الكابتن مي خليف: أهدف إلى نشر الثقافة الرياضية

جدة: آمنة بدر الدين الحلبي 12 يناير 2019

مدرّبة رياضية متفردة في عملها، تسعى جاهدة لتوعية نساء مجتمعها بأهمية الرياضة، وذلك من خلال مركزها الخاص، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتعمل على تنظيم برامج توعوية تثقيفية متنوعة لجذب النساء من مختلف الأعمار في سبيل الحفاظ على لياقتهن البدنية. ونظراً لتميّز الكابتن مي خليف الدائم في مجال الرياضة، التقتها “لها” للتعرّف على مشروعها الهادف الى نشر ثقافة رياضية تفيد كل نساء المجتمع السعودي.


- ما السبيل للحفاظ على الثقافة الرياضية في المجتمع؟

يكون ذلك من خلال الاستمرار في نشر التوعية بأهمية الرياضة في المجتمع السعودي بعدما أصبح مهيأً بكل مفاصله لممارسة الرياضة البدنية بمختلف أشكالها، الى جانب الاهتمام بالطعام الصحي لكل أفراد العائلة، وإدخال برامج توعوية ثقافية ورياضية الى المدارس، لينعم جيل المستقبل بصحة جيدة ويبقى بمنأى عن الأمراض.

- في أي عمر على الطفل أن يبدأ بممارسة الرياضة؟

بمجرد أن يبدأ الطفل بالمشي، يمكنه القيام بالتمارين الرياضية إذا شجعه والداه وفتحا أمامه باب اللّعب بحرية، لأن الركض في هذا العمر هو بمثابة رياضة بالنسبة الى الأطفال. وإذا رغبت الأم بتدريب طفلها على التمارين الرياضية المنتظمة بدءاً من سنّ أربع سنوات، فهي بذلك تحقق إنجازاً رائعاً في ما يتعلق بصحة طفلها، ويمكن الأطفال جميعاً ممارسة رياضة الجمباز أو كرة القدم وتنميتها لتصبح نمط حياة.

- الأم الأجنبية تضع طفلها في حوض السباحة، كيف تفسرين هذا التصرف؟

بما أن الجنين يسبح في بطن أمه تسعة أشهر، ففي إمكانه التحرّك في الماء تحت أنظار أمه لتقيه من الخطر. وحين يوضع على سطح الماء، نراه يغرق في الثواني الأولى، لكن وبقدرة إلهية يعود ليحرّك رجليه ويديه، ويستمر في الحركة حتى ينقذ نفسه... وهكذا يتعلّم الطفل الشجاعة والثقة في النفس.

- بدأ المجتمع السعودي يدرك أهمية الطعام الصحي، فبمَ توصين المرأة؟

أنصح كل سيدة ترغب في الحفاظ على وزنها وصحتها بالعودة إلى ما تنتجه الطبيعة من فواكه وخضار غنية بالمعادن والفيتامينات المفيدة للجسم، والابتعاد عن الوجبات السريعة المليئة بالدهون والوحدات الحرارية، والتي تسبب السّمنة التي بدورها تؤدي الى الإصابة بالأمراض الخطرة مثل مرض السرطان والسكري.

- مع بداية العام الجديد أخبرينا عن حصادك الرياضي العام الفائت؟

استمتعنا كثيراً العام الماضي وحققنا إنجازات في المركز بعد أن عملنا على تطوير برامجه بالتعاون مع مدرّبات لنشر التوعية برياضيات أخرى لم تكن معروفة مثل المرونة، وهي تمارين تفيد العضلات والظهر والكوع والركبة.

- هل بدأ المركز بتمارين اليوغا، وما أهميتها؟

من خلال تجربتي الشخصية، وجدت أن نساءً كثيرات يرغبن في ممارسة تمارين اليوغا في الفترة الصباحية، نظراً لأهميتها للجسم والعقل والروح، لذا تشاركنا مع مدربة يوغا.

- ماذا تعني اليوغا بالمفهوم الرياضي؟

لست مخوّلة الحديث عن اليوغا، وكل ما يمكنني قوله إن لليوغا مدرباتها، وهي كباقي الرياضات تقوّي العضلات وتجعل الجسم مرناً وتساعد على التركيز والاسترخاء والتأمّل، وتسهّل أيضاً الحركات الجسدية، لأنها تعدّ شكلاً من أشكال التمارين البدنية التي تعتمد على وضعيات معينة، وتساعد على السيطرة على العقل والجسم والروح.

- في برامجك ثمة تركيز على تمارين محددة، فما نوع هذه التمارين؟

تمارين “الكروس فيت” Cross Fit وتمارين “الهيت” Hiit تشهد إقبالاً كبيراً لاعتبارها من أهم التمارين التي تساعد على بناء العضلات، كما أنها تحرق الكثير من الدهون، وتمنح الجسم لياقة بدنية عالية.

- هل تعطي هذه التمارين نتائج ملموسة؟

بالتأكيد، فممارسة هذه التمارين تؤدي الى حرق الكثير من الدهون والسعرات الحرارية خلال ٢٤ ساعة، وخصوصاً تمرين Hiit فهو أكثر فاعلية في حرق الدهون من رياضة الجري، ويساعد في إذابة ما بين 500 و700 سعرة حرارية في التدريب الواحد، كما يسرّع عملية الأيض.

- هناك من تأكل أكثر وتحرق أكثر، ما السبب؟

تختلف عملية الأيض بين امرأة وأخرى، لكن الأكل والرياضة يلعبان دوراً مهماً في عملية النوم والأيض والراحة.

- ما أهمية النوم وما علاقته بالرياضة؟

أثبتت الدراسات أن الإنسان الطبيعي يحتاج من 7 إلى 9 ساعات من النوم لتكون أعضاء جسمه مرتاحة، فخلال فترة النوم يحدث الكثير من العمليات المعقّدة، لا بل تكون بعض الوظائف أكثر نشاطاً وفعاليّة. لذا، هناك علاقة وثيقة بين قلّة النوم والوزن الزائد، إذ إن قلّة النوم تدفع الشخص لتناول المزيد من الطعام، وبالتالي إدخال عدد إضافي من السعرات الحراريّة الى الجسم، وتبطيء عملية الأيض في الجسم، فيعاني هذا الشخص ضغوطاً كبيرة.

- ماذا عن مشاريعك المستقبلية؟

أتطلع الى تنفيذ مشاريع تضم الكثير من المدربات في مختلف المجالات الرياضية، وتستقبل كل سيدة تهتم بالرياضة وتسعى للحفاظ على صحتها.

- هل سيضم المركز اختصاصيات تغذية؟

مع بداية العام الجديد ستنضم إلى المركز اختصاصيات تغذية يشجّعن على تناول الطعام الصحي، وفي هذه المرحلة سأسعى لتجربة كل شيء بطريقة مدروسة حتى أتمكن من خدمة كل سيدة تدخل المركز.

- كيف تتعاملين مع المرأة التي تعاني آلاماً في الظهر؟

أطلب إليها أولاً أن تخضع لفحوص طبية، وبناء على تقرير الطبيب نتأكد مما إذا كان في وسعها ممارسة الرياضة أم لا، فإن كانت الأمور طبيعية فكل التدريبات التي أقدمها في المركز تفيد جميع السيدات بمن فيهن الحوامل، لذا أشجع النساء على ممارسة الرياضة وإن كنّا يعانين من إصابة ما، لأن الرياضة أسلوب حياة وتجعل الإنسان إيجابياً ومتفائلاً.

- لطالما حلمتِ بتأسيس أكاديمية رياضية، إذا تحقق هذا الحلم فما الهدف الرئيس منه؟

أحلم بجيل جديد من الإناث ممن يرغبن في تعلّم أشياء جديدة في المجال الرياضي، سواء مدربات أو اختصاصيات تغذية، ويسعين لتوعية المجتمع بأهمية الرياضة، وكل هذه الأمور تأتي تباعاً في الأكاديمية التي تستقبل الجميع وتكون مجهّزة بأحدث التقنيات، وتضم مسبحاً عالمياً.

- تعملين في المصرف صباحاً، وتدرّبين النساء في المركز مساءً، كيف توفّقين بين بيتك وعملك وتدريباتك؟

أرتب أولوياتي، أي الأهم ثم المهم، لتصبح حياتي أسهل. عملي وبيتي الأهم وبعدهما يأتي المركز، ولا أنسى دعم زوجي لي، فلولاه لعجزت عن متابعة التدريبات الرياضية، وكلما شعرت بالتقصير تجاه بيتي وعملي، أسعى الى منظومة التوازن والأولويات.

- ما النصائح الغذائية التي تقدمينها للمجتمع ككل؟

نظراً لارتفاع معدلات السّمنة بين أفراد المجتمع ومن كل الأعمار، أنصح الجميع بالعودة إلى الطعام الصحي المرتكز على الخضار والفواكه الطبيعية، والابتعاد عن الوجبات السريعة والأطعمة الغنية بالزيوت والسكريات والأملاح، والالتزام بممارسة الرياضة قدر المستطاع.

- ما الذي يجب مراعاته في الطعام؟

يجب أن يكون الطعام متوازناً يحتوي على نشويات صحية مثل البطاطا بأنواعها أو كربوهيدرات وبروتين مع الدهون الصحية مثل المكسرات النيئة والدهون غير المشبعة وزيت الزيتون، والابتعاد عن اللحوم الحمراء، ويُستحسن تناولها مرة واحدة في الأسبوع، والدجاج مرتين أما السمك فثلاث مرات مع الإكثار من تناول الخضار.

- ما هي نصيحتك لكل سيدة؟

أن تخلد الى النوم باكراً، لتنعم بصحة جيدة.

- ما هي المكملات الغذائية التي يجب تناولها؟

إذا استطاعت السيدة الحصول على التغذية من خلال الأكل الطبيعي فلا تحتاج الى مكملات غذائية، لكن مع سرعة وتيرة الحياة وازدياد الضغوط، أنصح كل من يتبع نظاماً غذائياً نباتياً باللجوء الى مكملات غذائية تكون خالية من المواد الحافظة، مع ضرورة الحفاظ على معدلات الفيتامين (د) الطبيعية، لأن نقصانه في الجسم يسبب الكثير من المشاكل مثل الخمول والتعب.