منى هلا: حاولوا تشويه صورتي أمام الجمهور

القاهرة- نورهان طلعت 27 يناير 2019

فنانة مثيرة للجدل، صاحبة آراء جريئة، لا تخشى هجوم جمهورها ومتابعيها، تتعامل بتلقائية وعفوية في التمثيل كما في حياتها الشخصية. الفنانة الشابة منى هلا تكشف في لقاء مع “لها” سرّ جرأتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وأسباب تعاملها بصرامة مع متابعيها، ولماذا لا تغضب من الإعلام، كما تتحدث عن فيلمها الجديد “ليل خارجي”، الذي أشاد الجميع بدورها فيه أثناء عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الأخيرة، إلى جانب الكثير من أسرارها الشخصية.


- لماذا يراكِ البعض مثيرةً للجدل وتتعمّدين استفزاز الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟

هذا الكلام لا أساس له من الصحة، وللأسف هناك من يتعمّد تشويه صورتي أمام الجمهور، ولا أعرف سبباً لذلك، لكنني أتذكّر أن أحد الأشخاص كتب عني ذات مرة خبراً مسيئاً وفيه الكثير من التجريح الشخصي.

- حدّثينا عن هذا الخبر ولماذا أزعجك؟

كتبت على حسابي في “إنستغرام” أنني توقفت عن تناول اللحوم وأصبحت نباتية، فكتب هذا الشخص مقالاً يدّعي فيه أنني أسيء بهذا التصريح الى الدين، وحتى اللحظة لم أفهم ما هي العلاقة بين التوقف عن أكل اللحوم والإساءة الى الدين، ولا أحد يجهل تبعات هذه التهمة على الشخص العادي، فكيف بها على الفنان؟

- هل تقصدين أن هناك من يتربص بكِ؟

بالتأكيد، بل هناك من يتعمّد تشويه صورتي ويحرّف أقوالي.

- لماذا يحدث ذلك معكِ أنتِ تحديداً؟

هناك أشخاص لديهم أزمة ومشكلة كبيرة مع المرأة ذات الصوت العالي، والتي لا تخشى أحداً. مثل هؤلاء يتربصون بي ويحاولون أن ينالوا مني من طريق تشويه أي فعل أو قول يصدر مني.

- يقولون إنك جريئة ولا سيما على مواقع التواصل، فما ردّك على ذلك؟

لا أجد نفسي جريئة على الإطلاق، فالسيدات في حقبة الستينيات والسبعينيات كنَّ يرتدين الملابس القصيرة، وقد شاع هذا اللباس، كما درجت على ارتدائها نجمات لهن مكانتهن في الفن والمجتمع مثل سعاد حسني، وميرفت أمين على سبيل المثال لا الحصر ولم يوصمن بالجرأة، ولم يجرّح بهن أحد.

- لكن الزمن تغير وأصبحتْ من ترتدي مثل هذا اللباس محل انتقاد واتهام؟

أنا لا أمثّل فئة بعينها ولا المجتمع الذي أعيش فيه، بل أمثّل نفسي وشخصيتي فقط لا غير، ولا يحق لأحد التدخل في حياتي وفي مأكلي وملبسي، وحريتي حق شخصي تكفله القوانين والأعراف، ومن لا يعجبه مظهري أو شكلي فليحتفظ برأيه لنفسه.

- كيف تتعاملين مع من ينتقدونك باستمرار؟

لا وقت لديّ للرد على هؤلاء، لكنني أرغب في توضيح أمر مهم، وهو أن أغلب الأخبار التي تُتداول عني غير صحيحة أبداً، وأُدرجها في باب الأقاويل والشائعات.

- لماذا لم نركِ في أي عمل فني منذ فترة؟

لأنني مستقرة حالياً في النمسا، موطن والدي، فوالدي نمسويّ ووالدتي مصرية، لذلك أتنقّل بينهما، فتارة أُقيم في مصر وطوراً أستقر في النمسا، كما أنني لا أقتنع بأي عمل فني بسهولة، وأبحث عن المتميّز من الأعمال، لذلك غبت عن جمهوري، وعندما وجدت طلبي في فيلم “ليل خارجي”، لم أتردد للحظة، ووافقت على المشاركة فيه.

- ماذا عن مشاركتك للمرة الأولى في مهرجان القاهرة بهذا الفيلم؟

سعيدة جداً لكوني أشارك للمرة الأولى بفيلم من بطولتي في هذا المهرجان العريق، وقد شاركت سابقاً في المهرجان بأكثر من فيلم، لكنها كلها لم تكن من بطولتي، وما أسعدني أكثر كونه الفيلم المصري الوحيد الذي يشارك في المسابقة الرسمية بالمهرجان، فهو شرف كبير لي أن يحدث ذلك، كما أنني سعيدة بمشاركة الفيلم في مهرجانات “تورنتو” و”استوكهولم” و”مراكش”.

- ما الذي جذبك في شخصية “توتو” التي قدمتها في “ليل خارجي”؟

الشخصية مختلفة وجديدة على السينما، فشخصية “توتو” التي قدمتها، وهي نموذج للمرأة التي تتعرض دائماً للقهر بسبب الظروف التي تواجهها، وقهر من الطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها، ومن الرجال الذين تقابلهم في حياتها، لكنها لا تستسلم، فهي تعرف بذكائها وأنوثتها كيفية التعامل، لا سيما مع الرجل “القهّار” والمجتمع الذكوري، ورغم الظروف الصعبة، تعتزّ “توتو” بكرامتها وتحافظ عليها.

- تعرضتِ للكثير من الضرب في هذا الفيلم، فكيف تعاملتِ مع ذلك؟

واجهنا أكثر من صعوبة خلال تصوير الفيلم، منها المشاهد الخاصة بالضرب، التي اعتدت عليها وتحمّلتها، إضافة الى الكثير من المشاهد “الارتجالية”، التي تتطلّب مهارةً في الأداء كما في التصوير.

- كيف تهيّأت لهذا الدور؟

مع كل دور جديد أقدّمه، أسجّل تفاصيله الدقيقة، بداية من نشأة الشخصية، مروراً بعلاقتها مع من حولها ومراحل عمرها، وصولاً إلى طبيعتها ومظهرها وملابسها، فالإلمام بكل هذه التفاصيل قبل التصوير وخلاله يجعلني أمثّل الدور بالاستعداد الكافي والعفوية المطلوبة.

- ماذا عن ردود فعل الجمهور والنقاد حول دورك؟

أُصبت بحالة من التوتر الشديد عند بدء عرض الفيلم في المهرجان، لأنني لا أحب مشاهدة نفسي على الشاشة، إذ مهما حدث لا أشاهد ما قدّمته وأخشى الخطأ. أما ردود الفعل فكانت أكثر من رائعة، وأثار العمل إعجاب الجمهور والنقاد إلى حدّ كبير.

- لماذا تشاركين دائماً في أعمال تلقي الضوء على قهر المرأة؟

لأنني أحب مناقشة ذلك في الأعمال التي أشارك فيها، فأنا أرى دائماً أن هناك قهراً يُمارس على المرأة في كل ثقافات العالم، وليس في الشرق الأوسط فقط، فكل المجتمعات يغلب عليها طابع الذكورية، وتكون الأولوية للرجل والفرَص متاحة له ومحجوبة عن المرأة، فعلى سبيل المثال، في هوليوود تمثّل المرأة خمسة في المئة فقط من العمالة هناك، وتغيب المساواة في العمل حتى في أوروبا، وما تحقق للمرأة حتى الآن لا يُذكر، حتى أن بعضهم ينادي بضرورة جلوس المرأة في منزلها والتفرّغ لرعاية الأولاد.

- هل توقعت حصول الفيلم على أي جائزة في المهرجان؟

توقعت ذلك، وقد نال أحد أبطال الفيلم، شريف دسوقي، جائزة أفضل ممثل في المهرجان، وكُنت سعيدة للغاية بحصوله عليها، فهو يستحقها نظراً للبراعة التي أبداها في أداء هذا الدور، وأعتبر هذه الجائزة تتويجاً لجميع صُنّاع الفيلم.

- ما رأيك بمصطلح “أفلام المهرجانات”، وهل هناك فارق بين الأفلام التجارية وأفلام المهرجانات؟

في رأيي، هناك أفلام تصلح للمشاركة في المهرجانات، وأخرى لا، لكن كل الأفلام تصلح أن تكون أفلاماً تجارية.

- لكن أغلب الأفلام التي عُرضت في المهرجانات لم تُحقق أي نجاح تجاري يُذكر؟

أعتقد أن ذلك لا ينطبق على فيلم “ليل خارجي” إذ حصل على جائزة في المهرجان وله حظّ وافر في أن يكون فيلماً تجارياً، وسيحقق نجاحاً عند عرضه، هذا توقعي له، فهو فيلم مُسلٍّ، وكوميدي، وفيه مسحة رومانسية، كما يعالج قضية تمس الجمهور، وهي الكشف عن ثلاث طبقات مختلفة، التي ينتمي إليها أبطال الفيلم، فطبيعة الفيلم والقضية التي يعالجها تخوّلانه أن ينال الرواج التجاري الذي نطمح إليه.

- إلى أي مدى تؤمنين بمقولة أن “الفن رسالة”؟

لست مقتنعة بهذا القول أبداً، فالفن يمكن أن يكون مُسلّياً، لكن ليس بالضرورة أن تكون له رسالة محددة، هذا مجرّد شعار وغالباً ما يجانب الصواب.

- هل من جديدٍ معروضٌ عليك؟

عُرض عليَّ خلال الفترة الماضية عدد كبير من الأعمال، سواء للسينما أو الدراما، لكن لديَّ أزمة ومشكلة في تنظيم الوقت، ففي عملي بالمسرح في الخارج، أتسلّم كل المواعيد الخاصة بدوري، وتكون الأعمال مبرمجة بعكس العمل هنا تماماً، فأنا لا أعرف متى يبدأ التصوير ومتى ينتهي، وأنا شخصية ملتزمة إلى أقصى درجة، لذلك أحب دائماً أن تكون هناك أوقات ومواعيد محددة للتصوير حتى أستطيع الالتزام عند البدء في التصوير.

- هل تهتمين بالبحث عن الشهرة والنجومية أكثر في الخارج؟

إطلاقاً، وعموماً ليس غرضي في الحياة البحث عن الشهرة أو المال، وكل ما يهمّني هو رضائي عن العمل الذي أقدمه فقط لا غير، وأسعد لحظات حياتي هي عندما أخرج من المسرح، ويقول لي فلانٌ من الناس إنني أديت الدور بشكل جيد.

- قدمتِ أكثر من برنامج للأطفال، ما رأيك في نوعية برامج الأطفال الحالية؟

لا أحب نوعية برامج الأطفال المعروضة حالياً ولا أفكارها، فهي تستخف بعقولهم، وعندما قدّمت برنامجاً للأطفال، كنت أُظهر المواهب التي يتمتعون بها، وأعلّمهم أشياء جديدة، لكن لم أعتمد على الاستخفاف بهم، وأتذكّر حديثاً لي مع الإعلامية والفنانة نجوى إبراهيم، عندما قالت إنني امتداد لها في مثل هذه البرامج، لإعجابها الشديد بحلقات البرنامج وقتها.

- هل من الممكن أن تعيدي تجربة تقديم برامج للأطفال؟

لا أعتقد ذلك، نظراً للاختلاف الكبير الذي حدث في حياة الأطفال، واعتمادهم المستجدّ على التكنولوجيا الحديثة والهواتف المحمولة، ومن ثم أين المُنتج الذي يمكن أن يغامر بأمواله لتقديم مثل هذه البرامج التي تنمّي مواهب الأطفال!

- ما جديدك للجمهور خلال الفترة المُقبلة؟

أعكف حالياً على كتابة فيلم روائي طويل، لكنني لم أنتهِ منه بعد، ولا يمكنني الكشف عن أي تفاصيل قبل إنجاز الكتابة على الأقلّ.

- فوجئنا بنبأ زواجك أخيراً، حدّثينا عن هذا الأمر؟

تعرّفت الى شاب أجنبي خلال مكوثي في النمسا، وعشنا قصة حب قوية ثم أعلنّا زواجنا رسميّاً، والحمد لله أعيش حياة مُستقرة.

- ما حقيقة إشهار إسلامه بغاية الزواج منكِ؟

هذه حقيقة، أشهَر زوجي إسلامه كي نتزوج، لذلك صُدمـت حين حاول بعضهم إلصاق تهمة الإساءة إلى الإسلام بي.

- روتينك اليومي؟

ليس لديَّ روتين يومي أتبعه، فكل يوم يأتي يكون مُختلفاً، وليس بالضرورة أن تسير حياتي بشكل روتيني، وأنا دائماً أبحث عن أشياء جديدة لأقوم بها.

- الرياضة؟

أحاول أن أواظب عليها، لكن أحياناً تحول زحمة الأعمال دونها.

- السفر؟

أحبه كثيراً، خصوصاً عندما أكون في مصر، حيث يسعدني الخروج مع أصدقائي المقيمين هنا، كما أحب السفر الى أوروبا عموماً، وكذلك أحب السفر إلى دبي والمغرب.

- أكثر ما يزعجك؟

تدخّل البعض في حياة الآخرين، فليت كل واحد منا يهتمّ بنفسه ويترك غيره ينشغل بنفسه، وأكره الكذب أيضاً، فأنا صريحة لأقصى درجة.

- مطربك المفضل؟

أحب الاستماع الى كل ما هو جديد، فليس لديَّ مطرب بعينه أحرص على الاستماع إليه.

- أشياء لا يمكن أن تستغني عنها؟

هاتفي المحمول.

- الموضة؟

أرتدي ما يتّسق مع شخصيتي وأسلوبي، وبالتأكيد تستوقفني بعض صيحات الموضة التي تظهر من وقت لآخر.

- التسوّق؟

أتسوق عندما أكون في حاجة لشراء أغراض جديدة، لكن ليس طوال الوقت.

- أتسوّق في...

في أي بلد أكون فيه.

- أتمنى...

المزيد من النجاح لفيلمي “ليل خارجي”، وتحقيقه الرواج الذي يستحق عند عرضه في دور السينما.