وديع فلسطين... درع وكتاب

القاهرة – طارق الطاهر 21 أبريل 2019

الكاتب الكبير وديع فلسطين، واحد من أصحاب الإسهامات المميزة في مسيرة الصحافة والثقافة العربية والمصرية المتميزة، منذ منتصف أربعينات القرن الماضي وحتى الآن، وله مؤلفاته وكتاباته المتعددة في مجال الصحافة والأدب والترجمة.

وديع فلسطين (1923)، عانى من تجاهل الوسط الثقافي والصحافي، رغم مسيرته الطويلة، إلا أنه فجأة في شهر واحد، زاره وزير الثقافة المصري الكاتب الصحافي حلمي النمنم، ومنحه درع وزارة الثقافة، كما خصصت مجلة العربية كتابها لصاحب هذه المسيرة، وحمل عنوان "وديع فلسطين... حكايات دفتري القديم"، جمع وتقديم ودراسة صلاح حسن رشيد. وتحت عنوان "العصامي المجهول!"، بدأ رشيد كتابه قائلاً: "كلما نظرت في مشوار العلامة المصري ابن صعيدها الجواني وديع فلسطين، أحسست بما لاقاه من العصف والخسف والتجاهل والنكران، هذا القلم الذي دافع عن الأدب الحق، وعن الكتابة البليغة الفصيحة، كما كتبها شوامخ العرب في العصر الحديث، جمع وديع فلسطين بين الصحافة والأدب، فكان السفير والقائم بأعمال دولة الأدب، على طريقته الخاصة الممتعة، وكان بين الإعلاميين والصحافيين أيقونة النغم، وشعلة الإتقان، ورمز الإبداع والابتكار، وكان بين المترجمين رأساً من رؤوس ترجمة الأدب الغربي إلى اللغة العربية، ونقل أدبنا العربي الحديث إلى الغرب. وعن المحطات الرئيسية لمسيرة وديع فلسطين وإسهاماته في الحياة الثقافية، يسرد رشيد في كتابه أن وديع كان أول من تنبأ بعالمية نجيب محفوظ في الأربعينات من القرن العشرين، عندما طالع روايته رادوبيس، فكتب يقول: "إنه لو توفر لصاحب هذه الرواية من يترجم أدبه إلى اللغات الأجنبية، لاستحق أن يكون أدبه من خوالد الأدب العالمي". وعن أدواره المهمة في مسيرة الصحافة المصرية والعربية، يطلعنا الكتاب على عمل وديع في مطلع شبابه في جريدة المقطم ومجلة المقتطف التي أسسها يعقوب صروف، وفارس نمر باشا، ورأس تحريرها خليل باشا ثابت، وأصبح وديع سكرتيراً لتحريرها، ثم أصبح كاتب افتتاحيتها السياسية، إلى أن صار رئيس تحريرها قبيل توقفها مع مجيء ثورة 23 يوليو 1952، وكتب وديع في مجلة الرسالة لصاحبها الأديب الكبير أحمد حسن الزيات، حتى صار من أخلص تلاميذ الزيات، كما عمل سكرتيراً لمجلة " قافلة الزيت"، التي صدرت عن السعودية في خمسينات القرن الماضي. وعن فكرة هذا الكتاب والمواد التي يضمها، يقول صلاح حسن رشيد: "هذا كتاب جديد مجهول للأستاذ الكبير وديع فلسطين، جمعته من بطون الصحف والمجلات والدوريات في دار الكتب المصرية العريقة، وجعلته ثلاثة أقسام، فالأول على سبيل التعريف بهذا العصامي الكبير المجهول اليوم، الثاني بعنوان "دراسات نقدية"، والثالث مقالات مختارة منشورة في مجلات الهلال، المصور، نصف الدنيا والمجلة العربية السعودية، بعنوان "حكايات من دفتري القديم"، وتكمن أهمية هذه المقالات في كونها تقدم صورة واقعية للحياة العربية آنذاك، والمجتمع العربي الباحث عن الجديد والتجديد في مختلف ميادين الحياة وقضاياه الثقافية والفكرية والاجتماعية؛ ومكانة المرأة وضرورة تثقيفها.