عبير شمس الدين تنتقد الإفراط في عمليات التجميل: الممثلة غير سيدة المجتمع

أمين حمادة 09 نوفمبر 2018

تتميز الممثلة السورية عبير شمس الدين بخاصية ألفة العلاقة مع الجمهور العربي، فيشعر بغيابها إذا ابتعدت، ويستمتع بحضورها كجزء دافئ من الدراما التلفزيونية، تحققه بظهورها منذ أكثر من عقدين على الشاشة الصغيرة، دوماً بالإقناع بلا هفوات المبالغة ومطبات هبوط الإيقاع، في أدوار تنوعت من النقيض إلى النقيض في مختلف ألوان الدراما من الكوميديا والتراجيديا والتاريخي والمعاصر والشامي والفانتازي وسواها من البطولة إلى المشاركة فيها، وبخاصة في سلسلة «مرايا» للممثل القدير ياسر العظمة.

تقول شمس الدين في مقابلة للشقيقة «الحياة» مع الزميل أمين حمادة: «من دون شك، لا يمكنني نكران أن «مرايا» كان له كثير الفضل علي كممثلة من حيث الانتشار لدى الجمهور، إذ كان من أهم الأعمال الدرامية في وقته، والمطلوبة من المحطات»، واصفةً إياه بـ «هذا النمط من الأعمال التي لا تكرر، بخاصة أنه في حاجة لنوعية خاصة من الممثلين، ولأنه يتطلب حصراً الكوميديا البعيدة من الإفراط والتفريط». وعن سبب ابتعادها عنه في المواسم السابقة، توضح: «بعدما شاركت في أجزاء عدّة منه، توقفت عن ذلك أخيراً، لأنني رأيت بأني سأكرر نفسي في شكل خاص، بعدما أصبح العمل يكرر نفسه في شكل عام». وتشدد على «استعدادها إلى العودة إليه بفخر، إذا رجعت السلسلة بأفكار جديدة وقصص مختلفة».

وفي حديثها عن الأحب على قلبها في مسيرتها التي بدأت في عام 1994، يأتي في بالها أولاً مسلسل «غزلان في غابة الذئاب» (2006)، من تأليف فؤاد حميرة، وإخراج رشا شربتجي، ومسلسل «الرحيل إلى الوجه الآخر» (2002) من كتابة عبدالله عباسي، وإخراج غزوان بريجان، وأدت فيه دور «عبير» التي كانت أكثر الشخصيات شبههاً بها لذا أسمتها باسمها، ولمستها لأنها «الشخص التائه الذي يشعر بالضياع والندم على الأشياء التي يفقدها، من دون أن يراعي قيمتها حينما تكون بين يديه».

وتبدأ موسمها الحالي، عبر المشاركة في بطولة خماسية «ذنب» من مسلسل «عن الهوى والجوى» من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني»، وإخراج فادي سليم الذي شارك في الكتابة مع فادي كيوان، والذي يهدف إلى «تواجد العدد الأكبر من الفنانين والفنيين كفكرة عامة من العمل» وفق تعبيرها. وتجسّد شخصية «هنادي، سيدة أعمال ولديها صالون تجميل للسيدات، تحمل صفات الإيجاب، إذ تحاول الوقوف إلى جانب الشخصية المظلومة، فتساندها وتدعمها. وبالطبع تظهر الأحداث أسباب إيجابيتها المفرطة، والتي تعود إلى ما عانته في الماضي من ظروف قاسية». وتضيف أنها في صدد قراءة نصوص عدّة للإختيار من بينها أكثر ما يناسبها ويقنعها.

وتشير إلى مشاركتها في الموسم الذي سبق، كضيفة شرف في مسلسل «وردة شامية» من إنتاج شركة «غولدن لاين»، وكتابة مروان قاووق، وإخراج تامر إسحق. وتقول: «أحببت الجهد المبذول في المسلسل في شكل عام، لكنني ضد تظهير فكرة العنف وتكرسيها بالدراما، لأن التلفزيون يعيش معنا في بيوتنا، صحيح أنا عملت فيه، ولكن في النهاية أنا أشارك لأنني ممثلة أعمل في كل الأطر، لكنّ من الخطأ أن تقدم أصحاب القتل بطريقة محببة وعبر نجوم محبوبة». وأشارت إلى عمل آخر: «مثل مسلسل الهيبة، تشاهد نجماً محبباً وهو يمثل دور مجرم، فيجبرك على أن تحبه».

وفي ربط بين صاحبة الصالون «هنادي» ولجوء العدد الأكبر من الممثلات إلى التجميل في السنوات السابقة، ترى شمس الدين أن الأمر «أصبح موضة تتبعها النساء، لكنها لدى الممثلات تشكل عبئاً إذ تحد من القدرة على التعبير وإظهار الإنفعالات الحركية في الوجه، وتحرم من تفاصيل صغيرة تشكل الفارق الكبير، فالشعور الطبيعي للمرء بنفسه لا شيء يضاهيه. الممثلة تختلف عن سيدة المجتمع مثلاً، لأنها في حاجة لتعابير وجهها على نحو خاص». وتوجه نصيحة «من كل قلبي للسيدات بما يخص موضوع عمليات التجميل، والأخطاء الطبية الناجمة عنها، برأيي يمكننا تجميل ذاتنا بطرق غير مؤذية، هناك كثير من الأشياء الطبيعية بعيداً من العمليات، لا شيء يخفي التقدم في السن الذي ليس عيباً، بل استمتعي في كل مرحلة عمرية تخوضينها سيدتي».

وتكشف أنها خاضت أخيراً تجربة الدوبلاج عبر مسلسل تركي، من «باب التعلم والخوض في الشيء، كوني ممثلة يجب أن أعلم هذه المهنة». وتلفت إلى أن الدبلجة أصعب في نواح عدة من التمثيل أمام الكاميرا، «لأنك تمنح صوتك لشخص آخر لتعيش مشاعره وأحاسيسه وبيئته، تخلق روحاً جديدة ليست أنت، وتراعي تفاصيل كثيرة بها، هو تمثيل ولكن بأداة واحدة فقط».