اللقاء الأخير قبل انفصاله أحمد سعد: هذه مفاجأتي المقبلة مع زوجتي سمية الخشاب

القاهرة – محمود الرفاعي 06 أبريل 2019
يستعد الفنان أحمد سعد لطرح ألبومه الغنائي الجديد بعد غياب دام أكثر من 6 أعوام، وذلك عقب نجاح أغنيته الأخيرة "يا تمر حنّة" التي أعاد توزيعها وصوّرها في عدد من الدول الأوروبية. في حواره مع "لها"، يكشف سعد عن تفاصيل أغنيته الأخيرة، وسبب تأخر عرض فيلمه "خطيب مراتي"، وحقيقة تسجيله آيات من القرآن الكريم بصوته.


- لماذا بدأت العام الجديد بطرح أغنية "ملكش مكان"؟

لم أكن أرغب في بداية العام بطرح أغنية جديدة، ولكن بعد أن عرض عليَّ الشاعر أحمد حسن راؤول والملحن محمد عاطف الحلو الأغنية، شعرت بأنها لا تحتمل الانتظار لتُطرح ضمن أغنيات الألبوم، وقررت تصويرها على طريقة الفيديو كليب بشكل مبدئي.

- لكن البعض أراد أن تكون عودتك من خلال أغنية سريعة الإيقاع...

دعنا نتفق على أن المستمع العربي يعشق الأغنيات الدرامية، ولا يرغب بسماع الأغنيات ذات الإيقاع السريع. ربما أننا نحب النكد، أما أنا فأحب كل الألوان الموسيقية، ولا أُفضّل لوناً على آخر، لكن في النهاية الفنان يتعامل مع جمهور عريض ومتنوع، ويطلب منه الأغنيات الكلاسيكية والحزينة والرومانسية وغيرها.

- لماذا أعدت توزيع أغنية الفنانة الراحلة فايزة أحمد "يا تمر حنّة" بصوتك؟

أعشق صوت فايزة أحمد، وخصوصاً أغنيتها "يا تمر حنّة"، فلها مكانة خاصة في قلبي، وحين فكرت في إعادة تقديم أغنية بصوتي، لم أجد ما هو أفضل منها، ولذلك أحببت أن تكون باكورة أعمالي مع شركة "مزيكا"، وقد صوّرنا الأغنية خارج مصر وفي عدد من الدول الأوروبية.

- وهل تحبّذ فكرة إعادة الأغنيات القديمة والتراثية؟

ما دمت أسعى لتقديم الجديد والمختلف في الغناء، فلماذا لا أعيد تقديم تلك الأغنيات، خاصة أن الجيل الحالي لم يعد يستمع إلى الأعمال القديمة، والتجديد يعيد تلك الأغنيات الى الواجهة مرةً أخرى، ويتيح الفرصة لأبناء هذا الجيل للتعرف عليها.

- متى ستطرح ألبومك الغنائي الجديد؟

أدرك تماماً أنني تأخّرت كثيراً على جمهوري، لكن لا ننكر أن الساحة الغنائية في الفترة الماضية كانت تعاني وبشدة من مشاكل إنتاجية وأزمات سياسية، وهذا يؤثر سلباً في الفنان فلا يعود قادراً على الإنتاج، ولو أحصينا عدد الألبومات الغنائية المطروحة قبل ثورات الربيع العربي لوجدنا أنه تراجع الى النصف. وبصفتي فرداً من تلك المنظومة، لم أكن قادراً على تسجيل أغنيات ألبوم كامل، لذا حاولت الاعتماد على الأغنيات "السينغل" وتصوير عدد منها، لكن في الفترة الأخيرة بدأت بتسجيل ألبومي الجديد، وتعاقدت مع المنتج محسن جابر وشركة "مزيكا".

- لماذا لم تتولَّ إنتاج أعمالك بنفسك مثلما فعل البعض؟

لست قادراً على إنتاج أعمالي بنفسي، ولا أفقه شيئاً بالأمور الإدارية، وكل ما يمكنني فعله هو الغناء، وأحبّ أن يقوم كل فرد بالدور المنوط به، فأنّا أغني، وهناك من يكتب ويلحّن ويُنتج... ومعظم شركات الإنتاج لم تعد قادرة اليوم على الإنتاج، فهل سأقدر أنا على ذلك؟!

- ماذا عن تفاصيل ألبومك الجديد؟ ومتى سيُطرح؟

الألبوم يتضمن 12 أغنية، تتنوع ما بين اللون الدرامي والرومانسي والسريع، ولم أُحدّد له عنواناً بعد، لكن قريباً سأعقد جلسات عمل مع المنتج محسن جابر نتفق خلالها على اسم للألبوم ونحدّد موعداً لطرحه، ومن المتوقع أن يكون في منتصف العام الجاري.

- ما حقيقة تحضيرك لأغنية تجمعك بزوجتك سمية الخشاب؟

لا يمكنني حالياً الكشف عن تفاصيل الأغنية، وأتركها مفاجأة لكل من يحبّ سمية الخشاب وأحمد سعد.

- انطلاقتك الدرامية كانت من التلفزيون، لكن ظهورك اليوم مقتصر على السينما، فما السبب؟

أحبّ الدراما التلفزيونية، لكن تصوير المسلسلات يضع المطرب دائماً أمام صعوبات عدة، منها التفرغ التام، والابتعاد عن تسجيل الأغنيات وإحياء الحفلات، وهذا بخلاف الأفلام السينمائية التي تسمح للمطرب بتقديم أعماله الغنائية، ومع ذلك لا أرفض تقديم المسلسلات، خاصة أن انطلاقتي الفنية كانت من خلال مسلسل "إحنا الطلبة"، لذا لا بد من أن يستأهل العمل الدرامي الذي سأشارك فيه أن أبتعد لأجله عن الغناء لفترة طويلة، وحالياً أبحث عن عمل جيد يعيدني الى الشاشة الصغيرة.

- لماذا تأجّل عرض فيلم "خطيب مراتي" مرات عدة خلال الأشهر الماضية؟

تأجّل عرضه بسبب بعض المشاكل الإنتاجية، إضافة إلى أن هذا الفيلم يعد الأول الخاص بالصم والبكم ويقدّم خدمة لهم، ولذلك كان يحتاج إلى تحضيرات كثيرة، كما صوّر عدد كبير من مشاهده خارج القاهرة، ومن المفترض أن يُعرض الفيلم في دور السينما خلال الأيام القليلة المقبلة، وأتمنى أن يشكّل علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية.

- ألا تخشى أن يلقى فيلم "خطيب مراتي" مصير فيلمك السابق "على وضعك" نفسه؟

فيلمي السابق علّمني دروساً كثيرة، رغم أنه كان أول بطولة لي في السينما، ومن الطبيعي أن يتعرّض لمشاكل وأزمات، لذا استفدت كثيراً من التجربة، ولكن هذا لا يعني أن الفيلم الجديد سيكون خالياً من العيوب، بل لا بد من أن تتخلله أخطاء، لأن ليس هناك عمل فنّي كامل.

- "خطيب مراتي"، إلى أي نوعية من الأفلام ينتمي؟

هو من النوع "اللايت رومانسي"، ويتخلّله عدد من الأغنيات.

- هل تحبّ لقب "الشيخ أحمد سعد"؟

أتمنى أن أصبح شيخاً في يوم من الأيام، فهذا شرف لي، لكن لا أعرف لماذا يتضايق البعض من ممارستي لطقوس ديني، فأنا مسلم ومن الطبيعي أن أصلّي وأقرأ القرآن الكريم، وبالتالي أحب أن أنقل لجمهوري الأمور الدينية مثلما أنقل إليهم الأمور الفنية، وأشجّعهم على الصلاة ورفع الأذان إذا كانت أصواتهم جيدة، فلا عيب في أن أكون مطرباً وفي الوقت نفسه ملتزماً بواجباتي الدينية.

- كيف؟

كفنان، أؤدي عملي الفني على أكمل وجه، وأحاول قدر المستطاع أن أبتعد عمّا يُغضب الله عزّ وجل، كما أسعي كل عام لزيارة الحرمين الشريفين من أجل أداء مناسك العمرة.

- يرى البعض أن أحمد سعد قد يترك الفن ويصبح "صوفياً" متزهداً في الحياة؟

أي إنسان يتعرّض لأزمات في حياته يلجأ الى الله سبحانه وتعالى ويتقرّب منه فيشعر بالراحة النفسية في ظل الأجواء الروحانية، وأنا كذلك، لكنني حتى الآن لم أصل الى مرحلة التصوّف، وكل ما أقوم به هو أنني أؤدي الصلوات في أوقاتها وأذكر الله دائماً، وأتمنى على الجميع أن يعيشوا هذه الحالة من الالتزام الديني والصفاء الذهني.

- هل يمكن أن تسجّل القرآن بصوتك بعد أن انتشرت لك فيديوات عدة وأنت ترتّل آياته؟

أفكر جدياً في تسجيل القرآن كاملاً بصوتي، لكن ذلك يحتاج إلى وقت طويل، وقد تلقيتُ دروساً في تلاوة القرآن الكريم، ونشرتُ أكثر من فيديو وأنا أقرأ آيات من الذكر الحكيم، وأدعو الله أن يسامحني إذا أخطأت في التلاوة، كوني لا أزال في مرحلة التعلّم.

- بعيداً من الفن، كيف تمضي أيامك مع زوجتك الفنانة سمية الخشاب؟

نعيش حياةً هانئة منذ أن ارتبطنا، وكنا نسافر كثيراً، وذهبنا معاً إلى السعودية لكي نؤدّي مناسك العمرة، والآن حان وقت العمل، وأنا سعيد بالنجاح الذي حققته أغنية سمية الأخيرة "قلبي يا ناس"، وأتمنى أن تحصد المزيد من النجاحات في الغناء والتمثيل.

- ما الأماكن التي تفضّلان الذهاب إليها معاً؟

كوني فناناً، أجد صعوبة في السفر في فصل الصيف، لأنه موسم الحفلات والأفراح والأعراس، وعموماً أُفضّل السفر مع زوجتي الفنانة سمية الخشاب إلى شرم الشيخ أو الغردقة في مصر، أما في الشتاء فنمضي جلّ وقتنا في المنزل، وأحياناً نسافر إلى الأقصر وأسوان.