- ما الذي حمّسك للمشاركة في فعاليات مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثانية؟

وُجِّهت لي الدعوة لحضور الدورة الأولى من المهرجان العام الماضي، لكن لم يتسنَّ لي الوقت لحضوره، ولهذا كنت حريصاً على التواجد في الدورة الثانية هذا العام، وتواصلت مع فريق عمل المهرجان؛ انتشال التميمي ومدير المهرجان، وشعرت بسعادة غامرة لوجودي في مهرجان الجونة السينمائي مع زوجتي زينة.

- وهل شاهدت أفلاماً معينة في المهرجان؟

شاهدت الفيلم السينمائي المصري “يوم الدين”، المرشح لجائزة أوسكار، والذي يتحدث عن مرضى الجُذام من خلال أبطاله، للمخرج أبو بكر شوقي، وهو فيلم مميز يتناول قصة إنسانية رائعة، وترك بصمة خاصة في المهرجان، كما أنه من الأفلام التي شاركت في مهرجان “كان” السينمائي في الفترة السابقة، وشاهدت أيضاً فيلماً قصيراً للمخرج السوري الليث حجو بعنوان “الحفل السري”، مدة عرضه 17 دقيقة، ويتحدث عن امرأة حامل وزوجها يريدان العبور من خلال منطقة دمّرتها الحرب، للوصول الى المستشفى كي تضع مولودها... كذلك تابعت “الحرب الباردة”، وهو فيلم هولندي، إضافة الى فيلم للنجم “مارسيلو” الذي أبدع في أدائه التمثيلي.

- هي المرة الأولى التي تحضر فيها مع زوجتك الإعلامية زينة يازجي الى مهرجان في مصر... كيف كانت انطباعات الحاضرين؟

بالفعل، هي المرة الأولى التي ترافقني فيها زوجتي زينة لحضور مهرجان سينمائي في مصر، لكن في الحقيقة، زينة تُدعى دائماً كإعلامية معروفة في الوطن العربي الى أي مهرجان، ولا تتم استضافتها لكونها زوجة عابد فهد... زينة إنسانة مثقفة وضليعة في عالم السينما والفن والإعلام، ويؤخذ برأيها كأي فنان أو إعلامي يشارك في المهرجان.

- ألم تشعر بالحنين الى مهرجان دمشق السينمائي؟

بالطبع، أتمنى أن يعود مهرجان دمشق الى سابق عهده، وأنا متفائل كثيراً بعد عودة معرض دمشق الدولي هذا العام.

- أعرف مدى حبّك لـ”الزعيم” عادل إمام، وسبق أن قلت لي إنك تتمنى العمل معه، هل التقيتما في مهرجان الجونة السينمائي؟

لم تكن هناك فرصة للقاء “الزعيم”، لأنه حضر حفلة افتتاح المهرجان وسافر بعدها الى القاهرة. كنت أتمنى مقابلته والجلوس معه، لكنني لم أستطع ذلك بسبب ضيق الوقت. ولطالما تمنيت أن أخوض معه تجربة فنية مميزة، لأكتسب من خبرته الطويلة في الحياة والفن، فلـ”الزعيم” قيمة كبيرة ومكانة خاصة في الوطن العربي.

- من هو النجم الذي التقيته في مهرجان الجونة السينمائي ودار بينكما حديث طويل؟

النجم المصري آسر ياسين، لأنني تعرفت إليه في لجنة تحكيم جوائز الإيمي، وهو صديق مقرّب وإنسان بسيط وعفوي ومثقف وممثل حقيقي، وكان لقاؤنا رائعاً، بدا فيه متحمساً لوجودي في المهرجان، وتمنينا أن يجمعنا عمل سينمائي مهم.

- تحضّر حالياً لمسلسل “دقيقة صمت” الذي ستخوض به موسم رمضان المقبل، ما الجديد الذي تقدّمه فيه؟

بداية، كاتب هذا المسلسل يدعى سامر رضوان، وهو روائي محترف، ويقدّم سيناريو متكاملاً ومتماسكاً من حيث الفكرة والشخصيات والمشهد الدرامي، ولي تجربة سابقة معه في مسلسل “الولادة من الخاصرة”، وحققنا معاً نجاحاً فيه.

- مسلسل “طريق” الذي تشاركت في بطولته مع النجمة نادين نسيب نجيم حقق نجاحاً باهراً في الشارع المصري، ما السبب في رأيك؟

حدث هذا فعلاً، لأن القصة مأخوذة عن رواية “الشريدة” للأديب المصري نجيب محفوظ، وتحكي عن رجل بسيط، يتميز بالطيبة والكرم والعفوية والذكاء المهني، وشاء القدر أن يرتبط بامرأة مثقفة تمارس مهنة المحاماة، فيعيشان حياة مليئة بالتناقضات، وتبرز الفوارق في التصرفات والأفكار، ذلك أن لكل منهما عالمه الخاص... مسلسل “طريق” طرح الواقع بدون أي تعقيد، وهو لذلك جذب الجمهور المصري.

- أي عمل تقدّمه مع نادين نسيب نجيم يحقق نجاحاً باهراً... ما سر الكيمياء بينكما؟

نادين نجمة موهوبة تسعى للنجاح، وأنا كذلك. نحن شريكان في الأعمال الدرامية وصديقان على المستوى الإنساني، وأعرفها منذ فترة طويلة، وهذه الشراكة والكيمياء جزء من النجاح، وعندما تحب شريكك في العمل ستنجح معه بالتأكيد، وهذا هو سر نجاحنا الدائم معاً.

- تشارك أيضاً في حلقات مسلسل “مرايا” للنجم السوري ياسر العظمة، كيف وجدت التعاون معه؟

سعيد للغاية بمشاركتي الفنان الكبير ياسر العظمة، خاصة أن مسلسل “مرايا” حقق نجاحات مع الجمهور العربي منذ عرضه قبل سنوات، وكان له وقع خاص في قلوب المشاهدين، في أجزائه وحلقاته السابقة، وياسر العظمة فنان خفيف الظل ويتميز بروح الفُكاهة.

- تحضّر أيضاً لعمل تلفزيوني تاريخي، ماذا عن تفاصيله؟

هو فعلاً عمل تلفزيوني مهم، ويحكي عن شخصية تاريخية تركت أثراً سلبياً في تاريخنا الحديث.

- وما مصير فيلمك السينمائي الجديد “فوزي ومونتري” الذي انتهيت منه أخيراً؟

“مونتري” هو شخصية تونسية، وتحدّثت في الفيلم بلهجة بيضاء لتكون واضحة ويفهمها المشاهد العربي، ويمكن أن يعرض الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي أو الإسكندرية في الفترة المقبلة، وهو فيلم اجتماعي إنساني سيفيد المشاهدين.

- معروف عنك أنك تملك حساً كوميدياً، ألا تفكر في تقديم عمل كوميدي؟

هذا صحيح، وأتمنى أن أقدم عملاً كوميدياً، والدكتور محمد رفعت الذي كتب مسلسل “كابتن عفت” منذ سنوات، وعدني بأن يكتب لي مسلسلاً كوميدياً.

- كيف ترى مواقع التواصل الاجتماعي كفنان؟

أرى أنها أصبحت منبراً للتواصل مع الآخرين، سواء كانوا فنانين أو أصدقاء، ومن خلالها أتواصل مع المحبين والأصدقاء، وأعرف آراءهم في أعمالي الفنية، لكن أحياناً يزعجني النقد الجارح لأي فنان عبر السوشيال ميديا.

- رحل عن عالمنا الأيام الماضية الفنان الكبير جميل راتب، ما هو إحساسك؟

أحزنني كثيراً رحيله عن دنيانا، فلهذا الفنان العملاق تاريخ فني حافل في السينما والتلفزيون، وتعلّمنا منه الكثير، وكان معطاءً لفنه حتى آخر لحظة في حياته، ولذلك ستظل أعماله في وجداننا، ولن ننساه أبداً.

- ماذا تقول لزوجتك وابنيك «تيم» و«ليونا»؟

كل ما أتمناه هو أن ينعم الله عليهم بالسعادة والنجاح والأمان.

- هل أصبحت خبيراً في الإعلام بحكم أن زوجتك إعلامية مهمة؟

بالتأكيد أصبحت داخل المطبخ كما يقولون، وصار لديَّ خبرة جيدة بحكم موهبة زينة الإعلامية وذكائها وتحليلها وأسئلتها لضيوفها، سواء من السياسيين أو المشاهير. بتُّ أفهم أنه قد يكون هناك جواب في منتهى الإيجابية، لكن ما يقال ويُنفّذ هو عكسه تماماً في الإعلام، وقد اكتشفت ذلك مع الوقت.

- كيف تصف علاقتكما؟

نحن صديقان مقرّبان، نعيش حياة طبيعية، نمازح بعضنا أحياناً ويسخر أحدنا من الآخر، وقد يتحول المنزل الى مسرحية هزلية. بصدق، نعيش حياة مجنونة معاً، وذلك أمر ممتع بالنسبة إليّ.