ناديا الأحمر عن "الحب الأسود": أعالج الغرام بين الحلم والواقع

16 يناير 2019

تتحدث الكاتبة السورية ناديا الأحمر عن وجود الألم والتناقضات لدى جميع شخصياتها في «الحب الأسود»، قائلةً: «للألم قوة نافذة أكثر من الفرح، هو العتبة التي لابد من ملامستها لتفجر فينا حقيقتنا، كنقطة التحول التي تستهوي الكاتب لتصقل جوهر ابطاله، إضافة الى التناقضات الإنسانية في كل شخص، فلا وجود للملائكة او الشياطين في الدراما، بل الخير والشر بنسب متفاوتة، يلجمها او يطلقها المجتمع والتربية والظروف المحيطة وغيرها، وهذا ما احرص على التقاطه في شخوصي، فأكثر ما يستهوي قلمي مشهد لجبروت يُذل أمام أبوته او نبض قلبه، او للحظة خير تنبت خجولة من قلب معتم بشرور الحياة».

ويتم تصوير "الحب الأسود" حالياً تحت إدارة المخرج علي محي الدين علي في لبنان، من تأليف الأحمر، وبطولة نخبة من الممثلين السوريين واللبنانيين، من أبرزهم سلّوم حداد وطوني عيسى وآن ماري سلامة وفادي اندراوس وعلاء قاسم وفيفيان اندراوس وروزي الخولي وسينتيا بطرس ومحمود عراجي، ضمن الجزء الثاني من «حدوتة حب» من إنتاج شركة «غولدن لاين». ويختلف الموسم الجديد عن سابقه، بعرض كل من قصصه المنفصلة عن الحب بأشكاله المختلفة في 10 حلقات، لا عبر خماسيات.

وتقول الأحمر التي تشارك في أكثر من قصة في العمل، إن «الجزء الأول يركّز في علاقات الحب على جوانب انسانية مرتبطة بمعاناة المرأة من زوايا قد تطاولها حصراً من دون الرجل، كتعرضها لعنف الشريك واستغلاله، ومعاناة الحمل والتربية وغيرهما، بينما يذهب الجزء الثاني الى وضع الحب بعينه أمام مرآته بين ما يجب أن يكون عليه وما يمكن أن يصبح عليه». وتضيف برومانسية واقعية او داكنة: «من المفترض أن الحب هو كتف تسند اليه الروح ليطمئن القلب في لحظة انكسار جاعلها لحظة قوة. هو يد تحضن اصابع الشريك فتحتويه بعيداً من العالم بأسره، ولكن للحب كما غيره من وجوديات الحياة وجوه عدة، فمنه ما يصنع عروشاً للنفس البشرية، وفي المقابل منه ما يجعل منها حلقةً في صفوف العبيد».

وفي مواقع التصوير المنوعة بين القصور الفخمة المترفة والبيوت الصغيرة الفقيرة بسبب السيناريو، يحرص المخرج علي على أدق التفاصيل في المواءمة مع رؤيته الإخراجية، واستخدام الضخامة بلقطات واسعة لإبراز السلطة مثلاً، والإستناد الى الكوادر الضيقة واللقطات القريبة لاحقاً لتظهير الفارق بين الفقر والثراء، وأيضاً في خدمة المشاهد السائدة بالألم والشر والكره والقسوة. يوضح أن «مجريات «الحب الأسود» منسوجة حول «أبو الورد» (سلّوم حدّاد) الزعيم المافيوي الغارق في الشر حتى اذنيه، بلا مكان للحب في ذاته إلا تجاه أمه وابنه، وله من الجبروت ما يدفعه الى قطع يده إذا ما ازعجته او خانته. تدفع الأحداث «ابو الورد» إلى الوقوع في حب فتاة ريفية، على الأرجح بسبب صورتها كنقيض نقي لكل ما يمثله من شيطنة، طبعاً من دون إطلاق، إضافة الى الدافع النفسي في داخله لاستحواذ كل ما لا يملكه، وأيضاً كملاذ من نمط حياة بدأ بإتعابه، قبل حدوث الإنعطاف الدرامي الذي سيصدمه حتى النخاع، مع تضافر جميع شخوص بيئته وعائلته وعمله».

وتشارك سلامة في البطولة بشخصية «سلمى»، الفتاة البريئة التي وجّه لها الحب صفعته المؤلمة عندما تخلى عنها ففقدت حبيبها «يوسف»، من دون خبرة حياة تحميها من سطوة «ابو الورد» فلا تجد سبيلاً للنجاة أمامها إلا بالزواج منه، فتعيش معه بجسدها فقط كأنثى سحبت منها روحها، ولكن القدر لم يقف عند هذا الحد بل يخبىء لها أكثر مما تتوقع حدوثه.

ويؤدي فادي اندراوس في العمل شخصية «ورد» الإبن الوحيد، موضحاً أنه «سوبر مدلل إلى درجة الإفساد والتعجرف، مع تطلعه الى والده كمثال أعلى، إذ يحبه الى أقسى الدرجات التي تدفعه الى سلوك دربه في المافيوية، والتطبع بطبعه لشدة تأثره به». ويضيف أن الشخصية ستمر في اختبارات عدّة تجعله في مهب الشك الكبير تجاه والده».

وإلى جانب «ابو الورد»، يوجد دائماً «يحيى» رجله الأول وساعده الأيمن الذي يضرب به، وابن القرية التي تجمعه بحبيبة رئيسه. يقول طونى عيسى عن تجسيده هذه الشخصية: «يبدأ الدور بسيطاً قبل تصاعده بسبب طموحه واطماعه التي تجاوزت حدود ثقة «ابو الورد»، فأخذ يتلاعب بمن حوله بكل ذكاء ودهاء».

ووسط مؤامرات وجرائم كثيرة ضمن منظومة «أبو الورد»، يشارك قاسم عبر شخصية «المحقق سامر الذي تربطه علاقة قديمة وعميقة به، فيستعين به لكشف ملابسات ما يغيب عنه في حياته الشخصية أيضاً.