الإسكندرية... زيارة جديدة

القاهرة – طارق الطاهر 11 نوفمبر 2018

هي من المدن العربية التي تحمل طابعاً خاصاً، وتمتلك تاريخاً مؤثراً، ليس فقط في مسيرة بلدها مصر، بل في الإنسانية، ومن حين الى آخر تشهد اكتشافات أثرية مهمة، كما أنها تملك تاريخاً نابضاً بالحيوية، انعكس على تراثها ومعمارها الفريد. ومن هنا فكّرت مكتبة الإسكندرية من خلال مجلتها الفصلية “ذاكرة مصر”، أن تقدم زوايا مختلفة لهذه المدينة، وعلى حد وصف مدير المكتبة الدكتور مصطفى الفقي، هي زيارة جديدة، سنتجول خلالها في أحياء مدينة الإسكندرية وشوارعها، وبين مبانيها التراثية.


ومن الموضوعات اللافتة، موضوع عن “بيوت الإسكندرية” للمهندس أسامة أحمد إبراهيم، الذي يؤكد أن منطقة الإسكندرية التاريخية تشمل مجموعة من المباني ذات القيمة التاريخية، والتخطيطية والمعمارية.

ويطلعنا العدد على جهود المصور الفرنسي لويس فرانسو كأساس في تصوير المعالم المختلفة لمدينة الإسكندرية العام 1785، ومن هذه المعالم: “الإسكندرية كما يسمّيها العرب، مخطط عام للمدينة”، “مسلة كليوباترا في الإسكندرية... صور أطلال مكتبة ومتحف البطالمة”، “منظر كنيسة خصصت في الماضي للقديس أثناسيوس”، “باب رشيد في الإسكندرية”، “الحصن الكبير، الفنار الكبير”، “عمود السواري”... وعن “أقدم مبنى في أقدم شارع في الإسكندرية” جاء مقال الدكتور إسلام عاصم عن “مبنى القنصلية الإسبانية”، وهذا الشارع لا يعد الأقدم في الإسكندرية فقط، بل في مصر كلها، وهو طريق الحرية، الذي كان يسمّى سابقاً “شارع فؤاد”، ويرجع تاريخ هذا الشارع إلى عصر تأسيس مدينة الإسكندرية في الثلث الأخير من القرن قبل الميلاد، وذلك عندما قرر الإسكندر المقدوني أن يؤسس عاصمته الجديدة.

المعماري الإيطالي أنطونيو لاشاك، هو واحد من الذين لا تزال الإسكندرية تحتفظ حتى الآن بإبداعاته المعمارية، وتقدم كريمة نصر “جولة بين أعماله المعمارية الباقية في الإسكندرية”، وأنطونيو لاشاك “1856 – 1946” معماري ومهندس وشاعر وموسيقي، رجل ذو موهبة وهواية، وقد ترك إرثاً يعد من الإنجازات المعمارية؛ ليس فقط في التراث المعماري المصري، بل على مستوى العمارة بشكل عام، ويتمثل تاريخ أنطونيو المعماري في الإسكندرية بعشر منشآت، تنوعت أغراضها الوظيفية ما بين منشآت سكنية، كالقصور والفيلات والمباني السكنية، ومنشآت تجارية كوكالة منشة، ومبانٍ خدمية كمبني السكة الحديد الحالي في ميدان محطة مصر، إضافة إلى مقبرة عائلة سوارس.

وعن “فيكتوريا كوليدج” جاء مقال داليا عاصم، “حينما يصنع التعليم عظماء القرن العشرين” مستعرضةً تاريخ المدرسة، وأهم خريجيها الذين كان من بينهم الملك حسين. كما تتوقف المجلة عند تاريخ متحف الفنون الجميلة، حيث يستعرض علي سعيد حجازي تاريخ المتحف وأهم مقتنياته.