عبقري النغم... بليغ

18 نوفمبر 2018

عن قطاع الثقافة في مؤسسة “أخبار اليوم”، صدر كتاب “عبقري النغم... بليغ”، للكاتب أبو الحسن الجمال، وفيه يتناول قصة حياة واحد من أهم الملحنين في تاريخ الأغنية المصرية والعربية، وهو وفق تعبير مؤلف الكتاب، من ألمع موسيقيي العالم العربي، فقد أبدع وطوّر وأثرى الوجدان العربي بالألحان الخالدة التي تخطّت الألف لحن، والموسيقى بالنسبة إليه لم تكن عملاً أو مهنة، بل تمثل حالة حب، وعلاقة عشق متواصلة.

استطاع بليغ حمدي أن يجدّد في الموسيقى، مستفيداً من جهود من سبقوه في هذا الفن، خصوصاً الشيخ سيد درويش، الذي أُعجب به بليغ وحذا حذوه في بعث الفلكلور بلغة العصر.

يتناول الكتاب سيرة بليغ منذ ولادته في السابع من تشرين الأول/أكتوبر في روض الفرج، لأسرة عريقة من الطبقة الوسطى، التي نمت بعد ثورة 1919، وقد علّمته أسرته الموسيقى الى جانب تحصيله العلم... ففي سنّ السادسة، كان بليغ يستمع بانتباه إلى الراديو، وتعلّقت أذناه بالموسيقى، وذات يوم استقدم والده مدرّساً للموسيقى كي يعلّم شقيقتيه “صفية” و”أسماء” أصول العزف، فكان أن تعلم هو العزف على البيانو، عندها شعر والده بحبّه للموسيقى، فشجعه على الاستماع الى الموسيقى الكلاسيكية.

وعندما كبر بليغ ودخل مدرسة شبرا الثانوية، كان يردّد دائماً أغنيات لعبد الوهاب، وهو ما سجله الكاتب الصحافي عبدالنور خليل، ونقله عنه في هذا الكتاب أبو الحسن الجمال: “وكنا ونحن تلاميذ في الثانوي في مدرسة شبرا الثانوية... كنا نبحث عن دفء الشمس في كل فسحة في أيام الشتاء في الحديقة الكبيرة، جنينة طوسون التي احتلت المدرسة قصره، وكنا مزيجاً من مختلف المشارب، لم يشذ عن عشقنا لأم كلثوم غير الموسيقار العزيز الراحل بليغ حمدي، كان يعشق عبدالوهاب، ولا يترك مناسبة إلا ويحاصرنا مغنياً أغنية اشتُهرت لعبدالوهاب في منتصف الأربعينيات، مطلعها “يا وابور قل لي رايح على فين”، إلى حد أنني وزميلي الفنان حلمي التوني والصحافي اللامع ابن “روزاليوسف”، محمد زيدان والممثل النابه عبدالمحسن سليم، كنا لا نناديه إلا بلقب “بليغ يا وابور قل لي”، وكنا نحاصره أحياناً مرغمين إياه على غناء واحدة من أغنيات الست، خاصة ما كانت تقدمه في حفلاتها في الخميس الأول من كل شهر، بعد أن نرغمه على السهر معنا حول الراديو ليسمع معنا وصلاتها”.

الكتاب يتتبع أوجه تعاون بليغ مع مطربي عصره، وعلى رأسهم “كوكب الشرق” أم كلثوم، التي يستعرض بليغ قصته معها قائلاً: “كان لقائي الأول مع أم كلثوم في “حب إيه...”، وهو لقاء تبعته لقاءات عدة. ارتبط اسمي بسيدة الغناء العربي، وبسببها صعدت إلى سلّم الشهرة... ومن أجلها لحّنت أجمل ما لحّنت من أغانٍ ستبقى، لأن أم كلثوم غنّتها... لحّنت للكثير من الفنانين والفنانات، لكن عملي معها كان له طعم آخر”.

ويتوقف الكتاب كذلك عند ألحان بليغ التي غنّاها أشهر المطربين في عصره، نجاة، شادية، صباح، محمد رشدي، محرم فؤاد، وديع الصافي، فايزة أحمد... كما لحّن لمجموعة من المطربين العرب مثل: عبدالهادي بلخياط “المغرب”، أحمد حمزة “تونس”، سعدون جابر “العراق”، علي عبدالستار “قطر”، رباب “الكويت”، خالد الشيخ “البحرين”، وليد توفيق، ماجدة الرومي، جورج وسوف “لبنان” وغيرهم.

ومن عناوين فصول الكتاب: “بليغ حمدي والفلكلور”، “المسرح الغنائي”، “علاقته بأعلام الموسيقى والغناء”، و”المحنة والغربة”.