تانيا قسيس: أنا أول من رفع الأذان في ساحة "الدومو" الإيطالية

القاهرة – محمود الرفاعي 10 مارس 2019
مزجت السوبرانو اللبنانية تانيا قسيس بين الصلاة الإسلامية والمسيحية بتقديمها "ترنيمة مريم" "Ave Maria" المسيحية وأنشودة "مولاي" الشهيرة للشيخ سيد النقشبندي، التي رنّمها الفنان أسامة الخولي، وذلك في حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي في حفل افتتاح مسجد الفتّاح العليم وكاتدرائية الميلاد في العاصمة الإدارية الجديدة في القاهرة. في حوارها مع "لها"، تتحدث تانيا عن تفاصيل تلك المشاركة، والهدف منها، ورد فعلها بعد الغناء في مصر للمرة الأولى وفي حضرة الرئيس السيسي، وتفاصيل غنائها أمام الرئيس الأميركي دونالد ترامب عام 2017.


- من هي تانيا قسيس؟

أنا فتاة أحببتُ الموسيقى بصدق، وقررت أن أدرسها أكاديمياً، وبحكم إقامتي في العاصمة الفرنسية باريس لمدة سبع سنوات، التحقت بالمعهد الموسيقي هناك، أي "الكونسرفتوار"، وبعد عودتي إلى لبنان بدأت في احتراف الغناء، وعرفني البعض عن كثب، إلى أن قدمت عام 2015 أغنية "وطني"، التي كتبها ولحّنها الموسيقار الكبير مروان خوري، والتي بفضلها فزت بجائزتَيْ "الموريكس دور"، إحداهما جائزة سفيرة لبنان على المسارح العالمية، كما حصلت على الميدالية التقديرية من الجمهورية اللبنانية عام 2001، بعد أن تم منحي شرف تمثيل لبنان في افتتاح دورة الألعاب الفرنكفونية.

- كيف تمكنت من المزج بين "ترنيمة مريم" وأنشودة "مولاي" بصوت الفنان أسامة الخولي، في حفل افتتاح مسجد الفتّاح العليم والكاتدرائية؟

كان أمراً في غاية الصعوبة، ولكن الفضل في نجاحي في هذا المزج يعود إلى الفنان اللبناني جوني فنيانوس، الذي استطاع المزج بين الموسيقى الأوبرالية والإنشاد الديني الذي قدّمه أسامة، كما شعرت بالانسجام التام خلال الغناء، بعد أن تبدّدت الصعوبات والمخاوف تدريجاً.

- ألم تخافي من خوض تلك التجربة الصعبة؟

إطلاقاً، فقد سبق لي أن قدّمتها في عاصمة بلدي، بيروت. ففي عام 2009 حدّد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يوماً يحتفل فيه المسلمون والمسيحيون بـ"عيد البشارة"، وهو اليوم الذي أخبر فيه سيدنا جبريل العذراء مريم بأنها ستنجب عيسى المسيح، وبما أن مريم وعيسى مذكوران في الديانتين الإسلامية والمسيحية، أصبح هذا اليوم عيداً وطنياً يحتفل به جميع اللبنانيين. واحتفالاً بالمناسبة في لبنان، قدّمت أغنية عبارة عن "ترنيمة مريم" مترافقة مع الأذان، أما في القاهرة فاستبدلنا الأذان بأنشودة "مولاي".

- ما هي "ترنيمة مريم"؟

Ave Maria هي جملة باللغة اللاتينية معناها "السلام عليك يا مريم"، وهي صلاة خاصة بالسيدة العذراء، واستلهم عدد كبير من الموسيقيين موسيقاها للعمل بها، مثل باخ وبتهوفن، أما نحن فقد أخذنا المقطع الأول منها لنتمكن من المزج بين صلاة الديانتين الإسلامية والمسيحية، فكلتا الديانتين تقدّس العذراء مريم.

- ما الهدف من الأغنية؟

الهدف الرئيس من تلك الأغنية هو تقديم رسالة للجميع، مفادها أنه مهما اختلفت طبائع البشر، وتبع كل فرد معتقداته الدينية وبيئته الاجتماعية، ففي إمكان الجميع التعايش بسلام.

- هل هي المرة الأولى التي تغنّين فيها أمام رئيس جمهورية؟

لا، فقد سبق لي أن غنّيت أمام الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حفل المؤسسة الكويتية- الأميركية عام 2017، والذي أُقيم لتكريم السيدة ميلانيا ترامب وزوجة السفير الكويتي الشيخ سالم الصباح، على جمعهما أكثر من مليون دولار لبرنامج مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لكن يومذاك قدّمت أغنية "الأرض للجميع".

- ما حقيقة أنك رفعتِ الأذان في الفاتيكان؟

رفعتُ الأذان خلال تقديمي تلك الصلاة في مدينة ميلانو الإيطالية، وهي المرة الأولى التي يُرفع فيها الأذان في ساحة "الدومو"، ولكن بعدها زرت الفاتيكان وقابلت هناك البابا الذي شكرني كثيراً على رسالتي الفنية، وطلب مني أن أُصلّي لأجله، فقلت له: أرجوك، أنتَ صلِّ من أجلنا ومن أجل كل الشعوب العربية، لأنها في حاجة ماسة الى دعائك.

- هل تكتفين بالغناء الوطني والديني؟

لا، ففي بداية مسيرتي الفنية، قدمت عدداً من الأغنيات العاطفية والرومانسية، غير أن رسالتي الأساسية تهدف الى نشر السلام والمحبّة، والغناء للوطن في أي مكان، فأي فنان يرغب في التنوّع والتجديد، ولا يحب أن يقتصر غناؤه على لون واحد.

- هل تفكرين في التمثيل؟

أحبّ التمثيل كثيراً، ودائماً أحاول أن أقدم أداءً حركياً واستعراضياً خلال غنائي على المسرح، ولكنني لا أفكر في احتراف التمثيل، ولم أتلقّ أي عرض في هذا المجال.