جوزيف عطية: وجود عائلتي في عملي لا يفرض قيوداً

ميشال زريق 02 ديسمبر 2018

من أكثر الفنانين الشباب نشاطاً على الساحة الفنية، له قاعدة جماهيرية واسعة تؤمن بموهبته واختياراته الغنائية، حتى ولو ظهر بعمل جديد بعيداً من النمط السائد، يحصد نجاحاً كبيراً وتنويهاً بهذا الاختلاف، وهكذا كان الحال مع أغنيته الأخيرة «عمر عسل». جوزيف عطية، وإن كان لا يحبّ لقب «نجم المهرجانات»، فهو حتماً الرقم الصعب وأكثر من حصد نجاحاً في الحفلات والمهرجانات ولمس عن قرب حبّ الجمهور وإعجابه بأغنياته، يتحدّث في هذا الحوار عن العائلة والحب والفن والعلاقات الفنّية وعن جديده المرتقب.


تأخرت لأبارك لك نجاح «عمر عسل»، ولكن ألا تظنّ أنّك ظلمت بعض أغنيات الألبوم بطرح «سينغل»؟
هناك بعض الأغنيات التي حين تستمع إليها، تدرك أنّها لا تحتمل التأجيل في طرحها ومشاركتها مع الجمهور. الأغنية حصدت أصداء إيجابية في مهرجانات الصيف وعلى السوشيال ميديا، وهذا أسعدني كثيراً، وعلى العموم أنا فنان يتبع حدسه.

هل تغيّرت سياسة طرح الأغنيات اليوم؟
في السنوات الماضية كنّا نطرح الألبوم، ونواظب على تسويق كلّ أغنية على حدة، وأحياناً كنّا نصوّر أكثر من أغنية وعلى فترات متقطّعة ولأشهر عدة، ولكن اليوم الموضوع تغيّر فعلاً. أسعى لتصوير أغنية «غلطة تانية» من ألبومي الأخير، ولكنّه مشروع مؤجّل، وعلى الفنان أن يضحّي كي يُقدّم ألبوماً غنائياً، وعندما تطرح عملاً يتضمّن 10 أو 12 أغنية، فأنتَ على يقين بأنّ الأغنيات لن تصل كلها بالطريقة نفسها وتحصد النجاح نفسه، وثمة أغنيات تظلم نفسها أو تظلمها أغنيات أكثر نجاحاً.

قدّمت لوناً غنائياً جديداً في «عمر عسل»؛ كيف كانت التجربة؟
خضتُ تجربة «عمر عسل» مع الشاعر فادي مرجان والملحن علي حسون على صعيدَي الكتابة والتلحين، ومع جاد شويري على صعيد الكليب. أردتُ أن أقدّم أغنية جديدة ومختلفة عن السائد، حتى أنّ الموسيقى ابتعدنا فيها عن التوزيع الرائج اليوم (الإلكترونيك) وذهبنا في اتجاه الـ Acoustic وإبراز صوت الآلات الموسيقية. وللأمانة، هذه من الأغنيات التي لاقت صدى وانتشاراً كبيرين بعد فترة وجيزة من طرحها.

تعاملتَ مع أسماء يكثر التعاون معها اليوم على الساحة الفنّية؛ ماذا قدّمت لك؟
هناك أشخاص يفرضون أنفسهم على الساحة الفنية بأكثر من عمل، وهذا ما يحصل اليوم مع فادي مرجان وعلي حسّون، فأنا أحببتُ أن أقدّم عملاً يتضمّن فكرة جديدة، كما أنّه ينتمي إلى الموضة الرائجة ولكن بأسلوبي الخاص، والأهم أنّني لم أخرج من عباءتي ومن لوني الغنائي، وقد صودف أنّ أرسل لي الملحن أغنيات كثيرة في السابق، لكن حين عاودتُ سماعها، اخترتُ «عمر عسل».

كنتَ خارج «دائرة الأمان» في الكليب... فخضت التجديد مع جاد شويري...
صوّرت كليبين مع جاد شويري بين بوزيتانو واليونان، وكانت تجربة رائعة ومميّزة. كانت هناك جرأة بأبعاد جديدة، فشهدنا في “عمر عسل” على قصّة رومانسية ولكن بلمسات جاد شويري التي لا تخلو من بعض المشاهد الحميمية غير الخادشة للحياء، والتي يمكن أن يعيشها أي حبيبين.

هل تدخلت في فكرة هذا العمل وتنفيذه؟
أترك بصمتي في كلّ عمل أقدّمه، إلا أنني في “عمر عسل” والأغنية التي ستشاهدونها قريباً، أوكلتُ مهمة القيادة لجاد شويري.

معروفٌ عنك حبّك للبنان؛ لماذا لجأتَ إلى التصوير في أوروبا؟
في لبنان، لا شكّ في أنّ هناك أماكن رائعة ولكنّنا صوّرنا فيها كلها. بتنا نبحث اليوم عن أماكن جديدة والتجربة في اليونان وإيطاليا لها طعم مختلف.

سأطرح السؤال بصيغة مغايرة؛ عندما تنتج على حسابك الخاص، تكون أكثر كرماً وسخاءً على أعمالكَ؟
هذا يعود إلى الفنان وشخصيته. إذا كنت تتحدّث عنّي، فالحمد لله لم أقصّر يوماً تجاه عملي، سواء في الإنتاج أو التسويق أو الترويج. شركتي التي أسّستها وتُديرها شقيقتي تدعمني كثيراً، وبالتالي أحيي حفلات كثيرة وأقوم بنشاطات فنية متعددة، وهذا يجعلني أستمرّ في الإنتاج.

أين يقول جوزيف عطية «لا» في أعماله؟
عندما تصل الأمور لتتنافى مع مبادئي وأفكاري، وأقدّم أعمالاً فنية لا تشبهني.

هل تؤمن بأنّ الفنان مع طرح أغنياته يحصد نجاح مهرجانات الصيف؟
للأسف، بات الفنانون اليوم يهربون من لقب «نجم المهرجانات» بعد أن كان هذا اللقب معيار النجاح في السنوات الماضية. بتنا انتقائيين أكثر في الحفلات والأعمال والألقاب، وليس من الضروري اليوم إذا نجحت لك حفلة غنائية يعني أنّ كل أغنياتكَ ناجحة، والعكس صحيح. معايير النجاح تغيّرت.

هل تؤمن بلعبة الأرقام؟
هذا الموضوع نسبيّ، وللأسف بات الفنانون قادرين على التحكّم به من خلال شراء المشاهدات والاشتراكات والإعجاب، مما يجعلني لا أؤمن كثيراً بهذا المنحى. لا أولي الارقام أهمية في عملي، ولا أبني عليها نجاح حياتي المهنية.

لماذا نشعر في بعض المرّات بتعامل جوزيف عطية «الرسمي» مع جمهوره؟
لا، ليس تعاملاً “رسميّاً” كما وصفته بقدر ما هو علاقة مبنية على الاحترام والمحبة ورسم حدود واضحة، فأنا شخص لا أحبّ أن يتدخل الناس في شؤوني الخاصة.

لو لم يكن هناك سوشيال ميديا؛ هل كان الناس أكثر توقاً للقائك والاستماع إلى أعمالك؟
مواقع التواصل الاجتماعي اجتاحت حياتنا ويومياتنا وباتت تتحّكم إلى حدٍّ ما بمزاجية الجمهور، ولكن لو لم يكن هناك سوشيال ميديا لكانت الساحة الفنية «مغربلة» أكثر، مما كان سيُساعد النجوم على الوصول السريع والانتشار الأسرع، حتى لو بوقتٍ أطول. مواقع التواصل الاجتماعي فتحت باب الشهرة والنجومية لأشخاص ليسوا جديرين بها، وصعّبت مهمة الاختيار والغربلة.

ما هي أصعب مرحلة عندما تقدّم عملاً غنائياً؟
تقييم العمل من جانب الجمهور وهاجس ما سأقدّمه في الفترة المقبلة حتى يكون عند حسن ظنّهم.

ماذا تخبرنا عن أغنيتكَ الجديدة؟
لا أستطيع أن أكشف أي تفصيل عنها، سوى أنّها إيقاعية ورومانسية.

يُقال إنّ أقصر طريق للوصول الى النجومية هو الصداقات الفنية؛ هل تؤمن بذلك؟
«أنا مش شاطر بالواجبات» ولا حتى بالعلاقات الفنية، وأعترف بأنّني مقصّر فيها، ولكنّني مرتاحٌ أكثر. في فترةٍ مضت، كنت أخاف من الصداقات في الوسط الفني، واليوم لي أصدقاء ولكن طبعاً أحب الاعتدال في موضوع الصداقة.

من هو الصديق الذي تسرّ له بكلّ شيء؟
أصدقائي المقرّبون، وبعضهم من رفاق المدرسة، وشقيقتي التي تتحمّل منّي الكثير.

وجود عائلتك إلى جانبك، إلى أي مدى يُشعرك بالأمان وببعض الحدود والقيود في الوقت نفسه؟
وجود العائلة أمر أساسي في حياتي وفي عملي، وأودّ أن أنوّه بأنّ شقيقتيّ اللتين تحيطان بي درستا الإخراج وإدارة الأعمال وتدركان تماماً حدود تدخّلهما في شؤوني الفنية والخاصة. لا أجد قيوداً وحدوداً في حياتي، وعلاقتي بعائلتي مميّزة ومبنية على الودّ واحترام الخصوصية.

لماذا تخشى الحديث عن حياتكَ الخاصة؟
لا أحب الإعلان عن أي أمر ما لم يكن جدّياً ورسميّاً، أو بمثابة خطوة جيّدة.

تقول «جيّدة»... هل ما سبق كان خيبات أمل؟
ليس بالضرورة... اليوم أصبحتُ أكثر نضجاً وانتهت مرحلة اختبار الحب، ودخلتُ في مرحلة التفكير الجدّي بالعائلة والحياة الأسرية.

لمن الأولوية؛ للعائلة أم الفن؟
رغم أنّهما لا يتعارضان، ولكنّني أضع الأسرة في أولوياتي.

هل بدأت التفكير بـ Business بعيداً من الغناء؟
أعمل مع والدي في مجال عمله وهو العقارات، وعلى الفنان أن يجد مصدراً آخر للدخل بعيداً من الفن والغناء.