The Art of Beauty by Hala Ajam

حوار: فاديا فهد 27 أبريل 2019
معرفتي بخبيرة التجميل هالة عجم، صاحبة الريشة الذهبية، تعود الى بدايات «لها»، كانت هالة وصلت للتو الى لبنان، متسلّحة بالعلم وخبرة اكتسبتها في لوس انجليس وكاليفورنيا، لتفرض موهبتها بقوّة في مجال التجميل والجمال. وكان التعاون الكبير بين هالة ومجلتنا التي شرّعت صفحاتها لإبداعات الخبيرة اللبنانية الشابّة، وخيالها الواسع، وخبرتها في مزج الألوان ضمن لوحة تزيد المرأة جمالاً وتألّقاً. وكانت النتيجة صفحات غنيّة من الفنّ التجميلي اللافت. أعود الى هالة اليوم، أُقلّب معها الدفاتر والصفحات، وأستعرض الخُبرات المتراكمة في حوار شيّق فيه أسرار فنانة خبرتها تزيد على 25 عاماً، ونصائح قيّمة للمرأة التي تعشق الجمال.


الكلاسيكي يليق بالعروس

في ماكياج العروس، تفضّل هالة عجم الماكياج الكلاسيكي غير المرتبط بموضة أو توجّه آني معيّن. ماكياج يشبه جميلات الشاشة الهوليوودية في العشرينيات من القرن الماضي، فيبرز جمال العروس وتألّقها اليوم وغداً، في ألبوم صور يحفظ إشراقتها الى الأبد.

مستحضرات لا غنى عنها

لا تؤمن هالة عجم بأن المرأة تحتاج الى مستحضر واحد للخروج يومياً بكامل أناقتها. وهي تشدّد على أن تخرج المرأة وفي حقيبتها مجموعة من المستحضرات، أهمّها: مستحضر عناية لترطيب البشرة وكريم أساس أو bb Cream أو cc Cream وبودرة طلقة وحاجب للهالات وبودرة للوجنتين وقلم كحل لرسم العينين وماسكارا. مع هذه المستحضرات، يمكن المرأة الحصول على طلّة مشرقة خلال عشر دقائق. ولهالة عجم الكثير من الفيديوات التعليمية على مواقع السوشيال ميديا في هذا المجال. ويبقى اللجوء الى خبراء التجميل في المناسبات والسهرات الكبرى، ضرورة لا بُدّ منها.

«الماكياج فنّ». هذا ما تؤكّده أعمال خبيرة التجميل المخضرمة هالة عجم. بداياتها في لوس انجليس وكاليفورنيا، صقلتها وعلّمتها أساسيات لعبة صناعة الجمال، وأكثر ما علّمتها التواضع وفنّ الإصغاء، وفق ما تؤكده هالة في حوارها معنا. وتضيف: «التواضع فنّ يفوق فنّ تطبيق الماكياج، والإصغاء الى الزبونة ورغباتها أساسيّ في مهنتنا، فنحن نتعامل مع نساء لهنّ شخصياتهنّ وأساليبهنّ في الأناقة والحضور الاجتماعي. نصغي الى المرأة كي نتعرّف على ما تريده وما تحلم به من ألوان وخطوط، كي يصير التطبيق وفق أسلوب الماكيير نفسه وخبرته الطويلة في مجال الألوان. وهنا تبرز قوّة الماكيير في تحقيق التوازن بين ما تريده المرأة وترغب فيه، وبين بصمته الشخصية التي يحرص على أن يتركها في كلّ أعماله».

وتتحدّث خبيرة التجميل هالة عجم عن الضغوط النفسية والاجتماعية التي تتعرّض لها المرأة العربية في مجتمعاتنا، والتي تجعلها تشكّك في نفسها وفي صورتها العامة، وهو السبب الرئيس وراء لجوئها الى الجراحات التجميلية والتعديلات المبالغ فيها. وتشدّد على أهميّة عدم تشكيك الأم أو الأب أو الزوج في جمال المرأة الإبنة والزوجة والأخت، كي لا يولّد لدى هذه الأخيرة أفكاراً دونية حول جمالها ومظهرها الخارجي، ويؤثّر سلباً في ثقتها بنفسها. وتضيف هالة مخاطبةً المرأة: «ثقتكِ بنفسكِ هي سرّ جمالك. ابتعدي عن المبالغات، وكوني أنتِ ببساطة وثقة تامّة. تمتّعي بما يميّزك عن الآخرين، وكوني جميلة على طريقتك الخاصّة. ولا تخافي التقدّم في العمر، لأن السنوات تشعّ في المرأة جمالاً من نوع آخر، عنوانه النضوج والخبرة والحضور القويّ والرضا عن الذات، وهي أجمل الصفات التي يمكن المرأة ان تتحلّى بها».

فلسفة الجمال الطبيعي

تؤمن هالة عجم بقوّة الجمال الطبيعي وفلسفة «القليل هو الكثير» Less is More. ولكن كيف تقنع المرأة بفلسفتها هذه، في عصر المبالغات الجمالية والتجميلية؟

تقول هالة: «تكون بداياتنا المهنيّة دوماً استعراضاً لقدراتنا في تنفيذ الماكياج الأقوى والأكثر حضوراً، ومزج الألوان الأكثر تعقيداً بالأسلوب الأجمل. هكذا كانت بداياتي، خصوصاً انني من عاشقات الماكياج القويّ. لكنني مع الوقت والخبرة الطويلة، أدركتُ ان لهذا النوع من الماكياج القويّ مكانه وزمانه وروعته. كما في التصويرات الجمالية الخاصّة بالمجلاتEditorial Beauty Shoot والبوسترات الفنّية وإطلالات النجمات على المسرح الكبير. لكنه لا يليق بامرأة تحضر زفاف صديقتها أو تلبّي دعوة الى عشاء تكريمي. مع ذلك فإنّ «القليل هو الكثير» Less is More لا يعني أبداً أن تخرج المرأة من دون ماكياج، بل معناه أن تبرز المرأة مكامن جمال وجهها بأسلوب بهيّ وناجح، وتشدّد على شخصيتها الفريدة، من دون أن يصبح ماكياجها قناعاً تتوارى خلفه».

وتضيف هالة: «صحيح اننا في عصر المبالغات، وكلّنا يريد ان يشبه الشهيرات والنجمات، رابطاً في لا وعيه بين إطلالاتهنّ ونجاحاتهنّ الكبير. ولكن على المرأة أن تتذكّر انها هي أيضاً نجمة في مجتمعها الصغير وبيئتها ومحيطها، ولها محبّوها ومعجبوها الذين يتمثّلون بها. وما يصنع نجاحها هذا وتألّقها، هو تميّزها عن الآخرين وعدم تماهيها مع شخصيات أخرى». وتأخذ هالة الممثلة الأميركية سارة جيسيكا باركر مثالاً، فهي لم تجرِ أيّ جراحة تجميلية لأنفها الطويل لأنه يميّز إطلالتها، مع ذلك نجحت في أن تكون صانعة لاتجاهات الموضة

Trend Setter في عالم الجمال والأناقة».

الجمال والإنستغرام

هل غيّر الإنستغرام في مفهوم الجمال؟ «نعم»، تجيب هالة عجم. وتشرح كيف ان «الفلتر» في تطبيق انستغرام يغيّر في معالم الصور. وتقول ان «المشكلة تكمن في ان المرأة تصبح أسيرة هذه الصورة غير الواقعية، فتكره حقيقتها وتبتعد عنها وتلجأ الى مواقع السوشيال ميديا، ذاك العالم الافتراضي الذي لا يشبه عالمنا الحقيقي بشيء. نصيحة هالة الذهبية للساعيات وراء الجمال أن يعشقن واقعهنّ وما هنّ عليه، ويركّزن على دورهنّ في المجتمع والحياة الحقيقية، وليس فقط على صورهنّ في الإنستا ووسائل التواصل الإجتماعي، وفي ذلك الخطوة الأولى لتمكين النساء والفتيات في مجتمعاتنا العصرية».

للأجيال الجديدة من خبيرات التجميل، نصيحة قيّمة من هالة عجم: «أطلقن العنان لمخيلاتكنّ، ولا تقيّدن إبداعكنّ بالأفكار المسبقة. جرّبن كلّ الطرق والحيل، كي تجدن أسلوبكنّ الخاص. وهو ما حصل معي شخصياً. لا شكّ في ان الدراسة مهمّة، ومنها ننطلق نحو التجربة التي تولّد الخبرة». وتضيف: «قيل لنا، ابتعدن عن ظلال العينين الزرقاء، عندما ترتدي السيدة اللون الأزرق. لكنني اكتشفت من خلال التجربة، انه يمكن أن نستخدم الأزرق بأسلوب عصريّ، فنّي ومخفّف، ويمكن أن نجرّب تركيب ألوان أخرى تليق بالإطلالة الزرقاء... الواقع ان التجربة المدعّمة بالعلم والدراسة، هي التي تصنع النجاح في مهنتنا هذه».