لمار: هناك منتجون لا يستحقّون الثقة

لمار, المملكة العربية السعودية, المرأة السعودية / نساء سعوديات, مسلسل سعودي, مسلسلات, الدراما الخليجية

10 نوفمبر 2013

منذ أن طلت عبر الشاشة الفضية وهي لؤلؤة تلمع بصورة وتؤكد أحقّيتها بالنجومية المبكرة. يصفها البعض بأنها، علامة فارقة بين الممثلات السعوديات وعلى مستوى الخليج. مثقفة وتستطيع قراءة الشخصيات التي تجسّدها.
الممثلة السعودية الشابة لمار ظهرت هذا العام من خلال مسلسل «كلام الناس» بصورة متميزة لتصبح حديث الناس والإعلام، فكان هذا الحوار مع «لها».


- ما هو العمل الذي يستحق الأفضلية لعام 2013؟
لا يجدر بنا التصنيف أو تمييز عمل عن آخر حسب وجهة نظر وميول عاطفية. يبقى المشاهد هو الحكم كونه المتذوق الحقيقي.

- يرى البعض أن «كلام الناس» و «واي فاي» ظهرا بتواضع هذا العام. هل تتوقعين غيابهما عن المنافسة؟
أنا اختلف مع كل من قال إن «كلام الناس» أو «واي فاي» لم يقدّما الجديد. فـ «كلام الناس» عمل له وضعه وظروفه الخاصة كونه من الأعمال التي تملك نفساً طويلاً وتعتمد على مشاكل الناس وقضايا المجتمع، ويتم إيصالها من خلال قوالب كوميدية بأسلوب متفرد عن بقية الأعمال على مستوى العالم العربي.
فلذلك فهو يقدم قضايا ولكن بقصة مختلفة ومناخ وظروف مغايرة، لذلك ليس هناك تكرار أو نمطية في طرح المواضيع.

- كيف تصنفين «كلام الناس» بين برامج 2013؟
من الصعب أن أسمح لنفسي بتقويم مدرسة فنية تعلمنا منها، وهي شركة الصدف. والأستاذ حسن عسيري علامة فارقة في الكوميديا العربية وبصمة.
من الصعب جداً تكرار النجاح الذي حققه في العديد من أعماله التي كنا ننتظرها بشغف في موسم شهر رمضان المبارك. أما الأعمال الأخرى فكانت تحصيل حاصل، وأعني أن «كلام الناس» عمل ذو تأثير واضح على ثقافة المتلقي الخليجي.

- مسلسل «أبو الملايين» صنّف من الأعمال المؤثرة في وجدان المشاهدين وتحديداً جمهور عبد الحسين عبد الرضا، ما رأيك؟
الفنان القدير نجم الكوميديا عبد الحسين عبد الرضا من أهم الممثلين الخليجيين. وفي هذه التجربة دخل في تحدٍ آخر عندما لعب مع نجم الكوميديا العصرية في الخليج ناصر القصبي دويتو ذا تركيبة جديدة تقبّلها المتلقي الخليجي.
«أبو الملايين»، أخذ حقه بشكل جيد من العرض وعُرض على أكثر من قناة، وحصل على أعلى نسبة مشاهدة رغم العدد الهائل من الأعمال الدرامية التي عرضت في شهر رمضان.

- بعد نجاح مسلسل «أبو الملايين»، هل نستطيع إنتاج أعمال خليجية بالمستوى نفسه؟
تقديم عمل مكتمل العناصر مثل «أبو الملايين» ليس من الصعب والمستحيل، إلا أن هذه النوعية من الأعمال قليلة ونادرة. أيضا من الناحية الإنتاجية كان ثمة حاجة إلى ميزانية كبيرة في ظل وجود عدد من النجوم ومخرج بحجم محمد دحام الشمري.
أيضا الحصول على نص كوميدي جيد قد لا يتوفّر كل عام، واكتمال هذه العناصر ليس مستحيلاً، ولكن قليل ما تحدث هذه المصادفات الرائعة.
ومن جانب فني نحن كفنانين سعوديين وكتاب نستطيع أن نقدم أعلى مستوى من العمل ليس على مستوى التلفزيون بل على مستوى النص والرؤية الإخراجية.

- كيف تنظرين إلى مسلسل «أنت طالق»؟
هو من الأعمال التي تنطوي على فكر مختلف، وطابع وظروف لا تتوافق مع العمل الكوميدي وإن كان يوجد في بعض حلقاته بعض المشاهد والمواقف التي تقدم كوميديا الموقف. وهو من مدارس التراجيديا ذات المعاناة المؤثرة في طرح مواضيعه للمشاهد الخليجي.

- ما الذي جعل الإنتاج المحلي متواضعاً من حيث المستوى الفني والفكري؟
تعمل هيئة الإذاعة والتلفزيون جاهدة للإرتقاء بمستوى الإنتاج السعودي، إلا أنهم يضعون ثقتهم في منتجين لا يستحقون الثقة في بعض الأحيان. وهناك منتجون فنانون ومثقفون لديهم هاجس خدمة الدراما السعودية، يستحقون الفرصة.

- قال الفنان محمد بخش إن ما قُدّم هذا العام لا يستحق المشاهدة لفقدان الحوار الثري والطرح الجيد، وأكد أن الدراما المصرية كانت الأبرز، ما رأيك؟
أتفق مع الأستاذ محمد بخش الذي يجيد قراءة العمل الدرامي. هناك أعمال لا تستحق المشاهدة حسبت علينا كمنتجين وفنانين سعوديين، وهناك أعمال تستحق المشاهدة لو أخذت حقها بشكل صحيح.

- كيف نخلّص الأعمال السعودية من المستوى الرديء الذي يفرضه تواضع النص والبطولة الثنائية؟
لا يصح أن نوجه نقداً قاسياً أو اتهاماً فيه شيء من الإجحاف بحق الدراما السعودية. هناك جهد وعمل مضنٍ من أجل الوصول إلى الناس، ولكن التوفيق من الله.
أنا أرى أن هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية الجهة المنتجة الوحيدة وقناة mbc تتحملان عبئاً كبيراً من وجود هذه الأزمة ووضع الحلول لمعالجتها، وبالذات قناة mbc، الوجه الإعلامي الحضاري الذي من خلاله تطرح ثقافتنا وحضارتنا للعالم.

- لماذا تقتصر الدراما السعودية على المنطقتين الوسطى والغربية؟
اللوم لا يقع على المنتج والفنانين فقط، بل أيضا على عاتق أبناء جميع المناطق. فلا توجد مبادرات لتقديم نصوص تعبّر عن بيئاتنا المختلفة من أبناء هذه الثقافة أو البيئة.
وعندما يحصل ذلك تجدنا جميعنا كفنانين سعوديين نقف صفاً واحداً لتقديم النص وإيصاله بصورة تليق بالدراما السعودية.

- ما الأقرب إلى وجدانك الغناء أم التمثيل؟
لا يتفوق أحدهما على الآخر، فأنا أعشق كليهما وهما جزء من شخصيتي. فأثناء الغناء لا أنسى أنني ممثلة، والحال نفسها عندما أمثل.

- نجاح الفنانات السعوديات في الغناء قليل جداً لذلك يتجهن إلى التمثيل؟
لا أتفق معك في هذه النقطة، فالأصوات النسائية السعودية حققت نجاحات كبيرة منذ بزوغ الفنون في السعودية، مثل توحه، وعتاب، ووعد، وابتسام لطفي. هؤلاء الفنانات قدمن أنفسهن بشكل جيد على مستوى العالم العربي، واستطعن الحصول على قاعدة جماهيرية كبيرة.

- هل لديك نيّة لطرح ألبوم؟
لدي العديد من الألحان الجميلة وقصائد ذات مفردة رصينة مناسبة للذوق الخليجي والعربي بشكل عام، لذلك أعمل على التحضير الجيد لأقدّم نفسي بشكل لافت.

- ما رأيك في البرامج التي تهتم بالمواهب الغنائية؟
هي غير منصفة لأنها تعتمد على العواطف والعلاقات الشخصية، لذا تجد كثيراً من الأصوات تخرج من المنافسة في المراحل الأولى لمصلحة أصوات لا تحمل خامات جيدة.