دموع وقضايا وتهديد بالسجن: القصة الكاملة لإيقاف شيرين عبدالوهاب عن الغناء

القاهرة (لها) 06 أبريل 2019
شيرين عبدالوهاب، صوت قوي وموهبة فريدة ونجومية لا يختلف عليها اثنان، نجحت في أن تصبح واحدة من أهم الأصوات النسائية في الوطن العربي بعد سنوات قليلة من دخولها مجال الغناء، لكن الموهبة الفريدة وحدها لا تكفي للاستمرار بمشوار الفن من دون أزمات أو مشاكل، فالتصريحات التي يدلي بها الفنان تلعب دوراً أيضاً، فقد تجعله يزداد نجاحاً ونجومية، أو تعرّضه لأزمة تهدّد شعبيته واستمراره في طريق النجاح. زلاّت لسان شيرين عبدالوهاب عرّضتها لأزمات كثيرة خلال السنوات الماضية، وهي اليوم مهدّدة بالسجن، بسبب تصريح صادم لها في حفلتها الأخيرة في البحرين، أدى الى إقامة دعاوى قضائية ضدها وصدور قرار من نقابة الموسيقيين بإيقافها عن الغناء وإحالتها الى التحقيق.


"أيوا كدة هتكلم براحتي عشان اللي بيتكلم في مصر بيتسجن"... جملة صادمة قالتها شيرين عبدالوهاب خلال الحفلة الغنائية التي أحيتها في البحرين، فالجملة وصلت إلى الإعلام، وأثارت غضب المصريين المقيمين في البحرين، الذين تقدّموا بشكاوى ضدها في السفارة المصرية هناك، وأكدوا أنها تسيء الى مصر بهذه التصريحات، والهجوم عليها لم يقتصر على الإعلام ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، بل شمل أيضاً المحامين، الذين بادروا بتقديم بلاغات ضدها، ومنهم المحامي سمير صبري الذي اتّهمها بتهديد الأمن القومي، والتعاون مع منظّمات مشبوهة تكنّ الكراهية لمصر.

لكنّ شيرين لم تقف صامتة أمام هذه الاتّهامات، بل دافعت عن نفسها وأكدت أنه تم تحريف كلامها، واتّهمت من يحاربونها بالبحث عن الشهرة على حسابها وحساب بلدها مصر. وقالت في بيان أصدرته: "الفنانة شيرين عبدالوهاب تطمئن جمهورها بأنها ستستمر في الغناء لإسعاد محبيها، وقد كلّفت محاميها بالتصدّي لهواة الصيد في الماء العكر لتُكتب لهم الشهرة من خلال اقتران اسمهم باسمها، بعدما عجزوا عن تحقيق الشهرة في مجالات عملهم، وتنتهز الفنانة هذه الفرصة للتشديد على رفضها المزايدة على حبّها وانتمائها وولائها لمصر، وتقديرها الكامل للجهود المبذولة من حكومتها ورئيسها لدفع مصر إلى موقع الريادة الذي تستحقه عربياً وعالمياً".

حسام حبيب يدافع عن شيرين: زوجتي ليست مجرمة

حسام حبيب زوج شيرين حرص أيضاً على الدفاع عنها وقال: "زوجتي ليست مجرمة لكي تعاقَب، بل هي فنانة وإنسانة تحب بلدها وتُعدّ رمزاً من رموز الفن في مصر، ولا بد من تكريمها دائماً".

الأزمة لم تتوقف عند البلاغات والاتّهامات المتبادلة بين شيرين والمحامي سمير صبري، بل وصلت إلى نقابة المهن الموسيقية، والتي اتخذت قراراً سريعاً بوقف شيرين عبدالوهاب عن الغناء قبل الاستماع الى أقوالها. وقبل أن تمثُل شيرين أمام القضاء للدفاع عن نفسها، شنّ جمهورها هجوماً حاداً على نقيب الموسيقيين هاني شاكر، واتّهموه بمحاكمة شيرين رغم عدم وجود دليل واضح يثبت أنها أدلت بهذه التصريحات، حتى أنه لم يمهلها للدفاع عن نفسها أمام النقابة، وكتب أحد محبّي شيرين من خلال حسابه على "فايسبوك": "أصدروا الحكم عليها قبل أن تدافع عن نفسها... قمة الظلم". لكن هاني شاكر تجاهل حملة الهجوم التي شنّها البعض عليه، وأكد أن شيرين ارتكبت خطأً كبيراً، وأنه حذّرها مراراً من مخاطر الحديث في السياسة، وطلب منها استخدام الميكرفون للغناء فقط، موضحاً أن تصريحاتها تهدّد الأمن القومي في مصر.

أزمة البلهارسيا

تصريح شيرين الأخير لم يكن أول أزمة تواجهها من هذا القبيل، فرغم النجاح الذي حصدته أغنيتها "مشربتش من نيلها"، إلا أن هذه الأغنية وضعت شيرين في مأزق كبير، بعد تسريب مقطع فيديو لها من إحدى الحفلات تردّ من خلاله على معجبة طلبت منها تقديم الأغنية، قائلةً: "متشربيش من النيل يجيلك بلهارسيا... اشربي مياه معدنية".

تصريحات شيرين فتحت النار عليها، وأصدرت نقابة المهن الموسيقية قراراً وقتذاك بوقفها عن الغناء وإحالتها الى التحقيق، كما رفع أحد المحامين دعوى قضائية ضدها واتّهمها بالإساءة لمصر، وبالفعل صدر قرار بحبس شيرين 6 أشهر، لكن بعد الاستئناف تمت تبرئتها من هذه التهمة.

غير أن جمهور شيرين وصفوا ما تعرّضت له بالمكيدة المدبّرة، وذلك بعدما اكتشفوا أن مقطع الفيديو مسرّب من حفلة شاركت شيرين في إحيائها منذ شهور طويلة، ويقف وراء تسريبه مدير أعمالها السابق ياسر خليل، انتقاماً منها بعدما انفصلت مهنياً عنه.

اعتذار

شيرين اعتذرت عن هذا التصريح، وأكدت أنه لا يعبّر عن حبّها الشديد لمصر، وقالت من خلال بيان أصدرته وقتذاك: "هذا الفيديو الذي أصاب أبناء وطني بالصدمة مصوّر من حفلة أحييتها في الشارقة منذ أكثر من عام، وحين شاهدته شعرت وكأن هذا الموقف يحدث أمامي للمرة الأولى، وأن من تتحدث فيه إنسانة أخرى، فأنا فعلاً لا أذكر أنني قلت هذا الكلام، لأنني بالطبع لا أعنيه ولا يعبّر عما بداخلي تجاه وطني، وكما ذكرت سابقاً، كانت دعابة سخيفة، ولو عاد بي الزمن الى الوراء، بالتأكيد لما كنت كررتها... وطني الحبيب مصر وأبناء وطني مصر، أعتذر من كل قلبي عن أي ألم سبّبته لأي شخص بينكم، ويعلم الله مدى حبّي وانتمائي الى بلدي مصر وتقديري لكم جميعاً، فلم ولن أنسى فضل مصر وفضلكم، وأعدكم بأن أتدارك مستقبلاً مثل هذه الأخطاء الساذجة، التي جعلتني في موقف حرج وأنا أمثُل الآن أمامكم... أنا آسفة".

"أنا خسارة في مصر"

هو تصريح صادم ينضم إلى قافلة التصريحات التي أثارت جدلاً كبيراً حول النجمة شيرين عبدالوهاب، حيث فوجئ بها الحضور، خلال إحيائها حفلاً بمناسبة رأس السنة في أحد فنادق القاهرة، تردّد هذه الجملة، والأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل سخرت شيرين من تحطّم زجاج إحدى الطاولات قائلة: "أهلاً بيكم في مصر".

رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا هذا الفيديو، واتّهموا شيرين عبدالوهاب بالإساءة الى بلدها، لكن زوجها حسام حبيب دافع عنها قائلاً: "شيرين كانت تداعب جمهورها، ولم تكن تقصد الإساءة الى بلدها، بل على العكس، فقد تلقت الكثير من العروض المغرية لإحياء حفلة رأس السنة في دول عربية وأوروبية، لكنها رفضت وفضّلت إحياء الحفلة هذا العام في مصر، لتشجيع قطاع السياحة ومساعدة الفنادق على استعادة نشاطها".

وأضاف: "شيرين تتعرّض لمكائد مدبّرة من أعداء لها يحاولون التشهير بها واستغلال اسمها ونجوميتها لتحقيق الشهرة على حساب نجاحها".

تونس والبقدونس

زلاّت لسان شيرين كادت تطيح بجماهيريتها في بعض الدول العربية، حيث فوجئ جمهورها التونسي بتصريح صادم لها تؤكد من خلاله أن ابنتها لا تعرف الفارق بين تونس والبقدونس، الأمر الذي أثار استياء التوانسة واعتبروه إهانة كبيرة، لكن شيرين حاولت الدفاع عن نفسها حينذاك، وأكدت أنها كانت تمازح جمهورها، وأنها تعشق تونس وشعبها.

تبرير شيرين هذا لم ينجح في وقف الهجوم عليها، بحيث انتقدها بعض الفنانين التوانسة، ومنهم لطيفة التي غردت قائلةً وقتها: "تونس خط أحمر ومصر خط أحمر... واللي حيغلّط بلوك على طول... أما اللي بيهزّر وبيستظرف فلازم يعتذر... ولا إيه رأيكم؟".

وأضافت: "تونس مش بقدونس، تونس بقت خضراء ببورقيبة، بأبو القاسم الشابي، بابن خلدون، وبشعبها الرائع".

صدام مع "الهضبة"

لم يسلم النجم عمرو دياب من زلاّت لسان شيرين عبدالوهاب، فقد فوجئ المدعوون لحضور حفلة زفاف كندة علوش وعمرو يوسف التي أُقيمت في عام 2017، بتصريحات نارية لشيرين، حيث قالت: "مصر مفيهاش أصوات غير تامر حسني ومحمد حماقي، والتاني كبر في السنّ وراحت عليه..."، ليشنّ جمهور "الهضبة" هجوماً حاداً عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دفعها لنشر تسجيل صوتي اعتذرت من خلاله، مؤكدةً أنها لم تقصد إهانة عمرو دياب، بل كانت تداعب الحضور فقط، ولم تكن تتوقع أن هناك من يصوّرها خلال إدلائها بهذه التصريحات.

لم يمر سوى أشهر قليلة على اعتذار شيرين، حتى أكدت أن ما قالته في حفلة زفاف كندة علوش وعمرو يوسف كان مقصوداً، وأنها تعمّدت مضايقة عمرو دياب بعدما أحرجها في إحدى الجلسات الخاصة.

عمرو دياب تجاهل شيرين وسخريتها من تقدّمه في السنّ، واختار أن يردّ عليها بأسلوب غير مباشر من خلال نشر مقاطع فيديو عبر حسابه على "إنستغرام" يؤكد فيها أن صحته جيدة، وأنه شخص رياضي ولا يزال يحافظ على لياقته البدنية.

شجار مع شريف منير

أزمة أخرى كادت تتسبب في سجن شيرين عبدالوهاب شهوراً، بعد صدامها مع الفنان شريف منير الذي يشاطرها السكن في المبنى نفسه في القاهرة، فعندما حاول معاتبتها بسبب إلقائها زجاجاً على شرفته، انهالت عليه بالسبّ والشتائم، وهددت زوجته بالاعتداء عليها بالضرب، فلم يقف شريف صامتاً أمام هذه الإهانة، وقرر اللجوء إلى القضاء، وبالفعل رفع دعوى قضائية ضدها، وحصل على حكم بسجنها لمدة ستة شهور، لكن على الرغم من حرص بعض الفنانين على التدخل للصلح بينهما ونجاحهم في مسعاهم هذا، اشترط شريف على شيرين أن تعتذر علناً من خلال حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فوافقت وكتبت من خلال حسابها على "فايسبوك": "أعتذر أنا الفنانة شيرين عبدالوهاب عن أي سوء تفاهم، أو عصبية زائدة غير مقصودة تجاه الفنان شريف منير والسيدة زوجته".