الاعلامية اللبنانية البارزة ضحى شمس تتحدث عن تجربتها مع سرطان الثدي...

هنادي عيسى 02 نوفمبر 2018

تحدثت الاعلامية اللبنانية ضحى شمس عن تجربتها مع سرطان الثدي من بداية المرض الى رحلة العلاج، فقالت ان "تلك الاصابة شككت فيها يوم كنت اغطي احداث الثورة المصرية في العام 2011. يومها تنبهت الي انني متعبة جدا برغم حماسي العاطفي والمهني لتغطية اخبار ثورة " الشعب المصري. وكنت متعبة اكثر مما يجب. في ذلك اليوم من شباط -فبراير كنت قد توجهت من الاسكندرية الى السويس حيث قضيت نهاري في التحقيقات، وعدت الى القاهرة بالبر طبعا. وبعد ان كتبت التحقيق الذي انجزته وارسلته حوالي الثانية صباحا، دخلت لاستحم من تعب النهار والغبار، وهناك تحت المياه الساخنة استرخيت وفكرت لاول مرة بوضوح انه يجب علي ان اقوم بفحص يدوي لسرطان الثدي، وفعلا عثرت على ورم صغير تنطبق عليه مواصفات السرطان: جامد وثابت ولا يؤلم".

وتتابع: "في اليوم التالي كان عقلي مشوشا وانا اقوم بالمقابلات. فحسمت امري انه يجب ان اعود الى لبنان لاجري فحوصاتي واطمئن. خاصة اني اكتشفت في القاهرة ان صديقتين لي مصابتان بالسرطان في مرحلة متقدمة بالرغم من صغر سنهما. وهكذا، حين عدت توجهت الى طبيب سرطان، وبعد ان اشرت الى الورم لانه كان فعلا صغيرا جدا، ارسلني الطبيب فورا الى مختبر اورام، حيث تبين بعد ايام اني فعلا مصابة بسرطان الثدي ولكن بمرحلة مبكرة".

وتواصل ضحى: "كنت اتابع عملي دون ان افصح عما يقلقني للزملاء. وبعد ايام اتصلت بالطبيب مستعجلة النتائج، فاتصل بالمختبر. حينها عاود الاتصال وطلب مني ان اوافيه الى عيادته. سألته على الهاتف: يعني في سرطان؟ فأجاب بارتباك اي طبيب يخبر مريضه بخبر سيء: قلت لك تعالي. فاجبته: يعني في. اوكي انا قادمة".

وتضيف: "قال لي طبيبي د نزار بيطار ان الخبر الايجابي بان السرطان الذي اصبت به هو فعلا بمرحلة مبكرة، وهذا ما يزيد بشكل كبير جدا حظوظي في الشفاء، لكنه كان من نوع يسمى ثلاثي السلبية اي انه خطورته متوسطة، وعلي ان اخضع لعلاج كيميائي اولا ثم بالاشعة. بالطبع وافقت وفورا".

وتواصل ضحى: "لم اخبر اهلي حتى تأكدت من اني ساخضع لعلاج كيميائي. فوالداي كبيران في السن وحياة عائلتنا، اخوتي واخواتي، لم تعرف اي اضطراب كبير من هذا النوع. قلت في نفسي" هل سيكون الوضع أفضل إن اخفيت الخبر عنهما؟ اخترت اختا لي هي الأهدأ والأطول بالا والمعروفة بيننا بدقتها وعنايتها بالتفاصيل. اخبرتها.. وبعد الصدمة وافقتني انه يجب ان ننتظر. فان كان علاجاً كيميائياً سنخبر الوالدين بطريقة ناعمة ومطمئنة. وعلى كل لم نكن سنكذب فعلا.. السرطان كان في بدايته. وحين تأكدنا من بروتوكول العلاج، طلبت من صهري الطبيب ايضا ان يرافقني لزيارة الاهل لابلاغهم بذلك وجاهيا. فهم حين سيرونني بصحة جيدة ومتفائلة، سيكون وقع الخبر اخف والامل اكبر". 

وتتابع : "اهلي يقيمون في الشمال وانا في بيروت. وعندما دخلت المنزل بدا لي ان ابي الذي عرف بالصدفة قبل ان اصل كان قد كبر عشر سنوات على الاقل. اما امي فقد كان عيناها محمرتان. مازحتهما وجلست واخبرتهما بالوضع كما هو. واكدت لهما اني لا اكذب بمقدار ذرة. وانه ان كانت لديهما اية اسئلة تحيرهما فما عليهما الا السؤال، وان كنت لا اعرف الاجابة فالطبيب معي. وفعلا سألا بكل صراحة واجبتهما كذلك، واحسست ان ابي اطمأن قلبه قليلا وابتسم. اما امي فقد كانت بحاجة لجهد اضافي لاقناعها".

وتضيف: "حين ارتاح ابي وامي انا ايضا ارتحت. وبعد ان كنت غاضبة جدا لاصابتي، كوني شخصاً صحي السلوك ولا احد في عائلتي سبق واصيب بالسرطان، ثم حزينة وخائفة لفترة بسيطة، فجأة اصبحت مرحة جدا".

وعن علاجها تقول صحى: "بدأت العلاج وكان قاسيا، لكن لا بد منه. اهلي واخواتي نظموا انفسهم كل لمهمة: اخت لمرافقتي ومراقبة الملف اداريا وطبيا تلافيا لوقوع اي مشكلة او خطأ، خاصة ان جزءا من العلاج كان في مستشفى كبير جدا، وهذه المستشفيات يحصل فيها بسبب ضغط العمل احيانا اخطاء، واخريات يطبخن طعاما خاصا. كما اني حرصت على استشارة اكثر من طبيب اختصاصي: قبل العلاج الكيميائي من المهم ان تستشيري طيبب تغذية لحماية الكبد والامعاء والمعدة من العلاج الكيميائي بحدود الممكن. كما رافقتني صديقة لاختيار باروكة شعر، لكني اخترت بالنهاية ان لا استخدم مثل هذه الشياء التي تجعل مريض السرطان يحس كما لو انه بشع المنظر في حين انني حقا كنت اجد نفسي بدون شعر لا بأس بي ابدا. كان المرح رفيقي، وكنت متفائلة جدا لسبب ما. وقد قال طبيبي عني اني "مريضة مثالية". كنت اراقب جسدي وتفاعله مع العلاج وابلغه حين احس ان الامر هام، واسأل عن كل شيء بدون توتر، والطبيب نفسه امن لي مكانا لتلقي العلاج في عيادته بدون الحاجة للذهاب الى المستشفيات الضخمة التي تشبه المصانع بتعاطيها الجلف والمادي والخالي من التعاطف الفعلي والأخلاص الطبي. وبعد شهور من العلاج الكيميائي كان اصعب تأثيراته بالنسبة لي الحساسية من الروائح وضبط المزاج العدواني وفي احيان انخفاض المناعة. بدأت علاج الاشعة السهل جدا.

وحين انتهى العلاج الذي استغرق الامر حوالي ثمانية او تسعة اشهر، بشرني الطبيب ان جسدي اصبح خاليا من السرطان. لكن علينا المراقبة للسنوات التالية بوتيرة متقاربة بداية ثم متباعدة".

وعن وضعها اليوم تقول ضحى: "اليوم، بعد سبع سنوات من تلك المعاناة، انا سليمة الجسم وشفيت تماما. بفضل طبيبي واكتشافي المبكر للسرطان والتزامي بالعلاج باخلاص وتفاؤلي ودعم اهلي واصدقائي. السرطان مرض مثل غيره. لا هاجس بمعاودة المرض. بكل بساطة اتابع فحصا سنويا لدى طبيبي، ويدويا دائما في بيتي".

وتعتبر ضحى أن "افضل طريقة لتجنب الهواجس هي الذهاب الى الطبيب الذي تثقون به. وهناك ما هو اخطر من السرطان بين الامراض. لا تترددوا لحظة باكتشافه لان كل لحظة تعني علاجا افضل وشفاء اسرع".