الفتى والناسك

فاديا فهد 16 يناير 2019

في قرية أفريقية نائية، تروي الأسطورة ان ناسكاً فوق قمّة جبل بعيد، يملك قوّة استثنائية يمنحها فقط لزواره الذين يتكبّدون عناء الطريق الشاقّ إليه. وكان أن أرسل أهل القرية فتيانهم الأحد عشر لزيارة الناسك علّ هؤلاء يحظون بقوّة تفتح لهم أبواب المستقبل واسعةً. مشى الفتيان أياماً وليال، قطعوا أنهاراً وغابات وهضاب ووديان. واجهوا الثعابين والضباع والحيوانات المفترسة، أكلت الدرب من أقدامهم ومن عزائمهم. وخارت قواهم، فاستسلموا للعودة الواحد بعد الآخر، إلا فتى قرّر أن يكمل المغامرة وحده. وصل الى الناسك بعد جهد وتعب، وسأله أن يمنحه تلك القوّة الإستثنائية المطلقة. فأجابه الناسك: «أنتَ الآن تملك تلك القوّة، ولا تحتاجني. إن الطريق نفسه صقَلك وجعلَ منكَ رجلاً قوياً جسداً وروحاً. عُد الى قريتك واثقاً فخوراً»، العبرة أن في كلّ طريق وعر تسلكه، قوّة لكَ، تابع سيرك، ولا تتذمّر.

نسائم

تلبس الطبيعة رداءها الأبيض الجميل

تفرشه فوق آلامنا وتشوّهاتنا

فتبدو الحياة أكثر صفاءً وبهاءً.

كأننا في النقاء الأول،

لم تلوّثنا لوثة بعد.

ولادة جديدة... خطوة أولى في سرداب نور.