"شيروفوبيا".. عندما يكون النفور من السعادة سلوكاً

جهاد عويص 03 يناير 2019

كثيرٌ من الضيق شعرت به أروى عقب سُويعات قليلة سبقتها من الفرح لدى سماعها خبراً ما، تقول عبر حسابها في موقع "تويتر": "أنا أمس مرّيت بلحظات سعادة أنتظرها من سنين، بعدها لما جئت لأنام راودتني وسوسة أنّي سأندم على هذه اللحظات!".

تلك الحالة لدى أروى، فسرها حساب يحمل اسم "علم النفس" بالموقع نفسه، والذي كتب: "نفسياً، هناك بعض الناس يخافون أن يكونوا سعداء جداً؛ لأنهم يعتقدون بأن شيئاً مأساوياً سيحدث لهم قريباً، وهذا هو المعروف باسم: رهاب السعادة".

مستخدمٌ آخر لموقع "تويتر" ويحمل اسم "العتيبي"، نقل معلومات جاء فيها أن هذه الحالة اصطلاحاً تدعى "شيروفوبيا" (رهاب السعادة أو النفور من السعادة) وهي "فوبيا تجعل الشخص يتجنب عمداً الأحداث التي تسبب السعادة أو يشعر بالقلق أثناء شعوره بالسعادة. أحد مسببات هذه الفوبيا، هي الاعتقاد بأن الشعور بالسعادة، يعقبه شيء سيء قد يحدث".

هل فعلاً هناك ما يُسمّى بـ"رهاب السعادة"؟، موقع Healthline نشر تقريراً حديثاً، قال فيه إن بعض الأشخاص يشعرون بشيء من الخوف أو القلق على إثر شعورهم بالسعادة، يخافون من أن يكون ذلك الشعور غير حقيقي، ولربما يتبعه شيء عكسي. هذا النوع من الفوبيا، يجعل الشخص يتجنب حالات الفرح والسعادة بطريقة غير منطقية.

ويبين التقرير نفسه أن كلمة "تشيرو" قد جاءت من كلمة يونانية تعني البهجة الغامرة. بينما الأشخاص الذين لديهم هذا النوع من الرهاب يخافون في الغالب من ممارسة نشاطات قد تجعلهم سعداء أو فرحين أو مستمتعين على رغم أن هذا النوع من الفوبيا لم يتم تصنيفه كحالة مرضية نفسية في دليل تشخيص الاضطرابات العقلية.

بعض الخبراء، بحسب الموقع نفسه، صنّفوا هذا نوعاً من اضطرابات القلق والشعور بالخوف من تهديد متصور، لكنهم يعتقدون في الوقت ذاته بأن الذين يعانون من "تشيروفوبيا" ليسوا حزينين في الغالب، بقدر ما هم يحاولون تجنب الخوض في تجارب أو نشاط يؤدي إلى جعلهم سعداء.

وذهب التقرير نفسه لاستعراض بعض الأعراض التي من الممكن أن تدلل على هذا النوع من الاضطراب، ومنها "الشعور بالقلق من فكرة الذهاب إلى تجمع اجتماعي بهيج مثلاً، ورفض الفرص التي قد تؤدي إلى تغيرات إيجابية في الحياة بسبب الخوف من حدوث شيء سيء، ورفض أي نشاط أو فعاليات يطغى عليها الفرح والمرح".

وأوضح التقرير أيضاً أن الـ"شيروفوبيا" تكون نتيجة لمحاولة الناس حماية أنفسهم، وكرد فعل تجاه مأساة أو صدمة أو صراع سابق. وقد لا يحتاج أولئك الذين يعانون من هذه المشكلة، العلاج بالضرورة، فهؤلاء قد يشعرون بالأمان عندما يتجنبون الشعور بالسعادة.


نقلاً عن "شبكة الحياة الإجتماعية"