قدّمت دار لويس فويتون مجموعة كروز 2019 على هضبة مطلّة، وتحديداً في مؤسسة ميغت الواقعة في بلدة سان بول دو فانس الصغيرة. حضر العرض قرابة 600 ضيف ونجم مشهور جاؤوا جميعاً للاستمتاع بالطبيعة والتصاميم الجميلة.

Stylist: Marie -Amelie Sauvé for Louis Vuitton

على عكس المعايير المتّبعة في عروض الأزياء الأخيرة، قرّرت دار لويس فويتون تقديم مجموعة كروز 2019 في بلدة صغيرة هادئة، اسمها سان بول دو فانس، عوض متحف اللوفر كما جرت العادة قبلاً. بالفعل، تم تقديم المجموعة في الحديقة الخلاّبة لمؤسسة ميغت Maeght Foundation وسط منحوتات جميلة للفنان جوان ميرو، وكان ذلك بمثابة تحية صامتة إلى التصاميم المذهلة التي جرى تقديمها. أشرف نيكولا جيسكيير على كل تصاميم مجموعة كروز 2019 التي كانت خير تجسيد للتصاميم الغريبة. فبعد أن أعاد المصمّم تجديد “العقد الذهبي” لمدة خمس سنوات مع الدار، أراد أن يقدم مجموعة “حيوية” مليئة بالعواطف. هكذا، أضفى كل تصميم جديد شيئاً من الفرح والألوان، إضافة طبعاً إلى التعابير الجريئة التي اعتمدها جيسكيير منذ مدة، وتحديداً في الأعوام الخمسة الماضية التي تسلّم خلالها مهمات المدير الإبداعي في الدار العريقة. بدا جلياً أن المجموعة الجديدة مستوحاة من الأسلوب الغريب، وإنما الرائج، لمحررة الموضة والرسّامة الشهيرة غرايس كودينغتون، التي أضافت أيضاً إبداعها وتصاميمها الشهيرة لابتكار مجموعة من الأكسسوارات اللافتة. والواقع أن المجموعة-الكبسولة للأكسسوارات تنطوي على بعض التصاميم الفريدة والحقائب المميزة بالظلال الرمادية، التي خطفت الأنظار، لا سيما أنها دمجت حب كودينغتون وجيسكيير للحيوانات. تصاميم المجموعة مستوحاة من الطبيعة، وفيها كل التفاصيل تقريباً: أطراف أكمام مكشكشة على سترات جريئة وفساتين فضفاضة مع جزمات جلدية عالية حتى الركبة. هكذا، يمكن القول إن عنوان المجموعة هو: توقّعوا ما لا يمكن توقّعه! لا شك في أن هذه المجموعة هي من أكثر مجموعات لويس فويتون جرأةً ودهشةً لغاية الآن. وبالنسبة إلى أولئك الذين يتابعون تصاميم الدار بانتظام، لا شك في أنهم فوجئوا برؤية تصاميم من مواسم سابقة تظهر مجدداً، بعد أن أُعيد ابتكارها وتحويلها لتصبح تصاميم في غاية الغرابة. اشتملت المجموعة أيضاً على عدد من التصاميم المميزة، مثل سترات الدنيم المزيّنة بنقوش مرسومة يدوياً، والسترات المزيّنة بالترتر اللمّاع، والشورتات الحريرية المزيّنة بحواشٍ مخرّمة، إضافة إلى العديد من التصاميم الأخرى. يدرك جيسكيير تماماً حقيقة الصراع الدائم بين ابتكار أسلوب وفيّ لإرث الدار، والتماشي في الوقت نفسه مع الخطوط الرائجة، ولذلك قال: “نحلم جميعاً بابتكار تصاميم سرمدية، لكننا نعمل في الموضة في نهاية المطاف. علينا أن نتواجد في اللحظة الحاضرة، وأعتقد أن كل مصمّم يحاول جاهداً الاستجابة لرغبة توليد عاطفة جديدة في الموضة. وهذا هو الصراع الحقيقي في رأيي”.

صحيح أن المصمّم المبدع تطرّق إلى موضوع الصراع، لكن التصاميم بحدّ ذاتها كشفت عن كميات هائلة من الإبداع الذي راوح بين العودة إلى قبّعة رعاة البقر الكلاسيكية والفساتين القصيرة ذات الخصور المزمومة والفتحات الظاهرة. تضاءلت كمية الفساتين الحريرية المتدفقة (إذ حلّت مكانها الفساتين المزمومة)، فيما السترات الحيادية الشفافة والمفتوحة سيطرت فوق طبقات من الملابس الداخلية. تم التركيز بقوة على الألوان الجريئة والأنماط المتضاربة، وجاءت النتائج لافتة جداً.

اشتملت مجموعة لويس فويتون كروز 2019 على تسعة وخمسين تصميماً، ذات أسلوب رجّالي وأنثوي، ويمكن اعتبارها بمثابة الطريق الممهّد للتبدلات المرتقبة في صناعة الموضة. لقد تخلّى جيسكيير عن أسلوبه القديم واعتمد أسلوباً أكثر جرأةً وحريةً، مما سيجعله حتماً محط الأنظار مع دار لويس فويتون.