تبادل بعض المهن بين الرجال والنساء في السعودية...
عمل المرأة, المطبخ اللبناني, المملكة العربية السعودية, مصمم أزياء, شهادات حيّة, رجل / رجال أعمال
21 فبراير 2011ابو العلا: على المرأة أن تؤمن بالنظرة المستقبلية
تعمل المستشارة القانونية دانية ابو العلا (25 سنة) في شركة للمحاماة منذ سنتين، وتطمح الى الترافع في قضية في المحاكم السعودية. تقول: «ارتباط فكرة دراسة القانون بالمحاماة يجب أن تتغير. فدراسة القانون هي دراسة واسعة جداً بإمكانها فتح مجالات أخرى أمام دارسيها، كالمحاماة أو العمل في إدارة قانونية في الشركات أو الترافع في قضايا تختص بحقوق الإنسان.
في بداياتي في هذه المهنة لم تواجهني أية صعاب، إلا أنه وبعد فترة بدأت تظهر مشكلة رخص العمل التي تعطيها وزارة العدل، ليختلف التوجه بين أبناء الدفعة التي درست معها، فهناك من سافر وهناك من توجه للعمل في البنوك او في حقوق الإنسان. أما أنا فقد تسلمت عملاً في شركة محاماة وبفضلٍ من الله استطعت تحقيق ذاتي وممارسة المهنة التي ارغب فيها. لم أترافع في قضايا في المحاكم السعودية، لأن عملي يتم من خلال كتابة المرافعات القضائية، وغير ذلك ليس هناك ما يمنع المرأة من الذهاب إلى المحكمة، وفي السعودية أساس المرافعات شفوية ولكن يجب كتابتها».
وعن وجود المرأة في هذه المهنة قالت ابو العلا: «اعتقد أن هذه المهنة لا يجوز ان تكون حكراً على الرجل، واذا حصرها المجتمع السعودي بالذكورة فربما لأنها تتسم بالعقلانية والمرأة يغلب عليها الطابع العاطفي. لكني أجد أن الكفاءة والمهارة لا ينفرد بهما الرجل. فهذه المهنة تحتاج إلى القراءة وبناء الذات والوقت أيضا. وهذا المجال يُسمى أبو العلوم فيجب على الممارس للمهنة سواء رجل او امرأة أن يعرف في كل العلوم كالإدارة والحاسبة للوقوف على تفاصيل القضايا بحرفية اكتر».
وحول طموحها المهني ذكرت ابو العلا أنها تطمح الى إنشاء شركة خاصة بالمحاماة «واذا استطعت الحصول على تصاريح فلن يتوقف طموحي وسأستمر في المهنة بإذن الله».
الدوسري: الزمن الذي نعيش فيه هو زمن العقل وليس زمن العضلات
قالت رئيسة مجلس الادارة لشركة السيل الشرقية للحديد والصلب نادية الدوسري إن تجربتها لم تكن صعبة فحسب بل ممتعة أيضاً. وأضافت: «لم يكن في بالي أبدا وأنا التي أصبحت أماً في الثانوية الأولى، انني سوف أدخل سوق العمل الصناعي، فكنت مشغولة بالدراسة ومن بعد ذلك دخلت مجال العمل مع شركة آفون العالمية في بريطانيا. وتطور عملي تدريجيا من مدربة للأسواق المحلية والعالمية. وجاء دخولي وشراكتي مع ابن عمي الشيخ يوسف بن أحمد الدوسري مصادفة حيث وجب علي القيادة في وقت أزمته الصحية لمدة سنتين، وكانت فترة حرجة ولكني استطعت المرور بها وبنجاح ولا أزال مستمتعة بها الى يومنا هذا».
وعن الصعاب التي واجهتها في هذا المجال كونها إمرأة، ذكرت أنها لم تُفكر يوما سواء «في عملي السابق حيث دربت مالايقل عن 500 مديرة منطقة وقائدة مجموعة في السوق المحلي السعودي قبل دخولي عالم صناعة الحديد، لم أفكر مرة واحدة في ما اذا كان هذا العمل مناسبا لي أم لا. الحقيقة أنني كنت ولا أزال مؤمنة بنظرية لاشيء أهم من الاصرار ولا شيء أقوى من المضي قدماً. نعم الصعاب كثيرة ومركزة على المرأة، ولكنها الصعوبات هي جزء من قماشة الحياة ، وفي طفولتي كانت جدتي تقول لي لا أحد اقوى من المرأة اللبنانية أثناء الحرب الأهلية في السبعينات».
وأردفت الدوسري تقول: «وجودي كإمرأة في عالم الأعمال والصناعة كان هدفي، والمنحى المهم الذي يتعدى كوني إمرأة ويتصل بأمومتي لأبنة شابة صغيرة تنظر إلي والى مسيرتي والى مئات وآلآف الشابات العربيات والسعوديات اللواتي يتابعن مسيرتي العمليه. وانا فخورة بالكثيرات من مثيلات آيلا الشدوي ودينا الفارس وأبنتي دينا يوسف الدوسري وغيرهن الكثيرات ممن بدأن مشوارهن في عالم الاعمال والمال».
وحول اعتبار مهن الذكور وراثة بالنسبة الى المرأة قالت الدوسري: «نحن ست بنات وشاب كأسرة، وانا الوحيدة التي نحت نحو عالم المال والأعمال. وليس صحيحاً اعتبار الأمر موروثاً عائلياً إنما وجود الاسرة قد يُسهل بعض الشيء، ولكني أعتقد أن الفضل يرجع الى الشخص نفسه وحجم استعداده وصموده، فعالم الصناعة صعب على الجميع».
وعن تصنيف المجتمع السعودي لبعض المهن واعتبارها ذكورية او نسائية قالت الدوسري: «العالم تاريخيا بني بأقلام وصفحات ذكوريه، ولكن التاريخ أيضا سيتغير لأنه سنة الحياة التي لاتسير في اتجاه واحد. فالزمن الذي نعيش فيه هو زمن العقل والمنطق وليس العضلات. وعلى المرأة الناجحة أن تكون صاحبة شخصية قوية وواثقه، وأن تكون متفائلة وأن تعتبر المشوار والتجربة هما المتعة ولا النتيجة، اضافة الى ان الطموح المدروس وقليلاً من الأثيرية والتخيل لاتضر لنجاحها في هذه المهنة».
وختمت حديثها بنصيحة قدمتها الى الجنسين قائلة: «نصيحتي للرجال والنساء أن لايدخلوا معترك الحياة محملين بما يجب ان يفعلوه وما يجب ان يقولوه، بل أن يدخلوا اي مجال بعقولهم وارادتهم ومنطقهم حتى لو تأخروا او أُحبطوا. فأصعب شيء في الحياة القصيرة بلا شك ان نفعل مايريده الآخرون».
جاد الله: شهادة المرأة في تصاميم الرجال تعطينا الحق في التفوق
قال المصمم السعودي تركي جاد الله (32 سنة)، انه نشأ في منزلٍ يهتم بالتصميم والأزياء النسائية لأن والدته كانت أيضا مصممة أزياء. «استطيع أن اُجزم بأني ولدت بين تصاميم والدتي وأبصرت النور على فساتين السهرات والألوان وفساتين الأفراح، لذلك وجدت أن المجال الذي يجب أن أخوضه بعد حصولي على شهادة إدارة الأعمال الجامعية هو أن ألتحق بالدراسة في أميركا. وقد فعلت ذلك عام 1999في ولاية فلوريدا (فلوريدا انترناشونال فاشن أكاديمي) وعدت إلى السعودية في العام 2003، وبدأت ممارسة المهنة وشاركت في العديد من عروض الأزياء في السعودية ولاقيت نجاحاً وردود فعل ايجابية من المجتمع والمحيطين بنا من الأصدقاء والأقارب».
ويلفت جاد الله الى ان الكثير من المصممين يدخلون هذا المجال فقط من أجل ربح المال وجني الثروة. لكننا نجدأن المصمم الذي يدخل هذه الأجواء بالحب والهواية والقدرة على الإبداع والانجاز وخلق موضة تناسب السيدات نجد اسمه يظهر ليضع بصمة واضحة في عالم الموضة والأزياء».
وحول تصنيف المجتمع السعودي لمهنة التصميم والأزياء بأنها نسائية أشار جاد الله الى ان «من يملك الملكة والموهبة لا يصنَّف رجلا أو امرأة، فالتصميم والرسم ومعالجة القماش واختيار التطريز ليس مجالاً مخصصاً للمرأة. أرى أن هناك مصممات سعوديات يملكن الموهبة مع احترامي للجميع إلا أن هناك سيدات يرغبن في التصاميم التي تحمل توقيع رجل». وأعتقد ان المصممات السعوديات لديهن نوع من الغيرة من المصممين الرجال، لأن المرأة بطبيعتها تحب الظهور، لذلك تعتبر أن المصمم يعطيها هذا الأمر».
وختم جاد الله حديثه بالقول: «الإبداع ليس له جنس معين ولا يمكن احتكار أي مجال لرجل أو امرأة».
الشيف بدر فايز: في عالم الطبخ النساء للبيوت والرجال للمطاعم
الشيف بدر زهير فايز (31 سنة) أنهى دراسته في أميركا عام 2002 فأخذ البكالوريوس في جامعة جونسن آند ويلت، ثم حصل على ماجستير التسويق في MBA ، وسافر إلى باريس وحصل على دبلوم ديكوزين من جامعة كوردون بلو في فرنسا. يقول: «في البداية درست تصميم العمارة بناء على رغبة والدي المهندس الذي أصر على أن أُكمل دراستي في مجاله، خاصة أن ميولي الفنية كانت ظاهرة نوعاً ما في مجال التصميم والهندسة. وبعدما درست الفصل الأول في هذا التخصص شعرت بعدم الراحة وقررت التغيير من مجال الهندسة إلى مجال الطبخ. عارض والدي الفكرة في البداية لأنه مقتنع بأن الطبخ لدي هواية ولأنه يرغب أن أحمل شهادة جامعية في الهندسة المعمارية والتصميم ومن ثم أتفرغ لأي مهنة أو هواية أخرى».
ويضيف: «أصر والدي على رأيه واحتاج مني إقناعه 3 سنوات. إلا انه بعد ذلك اقتنع برغبتي في دراسة هذا المجال، إضافة إلى أن الجامعة في أميركا تمنح شهادات جامعية خلافاً للمعاهد الأخرى في العالم التي تمنح الدبلوم فقط. فسافرت إلى أميركا. وأنا منذ صغري أحب الطبخ ومشاهدة والدتي ومساعدتها في تزيين الكيك وخلافه. وكنت مشهوراً بصنع السندويشات. وخلال فترة دراستي الجامعي في أميركا وفي فرنسا كنت اعمل في الإجازات الصيفية وأمارس مهنة الطبخ كـ«شيف». وقد عملت في مطاعم مختلفة أثناء وجودي في النمسا. وعند عودتي الى السعودية عملت أيضاً في مطعم ايطالي، ومطعم آخر تابع لقاعة أفراح».
وأضاف فايز: «أذكر موقفاً حدث معي في بدايات دراستي الجامعية، حين اتصلت والدتي بي وسألتني على استحياء حول طبيعة الإجابة التي يجب أن تعطيها للناس عند سؤالها ماذا يدرس ولدك في الخارج! فأجبتها بأن تخبرهم أني ادرس فن الطبخ. وبعد أسبوع عاودت الاتصال بي وأخبرتني عن ردود الفعل الايجابية من جميع من حولها بالترحيب بهذه المهنة، واصفين خطوتي بالشجاعة».
وعن تجربة العمل في السعودية أشار فايز إلى أن ردود الفعل كانت ايجابية وممتازة. و«أثناء وجودي في المطعم الايطالي وجدت الإقبال كثير والتشجيععندما يعرف الناس ان الشيف سعودي. وبفضلٍ من الله اعمل اليوم على مشروعي الخاص وهو افتتاح مطعمين تحت إشرافي أحدهما للمأكولات البحرية والآخر للسوشي».
وعن تفوق الرجل على المرأة في مجال الطبخ ذكر فايز أن الطبخ «إحساس يرتبط بالحالة النفسية للشخص، فأي إحساس جيد أو سيىء ينعكس على الطبق الذي يقدمه سواء الرجل أو المرأة. أما الفرق بين الاثنين فهو أن المرأة اعتادت الطبخ في المنزل ولعائلتها، فنجد أنها تضع لمستها الخاصة من الحب والحنان في الطبق، أما الشيف الرجل فاعتاد منذ الماضي أن يطبخ في المطاعم الكبيرة أو الطبخ للملوك، فتجد الرجل يضع إحساسه من خلال حبه لعمله وإبداعه فيه، لنجد اختلافاً بين الطبق المقدم لعائلة بلمسة حنونة وطبق يقدم في المطاعم بحرفية وبتوقيع رجل».
وأضاف فايز: «لا يجب عدم اعتبار الطبخ مهنة نسائية يمتهنها الذكور، ذلك أنه وفي جميع أنحاء العالم نجد الشيف الرجل في المطاعم العالمية والعربية أيضاً، ولا يجوز أيضاً التحدث عن حصرية المرأة في الطبخ والمطبخ. ولدينا أعداد من الشباب الطهاة السعوديين بدأوا بالتزايد منذ عام 2002، فكان عددهم 9 سعوديين واليوم هم في ازدياد وهذا ما نريده ونتمناه. كما أنني أتمنى أن أجد السعودة أيضاً في مجال الخدمة وتقديم الطلبات في المطاعم لأن ذلك سيُشعر الزبون بالراحة والأمان أكثر».
هذه شهادات من السعودية تؤكد نجاح النساء في حقول كانت محسوبة على الرجال، ونجاح الرجال في أعمال محسوبة على النساء.