار في استخدام المنتجات الجلديّة. فالألوان والتأثيرات المصنوعة بالرسم التي تم إنشاؤها تكمّل مجموعات Capucine أو Twist أو City Steamer أو Petite Boite Chapeau، الأمر الذي يجعل من كلّ حقيبةٍ عملاً فنيّاً فريداً من نوعه.

تتوافر حقائب لويس فويتون المصنوعة من الجلد الطبيعي في مجموعة ألوان دائمة من 25 لوناً تمّ تركيبها لهذا الغرض بالتحديد، كما تتوافر خيارات إضافيّة في المواسم.

يتطلّب صنع غالبية حقائب اليد الخاصة بالسيّدات ثلاث قطعٍ منفصلة من الجلود. يتمّ اختيار كل قطعة جلد وفقاً لمعايير محدّدة بهدف ضمان استمرارية النمط الخاص بالقطعة في المكان حيث تتلاقى أطراف هذه الأخيرة بالقطعة الأخرى التي تتألّف منها الحقيبة. وتتمّ هذه العلاجات بشكل دقيق لضمان تنفيذ تطابق اللون واللمعان بين القطع المترابطة بشكل وثيق. يتطلّب الحجر المستخدم في تلميع الجلود يدوياً حتى تحصل القطعة على درجة اللمعان المرغوب فيها أن يتمّ صقلها كل يومين حتّى يحافظ سطحها على نعومته.