فاليري أبو شقرا: الشهرة لم تغيّرني كثيراً

حوار: تاتيانا قسطنطين 06 أبريل 2019

هادئة وواثقة في نفسها، تتميز بحضورها الراقي وملامحها الطبيعية. استطاعت فاليري أبو شقرا أن تأسر قلوب المتابعين بأدائها البطولي الصادق على مدار 60 حلقة من مسلسل "ما فيي" رغم أنه أول دور بطولي تقدّمه. في حوار ممتع عن تجربتها التي تليق بها فعلاً، تحدّثت فاليري بشفافيتها المعتادة وصراحتها، عن دور "ياسما" وتجربتها في برنامج "ديو المشاهير".


- منذ تتويجك ملكة جمال لبنان، خضت تجارب متنوعة منها التقديم والغناء والرقص والتمثيل. من بين كل هذه التجارب التي مررت بها، في أي مجال تجدين نفسك أكثر؟

التجارب التي خضتها جميلة وتشكّل جزءاً مني، وعملت عليها من كل قلبي، ولكنني رغبت أكثر في التمثيل. لطالما أحببتُ هذا المجال، ولكنني كنت أؤجل هذه الخطوة إلى أن حصلت على الفرصة المناسبة لدخول عالم التمثيل. ومع ذلك فأنا منفتحة على كل التجارب التي أراها تناسبني وتشبهني.

- ماذا أكسبتك تجربتك في برنامج "ديو المشاهير"؟ وهل كنت تتوقعين فوز الوليد عاصي الحلاّني؟

بالتأكيد صوت الوليد الحلاّني رائع، وأعتقد أن الجميع يوافقني الرأي، فهو من أجمل أصوات المشتركين ويستحق الفوز. أما تجربتي في البرنامج فكانت جميلة جداً، فأنا أحب الغناء و"ديو المشاهير" كسر حاجز خجلي في الغناء وعزّز ثقتي بصوتي، فالتحضيرات كل أسبوع للظهور على المسرح في حلقة تُبثّ مباشرةً على الهواء أكسبتني خبرةً وساعدتني على اكتشاف قدراتي في الغناء.

- أهنّئك على النجاح الكبير في مسلسل "ما فيي"، أول عمل بطولي لك، حدّثينا عن الصعاب التي واجهتك؟

الحمد لله لم أواجه أي صعوبات خلال تصوير مشاهدي في العمل، وكانت فعلاً تجربة سلسة. ولكن بما أنها المرة الأولى التي أؤدي فيها دوراً بطولياً، فقد كان التصوير لساعات طويلة يُتعبني جسدياً، ورغم ذلك كنت مستمتعة به، كذلك لم يخلُ الأمر من الأيام التي كنت أصحو فيها مريضة أو مُصابة بالرشح أو متعكّرة المزاج... ومع ذلك كنت أحرص على الاستمرار في تصوير الحلقات، والتركيز في الشخصية التي أقدّمها. ولكنها أمور طبيعية جميع الممثلين يمرّون بها.

- هل شخصية "ياسما" كانت معقّدة؟

بالعكس، شخصية "ياسما" ليست صعبة إذا تمكّنت من اكتشاف أدواتها، فهي فتاة هادئة وشخصيتها جميلة. كانت حقاً تجربة رائعة.

- كيف تقيّمين نفسك في أول تجربة بطولية؟

لا أنكر أنني أقسو على نفسي في انتقاد أدائي التمثيلي بهدف التقدّم والتطوّر، ولكنني في الوقت نفسه راضية عن تجربتي التمثيلية الأولى في دور البطولة، والذي حقق أصداء جيدة، وهذا الأمر يريحني.

- كيف كان اللقاء الأول مع معتصم النهار على البلاتوه، وما النصائح التي أسداها لكِ خلال التصوير خصوصاً أنه يملك خبرة طويلة في هذا المجال؟

بدا معتصم قريباً جداً من القلب، وجمعتنا كيمياء رائعة منذ تصوير أولى الحلقات، وفهم أحدنا الآخر سريعاً، فكلانا يمتلك التفكير نفسه في إيصال المشهد. معتصم فنان محترف يدرس المشهد جيداً ويفكر في أبعاده، وهو ما أقوم به أنا أيضاً قبل تأدية أي مشهد.

- وهل من نصيحة معينة؟

ثمة الكثير من الأمور التي نتناقش فيها، وما من نصيحة معينة أتذكرها، إلا أنني شخص يحب الاستماع الى الآخرين في أثناء التصوير، فمعتصم يفوقني خبرةً، ولكن أكثر ما أذكره أنه كان يبدي رأيه بعد الانتهاء من تصوير المشهد، ويقول لي: "برافو، أديتِ المشهد بصدقية".

- إلى أي مدى ساعدك لقبك الجمالي في دخول عالم التمثيل والقيام بدور البطولة؟

شغف التمثيل كان يسكنني منذ نعومة أظفاري، وكنت سأخوض هذا المجال يوماً ما، إلا أن لقبي الجمالي اختصر طريق التمثيل وفتح لي المجال وعرّف الناس إليّ بطريقة أسرع. أعتقد أن السير على هذا الطريق بدون لقب جمالي سيكون أصعب وأطول وتتخلله عثرات. ومع الوقت، يثبّت كل شخص بمهاراته، قدميه على الساحة الفنية ويستمر في التألق وحصد النجاح.

- ما أكثر ما وددت إثباته حين اقتحمت عالم التمثيل؟

لم أرغب في أن أكون مجرد ملكة جمال تزاول التمثيل، بل ممثلة تتمتع بالموهبة. فمنذ تتويجي رفضتُ عروضاً كثيرة، وخضت تجارب مختلفة لاكتشاف نفسي، ولتكون خطواتي في التمثيل ثابتة. فكان هدفي أن أثبت أن نجاحي لا يرتبط بشكلي فقط، إنما يرتكز على موهبتي، كما أن اعتراف الجمهور بأنّني ممثلة تستحقّ دور البطولة يسعدني.

- كيف تقيّمين التمثيل مع تيم حسن في مسلسل "الهيبة" ومعتصم النهار في مسلسل "ما فيي"؟

لا أستطيع المقارنة بين التجربتين. فعلى الرغم من أن دوري في "الهيبة" كان قصيراً، لكن أسعدني العمل مع فريق رائع، وبالطبع اسم تيم حسن يتحدّث عنه، فكانت تجربة مميزة أضافت الكثير إلى مسيرتي. أما في مسلسل "ما فيي" فقد لعبت دور البطولة المطلقة الى جانب معتصم النهار الذي يتمتع بشخصية "بتجنن"، ولكن بدون شك في "الهيبة" كنت لا أزال طرية العود، كونها تجربتي الأولى في التمثيل، أما اليوم فقد أصبحت أكثر نضجاً في الفن.

- ما الذي دفعكِ لقبول هذا الدور، هل هو شخصية البطلة التي تشبهك إلى حد ما أم الإنتاج الفني الضخم لهذا العمل؟

شخصية "ياسما" لا تشبهني. أحببتُ هذا العمل لأن شخصية البطلة رقيقة وجميلة، إلا أنني لا أبحث عن الطريق السهل الذي يؤدي الى دور البطولة، بل على العكس تماماً، فكلما كانت شخصية البطلة صعبة ومعقدة، أندفع لتجسيدها بحماسة. وبالطبع لعبت جهة الإنتاج دوراً مهماً في انضمامي إلى مسلسلَي "الهيبة" و"ما فيي"، فشركة "صبّاح إخوان" محترفة إنتاجياً، وعندما تتمتع شركة الإنتاج بمهنية عالية فهي بالتأكيد ستُنتج عملاً يشبهها، وهذا ما أبحث عنه بالضبط. ثقتي بشركة الإنتاج كبيرة، وهذه النقطة مهمة جداً لاختيار أعمالي. بالنسبة إليّ، الأولوية لشركة الإنتاج يليها الدور.

- البطلة "ياسما" قررت الزواج سرّاً من البطل، هل يمكنك اتخاذ مثل هذا القرار في الحقيقة؟

هو قرار صعب جداً ولا يمكن تعميمه، لأن لكل شخص أسلوبه الخاص في التفكير. ربما يرفض الشخص فكرة الزواج السرّي في البداية، لكن الحب قد يدفعه لتغيير رأيه فيقبل بالفكرة، مثلما حصل مع البطلة في المسلسل. أما بالنسبة إليّ فمن الصعب أن أبتعد عن عائلتي بسبب تعلّقي الشديد بهم. ربما أسعى لإيجاد حلٍّ يرضي الطرفين، لكن من المستحيل أن أتزوّج في السرّ.

- وإذا أحببت في الواقع شخصاً في الزمان والمكان الخطأ، فماذا تفعلين؟

هذه من أصعب التجارب التي يمكن أن يمر بها إنسان. أحاول الاستماع إلى عقلي رغم أن القلب يكون المسيطر في هذه المواقف دائماً. ولكن أعتقد أن الوقت هو الكفيل بتوضيح الأمور.

- إلى أي مدى أنت مريحة في موقع التصوير ويسهل توجيهك، خصوصاً أنك طبيعية وتعتمدين ماكياجاً خفيفاً؟

لا أهتم بمظهري كثيراً في موقع التصوير، ولست مهووسة بوضع الماكياج. لي ثقة عمياء بالمخرج، وأستأنس برأيه. في المشهد أؤدي دوراً ما وأعيش كل تفاصيل العمل مع المخرج وجميع أفراد الكادر الفني. ففي مسلسل "ما فيي"، ومنذ وقوع حادثة العرس الى اليوم، أدخل الى موقع التصوير وقد تخلّيت عن ماكياجي، كما أربط شعري من دون أن أنظر في المرآة، لأن الشخصية تتطلب ذلك، فأكثر ما يهمّني هو أن أعطي الشخصية حقّها حتى في شكلي.

- بكيتِ في عدد من المشاهد المؤثرة، هل أنتِ سخية الدمع؟

لا بل دمعتي عصية، ففي الماضي كنت إنسانة مرهفة الإحساس وأبكي لأبسط المواقف، أما اليوم وبعد اختباري الحياة فقد أصبحتُ أكثر صلابةً ومن الصعب أن تنهمر دموعي. كان من الصعب عليّ أن أجهش بالبكاء في بعض المشاهد، لذا كنت أستجمع أفكاري قبل الدخول في جو المشهد.

- قد يبدو سؤالاً تقليدياً... هل من ممثّل معين تودّين مشاركته البطولة الدرامية أو السينمائية؟

بصراحة، لا أملك جواباً لهذا السؤال. هناك الكثير من الممثلين الذين أقدّرهم وأحبّهم، سواء في لبنان أو الوطن العربي، لكن ما من ممثل معين أودّ مشاركته في بطولة عمل ما.

- بعدما لعبت دور البطولة في مسلسل "ما فيي"، أعلن المخرج صادق الصبّاح عن مشروع سينمائي جديد ستكونين بطلته، ماذا عن تفاصيل هذا الفيلم؟ 

لستُ مطّلعة على تفاصيل الفيلم لا من قريب ولا من بعيد، لكنني كما قلت أثق تماماً بشركة "الصبّاح" وتربطني بهم علاقة جيدة، وهم بالتأكيد لديهم خططهم وأفكارهم ومشاريعهم، وإذا رأوا أن عملاً جديداً يناسبني ويشبهني، فلمَ لا!؟

- بعد كل النجاح والنجومية والشهرة، من هي فاليري أبو شقرا؟

الشهرة لم تغيّرني كثيراً، لكن ازدادت ثقتي بنفسي وأصبحتُ أعرف تماماً ماذا أريد. يمكنك القول إنني أصبحت أكثر نضجاً. صحيح أن مشاركتي في مسابقة ملكة جمال لبنان وملكة جمال العالم عزّزت ثقتي بنفسي، لكن أدعو الآخرين إلى عدم انتظار فرصة معينة للتحلّي بالثقة بالنفس، بل السعي الدائم إلى تحقيق طموحاتهم في الحياة.

بعيداً من الشهرة والتمثيل، أسئلة سريعة:

- كيف تنظرين إلى الفشل أو الخطوات المتعثرة؟

في رأيي، ليس هناك فشل، والخطوات غير الثابتة أو المتعثّرة في الحياة تعطينا فرصة لنتعلم أشياء جديدة، وتكسبنا المزيد من الخبرة.

- أي صفة تفخرين بأنها تميز شخصيتكِ؟

أعتبر نفسي شخصاً هادئاً وأحب الاستماع الى الآخرين، وهي الصفة التي يحبّها الآخرون في شخصيتي ويدعونني إلى الحفاظ عليها.

- إلى أين يأخذك غضبك؟

أغضب بالتأكيد ولكن ضمن حدود المعقول.

- الحياة لك بكلمة... وماذا تعلّمت منها؟

هذا سؤال صعب! خبراتي في الحياة علّمتني ألاّ أُعطي الأمور أكثر مما تستحق، وأن أتمتع بروح الدعابة والمرح مهما قست عليّ الظروف، ففي النهاية الحياة قصيرة وعلينا الاستمتاع باللحظات السعيدة.

- ما ردّ فعلك إذا قال لك حبيبك: "أحبّك ولكنني لن أتزوجك"؟

تجيب ممازحةً: "يمكن أنا ما بدّي أتجوز!"... لا أطرح أي سؤال يتعلق بالزواج. لكن أشعر أنه سيكون صريحاً معي منذ البداية، وإذا كنت راضية فسوف أستمر في العلاقة، وإلا فسوف أنسحب، وهذا يتوقف على المرحلة العمرية.

- "اللي راح راح وما تفيد كلمة يا ريت"، إذا أردتِ توجيه هذه العباره لنفسك فماذا تقصدين بها؟

أردّد هذه العبارة دائماً، فلا يمكننا استعادة ما مضى. ولكن هذه العبارة تدفعني الى التروّي في اتخاذ قراراتي، لأكون مسؤولة عنها، وحتى لا أقول كلمة "يا ريت".

- متى كانت المرة الأخيرة التي بكيت فيها بحرقة؟

منذ شهر.

- ماذا تعني لك هذه الكلمات؟

- السماء: الأمل

- الحب: الاحترام

- الصديق: الثقة.