لورين عيسى: الأعمال الفنيّة السعودية الناجحة تعدّ على أصابع اليد

لورين عيسى, المرأة السعودية / نساء سعوديات, المملكة العربية السعودية, مسرحية

10 نوفمبر 2013

لورين عيسى مقيمة في السعودية لديها طموح وشغف كبير بالفن. في بداياتها كانت معدّة ومخرجة للبرامج التلفزيونية في إحدى القنوات السعودية، ثم اتجهت إلى كتابة النصوص المسرحية وإخراجها.
قدّمت في عيد الفطر الماضي مسرحية «كلنا حكاية» من تأليفها وإخراجها، وبطولة رجاء الحاضي، والعنود حسين، وفوزية يعقوب، ومنال العيسى، وشهد محمد، وتهاني محمد، وسلافا وقاص. وتفوقت على بقية المسرحيات النسائية المعروضة في العيد بحضور نسائي كبير. « لها» التقتها وكان هذا الحوار.


- نقطة بداية لورين عيسى أين كانت؟
في قناة «الإنسانية» الفضائية حيث كنت أعمل على إعداد البرامج التلفزيونية وإخراجها، وأعددت الكثير من البرامج الفنية والطبية والدينية والاجتماعية، وأهمها برنامج «إشراقة» الذي كان من فكرتي وإعدادي وإخراجي، وكان عن ذوي الاحتياجات الخاصة.
كما كان هناك برنامج يحمل اسم «عين الإنسانية» كان أيضاً من فكرتي وإعدادي وتنسيقي وإخراجي، وكان عبارة عن تصوير منازل الفقراء وكيف هي حياتهم والصعوبات التي تواجههم. وقدّمت غيرهما من البرامج التلفزيونية، وبعدها دخلت إلى عالم المسلسلات، ثم اتجهت إلى المسرح كمساعدة مخرج، ثم عملت ممثلة مسرحية، وانتقلت إلى تقديم برنامج تلفزيوني هو «الخطيئة» الذي كان يتحدث عن قضايا جريئة في السجون السعودية.

- تعاملت مع كثر في الوسط الفني، أي منهم شكل إضافة لك؟
تعاملت مع كل الفئات الفنية والإعلامية وذوي الاحتياجات الخاصة والأطباء والفقراء، وكلهم أضافوا لي وأنا سعيدة جدا بعلاقاتي معهم وافتخر بهم.
ولا أنسى الممثل سعد خضر لأنه أول من أدخلني المسرح. والمخرج الذي تعلمت منه الكثير فهد الحمود، وكان هو أول من عملت معه مساعدة مخرج في المسلسلات التلفزيونية.
والمخرج الأستاذ مهدي البقمي هو من جعل مني ممثلة مسرحية، أما الأستاذ رجاء العتيبي والدكتور شادي عاشور فدعماني كمؤلفة. وأما أصدقائي من الوسط الإعلامي فكثر ولا أنسى دعمهم لي أثناء تقديم أي عمل.

- من من النجوم تتمنين العمل معهم؟
كلهم على العين والرأس وجميعهم أتشرّف بالعمل معهم، لا يوجد أحد محدد فلكل منهم عمل جميل ومشرّف والعمل معهم شرف لي.
ولكن كثيرا ما أحلم بالوقف أمام المطرب الكردي شفان برور أو المطرب الكردي إبراهيم تاتلسيس، ليس للغناء ولكن أفتخر بهما لما قدماه لشعبهما. أما من المطربين العرب فأعشق حنجرة محمد عبده وأتمنى أن ألتقيه يوماً.

- كيف تتواصلين مع جمهورك؟
أنا أعشق كل البشر ولا فرق عندي بين ألوان ولا بلدان ولا أديان. ديننا دائماً ينصح بحسن التعامل مع الغير المسلمين، لذلك أتواصل مع كل الشعوب وكل الجماهير عبر صفحتي في الفيسبوك، أو عبر التويتر باسمي أو عبر قناتي الجديدة على اليوتيوب.

- ما الذي حفزك لإخراج مسرحية نسائية؟
بحكم أني كنت مساعدة مخرج وتعمّقت في المسرح وقرأت الكثير عنه المسرح وكنت كثيراً ما أحضر المسرح الرجالي والنسائي، أصبح لدي خلفية جيدة عن الإخراج. وعندما كتبت نص مسرحية «كلنا حكاية» وقرأها المخرج رجاء العتيبي والدكتور شادي عاشور وجبران الجبران ومهدي البقمي والممثل القدير عبدالعزيز الفريحي والممثلة القديرة مريم الغامدي، قالوا لي أنت لم تكتبي نصاً فقط بل حتى الإخراج المسرحي موجود في النص وطريقتك في الكتابة المسرحية مميزة وتسهّل على الممثل معرفة ما يقدمه. وقالوا لي يجب أن تخرجي العمل بنفسك حتى لا تضيع معالمه مع مخرج آخر. وأخرجت هذه المسرحية التي ولله الحمد نالت صدى كبيراً جداً لدى عرضها في عيد الفطر الماضي.

- ممَّ تخافين؟
لا أخاف إلا من رب السماء، عندي إيمان كبير بالله وبقضائه وقدره.

- ما الحلم الذي لم تحققيه بعد؟
لم أحقق شيئا بعد، فما زلت في بداياتي ولدي الكثير الكثير.

- كيف تقوّمين نفسك بعد كل عمل؟
عبر ردة فعل الجهور فهو القاضي الوحيد الذي يحكم على عملي.

- عندما تريدين كتابة نص مسرحي على ماذا تعتمدين؟
يجب أن يكون هناك قضية تطرح مشكلة وتعرض أسبابها وكيف يكون حلها. وعند كتابة نص أتخيّل نفسي من الجمهور هل هذا جيد أم لا، وهل هذه القضية تستحق الطرح أم لا، إضافة إلى خيالي.

- هل يزعجك أن جمهور مسرحيتك من النساء فقط؟
لكل مقام مقال وهذا نظامنا في الوطن، ولكن ربما أحياناً يكون وضع الرجل محرجاً للمرأة فهناك مواقف تنحرج المرأة من أدائها أمام الرجل. في كل الأحوال لا اشعر بأن وجود الرجل أو عدم وجوده يزعجني، فما يهمني هو إعجاب من يحضر العرض.

- ما هو رصيدك الفني حتى الآن ؟
أشعر بأن رصيدي لا يزال في البداية، على الرغم أني عملت في الكثير من المجالات وخبرتي الإعلامية جيدة، ولكن أتمنى أن تتاح لي الفرصة أكثر لأثري رصيدي الفني.

- ما قصة مسرحية « كلنا حكاية»، وما الفكرة أو الرسالة التي ترغبين في نقلها من خلال المسرحية؟
فخورة وسعيدة جداً بمسرحية « كلنا حكاية» لأنها أول عمل من تأليفي وإخراجي. وتشرفت بتمثيل دور المرأة الكردية ونال نجاحاً. والتغطيات الإعلامية والحضور الكبير للعرض وسعادة الجمهور أثبتت النجاح. أما قصتها فهي عبارة عن سوق نساء يتكون من خمس بائعات لكل منهن قضية اجتماعية جادة طرحتها بشكل تراجيدي كوميدي، منها العنوسة وغلاء المهور والطب الشعبي الذي أصبح لعبة وتجارة وكيفية تعامل المرأة مع زوجها وكيفية التربية الحديثة.
وأهم قضية كانت عن الاحتياجات الخاصة حيث طرحت قضية أم دحوم التي مثلتها الفنانة منال العيسى لتقدم رسالة بسيطة بأن المعوّقين مثلهم مثلنا يتزوجون وينجبون ويعملون وتخرج منهم الشاعرة والفنانة التشكيلية. وتميزت مسرحيتي بأنها تطرح المرأة الكردية في مجتمعها وتاريخها على خشبة المسرح.

- ما أكثر شيء أسعدك في المسرحية؟
أكثر شي هو إني أول من أدخل المرأة الكردية والفولكلور الكردي خشبة المسرح السعودي، وأني جمعت فولكلور بعض الدول العربية على خشبة المسرح السعودي.

- هل ترين قضايا المرأة السعودية عنواناً مثيراً لتحقيق الشهرة؟
في كل بلد قضايا مثيرة للجدل والشهرة، ولكن أنا لا أفكر بالشهرة بقدر ما أفكر بالرسالة، فنحن يجب أن نكون أصحاب رسالة سامية، وأعتقد أن هذا واجبنا تجاه الوطن الذي يحمينا ويعطينا الأمن والأمان.

- هل استغلّيت الفرصة التي أتيحت لك في مجال الفن؟
أتيحت لي فرص كثيرة جدا ولله الحمد، ولكن لم أختر إلا ما يفيدني وأقتنع به جيدا ولا يخالف مبادئي.

- متى نرى لورين عيسى مخرجة فيلم سينمائي؟
هذه أمنية لا استبعدها، فأنا أريد وأنت تريد والله يفعل ما يريد. عندي نص لفيلم قصير من تأليفي، ولكن لا أجرؤ على تقديمه قبل أن أتأكد من خطواتي، وبأذن الله سوف يأتي اليوم الذي أخرج فيه هذا الفيلم.

- لماذا لا نراكِ في التمثيل التلفزيوني؟
عرض علي الكثير من الأعمال التلفزيونية، وهذه السنة وحدهاعرضت علي ستة مسلسلات تلفزيونية، ولكن مع احترامي للأعمال كلها لم اقتنع بنصها.
بصراحة ندمت على عمل لم أقدمه، وهو دور بطولة في مسلسل «المجهولة» مع المخرج القدير سمير عارف، فأثناء تصوير المسلسل كان لدي حالة طارئة أبعدتني عن العمل. وأيضا مسلسل «أنت طالق» مع الممثل القدير محمد بخش، ولكن لسوء الحظ وقتها أيضاً كانت هناك ظروف أبعدتني عن العمل.

- كفتاة كردية كيف تتعاملين مع الفن السعودي؟
أنا فتاة كردية وأعشق السعودية، ودائماً أقول أنا محظوظة لي والدتان،أمي كردستان التي أنجبتني وأمي السعودية التي ترعرعت في أحضانها.
فقد جئت إلى السعودية وعمري أربع سنوات. عشت من خير هذا البلد العظيم وأبداً لا اشعر بالغربة أو التفرقة. وتعاملي مع الفن السعودي مثل تعاملي مع أسرتي، لا أشعر بأية صعوبات. وصدقني لولا المملكة العربية السعودية لما وصلت إلى ما أنا عليه الآن.

- هل أنت راضية عما قدّمته من أعمال فنية؟
بصراحة أنا أشعر بأن كل الأعمال التي قدّمتها عادية من إعداد وتقديم وإخراج برامج تلفزيونية ومن مساعدة مخرج في المسلسلات والأفلام القصيرة ومساعدة مخرج والتمثيل المسرحي، ولكن مسرحية «كلنا حكاية» أنا راضية كل الرضا عنها واعتز بنجاحي في هذا العمل الذي كان من تأليفي وإخراجي.

- وكيف وجدتِ العمل الفني في السعودية؟
إن كنت تقصد الأعمال الفنية التي تقدّم، لن أتكلم عنها لأني تعوّدت أن أقول ما بقلبي أو أصمت، ولكن سوف أكتفي بالقول إن الأعمال السعودية الناجحة تعد على أصابع اليد.

- كيف ترين مستوى المسرح في السعودية
رائع جداً، ولكن ما زلنا نحتاج إلىالمزيد والمزيد.

- ما هي فلسفتك في كتابة أو إخراج أي عمل؟
لن أطيل في الرد واكتفي بأنه يجب أن تكون ذات رسالة سامية.

- ما هي معايير المخرج المميز؟
يجب أن يتقن المخرج اختيار الممثلين، وأن يكون قارئاً جيداً للنص، وأن يختار ديكوره ويقرر ما يناسب النص، وأن يكون ملتزماً في كل شيء. وعليه أن يعامل كل ممثل حسب شخصيته.

- ما جديدك؟
سوف يكون لي برنامج تلفزيوني على قناة جديدة بعد الحج بإذن الله، إضافة إلى مسرحيات عرضت علي، ولدي مسرحيتان من تأليفي وإخراجي.