أسوأ الحميات وأفضلها لعام 2019

كارين اليان ضاهر 02 فبراير 2019

في هذا الموسم تبدو الحميات من العادات الشائعة التي يسارع الكل إلى اتباعها بعد التهاون في فترة الأعياد وزيادة الوزن على أثر ذلك. إذ يبدو ضرورياً اللجوء إلى الحمية بهدف التخلص من الكيلوغرامات الزائدة حتى لا تتكدس أكثر بعد. لكن مع اتباع أي حمية سريعة متوافرة، يخطئ كثر في اعتماد حميات صارمة غير صحية قد تسمح بخسارة الوزن سريعاً، لكن تؤدي بعدها إلى اكتساب الكيلوغرامات مجدداً بسرعة كبرى، إضافة إلى المشكلات الصحية التي يمكن التعرض لها بسببها. ثمة حميات فضلى يمكن اللجوء إليها لاعتبارها صحية وتساعد على خفض الوزن بطريقة مدروسة. احذري أسوأ الحميات التي يمكن اتباعها في هذا العام، اختيار الأنسب لك من دون الشعور بالتوتر.


الصيام على فترات متقطعة:

يُقصد بالصيام على فترات متقطعة، الحمية التي تقضي بالحرمان من الأكل في أوقات مختلفة من النهار أو الأسبوع بهدف الخفض الحاد في معدل الوحدات الحرارية التي يتم الحصول عليها من خلال اعتماد فترات من الصيام والحرمان. وثمة حميات أخرى تعتمد هذه الطريقة لخفض الوزن حميات أخرى كحمية 5:2 التي يتم فيها الصيام خلال يومين في الأسبوع، وأيضاً حمية 8:16 حيث يتم الصيام خلال 16 ساعة في اليوم. مما لا شك فيه أن حمية الصيام على فترات متقطعة أصبحت أكثر شيوعاً بعد أن اتبعها المشاهير الذين استطاعوا خفض أوزانهم بشكل سريع وفاعل مع خفض كميات الوحدات الحرارية التي يحصلون عليها إلى حد كبير. وإلى جانب دور هذا النوع من الحميات في خفض الوزن سريعاً، لا بد من الإشارة إلى دورها المهم وفوائدها في مكافحة حالة مقاومة الأنسولين مما يعتبر مفيداً لمرضى السكري. ولا ننسى طبعاً دورها في الحد من الشعور بالحرمان والميل إلى اللقمشة الزائدة. لكن لا بد من الإشارة إلى أن الصيام على فترات متقطعة قد يساعد على خفض الوزن نتيجة خفض معدل الوحدات الحرارية بشكل حاد وجذري، لكن قد يصعب اعتماده في المدى البعيد ولا تعتبر نتائجه طويلة المدى فهي لا تدوم طويلاً. كما يعتبر البعض هذا النوع من الحميات ذا أثر سيئ من الناحية النفسية ولجهة العلاقة بالغذاء، وهي تزيد من صعوبة اتباع نظام غذائي صحي في المدى البعيد. لذا يبدو ضرورياً التأكد من القدرة على اتباع أي حمية في المدى البعيد ضمن نمط الحياة قبل اتخاذ قرار اتباعها.

النظام الغذائي المتوسطي:

يعتبر هذا النظام أشبه بنمط حياة صحي يُعتمد في عادات صحية أكثر منه حمية. إذ يتطلب اتباع نمط حياة صحي ونظام غذائي متوازن يتم التركيز فيه على الخضر بشكل أساس وعلى الحبوب الكاملة بنسبة 100 في المئة، إضافة إلى البروتينات القليلة الدهون. وفي النظام المتوسطي يمكن تناول الحلويات والدهون المشبعة لكن بكميات صغيرة وبطريقة مدروسة. تعتبر هذه الحمية من الحميات الصحية والمتوازنة التي يمكن اتباعها لاعتبارها تساعد على خفض الوزن بطريقة صحية ومدروسة ولا تنجم عنها آثار سلبية على الصحة.

DASH diet:

تعتبر هذه الحمية أيضاً من الحميات الصحية لاعتبار هدفها الرئيس مكافحة ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. أما الأطعمة الأساسية التي يركز عليها هذا النظام الغذائي فهي ثمار البحر والحليب القليل الدسم ومشتقاته والمكسّرات، وذلك ضمن نمط حياة صحي متوازن يركز على نظام غذائي صحي بعامة.

Keto Diet:

تبدو حمية Keto من الحميات التي من المتوقع أن نسمع عنها الكثير في عام 2019 وهي تبدو أشبه بحمية أتكينز التي يتبعها المشاهير بكثرة مما يفسر تأثّر كثر بها ومحاولة اتباعها للتخلص من الكيلوغرامات الزائدة سريعاً. لكن ماذا عن النتائج وآثار هذا النوع من الحميات على الصحة؟ تركز هذه الحمية على الأطعمة الغنية بالدهون بشكل أساس، وهي تقضي بتناول كميات معتدلة من البروتينات وكميات قليلة من النشويات بشكل يشبه إلى حد كبير ركائز حمية أتكينز التي تهدف إلى وضع الجسم في حالة تعرف بالـKetosis. ففي هذه الحالة يبدأ تكسّر الدهون في الجسم ويتم استخدامها كمصدر للطاقة. وفيما يؤكد الاختصاصيون أن هذا النوع من الحميات يعتبر مفيداً لخفض الوزن والتخلص من الكيلوغرامات الزائدة بسرعة كبرى، إلا أنه لا يعتبر صحياً وضع الجسم في حالة Ketosis لوقت طويل. في المقابل، يُنصح بوضع الجسم في هذه الحالة بشكل متقلب من فترة إلى أخرى مما يساعد على خفض الوزن بشكل فاعل. هذا ولا بد من الإشارة إلى أن هذه الحمية تعتبر صارمة ولا تفسح في المجال للتهاون في النظام الغذائي المتبع. كما لا تسمح بالتساهل من خلال تناول الطعام خارج المنزل مما يزيد من صعوبة اتباعها. أما من يبحث عن خفض الوزن للمدى البعيد فلا تعتبر من الحميات التي يُنصح بها.

Paleo Diet:

ترتكز مبادئ هذه الحمية على أسس النظام الغذائي الذي كان معتمداً قديماً والذي يرتكز على اللحوم والأسماك والخضر والفاكهة وبعض أنواع البذور والمكسّرات. أما الحليب ومشتقاته والحبوب الغذائية والأطعمة المصنّعة فهي ممنوعة.

... و “صيحات” في التغذية لعام 2019

ثمة ركائز أساسية في التغذية من الواضح أنها ستكون شائعة في عام 2019 وسيتم الاعتماد عليها بشكل أساس في الحميات المتبعة:

الابتعاد عن الحليب “التقليدي”:

ثمة ميل للابتعاد عن حليب البقر والاتجاه تدريجاً إلى أنواع جديدة من الحليب باتت أكثر شيوعاً، سواء من جانب الأشخاص أو الشركات المصنّعة.

التركيز على الأطعمة النباتية:

يبدو التركيز واضحاً على الأطعمة النباتية بشكل أساس، والتي يتم الاعتماد عليها حتى في الكثير من المنتجات. حتى أنها باتت أساسية سواء للقشمة الصحية أو لـ”التحلية”.

الأوميغا 3 أيضاً وأيضاً:

أكدت الدراسات أهمية الأحماض الدهنية (أوميغا 3) وفوائدها الكثيرة للصحة، مما يفسر هذا الاتجاه الزائد إليها اليوم. فبات الاختصاصيون يشدّدون على أهمية التركيز على الأحماض الدهنية (أوميغا 3) في النظام الغذائي المعتمد لاعتبار معدلاتها غير كافية في الأنظمة الغذائية التي يتبعها معظم الناس. أما مصادرها الأساسية فهي ثمار البحر والأسماك.

نصائح غذائية عامة حفاظاً على الرشاقة

- يجب التركيز على الوجبات الأساسية، ولاسيما الفطور الذي يعتبر وجبة أساسية يجب عدم إهمالها تجنّباً لزيادة الوزن. هذا إضافة إلى أهمية تناول وجبتين صغيرتين خلال النهار.

- يجب الابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على السكر في الفطور وتناول خبز الشوفان مع اللبنة القليلة الدسم أو البيض مع الحليب. في كل الحالات، من المهم تناول وجبة الفطور، لأن الدراسات أكدت أن الامتناع عنها يؤدي إلى زيادة الوزن.

- من الأفضل اعتماد أطباق أصغر حجماً للأكل للاعتياد على تناول كميات صغرى من الطعام والحصول على معدلات أقل من الوحدات الحرارية.

- يفضل اعتماد الملعقة بدلاً من الشوكة في الأكل.

- من المهم ترطيب الجسم جيداً وتناول ما لا يقل عن ليتر ونصف الليتر من الماء.

- يجب ممارسة الرياضة بمعدل نصف ساعة من المشي أو ركوب الدرّاجة الهوائية يومياً على الأقل.

- يجب الامتناع عن تناول الحلويات لفترة من الوقت للحد من كمية الدهون والوحدات الحرارية والاتجاه أكثر إلى تناول الفاكهة كمصدر للسكر، خصوصاً أنها تؤمّن حاجات الجسم من الفيتامينات والمعادن.