ما هي الفحوص اللازمة في كل مرحلة عمرية؟

هبة الشيخ 27 أبريل 2019

قد يعتقد الكثيرون أن عدم الشعور بالتعب أو ظهور علامات الجهد والإرهاق عليهم، يعني أنهم ينعمون بصحة جيّدة ومن غير الضروري أن يخضعوا لفحوص طبية. لكنّ أطباء كثراً يخالفون هذا الرأي، ويؤكدون أن هناك عدداً من الأمراض لا تترافق مع أعراض تدل على الإصابة بها، ومن هنا أهمية إجراء الفحوص الروتينية الدورية للاطمئنان على سلامة الجسم. فما هي الفحوص الضرورية لكل مرحلة عمرية؟ وكيف يؤدي إهمالها إلى الإصابة بأمراض خطرة؟


ما الأمراض التي لا تظهر عوارضها إلا بعد وقت طويل من الإصابة بها؟

ثمة أمراض كثيرة لا تظهر عوارض الإصابة بها إلا في مراحل متقدّمة، وأحياناً يفتك المرض بالجسم وتكون العوارض غير ظاهرة، مما يدفع الأطباء إلى تشجيع النساء على إجراء الفحوص الروتينية الأساسية في كل مرحلة عمرية لتفادي الإصابة بالأمراض الخطرة، ومن هذه الأمراض:

السكري: وهو من أهم الأمراض ذات الأعراض الصامتة، بحيث يرتفع معدل السكّر في الدم الى مستويات غير طبيعية من دون أن تلاحظ المرأة أي أعراض، أو ربما تنتابها أعراض خفيفة مثل جفاف الفم أو العطش.

ضغط الدم المرتفع: لا تترافق الإصابة بهذا المرض مع أي أعراض، وقد يؤدي إهماله إلى الإصابة بالسكتة الدماغية أو النوبة القلبية.

تكيّس المبيضات: يعد من أخطر الأمراض التي قد تتعرض لها المرأة على الرغم من سهولة علاجه في حال تم اكتشافه باكراً، وقد تمر سنوات عدة على الإصابة بتكيّس المبيضات من دون معرفة المرأة به، إلا أنها تشعر أحياناً بآلام خفيفة في البطن، ولا تعيرها اهتماماً.

سرطان الرئة: هو أحد أكثر أنواع السرطانات فتكاً، لكن عادةً ما يتم اكتشافه في مراحل متقدّمة، ذلك أن لا أعراض ظاهرة له في المراحل المبكرة، وأكثر المصابات به هنّ من النساء المدخّنات.

في عمر العشرين

تُعد سنّ العشرين مرحلة حسّاسة جداً في حياة أي فتاة، ففي هذه السنّ تشهد الهورمونات تقلّبات سريعة، كما يتأثر الجسم بالعوامل الخارجية المحيطة به، مما يستوجب إجراء فحوص روتينية، من أهمها:

تحليل الدم: من الضروري أن تُجري المرأة تحاليل للدم ابتداءً من عمر العشرين، لكونه يكشف الإصابة بالكثير من الأمراض وأبرزها فقر الدم الناجم عن خلل في عمل الكريات الحمراء والبيضاء والصفائح التي يتألف منها الدم.

فحص الثدي: يُعدّ سرطان الثدي من أكثر الأمراض التي تصيب النساء، ولهذا يشدّد الأطباء على ضرورة إجراء الصورة الشعاعية للثدي كل ستة أشهر حيث يكون حجم الورم صغيراً ويسهل استئصاله جراحياً، وبالتالي وقف انتشاره في الجسم.

قياس نسبة الكوليسترول في الدم: يؤدي ارتفاع معدل الكوليسترول وترسّبه في الدم إلى الإصابة بتصلب الشرايين والنوبات القلبية والسكتات الدماغية، لذا يجب ضبط مستوى الكوليسترول الضار في الدم، تفادياً للإصابة بأمراض القلب.

في عمر الثلاثين

تبدو المرأة في سنّ الثلاثين أكثر نشاطاً وتبذل جهداً للقيام بالكثير من المهمات الموكلة إليها، ولكن هذا لا يمنع تعرّضها لبعض الأمراض التي تبقى خفية ما لم تسارع الى إجراء عدد من الفحوص الطبية، التي تحدد نتائجها نوع المرض... ولكي تحافظ المرأة على صحّتها، عليها أن تخضع للفحوص الطبية التالية:

قياس ضغط الدم: مع التقدّم في العمر يتعرض ضغط الدم في الجسم إلى خلل، وقد يرتفع ليتسبّب في مشاكل صحية خطرة، أهمها أمراض القلب والسكتة الدماغية والفشل الكلوي. ولهذا يجب قياس ضغط الدم كل 6 أشهر مرةً على الأقل للحفاظ على معدل ثابت هو 80/120 حتى وإن لم تظهر أعراض تدل على الإصابة به.

فحص الغدة الدرقية: يُجرى فحص الغدة الدرقية من طريق اختبار للدم، وهناك أعراض تظهر في الجسم وتشير الى اضطراب في عمل الغدة الدرقية، سواء كان قصوراً أو ازدياداً في نشاطها. ومن أهم هذه العوارض، الخلل في الوزن وعدم انتظام ساعات النوم.

فحص عنق الرحم: يُجرى هذا الفحص باستخدام المنظار المهبلي، وعلى كل امرأة تراوح سنّها ما بين الـ 30 والـ 40 الخضوع لهذا الفحص مرّة واحدة كل سنتين، فكلما اكتُشف سرطان عنق الرحم مبكراً كان قابلاً للشفاء بنسبة أكبر.

في عمر الأربعين

في سنّ الأربعين يزداد خطر الإصابة بالأمراض أو المشاكل الصحية، والفحوص الطبية اللازمة في هذه السنّ هي:

فحص السكري: يعتبر مرض السكري من أخطر الأمراض التي لا تظهر علاماتها منذ البداية، لأن الجميع قد يهمل العوارض البسيطة التي يتسبّب بها المرض، مما يؤدي إلى استفحاله في الجسم. لذا يجب إجراء الفحص مرة كل 3 سنوات إذا لم تظهر علامات للمرض، أما اذا لاحظت المرأة بعض العوارض فعليها الخضوع للفحص مباشرةً.

فحص العيون: من الطبيعي أن يضعف النظر مع التقدّم في العمر، لذا من الضروري إجراء فحص للعيون مرةً كل عام أو عامين من أجل تفادي الإصابة بالمياه الزرقاء التي تؤدي الى العمى الكلي ما لم تتم معالجتها سريعاً.

فحص القولون: يجب البدء ببرنامج الكشف المبكر عن سرطان القولون قبل سن الـ 50، لتفادي الإصابة به، وذلك من خلال فحص الدم المتخفّي في البراز والصور الشعاعية والطبقي المحوري.

فحوص الدم والكوليسترول: لا يمكن إهمال هذه الفحوص في عمر الأربعين، ولا بد من الحفاظ على نسبة الكوليسترول ثابتةً في الدم، وكذلك عدد الكريات الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية.

في عمر الخمسين وما فوق

مع التقدّم في السنّ، من الطبيعي أن يضعف عمل غالبية الأعضاء في الجسم، وبالتالي يزداد خطر الإصابة بالأمراض، وخصوصاً في عمر الخمسين وما فوق، لذا يجب الانتباه الى صحة الجسم، وإجراء الفحوص الطبية اللازمة بشكل دوري، وهي:

فحص الماموغرام: هذا الفحص أساسي من أجل اكتشاف سرطان الثدي في وقت مبكر وقبل ظهور أي علامات أو عوارض، فإذا كان عمرك بين الـ 50 والـ 75، عليك الخضوع لفحص الماموغرام مرة كل عام أو عامين، وبالطبع في حال كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بمرض سرطان الثدي يجب المواظبة على الفحص كل 6 أشهر.

فحص هشاشة العظام: هذا الفحص يتصدّر قائمة الفحوص الطبية اللازمة والتي من الضروري القيام بها. فقد أثبتت إحدى الدراسات أن 80 في المئة من المصابين بمرض هشاشة العظام هنّ من النساء. لذا على كل امرأة الخضوع لهذا الفحص وتكراره كل 3 سنوات، خاصة بعد انقطاع الطمث، لتجنّب حدوث كسور في العظام.

اختبار الفيتامين B12: هذا الفيتامين هو المسؤول عن تكوين كريات الدم الحمراء التي تنقل الأوكسجين إلى كل أعضاء الجسم، ولكن بعد انقطاع الطمث قد تعاني النساء انخفاضاً في معدل الفيتامين ب 12، والذي من أهم عوارضه الإرهاق والصداع الدائم. لذا يجب الخضوع لهذا الاختبار مرة كل سنة، أو ثلاث مرات في السنة في حال ظهور بعض العوارض.

فحص العيون: من الضروري زيارة طبيب العيون مرةً كل 6 أشهر، خاصة أن ضعف النظر يزداد سوءاً مع التقدّم في العمر، كما قد يؤدي استخدام نظّارات طبية قديمة إلى آلام في الرأس وصداع حاد، لذا يجب فحص العيون بصورة دورية للتأكد من سلامة النظر ومن مدى فاعلية النظّارات المستخدمة.