ثلاث شقيقات جمعتهن الموهبة وروح الإبداع، تميزن بقدرتهن على تحويل غرفة إلى قصة وحكاية يعيشها الطفل بكل أحداثها وشخوصها بين جدران غرفة نومه الملونة والأرضيات المختلفة والديكورات، و أيضاً في تصميم غرف الألعاب وزينة غرف الولادة في المستشفيات، متحديات بذلك البطالة ليبدأن بورشة فنية داخل المنزل جعلت اسمهن يلمع في عالم الديكور والأثاث من خلال مشروع Pure Crafts الذي يُعنى بكل اكسسورات غرف الأطفال والمراهقين وكمالياتها. «لها» التقت الشقيقات سلوى وعائشة ومريم الكاف، في معرضهن، فتحدّثن عن بداياتهن في هذا المجال واهتمامهن بكل ما يتعلق بالأطفال بأسلوب حديث ومميز.


- كيف بدأت فكرة المشروع؟
سلوى: الفكرة نابعة من هواية أكثر عن كونها حرفة. فشقيقتاي عائشة ومريم تهويان الرسم منذ الصغر، أما أنا فانجذبت إلى الديكور أكثر وبدأت تطوير ذاتي من خلال الدورات التي تابعتها. بدأت فكرة المشروع عندما بدأ العمل على تصميم اكسسورات تكميلية خاصة لغرف الأطفال والمواليد، خاصة أننا لمسنا افتقاد السوق لكماليات مميزة لغرف الأطفال. وهذا يعني أن فكرة المشروع بدأت من داخل المنزل عندما واجهت صعوبة في تصميم غرف أولادي ولم أجد ما يلبي احتياجاتهم في الأسواق، فاستعنت بشقيقتيّ  وبدأت مريم اقتراح الأفكار التي سرعان ما نقلتها عائشة إلى لوحات ورسوم فنية جميلة جداً وبأسلوب راقِ ورائع.

- بعد مشاركتكن في البازارات والمعارض، كيف كانت ردود الفعل من المجتمع والسوق؟
سلوى: بدأنا منذ 5 سنوات تقريباً، ففي عام 2006 كانت البازارات والمعارض قليلة جداً والوجود في السوق السعودي كان بسيطاً. بعد ذلك وعند زيادة المعارض بدأنا نلاحظ الفرق من خلال لفت أنظار الجميع إلى أهمية غرفة الطفل المتكاملة في المنزل. مشاركتنا الأولى كانت في  بازار محلي في جدة من خلال تلك الإكسسوارات، أما مشاركتنا الثانية فكانت من خلال سرير للأطفال لفت أنظار الحضور كثيراً. ومنذ تلك اللحظة بدأنا التفكير بمشروع يُوحي بأنه قصة تسدل فصولها في غرفة الطفل ليعيش كل التفاصيل وأدقها في غرفة نومه مع الشخصيات التي يحبها.

- كيف قسمتنّ العمل بينكن؟ وماهي أكثر التصاميم  التي كان الأطفال يطلبونها؟
سلوى: في ما يتعلق بتقسيم العمل أتولّى أنا تصميم قطع الأثاث والمفروشات وتتكفل عائشة بالرسم ومريم بالديكور. وفي الكثير من الأحيان تُشارك عائشة في الرسم.  أما بالنسبة إلى أكثر الصور أو الرسوم رواجاً، فيمكن القول إن الأطفال الذكور تتفاوت طلباتهم بين الشخصيات الكرتونية وهوايات مختلفة مثل كرة القدم والملاكمة والمصارعة، أما الفتيات فتدخل في طلباتهن الأميرات والقطط والفراشات وفق الشخصية الكرتونية التي تفضلها الفتاة نفسها.
مريم: هناك الكثير من الاطفال ممن يختارون الألوان بأنفسهم والتصاميم والشخصيات التي يريدونها، وهناك الكثير من الأمهات يُرافقن أطفالهن لإختيار ما يرغبون فيه. وبكل صراحة الغرف التي يختار الأطفال ألوانها وتصاميمها تبدو أجمل بكثير من غيرها.
عائشة: تختلف الرسوم بإختلاف أعمار الأطفال، لنجد أن المواليد وما فوق ترغب  أمهاتهم في الشخصيات الكرتونية أكثر. وفي المراحل المتوسطة من سن 5 إلى 10 سنوات تتدرج الهوايات، فالأولاد يرغبون في كرة القدم والمصارعة ونجد الفتيات في الرسم والاميرات. أما المراهقون من سن 11 إلى 16 سنة  فيبرز حبهم للألوان وكتابة الأسماء على الحائط.

- كم تبلغ التكلفة المالية لغرف الاطفال لديكم؟
تختلف التكلفة المالية بإختلاف طلبات الطفل في غرفة نومه وبحسب التصميم والديكورات والرسوم في الغرفة. وقد يختلف حجم السرير وبالتالي يختلف سعره أيضاً. إلا أننا نلبّي حاجات كل الأعمار والقدرات المالية، فتستطيع الأم أن تجد ما يتناسب مع حاجات طفلها ومع قدرتها الشرائية. ولا يقتصر الأمر على غرف الاطفال، انما يشمل غرف الألعاب والدراسة، إضافة إلى غرف الانتظار في العيادات الخاصة بالأطفال وتحويلها إلى غرفة ألعاب مصغرة مع وجود رسوم للأطفال على جدران العيادة.

- كيف يتم التواصل بينكن وبين الزبائن؟
عائشة: مشاركاتنا في البازارات كانت  ناجحة جدا، وهي خطوة ايجابية تعرّف من خلالها المجتمع والسوق السعودي على منتجاتنا وأعمالنا. 
سلوى: شاركنا في معرض شباب الأعمال وفي معرض الديكور والأثاث. ومشاركتنا في معرض شباب الأعمال كانت ناجحة نظرا إلى التنوع في المعرض الذي يختلف عن البازارات النسائية.
مريم: هناك تواصل بيننا وبين الزبائن عن طريق "الفيسبوك" منذ ما يقارب السنة تقريباًَ وقد وصل عدد الأعضاء في المجموعة إلى أكثر من ألف. وتلقينا دعوة عن طريق "الفيسبوك" للمشاركة في معرض للديكور في دبي، لكن الوقت لم يسمح لنا بالمشاركة فيه. 

- على أي أساس يجري رسم الديكور والتصور النهائي للمكان المطلوب تغييره بطلب من الزبون؟
سلوى: عند وصول الطلبات إلينا نذهب إلى الموقع نفسه ونأخذ المقاسات والمساحة المطلوبة للرسم. ونبدأ برسم التصور الأولي للغرفة ونعرضه على الاسرة والطفل، وإذا تمت الموافقة نبدأ التصميم والرسم. ومن الممكن أن نأخذ طلبات لرسم واجهة واحدة من المنزل أو تعديل جزء من غرفة ما  كغرفة الجلوس أو غرفة النوم لمراهق أو ما شابه ذلك.

- هل خدم السوق السعودي المرأة العاملة من منزلها أم خذلها؟
سلوى: تقام منذ فترة البازارات والمعارض التي سمحت للمرأة بالمشاركة والحضور والتعرف على المجتمع العملي أكثر.

- كيف ساعد الفن التشكيلي  في نجاح هذا المشروع؟
عائشة:  لعل من أبرز أسباب نجاحاتنا هو حس الفن التشكيلي والديكور في مشروعنا المتخصص في غرف الأطفال والأثاث الخاص بهم وزينة غرف الولادة في المستشفيات. فكل عمل فني مبتكر يُصنع يدوياً تجد أن الإقبال عليه يزداد ويلفت الأنظار أكثر، وهذا هو سبب نجاح مشروعنا وتميزه عن غيره في عالم الديكور. 

- ما هي أجمل التصاميم التي قمتم بها لغرفة نوم طفل؟
مريم: صممنا غرفة لطفل يهوى المصارعة وشخصيات المصارعين، حتى أن الاختلاف بينه وبين والدته كان سيد الموقف حينها لأنه أراد ألوانا معينة فيما رغبت والدته في ألوان أكثر جمالية. وفي النهاية صدر "الحكم" بناءً على رغبة الطفل الذي خرجنا معه بتصميم لغرفة وكأنها حلبة مصارعة يجتمع فيها المصارعون والجماهير لمشاهدة مباراة ما. وبالفعل كان هذا التصميم هو الأجمل. 

- ما هي المدة التي يستغرقها العمل في الرسم الجداري والديكور والتصميم؟
مريم: إذا كان المطلوب رسما واحدا على الحائط فتصل المدة إلى أربعة أيام، وفي بعض الأحيان يكون المطلوب أكثر من رسم فتراوح المدة بين 10 أيام وأسبوعين.
سلوى: يستغرق العمل لغرفة متكاملة لأرضية ورسم جداري وإضاءة وديكور مدة ثلاثة أشهر كتصميم كامل بما فيه الأثاث.

- أين Pure crafts في الوقت الحالي؟
حوّلنا غرفة من المنزل إلى ورشة فنية قبل الانطلاق الفعلي، وفي وقت لاحق سنقيم معرضا خارج المنزل. والحمدلله أدى الإقبال على أعمالنا إلى اقتناعنا بضرورة توسيع تجارتنا ووضع الخطط اللازمة للسير بخطى ثابتة في الطريق الذي رسمناه لأنفسنا مع توزيع العمل بيننا بدقة. وقد توافرت لنا فرصة للتعاقد مع إحدى الورش المتخصصة في تصميم الغرف، لذا يتم تحضير الديكور بالتصميم والألوان قبل إرساله إلى الورشة. واليوم تنقسم هذه الورشة الفنية إلى قسمين، الأول يوضع فيه جزء من أعمالنا وتصاميمنا، والقسم الآخر تعطي فيه شقيقتي عائشة دروساً في الرسم للأطفال من خلال دورات وحصص خاصة بتعليم أصول الرسم. كما أن لدينا في الوقت الحالي تصميم محل لسيدة في جدة.


سلوى وعائشة ومريم الكاف

هن ثلاث شقيقات:

• الكبرى سلوى هي المسؤولة عن تسويق المنتجات، وقد تابعت أخيراً دورات في الديكور.
• عائشة هي الاخت الوسطى وتحمل شهادة في التسويق. إلا أن حبها للرسم منذ الصغر جعلها تتميز في هذا الفن.

• مريم الأخت الصغرى تحمل شهادة في الاعلام وتتميز بالتصميم والرسم اللذين برعت فيهما منذ الصغر.