المطرب السعودي عايض: يوم غنّيت أمام الملك سلمان بن عبدالعزيز هو الأهم في حياتي

القاهرة – محمود الرفاعي 23 مارس 2019

يرى المطرب السعودي الشاب عايض أن يوم غنائه في حضرة الملك سلمان بن عبدالعزيز هو الأجمل والأهم في حياته، والذي سبق بأيام قليلة طرحه لألبومه الأخير "بالموت جا". في حواره مع "لها"، يتحدث عايض عن تفاصيل ألبومه الجديد، ومشواره الغنائي، وغنائه أمام الملك، وحبّه للفنان رابح صقر، وردّه على تقليده للفنان عبدالمجيد عبدالله، وسبب عدم إكماله تحصيله العلمي.


- ما تقييمك لردود الفعل التي تلقيتها حول ألبومك الجديد "بالموت جا" الذي طُرح منذ أشهر قليلة؟

صُدمت بتلك الردود، ولم أكن أتوقع أن يحقق الألبوم كل هذا النجاح، فهو ميني ألبوم يتضمن 5 أغنيات فقط، لكن بفضل التعب والإصرار والتوفيق من الله سبحانه وتعالى، حقق الألبوم انتشاراً واسعاً في السعودية ودول الخليج العربي، وأصبحت أغنياته مطلوبة من الجمهور في كل الحفلات التي أحييها.

- وما الذي يميزه عن ألبوماتك السابقة "ثمان آلام" و"تلخبط" و"عايض 2016"؟

أحببتُ في هذا الألبوم أن أتعاون مع مجموعة منوّعة من الشعراء والملحنين والموزّعين العرب، ولا أقتصر على الأسماء الخليجية والسعودية فقط، فتعاملت فيه مع الملحن المصري خالد عز والموزّع التونسي عصام الشرايطي.

- لماذا تغامر في طرح الأغنيات والألبومات وعمر مشوارك الفني لم يتخطّ الثلاثة أعوام؟

ما زلت في بداية مشواري الفني، والتي على أساسها سأبني رصيداً من الأغنيات يخوّلني أن أشدو بها في الحفلات التي أحييها في دول الخليج ومصر، وبالتالي يساهم في بناء قاعدة جماهيرية عريضة ترغب في سماع أغنياتي، فلو أنني اكتفيت بتقديم ألبوم واحد أو أغنية منفردة في العام الواحد فسأضطر لتأدية أغنيات لمطربين آخرين، لذا أفضّل أن أقدّم لجمهوري أغنياتي الخاصة، وأنا مسرور لأن أغنياتي تحقق ملايين المشاهدات على "يوتيوب"، وتتصدّر المراتب الأولى في بورصة الأغاني الخليجية، وهو ما يشجّعني على الاستمرار بالوتيرة نفسها.

- كيف تم اختيارك للغناء في افتتاح مشروع "القدية" أمام الملك سلمان بن عبدالعزيز؟

اتّصل بي الشاعر الكبير عبداللطيف آل الشيخ، مبشّراً بأن القائمين على حفلة افتتاح مشروع "القدية" بإشراف الأمير بدر بن عبدالمحسن، قد اختاروني للمشاركة في إحياء الحفل.

- صف لنا شعورك وأنت تغنّي في حضرة الملك سلمان بن عبدالعزيز؟

موقف صعب للغاية، وما زلت الى اليوم أشعر بالخوف والرهبة كلما تذكرت الدقائق التي غنّيت فيها أمامه، فهذه الدقائق هي الأجمل والأسعد في حياتي، ولن أنساها ما حييت، خصوصاً أنني قدّمت خلالها أفضل أداء.

- ما رأيك باختيار الأمير بدر بن عبدالمحسن لك لتغنّي في تلك المناسبة؟

الأمير بدر بن عبدالمحسن هو شاعر الأجيال وسيشهد له التاريخ بذلك، ويشرّفني اختياره لي للغناء في هذا الحفل المهم.

- لكن البعض انتقدك لأنك قدّمت أغنية بلحن غربي وليس سعودياً؟

الأغنية التي قدّمتها للملك في حفلة افتتاح مشروع "القدية"، هي عالمية، فنظراً لأن الملك يمتلك أكبر مدينة ألعاب في الشرق الأوسط، كان من الطبيعي أن نقدّمها بأسلوب عالمي لكي يفهمها الجميع، كما أن واضع اللحن أجنبي وليس عربياً حتى يؤلّف جملاً لحنية سعودية. والعازفون الذين شاركوني في العمل، كانوا جميعاً أجانب، وهم بالطبع لا يفقهون شيئاً بالألحان العربية، وأعتقد أن تلك الانتقادات خرجت من أشخاص أو بعض جماهير لمطربين آخرين كانوا يتمنّون أن يغنّوا بدلاً مني في الحفل.

- هل تعتبر نفسك مطرباً للسوشيال ميديا؟

نعم، فقد حققت جزءاً كبيراً من شهرتي ونجاحي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واستطعت أن أستخدمها بشكل صحيح، ومن خلالها عرفني الجمهور في الشارع وكوّنت شعبية واسعة، ولا بد من أن أعترف بأن السوشيال ميديا اختصرت لي سنوات طويلة في الفن، ربما لم أكن قادراً على تحمّلها، فهناك العشرات من المطربين السعوديين الذين ظهروا في الألفية الحديثة، ولم يتمكنوا من الاستمرار والنجاح في المملكة ودول الخليج، لعدم وجود داعم لهم. فالإعلام في السعودية كان مقتصراً على الصحف والإذاعة التي كانت تدعم أصواتاً قليلة، أما اليوم فالموهبة الجيدة تستطيع أن تُثبت وجودها وتفرض حضورها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وقد ظهر فعلاً جيل جديد من المطربين بفضلها.

- أين الأغنية المصرية من اهتماماتك؟

طوال الفترة الماضية كنت مهتماً بإثبات موهبتي وإظهار إمكاناتي الغنائية في دول الخليج. وبعد النجاح الذي حققته فيها، بدأت أضع بصمتي الغنائية وأسعى للانتشار في باقي الدول العربية. وفي ألبومي الجديد، سأقدم أغنية مغربية، وحالياً أُحضّر مفاجأة لجمهوري المصري، وهي عبارة عن أغنية "سينغل" باللهجة المصرية، لكنني أفضّل عدم التحدّث عنها الآن من أجل التفرّغ لألبومي.

- يرى البعض أن عايض تلميذ في مدرستَيْ عبدالمجيد عبدالله ورابح صقر، فما ردّك على ذلك؟

الاثنان فنانان كبيران، ويشرّفني أن أكون تلميذاً في مدرستيهما الغنائيتين. لكن إذا سألتني في أي مدرسة أجد نفسي أكثر، أؤكد لك في مدرسة رابح صقر، فقد أحببت أسلوبه والتكنيك الذي يتبعه في الغناء ودرسته جيداً لكي أتعلّم منه، فهو فنان ذو خبرة واسعة وعملاق على المسرح، ولا يمكن أي مطرب آخر أن يكون مثله. والأمر نفسه بالنسبة الى عبدالمجيد عبدالله، الذي ربما تكون اختياراتي نابعة من محبّتي له. للأمانة، المملكة العربية السعودية مليئة بالأصوات الجميلة التي يفخر أي شخص بالتعلّم منها.

- تردّدت أخبار بأنك في بدايتك كنت تقلّد عبدالمجيد عبدالله...

عبدالمجيد عبدالله فنان كبير وعملاق، لكن يضايقني تشبيهي بأي فنان آخر، فأريد أن أكون أنا نفسي ولي مكانتي الخاصة، وأغنية "ساقي العطش" تعكس شخصيتي وتؤكد أنني لا أقلّد أحداً.

- ما رأيك بالأصوات النسائية في المملكة؟

بالنسبة إليّ، الفنانة داليا مبارك تملك أفضل صوت في المملكة، وربما لن يتكرر في الوطن العربي.

- هل الجيل الشاب من الفنانين السعوديين يلقى الدعم الكافي للانتشار؟

كل فنان شاب ومجتهد، لا بد من أن يجد الدعم الكافي لموهبته، وأي فنان شاب يبتكر عملاً فنياً مختلفاً وجديداً سينجح حتماً، ومع النجاح سيتهافت المنتجون والشعراء والملحنون للتعامل معه، وليس بالضرورة أن يبدأ الفنان مع عمالقة الإنتاج والشعر، فانطلاقاً من عمل بسيط مع أسماء صغيرة يمكن أن يحقق أعلى درجات النجاح. مثلاً بعد نجاح أغنيتَي "نسيتي" و"ساقي العطش"، أصبحت قادراً على التعامل مع أي شخص.

- ما ردّك على كبار الفنانين السعوديين الذين يعتبرون أن الفنانين السعوديين الشباب الذين ظهروا في السنوات الأخيرة قد ساهموا في تخريب الأغنية السعودية التي حافظوا هم عليها لسنوات طويلة؟

ربما تكون هذه وجهة نظر عدد قليل من المطربين، لكن شخصياً لا أجد أن هناك فنانين سعوديين يرون أننا خرّبنا الأغنية السعودية أو خرجنا عن إطارها المرسوم، فهم أساتذة بالنسبة إلينا، وأنا أتعلّم منهم كل صغيرة وكبيرة، وأحبّ دائماً الاستماع إلى نصائحهم. وللأمانة، هناك عدد كبير من هؤلاء الأساتذة دائماً ما يوجّهوننا ويعطوننا من خبرتهم، لكي نُكمل مشوارنا بنجاح، وفي النهاية نحن جميعاً أبناء المملكة ونسعى للحفاظ على الأغنية السعودية.

- لماذا لم تُكمل تحصيلك العلمي؟

أتمنى أن أكمل دراستي في المجال الذي أحبّه، فلا أريد أن أتخصّص في مجال دراسة لن أعمل به. ربما أقرر استكمال دراستي، وأختار مجال الموسيقى لكي أدرسه خارج المملكة، لكن المشكلة التي تواجهني هي عدم امتلاكي الوقت الكافي الذي يسمح لي بالدراسة.

- هل وافق أهلك على أن تحترف الغناء؟

في البداية، عارضت والدتي دخولي مجال الغناء، وكانت دائماً تنصحني بإكمال دراستي، لكن بعدما حققت نجاحاً كبيراً في الغناء في السعودية، وذاعت شهرتي، بدّلت رأيها وصارت تدعمني، إلا أنها لا تزال تصر على أهمية متابعة الدراسة.

- متى يفكر عايض في الزواج؟

من المبكر التفكير في الزواج، لأنني لم أتخطّ بعد الـ22 عاماً، فكل تركيزي منصبّ على الغناء وتقديم أعمال تليق بجمهوري السعودي والخليجي والعربي.

- ما الهوايات التي تمارسها في أوقات فراغك؟

في أوقات فراغي أحب السفر والتنقل بين دول العالم لإحياء الحفلات، وخصوصاً مصر والسعودية ودول الخليج وأوروبا. وبعيداً من ارتباطاتي الفنية، أمكث في الاستوديو من أجل وضع صوتي على عدد من الأغنيات. ربما تكون هوايتي المفضلة هي تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنني أحب ممارسة الرياضة والمشي.

- أي موقع للتواصل الاجتماعي تحب استخدامه دائماً؟

أرغب في استخدام موقعَي "سناب شات" و"إنستغرام".


CREDITS

تصوير : تصوير – محمود رؤوف