ملحمة العشق الاستشراقي

القاهرة – طارق الطاهر 19 مايو 2019

يبقى للشرق دائماً سحره، الذي يجذب الكثير من الأوروبيين، الذين حاولوا أن يكشفوا أسراره، فألّفوا عنه الكثير من الكتب التي كانت محل دراسات من العرب أنفسهم... ومن هذا المنطلق يأتي كتاب "الشرق ملحمة العشق الاستشراقي" لمؤلفه عبدالرحمن مظهر الهلوش، الصادر في سلسلة كتاب المجلة العربية.

يستعرض الكتاب تاريخ الاستشراق، حين "شهد القرنان الثامن عشر والتاسع عشر تدفّقاً غربياً تجاه الشرق العربي، بلغ حد الهوس بكل ما هو شرقي من خلال هجرة المغامرين والرحّالة والرسّامين إلى ولايات الإمبراطورية العثمانية، خصوصاً بلدان المغرب العربي وبلاد الشام والعراق. وأُطلق على هذه الهجرات في ما بعد "الاستشراق"، الذي اقترن في الكثير من مظاهره بالسيطرة والمعرفة والمغامرة الرومانسية. وإذا كانت ظاهرة تزايد الرحّالة الغربيين من أهم معطيات عصر الثورة الصناعية، فإنها أفرزت كذلك نوعين من العاملين في الاستشراق، هما: المرتحلون أنفسهم، وهم الذين يكتبون التقارير، والأكاديميون الذين يجمعون تقارير الرحّالة على سبيل التحليل والدراسة للخروج بتنظيرات وخلاصات فكرية. بيد أن ظاهرة الارتحال إلى الشرق والغوص في أعماقه كانت تبدو للجمهور الأوروبي عملية مثيرة، بسبب الصعوبات والمخاطر التي يواجهها الرحّالة المغامر، الذي يأخذ على عاتقه مهمة تعريف القارئ على عالم مختلف، عالم منفلت من الزمن، ومن رتابة الماكينة في المدينة الصناعية".

ويتوقف مؤلف الكتاب عند الدلالات المختلفة لكلمة "الاستشراق"، موضحاً: "الاستشراق هو دراسة كل البنى الثقافية للشرق من وجهة نظر غربية، وتُستخدم كلمة الاستشراق أيضاً لتدليل تقليد أو تصوير جانب من الحضارات الشرقية لدى الرواة والفنانين في الغرب. المعنى الأخير هو معنى مهمل ونادر استخدامه، والاستخدام الأغلب هو دراسة الشرق في العصر الاستعماري ما بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر".

ومن فصول الكتاب: "تاريخ الاستشراق"، "آفاق الاستشراق"، "المدارس الاستشراقية"، و"الاستشراق الفني" الذي بدأت ملامحه تظهر بوضوح في إطار الإمبراطورية العثمانية، حين هاجر المئات من الرحّالة والأدباء والرسّامين من بلدانهم إلى مناطق عدة، وقدّموا كتباً ولوحات فنية لأماكن مختلفة زاروها في الشرق.