«أوبرا ضيعة» كركلا في قلعة بعلبك

المهرجان القومي للمسرح المصري, رقص, حفل غنائي, كركلا, قلعة بعلبك

28 يوليو 2009

تحت أعمدة باخوس في قلعة بعلبك الساحرة عُرض ضمن مهرجانات بعلبك الدولية العمل المسرحي الغنائي الراقص «أوبرا الضيعة» لفرقة عبد الحليم كركلا، بالإشتراك مع نخبة من نجوم الغناء والتمثيل من عاصي الحلاني وضيف الشرف الفنان الكبير وديع الصافي إلى هدى حداد ورفعت طربيه وغبريال يمين وألين لحود وجوزيف عازار وعلي الزين. الجمع بين «الأوبرا» و«الضيعة» ظهر في كوريغرافيا العمل التي صمّمتها إليسار كركلا مازجة بين الرقص الغربي بأسلوب مدرسة كركلا بالدبكة والخطوات الفولكلورية. أما مخرج العمل إيفان كركلا، فاستهلّ حكاية الضيعة بعرض ضوئي جميل وممتع وإن بدأ بصور تماثيل الفينيقيين ثم صور يوليوس قيصر وفخر الدين وصلاح الدين الأيوبي... ليست حكاية الضيعة جديدة على الإطلاق ليس لأن الضيعة هي لبنان بل لأنها الضيعة نفسها التي من فرط ما تعرّفنا إليها في مسرحيات لبنانية أحسسنا بأنها نموذج جاهز ومركّب، جاهز دوماً للعرض. ثمة ضيعة، وثمة خلافات بين حيّين فيها، وهناك أيضاً قصة حب بين مزيان (عاصي الحلاني) وليلى (ألين حلود)، لكن هندومة (هدى حداد) والدة ليلى تريد أن تزوجها من ابن فضلو (غبريال يمين) وجيه الضيعة. حكت الكلمات بوضوح حكاية الساحة اللبنانية، لكنه وضوح زائد لم يضئ الحوار بل خفّف وهج الإبهار الذي انتظرناه من مشاهد الرقص وأزيائها. كانت الدبكة أجمل اللوحات، فلا يمكن ألا تطير القلوب مع أقدام الراقصين على أنغام تراثية بصوت عاصي الحلاني. حملتنا المواويل والأغاني البعلبكية إلى عالم آخر ينسجم مع سحر المنطقة ويشبهه. لكن الحوار أعادنا فجأة إلى عالم آخر مللناه، عالم نعرفه، لكننا كي نستطيع أن نعيش فيه نهرب من الكلام عليه خصوصاً إذا ارتفع صوت الكلمات لتحكي القصة نفسها، قصة الخير والشر وضرورة المصالحة لأنه لا يمكن أن يلغي أحد أحداً. 

يقدر المكان وألوان الأزياء على تقديم الدهشة إلى جانب تنوّع اللغات التي تسُمع من جماهير المغتربين السعداء بالأجواء وبالضيعة التي يحنّون إليها. عاصي الحلاني كان نجم العمل بامتياز، كما وُظّف دوره بنجاح في سياق القصة. أما ألين لحود، فبدت واثقة بنفسها في خطوة أساسية في مشوارها. كركلا في بعلبك حدث نحترمه ونشتاق إليه دوماً. (الحوار والاغاني للشاعر طلال حيدر والسيناريو والاشراف والأزياء لعبد الحليم كركلا والاخراج لايفان كركلا، والتأليف والتوزيع الموسيقي لمحمد رضا عليغولي والإضاءة لفينيشيو كيلي، والسينوغرافيا للوشيا غوج، والمستشار الفني بيرج فازليان).