اللعب في الهواء الطلق ضروري لنمو الطفل

جولي صليبا 06 أبريل 2019

اللعب في الهواء الطلق مهم جداً لنمو طفلك إذ يمنحه الفرصة لاكتشاف البيئة الطبيعية وخوض المغامرات، والاستمتاع بألعابه المفضلة، واختبار قدراته البدنية، والتعبير عن نفسه بحرية، وتعزيز ثقته في نفسه. صحيح أن اللعب في الخارج قد يتسبب بفوضى عارمة، لكن كلما ازدادت الفوضى، ازداد مرح الطفل...


يعيش أطفالنا هذه الأيام حياة محمومة وسريعة الوتيرة تماماً مثل أهلهم، الذين لا يملكون وقتاً كثيراً لتخصيصه لأولادهم والإشراف على لعبهم أو اصطحابهم في نزهات في الهواء الطلق. والمؤسف أن بعض الأهل يرفضون السماح لأولادهم باللعب خارج المنزل خشية أن يؤذي الصغار أنفسهم. إلا أن هذا الخوف غير مبرر على الإطلاق، لاسيما وأن اللعب في الخارج يكشف عن فوائد كثيرة.

اكتساب مهارات متعددة

قد يكون الهواء الطلق أفضل مكان يتعلم فيه الأطفال الصغار بعض المهارات الجسدية. ففي الفناء الخارجي للمنزل أو الحديقة العامة، يتعلم الطفل الركض، والقفز، والوثب، إضافة إلى المهارات اليدوية مثل رمي الكرة وضربها والتقاطها. كما يستطيع الطفل إنجاز بعض المهارات اليدوية مثل دفع الأرجوحة أو شدّ الحبل أو رفع الأغراض عن الأرض. ويميل الأطفال إلى حرق المزيد من الوحدات الحرارية، مما يحول دون البدانة، وخطر التعرض لمرض القلب، وتصلّب الشرايين وارتفاع ضغط الدم. لذا، يتوجب على الأهل أن يخصصوا وقتاً محدداً كل أسبوع كي يلعب أطفالهم في الهواء الطلق، على اعتبار ذلك نوعاً من الوقاية الصحية.

تطوير القدرات

لا شك في أن اللعب خارج المنزل يساعد الطفل على تطوير قدراته التعليمية، لا بل إنه طريقة ممتعة للتعلم واكتساب مهارات ومعلومات جديدة. بالفعل، يساهم اللعب خارج المنزل في استثارة القدرات الإبداعية لدى الطفل، وتحفيز قدرته على التخيل من خلال الأشياء الموجودة حوله. وعند توفير مساحة خارجية كبيرة للطفل، يزداد نشاطه الجسدي، مما يساعد في بناء عظام قوية، وتطوير مستويات اللياقة، وامتصاص كميات أكبر من الفيتامين D المهم للنمو.

بالإضافة إلى ذلك، يساهم اللعب في لهواء الطلق في تنمية الحواس، خصوصاً وأن أشياء متنوعة وكثيرة تحيط بالطفل أثناء اللعب في الخارج. بالفعل، يمكن تنمية حاسة النظر عند رؤية الحيوانات والطيور والنباتات الخضراء، وحاسة السمع بفضل زقزقة العصافير وحفيف الأوراق وصفير الهواء، وحاسة الشمّ عند تنشق روائح الأزهار العطرة والهواء النقي، وحاسة اللمس عند مداعبة الهرّة الصغيرة في الحديقة، وحاسة الذوق عند تناول حبات الفاكهة.

تحفيز الاستقلالية

لا تقتصر فوائد اللعب خارج المنزل على الجانب الجسدي، بل تتعداه أيضاً لتشمل التطور الاجتماعي والعاطفي. فعند التواجد في الهواء الطلق، يميل الأطفال إلى ابتكار الألعاب، وبالتالي التعبير بصورة أفضل عن أنفسهم والتعرف إلى العالم على طريقتهم. يشعر الأطفال أنهم في أمان ومسيطرون على وضعهم، مما يحفز الاستقلالية، والمهارات التنظيمية، واتخاذ القرارات. كما أن ابتكار القواعد للألعاب يحفز فهم أهمية القواعد. هكذا، يتعلم الأطفال أثناء اللعب أهمية العلاقات الاجتماعية، واحترام العادات، وكيفية التواصل مع الآخرين.

لا بدّ من توفير بيئة آمنة

قبل السماح للطفل الصغير باللعب خارج المنزل، لا بد من التأكد أن البيئة آمنة وخالية من المخاطر. لذا، يجب من إزالة الأعشاب الضارة، وتنظيف أرض الحديقة من كل الأدوات الحادة التي قد تجرح الطفل أو تؤذيه.

من المهم أيضاً استخدام طارد للحشرات المناسب لبشرة الطفل تفادياً لتعرض الطفل للدغات الحشرات. ولا ننسى طبعاً أهمية حماية الطفل من أشعة الشمس المؤذية، ولذلك يستحسن أن يضع الطفل قبعة على رأسه تحميه من ضربات الشمس. وحبذا، لو يستعمل أيضاً كريم الوقاية من الشمس تفادياً لحصول أية حروق في البشرة.