مها المصري تكشف كواليس عملها مع ابنتها ديمة بياعة وطيف ابراهيم في "سلاسل دهب"

أمين حمادة 10 فبراير 2019

يشبه حضور الممثلة السورية مها المصري في الدراما التلفزيونية، شجرة النارنج بالقرب من «البحرة» التقليدية و»الحيّة» في منزل دمشقي قديم، جميلة، دافئة، لطيفة ومشاغبة، فينقص المشهد كثيراً من دونها. تنهي حالياً غياباً جزئياً يناهز سبع سنوات عن البلاتوه في سورية، عبر مشاركتها في بطولة مسلسل «سلاسل دهب»، من تأليف سيف رضا حامد، وإخراج إيّاد نحّاس، وإنتاج شركة «غولدن لاين». تؤكد المصري في مقابلة لـ»الحياة»، أنها لم تغب عن الزيارة والتواجد في وطنها طوال السنين الماضية، على رغم استقرارها في الإمارات، موضحةً أن سبب ابتعادها عن الأعمال الفنية هو غياب النص الذي يشدها ويناسبها، من بين ما عرض عليها، إلى جانب الورق الذي لا ينصف مراحل عمرية معينة، ويضعها على الهامش.

وتتحدث عن مشاركتها في عملها الشامي الجديد: «لم أخض تجربة الدراما الشامية التقليدية كثيراً في مسيرتي، ويمكن القول اني عملت بها في لوحات من «مرايا»، وفي «أسعد الورّاق» فقط، واليوم أمامي عمل بنص قوي ونخبة قديرة من الزملاء، كعوامل شجعتني كثيراً». وتضيف عن دورها: «أؤدي شخصية «أم سليم» التي تحمل من جهة ما يسمى كيد النساء، فتمارس لعبة الكنة والحماة، كما يتصل كيدها بخلافها مع «عواطف» (صباح الجزائري) زوجة شقيق زوجها، والتي تريد تزويج ابنتها لـ»سليم» (سامر اسماعيل)، ومن جهة أخرى تتمتع بقوة الشخصية، وحسن التدبير، ما يضع في حوزتها جزءاً من السلطة والقرار في المنزل، إلى درجة أنها تصبح نداً لزوجها «ابو سليم» (علي كريّم) في مواقف كثيرة».

وتلفت إلى تواجد ابنتها ديمة بيّاعة وابنها طيف إبراهيم، «الزميلين» لها في المسلسل، كاشفةً أن عدداً من المشاهد يجمعها بابنتها التي تجسّد شخصية «زكية» بما يحمله الأمر من خصوصية بينهما، في حين لا تلتقي بابنها الذي يؤدي دور «مرزوق». وتعبّر عن فرحتها بعودة ابنتها الى دمشق بعد غياب ثماني سنوات، وتقول أن ابنها اقتنع أخيراً بالمشاركة في أعمال شامية، بعدما كان رافضاً للفكرة.

وعن أعمالها الأخرى لهذا الموسم، تعلن أنها في صدد قراءة نص عمل شامي آخر، مشدّدة على تحفظها حول الظهور في أكثر من عمل ضمن النوع الدرامي ذاته، إلّا أن أفكار المسلسلين غير متشابهة البتّة ما شجعها لخوض التجربة، إضافة الى رغبتها القوية بالعودة الى التمثيل». وتردف أن أكثر من اتصال جمعها بالممثل ياسر العظمة في سبيل التحضير لجزء جديد من سلسلة «مرايا» لموسم 2019، «إلّا أنني أخشى أن الوقت قد فات للحاق بعرض هذا العام، خسارة انا أتمنى عودته».

وترى المصري أن الكثير من معالم الدراما السورية تغيّرت منذ بدئها مسيرتها، وأخيراً خلال فترة غيابها، قائلةً: «أنا أحلم بأن تعود الأمور الى المستوى الذي قدّمناه سابقاً، ولكن للأسف ساد الإستسهال في السنوات الماضية، طبعاً أنا لا أعمم رغم حزني، لأن الأمر لم يخل من الأعمال المهمة».

وتشير إلى الفارق بين الجيل الجديد من الممثلات وجيلها: «الحمدلله هن محظوظات أكثر منّا، بسبب نسبة الأعمال الكثيرة، وبالتالي فرص أكبر للعمل، ولكن من سوء الحظ أيضاً، أن كثيرات منهن ظهرن سريعاً واختفين عاجلاً، إذ لم يثبتن أنفسهن». وتلفت إلى كواليس المعاملة بين جيل وجيل: «اتعامل بحب وقرب مع الجيل الجديد، كما تعامل معنا من سبقنا، ولكن أفضل الإبتعاد عن إعطاء النصائح ولو في مكانها أياً يكن الداعي، بل اتركها للمخرج حصراً، إذ مررت بتجربة غير لطيفة مع إحداهن في وقت سابق، بسبب عدم تقبلها ملاحظاتي التي كانت في خدمة ادائها أولاً».

ومن بين المتغيرات، تشير إلى دخول عالم شبكات التواصل الإجتماعي وتأثيره السلبي في كثير من الأحيان في الإعلام بما يحمله من انعدام للمعايير واستسهال. وتضرب مثالاً موجة تعرضت لها سابقاً بسبب صورة لم تكن مأخوذة بشكل صحيح: «تمسك الإعلام بهذه الصورة ونسى كل سيرتي الفنية، من جهتي كل من لديه أي نقد او ملاحظة على ادائي التمثيلي وأدواري وأعمالي فليتفضل، ولكن كل شيء آخر في حياتي الخاصة، أنا حرة فيه». وتضيف: «الأمر أزعجني كثيراً في البداية، فابتعدت كلياً عن العالم الإفتراضي، لكنّ ابنتي اقنعتني بالعودة، والأن لم أعد أعير هذا الأمر أكثر من حجمه الحقيقي».

نقلاً عن الشقيقة "الحياة"