أحمد عبدالمعطي حجازي: قصائدي تطاردني ولا تسمح لي بالتحرّر منها

القاهرة – طارق الطاهر 01 ديسمبر 2018

صدرت الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الكبير أحمد عبدالمعطي حجازي، في مجلد واحد عن هيئة قصور الثقافة. فماذا عن هذا الكتاب


حرص عبدالمعطي حجازي على تقديم هذه الطبعة من أعماله الكاملة بقوله: “تمنيت لو أن الوقت اتسع لي كي أكتب لهذه الطبعة الجديدة من أعمالي الشعرية مقدمة أتحدث فيها عما أذكره من الخواطر والأفكار والوقائع والأحلام والأوهام والانفعالات التي كانت وراء هذه الأشعار، أو كانت وراء قصائد بالذات أعرف أن لها مكاناً خاصاً في ذاكرة قرائها، لكنني مضطر للكتابة على عجل لظروف تتعلق بسرعة إصدار هذه الطبعة”.
وأضاف حجازي: “لم أكن أريد التحدث عن مناسبات كما يمكن أن يظن بعض القراء، فالمناسبة لا مكان لها في شعري، وإنما أريد أن أتذكر أو أعيش من جديد الحالات التي نظمت فيها هذه القصائد. ربما كانت قراءة القصيدة تستدعي هذه الحالة التي نظمت فيها، أو توحي بها على الأقل، لكننا ونحن نقرأ القصيدة نستسلم لها. أنا أريد أن أسائلها وأقف منها على مسافة تسمح لي بذلك، وربما كان الناقد أَولى باستدعاء هذه الحالة وطرح هذه الأسئلة، أما الشاعر فيكفيه أنه نظم القصيدة وترك القراءة للقّراء والنقاد، لكن المشكلة هنا أن القصيدة التي يكتبها الشاعر تظل تطارده ولا تسمح له بأن يقطع صلته بها أو يتحرّر منها، وذلك لسبب بسيط، هو أنها لا يمكن أن تقطع صلتها به، وبما يعيش من تجارب وبما نظمه قبلها وبما سوف ينظمه بعدها. إنها موجة في تيار متدفق، تعلو أو تهبط، لكنها لا تنفصل ولا تنقطع عن التيار، وأنا أقرأ بين الحين والآخر بعض ما نظمته، فتخطر لي كلمة محل كلمة، أو عبارة محل أخرى، وربما اكتشفت أن ما قلته في القصيدة لم يعد يمثّلني الآن، خاصة في القصائد التي استوحيتها من وقائع لا يكشف عن حقيقتها إلا الزمن، لأنه أكثر موضوعية، ويزوّدنا بما نستطيع أن نرى به ما لم نكن نراه لسبب أو لآخر”.
الأعمال الكاملة تضم دواوينه السبعة، وهي بترتيب الصدور: “مدينة بلا قلب”، “أوراس”، “لم يبق إلا الاعتراف”، “مرثية للعمر الجميل”، “كائنات مملكة الليل”، “أشجار الإسمنت”، و”طلل الوقت”.
الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي من مواليد 1935، وتلقّى دراسته الابتدائية والمتوسطة في مصر، وحصل العام 1955 على دبلوم المعلمين في شبين الكوم، وأكمل دراسته في فرنسا، حيث حصل على إجازة من المدرسة العليا للعلوم الاجتماعية 1978، وأقام في باريس بين عامي 1974 و 1990، عاد بعدها الى مصر وتولّى منصب رئيس تحرير مجلة “إبداع” من عام 1991 وحتى 2014، وخلال مسيرته الإبداعية حصل على العديد من الجوائز، منها جائزة كفافيس في اليونان، جائزة الشعر الإفريقي في المغرب، جائزة الدولة التقديرية في مصر، جائزة العويس في الإمارات، وجائزة ملتقى الشعر العربي، ونال أيضاً وسام الاستحقاق الوطني الجزائري.