مهرجان قطر البحري.. حين تؤسس الوطن لؤلؤة

الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني, الشيخة موزة بنت ناصر المسند, مهرجان قطر البحري, الشيخة هنادي بنت ناصر آل ثاني, حمد بن عبد العزيز الكواري

28 أبريل 2010

إفتتحت الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، مهرجان قطر البحري في منطقة الحي الثقافي في الدوحة.
وقد جالت قبيل الإفتتاح في ساحة المهرجان للإطلاع على أحداث المهرجان، فزارت معرض الكتاب الذي يحتوي على مركز الدراسات البيئية والمركز الثقافي للطفولة ومكتبة التراث، بالإضافة إلى العديد من النشاطات مثل مشروع «كتاب الطفل» وفن التشكيل على الرمال. وقد إتّسمت خطوات الشيخة موزة داخل الحي الثقافي بالعفوية التي نمّت عن حرص شديد على متابعة تفاصيل متعلقة بالفنون والطفولة وأمجاد الأجداد، كما صفقت بحرارة للوحة تراثية راقصة قدّمتها فتيات لم تتعدّ أعمارهن أصابع اليدين.
 وقد رافقت الشيخة موزة الشيخة هنادي بنت ناصر بن خالد آل ثاني رئيسة مجلس إدارة اللجنة المنظمة للمهرجان التي ألقت كلمتها بحضور شيوخ ووزراء عرب وحشد من الإعلاميين، الذين كانوا على موعد جديد مع سحر التراث ورهبته. وأشادت الشيخة هنادي ب«عطاء الشيخة موزة اللا محدود وتوجيهاتها السديدة التي تلتقي مع منابع الفكر النيّر للشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وولي عهده الشيخ تميم بن حمد آل ثاني». كما ألقى رئيس اللجنة الإعلامية في المهرجان عبد العزيز آل إسحاق كلمة وصف فيها سخونة الإنتظار على شواطىء ال«قفال». وجدير بالذكر أن جامعة قطر مشاركة في المهرجان ضمن النشاطات البيئية بغية عرض عدد من الأبحاث المتعلقة بالبيئة القطرية.

قطر طفلة لن تفقد ترجيّة الأجداد
هو أسلوب حياة لا تراث فقط وثّقت له قطر بافتتاحية مهرجانها البحري. وقد نجح المهرجان الذي يحتبس بكثافة بين ثناياه التراث في إسترداد الماضي الحاضر بأثره وإرثه عبر أوبريت «اللؤلؤة: بين الدشّة والقفال». بعد طول إرجاء، تحدّد موعد الإنطلاقة التي صاغها المؤلف القطري القدير عبد الرحمن المناعي عبر حكاية شعبية تتناقلها الأجيال. بين حنايا الحنين إلى الرّزق الأوّل الذي جبى من زرقة البحر وجبته حين لم يختم القفال بالعودة، صاغ المناعي غنائية الأوبريت على وقع ألحان فيصل التميمي. ماضي قطر خطّه الشموخ والخطر.
 إلتقت في الأوبريت عناصر وعناصر، الشاطىء الرملي بالقلاف والنهّام، تاريخ قطر دانة، والدانة هي قطر اليوم. يختلط رمل الشاطئ برمل الجرداء بدخول سفينة البر، تداخل البيداء بالشاطىء، الموسم البدوي بالبحري. إطار الأوبريت الغوص، موسم الغوص على اللؤلؤ الذي كان شعار الحياة وشِعرها بأهازيج حزينة وبطولية، فالرجولة تحتّم على كل رجل ولوج الأمواج. نعم مهما علا شأنه لا بد من «الدشّة»، ما عدا الضرير ومن صفح عنه عياه يبقى والنساء والأطفال.
 تدور الحكاية وسط أجواء درامية وكوميدية، بعد ضياع ترجية إبنة شيخ الطواويش. لقاء سطوة الرزق والأسطورة، النفيس الأسود في العمق المسكون بالوحش الذي يجهز عليه «عناد» كرمى ل«هيا» إبنة شيخ الطواويس التي فقدت تُرجيتها النفيسة المرصعة باللآلىء السوداء. تعيش الطفلة مأساة، فالقرطان تركة والدتها التي غادرت والطفلة طفلة. وهنا يمكن إسقاط هذه التركة على الحاضر، ف«هيا» هي قطر، الدولة-الطفلة التي مهما كبرت لن تتخلى عن تُرجية والدتها وعن ذاكرتها، الوالدة التي رحلت هي هامات الأجداد وسواعدهم الحاضرة أبداً، والترجية هي الوصية.
 إفترشت الأوبريت عشرة مشاهد على الشاطئ حيث كَفْرٌ من البيوت الطينية الساحلية الصابرة منذ شهور (قرية بنيت خصيصاً للأوبريت). يقبل الراوي (الفنان فهد الكبيسي) ليقصّ «زمان الموج ومحار الخطر»، فينفصل المشهد عن المشهد، يتجمد الماضي في إطار الحاضر. يغني الكبيسي «مجد الأب وشوق الأم وصبر الأحبة، أوان الشوق والخوف وموادع الأحباب»، إيذاناً برحلة الحياة القطرية قبل عقود. يرفع البيرق، وها هو النواخذه (ربان السفينة) تهيّب لنداء الغوص-الوصية، «الغوص ! الدشة الدشة يا هل البلاد». رحلة إلى المغاص، المخاض المحفوف باللؤلؤ والخطر. ترتفع دعوات الطفولة، فتيات تلافحهنّ لوعة عفوية بريئة (يا رب زيّن رزقهم يا رب هوّن بحرهم)، ترْجين الرب وتناجين البحر. أما الصبية، فيلهون على الشاطئ بلعبة تختبر مدى الصبر والتحمل في حبس الأنفاس، حين يدفن أحد الأطفال رأسه في الرمال. فماضي الرجل القطري يحبس الأنفاس مذ لحظة الغوص والخروج بالجوهرة التي لا تستردّ بها الأنفاس المذهولة بروعة الدّرر، رِهان «السيب» (من يسحب الغواص من الأعماق).
 يعتمد النص الشعر باللهجة العامية تتخلّله بعض الحوارات النثرية، كما يشمل الكثير من الأهازيج الشعبية المتوارثة. وإلى جانب الراوي، يجسد الممثل ناصر عبد الرضا دور شيخ الطواويش فيما يؤدي صوته الفنان عيسى الكبيسي. وقد تألق في الأوبريت صوت الأمومة الذي أدّته الفنانة ريانة، تقول لولدها «لعل عيني ولا يوم تبشيك» وهو يتحضر لمرافقة والده في رحلة «شوق للدانات»، التي قد تخذل بريق نجم سهيل ونضج الصبر. ولعل هذا الشوق جاد العمل في تجسيده في عرض البحر عبر شريط مصوّر رافق الغنائية الشاطئية لسرد ولع الرجولة في لقاء لؤلؤة، فكان حوار الشاشة والشاطئ من أبرز سمات الأوبريت القطرية التي تألقت في هواء الدوحة طوال خمسة أيام، «غوص في الماضي للإبحار نحو المستقبل»..


لقاءات «لها» في مهرجان قطر البحري

زحمة إستفهامات تعتري الوافد إلى قطر للوقوف عند نشاطاتها الثقافية المطردة أخيراًً. «لها» إلتقت وزير الثقافة والفنون والتراث الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وتوجّهت إلى الشيخة هنادي بنت ناصر بن خالد آل ثاني خلال مؤتمر صحافي عشية إنطلاق مهرجان قطر البحري. كما حاورت القيمين على إنجاز أوبريت «اللؤلؤة : بين الدشّة والقفال»، المؤلف والمخرج عبد الرحمن المناعي والملحن فيصل التميمي والمطرب القطري الصاعد فهد الكبيسي.

«الأوبريت عكست حياة قطر في فترة ما قبل النفط وإستعادت طفولتنا ومشقّة آبائنا»
حضر الوزير الكواري الأوبريت القطرية، ولدى خروجه من مكان العرض إستبق السؤال بسؤال. هل أنتم «روتانا»؟ لكننا أجبنا: «نحن لها». وبعد أن تعالت ضحكاته التي كشفت شخصيته المرحة عبّر عن المشاعر التي ساورته كمشاهد ومواطن قطري في المرتبة الأولى. قال الكواري: «لطالما إرتبطت حياتنا في الخليج بالبحر وبشكل كامل. هكذا كانت في الماضي، ولا تزال إلى الآن مع عمليات إستخراج البترول والغاز». واعتبر أن للعمل «دلالات مرتبطة بحياتنا الإجتماعية والبيئية، وهو هدية منبثقة من مبادرة عظيمة من الشيخة موزة بنت ناصر المسند».
وعن الأوبريت كعمل إفتتاحي للمهرجان البحري، رأى أن «الخيار كان موفقاَ ونجح في إيصال صورة الماضي القطري. فقد إستمعنا إلى ألحان مرتبطة بحياة كلّ منا تذكرنا بطفولتنا، تفاصيل وأغانٍ كنا نحفظها ونحن صغار ذكّرتنا بآبائنا الذين هم من بنوا هذا الوطن. يجب أن نسير على خطاهم، ولا ننسى ما كانوا يواجهون من جهد ومشقّة لتستمر الحياة رغم الصعوبة. فمن لا ماضي له، لا مستقبل له».
وقد أبدى الوزير طموح القيادة الداعمة لهذا النشاط الذي أصدر «طبعته الأولى، والتي قد تكون غير تامة الطموحات» نظراًً إلى بداية المشوار، مدركاً أن الدورات اللاحقة ستحمل الأفضل على الدوام بطموح لا ينضب. من ناحية أخرى، ساوى الوزير الحدث الثقافي والفني بالنهضة العمرانية، فقطر «تشهد إزدهاراًً متكاملاً مادياً وروحياً. ولا عجب أن تكون أوبريت «بيت الحكمة» لا تزال حاضرة في الأذهان رغم مرور ثلاثة أشهر على عرضها». وأخيراًً رأى أن «أوبريت اللؤلؤة : بين الدشة والقفال» «نجحت بشكل كبير في نقل الحضور إلى حياة قطر في فترة ما قبل النفط بلغة جميلة وواضحة وألحان جذابة تشجع على المشاهدة».

«هذا المهرجان ما كان ليرى النور لولا الرعاية الكريمة  للشيخة موزة»
لفتت الشيخة هنادي إلى أن «هذا المهرجان ما كان ليرى النور لولا الرعاية الكريمة التي حظي بها من الشيخة موزة بنت ناصر المسند»، شاكرة الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني على منحه الجهة الشرقية من شاطئ الحي الثقافي لإقامة المهرجان. وأشارت إلى أن المهرجان هذا العام سيدشّن أسس مهرجان سنوي يطمح إلى العالمية. كما توقفت عند أهداف هذه الخطوة باعتبارها «تستدعي تاريخ المنطقة ومستقبلها واقتصادها المرتبط بالبحر، وتراثها الذي نصبو إلى ربط الأجيال الشابة به». فيما لفتت إلى أن هذا الحدث الثقافي والفني «يهدف إلى تشجيع السياحة الداخلية في قطر بالدرجة الأولى وتقديم صورة مشرقة عالمياً عن الوطن». وأكدت أن نشاطات المهرجان «لن تستثنيِ أي فئة عمرية»، وأن «الجنسيات المقيمة على أرض قطر مدعوة إلى المشاركة والحضور في هذه الفعاليات ليتفهموا هوية تراثنا».

«وُلد نص الأوبريت قبل عشرين عاماًً كمسرحية للأطفال»
روى المخرج والمؤلف عبد الرحمن المناعي لـ «لها» حكاية الأوبريت والرؤيا (بمعنى الحلم هنا) التي حقّقتها على مسرح ممتدّ على شاطئ.
«وُلد نص العمل قبل عشرين عاماًً كمسرحية للأطفال مرتكزة على حكاية شعبية. واجهت صعوبة في تنفيذها، لكنها ظلت فكرة جميلة في بالي وعملاً مدوّناً إلى أن طالبني مهرجان قطر البحري بعمل يوثق الحياة القطرية منذ مئة عام. وتشمل هذه الحكاية كل تفاصيل الحياة القطرية. لقد فسحت لي هذه التجربة في ممارسة المهنة في الهواء الطلق لأول مرة منذ أربعين عاماً. ولا أنكر الصعاب التي واجهتها وفريق العمل خصوصاً أن أوسع قاعة للتمرين هي نصف مساحة الشاطئ، كما أنني كنت متخوفاًً مما يحيط المكان من حداثة وأبراج وأنوار، لكن العمل نجح في فصل المشاهد عن الحاضر والغوص في الماضي». من جهة أخرى وكمواطن قطري، رفض المناعي «تقسيم الشعب القطري وتقسيمه بين بدوي وغوّاص. فبعد إنتهاء زمن الغوص، كل القطريين كانوا ينتقلون إلى قراهم الداخلية (المشتى) لممارسة الحياة وكسب القوت من البر. وأود أن أشير إلى أن إرجاء العمل مراراً -بحثاً عن المكان المناسب- جاء في صالحنا وأكثر صدقاًً لأنه تزامن مع موعد الإبحار في رحلة الغوص على اللآلئ (الدشّة)». وعن حضور المرأة المتألق في العمل قال المناعي: «لم يكن يحكم المجتمع أي تزمّت. كان للمرأة دور جوهري في الحياة، فهي تدير الأسرة طوال أربعة او خمسة أشهر (زمن رحلة الغوص) وتقوم بمهمات الرجل، وتملي على نجلها مرافقة أبيه لأداء واجب الرزق».

«عمليات بناء وهدم متكرّرة أفضت إلى إنجاز مكتبة موسيقية قطرية متكاملة»
أما الملحن فيصل التميمي فاستعاد لقاءه الأول الذي جمعه مع الفنان عبد الرحمن المناعي الذي قدّم له «الخطة المصوّرة للعمل بغية وضع منهجية تلحين، وهذا ما تطلّب مني عملاً متواصلاً طوال سنة ونصف السنة. كنا أمام تصميم لحن وتفصيل يتماشى مع المشهد الدرامي والسينمائي. لقد رافقت التحضير عمليات بناء وهدم متكرّرة، حتى توصلنا إلى صيغة نهائية أفضت إلى عمل هو بمثابة مكتبة موسيقية قطرية متكاملة». لم تكن ألحان التميمي هذه المرة مخصصة لأغنية بل «إستدعاء لإيقاعات بحرية قديمة وبعض المفاصل التي ترسم سيناريو مشهد كامل.
كمن التحدي في أسلوب التخاطب مع الجيل القطري في عام 2010 والمتلقي غير القطري وغير العربي. وقد أدركنا تقنية تحقيق التوافق بين القديم والحديث لكي يستوعب المشاهد العمل ويستمتع به من خلال 45 إيقاعاًً قطرياًً، منها اليامال والحدادي والسامري..». أما الرهان الأكبر، فكان على الأصوات  التي «تميّزت بأداء هذه الألوان بسلاسة، خصوصاً الفنان فهد الكبيسي التي أبدع في أداء النهمة».  ولا يمكن إلاّ الإثناء على «موهبة الطفلة التي أدت دور «هيا» صوتاً (أسماء الدرويش) إبنة شيخ الطواويش، التي كانت بطلة العمل بامتياز». ويشير التميمي أخيراً إلى أنه «سبق أن قدمنا أوبريت «القفال» عام 2005 ضمن أجواء مشابهة لتلك التي أرستها سينوغرافيا المناعي. وقد حضرها ولي العهد الشيخ تميم بم حمد آل ثاني وأبدى إعجابه بالعمل الذي جال بقاع العالم وصولاً إلى اليابان، مما يؤكد أن لهذه الأعمال أصداء تتجاوز المحلية».

«دوري غنائي بحت يروي الموروث القطري ويؤدي من أرشيف محمد عبده»
الفنان القطري الصاعد فهد الكبيسي مفاجأة للجمهور العربي، الذي حتماًً سيكون آذاناًً صاغية لمن أهداه فنان العرب أغنية من أرشفيه (لم يطلقها)، وقرر اليوم أن يسمعْها بصوت الكبيسي الذي إلتقاه في برنامج «تاراتاتا» العام المنصرم. الكبيسي الذي أطلق ألبومه الثالث بعنوان «70 مرة» أخيراًً، أطلع «لها» على أنها المرة الثانية التي يتعاون فيها مع الفنان عبد الرحمن المناعي، كما سبق أن شارك في خمسة عروض أوبريت، أحدها لصالح الألعاب الأولمبية العربية في أبو ظبي. وقد وصف مشاركته في الأوبريت بشخصية الراوي (قبل العرض) بأنها تقصّ «حكاية الموروث الشعبي  بإيقاعات النهمة والمواويل البحرية الفولكلورية، وهو دور غنائي بحت يمثّل العصر الحالي الذي يخاطب أبناء الحي القطري القديم» ممجداً جهدهم.

10 أيام من مهرجان قطر البحري
يشمل مهرجان قطر البحري الكثير من النشاطات التي تتمثل في أهدافه الخمسة، وهي الثقافة والبيئة والتعليم والرياضة والفن. فهناك الفعاليات الثقافية مثل معرض الفن المرئي تُعرض فيه أشكال مختلفة من الفن المتعلق بالبيئة البحرية مثل: التلوين والتصوير والنحت والتصميم والفن الحي بالصوت والصورة، وأشكال أخرى من التعبير الفني بحضور فنانين محليين وعالميين. أما بالنسبة إلى النشاطات التعليمية، فهناك معرض للكتاب يضم كتباً متخصصة في الثقافة والتراث البحري القطري. وضمن الفعاليات البيئية ستعرض أحواض بحرية. أما الأحداث الترفيهية والفنية فتشمل عروضاً سينمائية على الشاطئ طوال فترة المهرجان، بالإضافة إلى مشاركة فرق غنائية محلية وإقليمية تقدم  لوحات غنائية تراثية.
وقد تعاونت اللجنة مع عدد كبير من مؤسسات الدولة مثل وزارة الثقافة واللجنة العليا المنظمة لفعاليات الدوحة عاصمة الثقافة ووزارة التربية والتعليم ووزارة البيئة ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع واللجنة الأولمبية القطرية والإتحاد القطري للرياضات البحرية وجامعة قطر.
 وتقدّم الفعاليات الثقافية أفكاراً قيّمة من تجارب الماضي لنقل حكمة الأسلاف إلي الأجيال الجديدة، بمشاركة عدد من المؤلفين المحليين والعالميين الذين سيشاركون في تلخيص كتبهم وتوقيعها. أما الجانب الحرفي، فيحضر بمعرض وورشة عمل للفنانين والحرفيين لعرض أعمالهم وإبداعاتهم الفنية المتعلقة بالبحر وتعليم الجمهور طرق صنعها، مثل ورش عمل  القلاف (سفن الصيد التقليدية) وصناعة الفخار والخزف والمجوهرات وطرق فتح المحار وصناعة الحبال وأدوات الصيد، إضافة إلى ورشة عمل الأدوات الموسيقية البحرية. ومثّلت الرياضة في مهرجان قطر البحري واقع حياة الأسلاف.
 فهي تمثل المهارات الأساسية التي تحتاج أن تتقنها الشعوب التي تعيش بالقرب من البحر، وكانت الوسيلة الرئيسية للنقل والتجارة والتنمية الاقتصادية. ويضمن الجمع بين الرياضات البحرية التقليدية والرياضات البحرية المتطورة والحديثة إرضاء مجموعة كبيرة من زوار المهرجان. أما الأحداث الفنية، فهي الخيار الأمثل لمن يبحثون عن تمضية أوقات أكثر إسترخاء. تناسب مجموعة متنوعة من العروض الفنية جميع الأعمار، بالإضافة إلى فرصة المشاركات التفاعلية. ويهدف مهرجان البحر إلى تحفيز إشراقات التراث القطري في الذاكرة الجماعية للشعب القطري، وتسويق هذه الصورة الأصيلة إلى الشعوب الأخرى من خلال إستثمار إنفتاح دولة قطر على العالم وثقافاته. كما يتطلع القائمون على المهرجان إلى تنشيط المخيّلة الجمعية ورفد السياحة بأسباب جديدة للانتعاش وفتح آفاق أخرى أمام الاقتصاد القطري.