الطبيبة والممثلة السعودية نورة العنبر: كتابة السيناريو لا تزال ضعيفة في السعودية

كارولين بزي 09 ديسمبر 2018

من الطب إلى التمثيل انتقلت لتواجه مخاوفها وتتحدّى نفسها أمام الكاميرا، فنجحت في مهمتها واستطاعت أن تقنع عائلتها بأنها ممثلة تفخر بها. من التمثيل إلى المشاركة في الموسم الثاني من برنامج “همسة” الذي يُعرض على شاشة MBC، تقدّم الطبيبة والممثلة السعودية نورة العنبر إرشادات للمشاهد العربي بشكل عام والسعودي بشكل خاص لمعالجة نفسه من خلال التعرف على نوع مرضه واعتماد طرق العلاج الطبيعي. الطبيبة والممثلة السعودية نورة العنبر في حوار...

 

- هل واجهت كامرأة سعودية مشكلة في تقديم البرامج؟
وجدت صعوبة في أن أطل على الشاشة كممثلة وكان ذلك في العام 2015، ولكنني لم أواجه مشكلة في أن أقدّم البرامج عبرها.

- حدثيني عن تجربتك في التمثيل...
كانت فرصة أُتيحت لي واقتنصتها، ولأنني أخاف من الكاميرا قررت أن أتحدّى نفسي وأواجه مخاوفي. بالتأكيد وُجهت بالرفض من عائلتي، فكيف أكون ممثلة ونصف أفراد عائلتي إما يعملون في المحاماة أو في وزارة الخارجية؟ ولكنني وجدتها تجربة مهمة وأصررت على خوضها. المسلسل عنوانه “مبتعثات”، هو سعودي وتم تصويره في البحرين مع المخرجة هيفا المنصوري. ثم أكملت في هذا المجال لسنتين فشاركت في “حارة الشيخ” و”حب بلا حدود” ومسلسل اسمه CUT تم تصويره في أميركا.

- هل تركت مجال التمثيل؟
لم أترك التمثيل ولكنني حالياً أختار أدواري. ففي البداية أديت أدواراً عدة لأكتسب خبرة من خلالها، ولكن لاحقاً اكتشفت أن التمثيل صناعة ضخمة وبالتالي علينا أن نختار الدور الذي نرغب في تقديمه، ونحرص على النص الجيد، والذي يتضمن رسالة هادفة تفيد الجمهور. تلقيت عروض عمل كثيرة، بينها على سبيل المثال دور امرأة مريضة لكن بلا اسم أو أي تفاصيل أخرى، فوجدت أن السيناريو يحتاج إلى مجهود كبير ليصبح جيداً، إذ إن السيناريوات في السعودية ضعيفة جداً، لكنني حققت هدفي من خلال التمثيل وكسرت حاجز الخوف، وإذا عُرض عليّ سيناريو جيد كان به، وإذا لم يُعرض فلا مشكلة عندي.

- كيف كانت ردود فعل عائلتك بعد أن تابعوا أعمالك التمثيلية؟
كما ذكرت، رفضوا الفكرة في البداية، ولكن بعد أن تابعوا أعمالي شعروا بالفخر بي، بل باتوا يدعمون خطواتي التمثيلية، وأمي من أكثر الداعمين لي.

- تؤدّين في “همسة” دور طبيبة، والطب مهنتك الحقيقية، لكن ما معنى شفاء الروح؟
الإنسان مكوّن من ثلاثة عناصر، هي: الجسد والعقل والروح. ينتشر في العالم الكثير من الأمراض، وبعض هذه الأمراض ناجم عن الضغط الروحي أو الجسدي، وبالتالي علينا أن نكتشف سبب المرض كي نعالجه.

- وكيف نكتشفه؟
لدى زيارة الطبيب، على الأخير أن يطّلع على تاريخ المريض الطبي، ويتعرف على بيئته ومراحل نشأته، إذ ربما يكون عمر المرض عشر سنوات، وهذا يؤثر في لا وعيه. وأهم ما تعلمته في الطب هو أن ندخل في تفاصيل شخصية المريض، ونكشف عن كل ما يمكن أن يؤثر في حياته.

- كيف يستطيع أي شخص أن يكون طبيب نفسه؟
منذ آلاف السنين، كان علم النفس قائماً على الفطرة، بحيث يفرّق الإنسان بين الصح والخطأ بالفطرة. مثلاً، إذا تناولنا يومياً الوجبات السريعة فنحن نعلم تماماً أن هذه العادة مضرّة، وبالتالي على الفرد أن يكون منطقياً مع نفسه. العصبية تؤثر في عمل الخلايا ولا أحد ينتبه لخطورة ذلك، البعض يعتقد أن من الطبيعي تناول اللحوم يومياً، ولكن هذا مخالف للطبيعة، فكل ما يفوق العادة ليس طبيعياً. يجب على كل فرد منا أن يدوّن ما يحصل معه يومياً، بما في ذلك الرياضة التي يمارسها، والأفكار السلبية التي تتوارد إلى ذهنه وردود فعله، وفي نهاية اليوم يحسبها بنفسه، ولكن أحياناً الناس تقلّل من أهمية العامل النفسي.

- لماذا يهمل الناس غالباً الجانب النفسي؟
لأننا لا نرغب بمواجهة أنفسنا. والإنسان بطبعه يخاف من الحقيقة.

- هل زيارة الطبيب النفسي تُعدّ عيباً؟
أبداً. يعتقد الناس أن زيارة الطبيب النفسي تقتصر على المجانين، ولو كان هذا الشخص مجنوناً فعلاً فهل يبقى طوال حياته مجنوناً أم يسعى لتلقي العلاج والشفاء؟ هذا سؤال يجب أن نطرحه على أنفسنا. ولكن إذا رغبت بأن تبقى مجنوناً فهذا شأنك، لكن لا تتوقع من المجتمع أن يتقبّلك... فأنت الخاسر في النهاية. إذا أردت أن تكون ناجحاً ومعروفاً في المجتمع، عليك أن تراجع نفسك، ففي النهاية أنت لست مسؤولاً عن كل ما يحصل معك.

- ما أهمية أن يثق المريض بطبيبه، وكيف يكتسب الطبيب ثقة مريضه؟
على الإنسان أن يقتنع بأنه مريض فعلاً كي يزور الطبيب ويثق فيه.   من الخطأ الوثوق التام بأي شيء في الحياة، ولكن ثقة المريض بطبيبه تعدّ خطوة أولية في طريق العلاج، وبالتالي إذا استفاد فليكمل، وإذا لم يجد نتيجة فلينسحب. شخصياً، أُفضّل أن يطّلع المريض على كل التفاصيل التي تحدّث عنها الطبيب، فثمة أطباء أجروا أبحاثاً حول مواضيع معينة لم يطّلع عليها أطباء آخرون، وبالتالي لكل طبيب رأيه الخاص، ومن هنا أهمية القراءة. على الطبيب أن يتعاطف مع المريض، لأن الأخير يرى في طبيبه المنقذ، كما أن التحدّث مع الطبيب قد يريح المريض أحياناً.

- ما هو البلد الذي يتبع طريقة علاج شفاء الروح؟
في الدين الاسلامي، الصلاة هي تواصل الروح مع الخالق، وكل الأديان السماوية تدعو إلى الصلاة لأنها شفاء للروح. كما أن اليوغا طريقة أخرى لشفاء الروح وباتت شائعة في السعودية. هناك دول عدة تتبع هذه الطريقة، لعل أبرزها: التيبت، النيبال، أندونيسيا، بعض مناطق الصين والهند. كما أن الاندماج مع الطبيعة، سواء من خلال الغابات أو البحر أو الصحراء... يساهم في شفاء الروح.

- ما مدى التزام المرأة السعودية بصفوف اليوغا؟
ثمة العديد من النساء السعوديات اللواتي يمارسن رياضة اليوغا، ولدينا مدرّبات كثيرات. مؤسسة اليوغا العربية التي أنشأتها نوف المروعي، حاصلة على موافقة من المملكة العربية السعودية.

- كيف تستطيع المرأة التخلص من ضغوط الحياة اليومية؟
أولاً على المرأة أن تحب نفسها، فعندما تحب نفسها تستطيع الفصل بين الأشياء، والموازنة بين المسؤوليات الملقاة على عاتقها. يمكن المرأة أن تحب نفسها من خلال الحصول على قسط من الراحة، أو القراءة أو السباحة أو المشي وحتى الجلوس في غرفة بمفردها.

- كيف يمكن المرأة أن تربّي أطفالها على هذه النظرية؟
الأطفال يطبّقون كل ما تقوم به والدتهم، مثلاً لدى صديقتي أطفال يقلّدونها في كل ما تفعله، فإذا أمسكت كتاباً وبدأت بالقراءة يقلّدونها تماماً... في البداية يكون الموضوع بمثابة التمثّل بالكبار المحيطين بهم، ثم يصبح عادة، وبالتالي إذا أردت أن يتبع طفلك طريقة معينة يجب أن تطبّقيها أمامه، لأن الأم هي القدوة لأبنائها.

- ما أكثر الأمراض التي يعانيها المجتمع السعودي ويستطيع الفرد أن يعالجها بنفسه؟
الأمراض المنتشرة بكثرة في السعودية هي: السكري، الضغط، أمراض القلب والسمنة، هذه الأمراض الأربعة مرتبطة بالنظام الغذائي الصحي، إذا تحكّمنا بأسلوب غذائنا، نتجنّب كل هذه الأمراض.

- هل يثق الرجل السعودي بالمرأة كطبيبة؟
بالتأكيد، كنت في الجامعة قبل 10 سنوات وكانت دفعتي مؤلفة من 150 طالبة. هناك الكثير من الطبيبات في السعودية. الرجل السعودي يثق بالطبيبة السعودية، لا سيما عندما تضع زوجته مولودها تحت إشراف طبيبة.

- هل تفكرين بافتتاح عيادة خاصة بك، وما هي طرق العلاج التي ستتبعينها؟
أفكر فعلاً بافتتاح عيادة خاصة بي، واتباع طريقة في العلاج تعتمد على الربط بين العقل والجسم والروح من خلال الطب الوظيفي.

- كطبيبة، هل تتحملين الجلوس مع شخص لمدة ساعة والاستماع إلى همومه؟ ألن تتأثري سلباً؟
كنت أتأثر في الماضي، وتعلمت أنه عندما أتأثر يعني أنني أؤثر في صحتي النفسية، وبالتالي هو جاء “ليفضفض”، ومع الخبرة بت أفصل لأن هذا الأمر مهم جداً.