في ختام 'مهرجانات بيت الدين'

المهرجان القومي للمسرح المصري, مهرجان الموسيقى العريقة, مهرجان بيت الدين, ديانا كرول, جوائز الغرامي, أرز طويل إيراني

16 أغسطس 2010

كانت استضافة الفنانة العالمية ديانا كرول في مهرجانات بيت الدين بمثابة الحدث الفني المنتظر لهذا العام، وكان الحفل الذي حضّر له اللبنانيون العاشقون لفنّ أيقونة الجاز الكندية مميزاً بجمهوره العريض الذي كسر الرقم القياسي من حيث عدد الحاضرين الذين توافدوا إلى «بيت الدين» في الاسبوع الأخير لمهرجاناته للقاء المغنية الحائزة جائزة «غرامي» عن أفضل أداء جاز عام 1999.
 
وبدا تفاعل الجمهور واضحاً مع النجمة المعروفة التي قلّصت المسافات بينها وبين محبّيها، فاستغلّت الوقت الذي كان يمرّ بين الأغنية والأخرى لتُخبرهم عن حياتها الشخصية وشذرات من طفولتها وذكرياتها وأمومتها وعلاقتها بطفليها وبالموسيقى، كما أنّها لم تتوانَ عن وصف مشاعرها إزاء تواجدها في مهرجان بيت الدين وفي ذلك المكان الأثري البديع. وهذه الصراحة والشفافية التي اكتشفها الجمهور اللبناني لدى المغنية صاحبة الصوت الأثير ضاعف تفاعله معها واستمتع في حديثها تماماً كما استمتع دوماً بأغنياتها الشهيرة التي حفظها عن ظهر قلب وردّدها معها خلال الأمسية مثل The look of love و Lat's Fall in Love.
وفي الأسبوع الأخير من «بيت الدين»، كان لمحبّي الموسيقى الكلاسيكية الغربية موعداً مع العازف البولوني كامينيك الذي أدّى التحية إلى فريديريك شوبان بمناسبة مرور الذكرى المئوية الثانية على ولادته.

أمّا حفلة الختام التي أعلنت نهاية المهرجان الشوفي الذي احتفل هذا العام بيوبيله الفضّي، فكانت مع سيّد الغناء الفارسي محمد رضا شجاريان الذي أدّى وفرقته مجموعة من أبرز أغنياته ومؤلفاته الموسيقية في الباحة الداخلية للقصر. وقد أسهم الفضاء الداخلي المفتوح على القناطر الجميلة ونوافير المياه في خلق أجواء حميمة تتناغم والموسيقى الفارسية الهادئة التي عزفتها فرقة شجريان المؤلفة من 18 عازفاً وعازفة. إلاّ أنّ التقارب الشكلي في الأجواء العربية والفارسية التي تتقاطع في سحرها الشرقي لم ينعكس على الجمهور بشكل كبير، إذ لم يستطع شجريان أن يعمل على استمالة الجمهور أو التأثير على تفاعله بمعنى أنّه لم يحاول التحدّث إليه بأي لغة قد تكون مشتركة ولم يعمل على كسر روتين الإيقاع من خلال صرخات قوية تُشعل حماسة الجمهور بالرغم من قوّة حنجرته وعذوبة صوته. وإنما هذا لا يمنع من أن تكون أمسية شجريان من الأمسيات الفنية التي يعتز بها مهرجان بيت الدين لكونه يُمثّل الشخصية الفنية الأشهر والأهم في تاريخ إيران المعاصر، وهو الحائز عدداً من الجوائز الوطنية والدولية، فضلاً عن جائزتين من الأونيسكو.