صابر الرباعي: أحرص على ألاّ يأخذني الفن من زوجتي وأولادي

القاهرة – أحمد مجاهد 13 يناير 2019
شارك في فعاليات الدورة الأخيرة من مهرجان الموسيقى العربية، الذي أُقيم أخيراً في مصر، وحققت حفلته نجاحاً كبيراً، وتعتبر هذه مشاركته الثالثة في المهرجان، كما يستعد حالياً لطرح ألبومه الغنائي الجديد لجمهوره. النجم التونسي صابر الرباعي يتحدث لـ”لها” عن مشاركته في مهرجان الموسيقى العربية، ويكشف عن رأيه في الأغنية الشعبية والأغنية “السينغل” أيضاً، وبعض كواليس ألبومه الجديد، ورأيه في الموسم الأخير من برنامج “ذا فويس”، وأمنياته على المستويين الفني والشخصي.


- كيف ترى مشاركتك للمرة الثالثة في مهرجان الموسيقى العربية في دورته الأخيرة؟

كانت مشاركة أكثر من رائعة، وأرى أن مهرجان الموسيقى العربية هو المتنفس الوحيد للأشخاص الذين يعشقون الطرب الأصيل، ويحبون سماع الأغنيات الراقية والأصوات الجميلة. وما أحوجنا اليوم الى مثل هذا المهرجان الموسيقي في الوطن العربي، والذي يساهم في الحفاظ على مستوى الأغنية العربية، التي عاشت حالة من التخبّط بين الجيد والرديء في الفترة الماضية.

- ما رأيك بمشاركة السيدة ماجدة الرومي للمرة الأولى في فعاليات الدورة الأخيرة للمهرجان؟

أن يشارك في المهرجان اسم كبير بحجم “الماجدة”، فهذا يشكّل إضافة الى المهرجان، ويُعدّ نقطة إيجابية تُحسب للقائمين عليه.

- علمتُ أنك تستعد لطرح أغنية “سينغل” جديدة بعنوان “عمري الجديد” لجمهورك، فهل تُشعرك هذه الأغنية بالاكتفاء، وبالتالي تُرضي جمهورك؟

بالتأكيد، الاكتفاء لا يمكن أن يتم من خلال أغنية منفردة، بل لا بد من ألبوم كامل يضم مجموعة من الأغنيات المتنوعة ما بين الطربي والرومانسي والدرامي والإيقاعي... عندها تحوز رضا الجمهور. في المقابل، أرى أن الأغنية “السينغل” هي لجس نبض المستمعين، وتمهّد الطريق لولادة ألبوم جديد، أقدّمه لجمهوري بعد غياب طويل.

- هل أنت راضٍ عن النجاح الذي حققته أغنيتك الأخيرة “جرحي ما شفي”؟

هذه الأغنية حققت صدى جيداً في الوطن العربي، وأشاد الكثيرون بها، وذلك لبُعدها عن الأنماط الدارجة حالياً في الغناء، فهي تتميز بطابع رومانسي درامي، وتحمل الكثير من معاني الشجن.

- طرْح ألبومك الجديد تأخر كثيراً، فما السبب؟

ألبومي الجديد يتضمن باقة من الأغاني الجميلة، وكلما أنوي طرحه في الأسواق، تعاكسني الظروف، فإما يكون موعد صدوره غير مناسب، أو يتأثر بالأحداث السياسية والأعمال الإرهابية التي تضرب من وقت لآخر منطقتنا العربية، إضافة إلى أنني دقّقت كثيراً لدى اختياري أغنيات الألبوم الجديد ليبدو مميزاً ومختلفاً عن ألبوماتي السابقة، فيستحق أن أعود به إلى جمهوري.

- وهل تتعاون فيه مع فريق عمل جديد من الشعراء والملحنين والموزعين الموسيقيين؟

في ألبومي الجديد، أتعاون مع عدد من الشعراء والملحنين الجدد من مصر ولبنان وتونس، والخليج أيضاً، وهو يضم أغنيات بلهجات متنوعة، بينها المصرية والتونسية واللبنانية.

- الأغنيات الإيقاعية تطغى اليوم على الساحة الفنية، وأنت تحرص على تقديم الأغنية الكلاسيكية، فما السر في ذلك؟

ثمة أنماط عدة في الغناء، وعلى الرغم من انتشار الأغنيات الإيقاعية، لا تزال الأغنية الكلاسيكية تفرض حضورها بقوة على الساحة الفنية. وعلى الرغم من أن اللون الرومانسي من الصعب تقديمه في كل الأوقات، فقد حرصت على تطعيم ألبوماتي بالأغنية الكلاسيكية، خصوصاً أن لها جمهورها الذوّاق، والذي اعتاد على سماعها بصوتي.

- هل من أغنيات رومانسية في مشوارك الفني تفخر بها وتصر على غنائها في حفلاتك؟

أغنية “أتحدّى العالم” لا تزال تتربع على قمة الأغنيات الرومانسية في الوطن العربي، ودائماً تكون مدرجة في برنامج حفلاتي الفنية، وقد قدّمتها في حفلتي الأخيرة في مهرجان الموسيقى العربية في مصر. وعلى الرغم من مضي 14 عاماً على صدورها، لا تزال هذه الأغنية راسخة في ذاكرة ووجدان الجمهور العربي، ويطلبها مني في كل الحفلات التي أُحييها، ومثلها “أعز الحبايب” و”خلّص تارك” و”أجمل نساء الدنيا”... كل هذه الأغنيات أصبحت علامات فارقة في مشواري الفني.

- ما هي صفات الأشخاص الذين يعملون في مؤسسة صابر الفنية؟

يجب أن تكون هناك كيمياء بيني وبين أعضاء فريق عملي، فمدير أعمالي علي المولى يعمل بصدق وتفانٍ، ويخاف على صابر الفنان والإنسان، ويقف الى جانبي في السرّاء والضرّاء، وعلى الرغم من مرور أكثر من 20 عاماً على علاقتنا، فهي لا تزال ثابتة، ونطمح الى تحقيق المزيد من النجاحات.

- قدمت أغنية “ع اللي جرى” مع النجمة أصالة نصري وحققت نجاحاً باهراً، وحتى الآن لم يصل أي دويتو الى مستوى نجاحها، فما تعليقك؟

الأغنية فرضت نفسها منذ أكثر من 40 عاماً، وحققت نجاحاً كبيراً، وهذا صعب في عالم الغناء والموسيقى، وحين غنّيتها مع أصالة تركت بصمة في مسيرة كلٍ منا، خصوصاً أن أصالة تتميز بصوتها القوي، وشخصيتها الغنائية النادرة بين المطربات، وأرى أن هذا الدويتو لن يتكرر أبداً.

- هل تفكر في تقديم أغنية ديو مع أي مطربة؟

إذا وجدت أغنية بمستوى “ع اللي جرى”، فلمَ لا؟

- كيف وجدت الموسم الأخير من برنامج المواهب “ذا فويس”؟

كان موسماً مميزاً، على الرغم من أنني لم أكن ضمن لجنة تحكيمه، لكنني كنت متحمساً لمتابعة مجريات كل حلقة من حلقاته.

- هل تشعر بالتقصير تجاه جمهور بلدك بسبب إحيائك حفلات خارج تونس؟

لست مقصّراً في حق الجمهور التونسي أبداً، بل أحرص على إحياء حفلات في كل المناطق التونسية، لأنني أعشق الجمهور التونسي الذي أحبَّ صابر وقدّم له كل العطاءات، ويجب أن أردّ الجميل له ولبلدي بأن أبقى عند حسن ظنّهم، فأعكس صورة مشرّفة عنه من خلال تقديمي فناً راقياً لجمهور الوطن العربي.

- قدّمت في أحد البرامج التلفزيونية أغنية “آه لو لعبت يا زهر” للمطرب أحمد شيبة، هل تحب الأغاني الشعبية؟

بالتأكيد، الأغنية الشعبية جميلة جداً إذا كانت كلماتها راقية، مثل أغاني أحمد شيبة وحكيم وأحمد عدوية، فهؤلاء الفنانون يحرصون فعلاً على تقديم الكلمة الراقية التي تُطرب الجمهور، والأغنية الشعبية ليست مجرد إيقاعات وحسب، كما يتصوّر البعض، بل هي جملة كلمات تعبّر عن مشاكل الناس ووجعهم.

- على الرغم من صعوبة اللهجة التونسية، نجحتَ في تأديتها بشكل أحبّه الجمهور العربي، إلامَ تعزو السبب؟

الأغنية التونسية ليست صعبة، في حال بذل الفنان التونسي جهداً في تقديمها كما يجب، ولي أغنيات باللهجة التونسية، مثل أغنية “برشا” لا تزال الى اليوم عالقة في ذاكرة الجمهور العربي، ويصرّ على سماعها في كل حفل فني أُحييه.

- هل يزعجك النقد؟

لا يزعجني النقد إذا كان بنّاءً ويهدف الى أن أطوّر أدائي، كما أنني أمارس النقد الذاتي باستمرار، وذلك حتى أشعر أنه لا يزال في داخلي الأفضل لأقدمه لجمهوري.

- ما هي طموحاتك على المستويين الفني والشخصي؟

أتمنى أن أؤسّس مدرسة فنية خاصة بي، تشبه مدارس عمالقة الطرب الأصيل مثل أم كلثوم وعبدالحليم حافظ... مدرسة أفتخر بها أنا اليوم وأبنائي من بعدي، هذا على الصعيد الفني، أما على الصعيد الشخصي فكل ما أتمنّاه هو أن يتمتع أولادي بالصحة والعافية، ويعيشوا سعداء وينعموا بالأمان.

- بعيداً من الفن، كيف تمضي يومك؟

أمضي يومي مثل أي إنسان، أشتري حاجيات منزلي بنفسي، وأجد متعة في ذلك، كما أهتم بشؤون زوجتي وأبنائي، وأُخصّص لهم ما يكفي من الوقت، لأعوّضهم عن غيابي.

- ما هي الأماكن التي تحب السفر إليها؟

أعشق السفر الى لبنان ومصر، وتتوزّع إقامتي بين هذين البلدين الحبيبين.