Rym in FENDI SS19 ريم السعيدي: هذه أسرار حياتي مع زوجي وسام بريدي

حوار: فاديا فهد 18 مايو 2019
تتحدّث أيقونة الموضة التونسية ريم السعيدي عن الأزياء والحبّ والأمومة وظروف حياتها في لبنان مع زوجها الإعلامي وسام بريدي، وتكشف عن أسرار سعادتهما الزوجية وظروف ظهور طفلتهما "بيلا" Bella أخيراً في الإعلام، في حوار من القلب.


- كيف هي علاقتك بالأزياء، كعارضة وأيقونة عربية للموضة؟

الأزياء هي مهنتي وشغفي الذي لحقت به الى أبعد حدود، وما زلت. علاقة وثيقة تربطني بالموضة التي هي فنّ يواكب تطوّر الشعوب والمجتمعات بأناقة ورقيّ. هذا الفنّ يشدّني الى أصغر تفاصيله، وأجدني مبهورة به.

- هل أنتِ مهووسة موضة؟

لستُ مهووسة موضة، ولكنني شديدة الاهتمام بكلّ ما تصدِره دور الأزياء من مجموعات موسمية أو إصدارات خاصّة. أعشق تنسيق إطلالاتي على الموضة، وأقدّر القطع التي أختارها من كبار المصمّمين ودور الأزياء.

- ما هي دور الأزياء الأقرب إليك؟

أحبّ كلّ ما تقدّمه دور الأزياء الإيطالية، بحكم معرفتي بهذه الدور وعملي في مدينة ميلانو لسنوات طويلة. تجمعني علاقة مميّزة بدار فندي FENDI المبدعة في ابتكاراتها كافّة. كذلك أعشق كلّ ما تقدّمه دار كريستيان ديور Christian Dior. وأختار الجامبسوت من مجموعات رولان موريه Roland Mouret للأزياء الجاهزة. أحبّ إيلي صعب Elie Saab الذي كانت انطلاقتي معه، وهو المصمّم الذي يُشعر كلّ امرأة ترتدي من تصاميمه أنها أميرة مميّزة، وبطلة قصّة رومانسية حالمة. أحبّ أيضاً ما تقدّمه دار Saint Laurent من تصاميم لامرأة ذات شخصية قويّة وجذابة.

- الزواج والأمومة وتأسيس العائلة، هل تقضي على مهنة العارضة؟

الزواج والأمومة مرحلة مميّزة في حياة كلّ امرأة عليها أن تعيشها بفرح وسعادة. أعتقد أن مهنة عرض الأزياء تتوقّف عند سنّ معيّنة، لذا كنتُ قد بدأت التخطيط، قبل معرفتي بزوجي وسام، للانتقال الى التمثيل، وقد سافرتُ لهذه الغاية الى لوس أنجليس، بعدها عدتُ الى لبنان والتقيتُ وسام، وكانت قصّة الحبّ التي جمعتنا، فاخترتُ الحبّ والارتباط وتأسيس عائلة سعيدة.

- كيف تصفين حياتك اليوم مع وسام؟

حياتي مع وسام هي حياة العائلة والاستقرار التي كنتُ أحلم بها. وسام زوج محبّ وأب حنون. وأنا جدّ سعيدة الى جانبه.

- هل تنطفئ جذوة الحبّ مع إطلالة الطفل البكر ويتحوّل الى شراكة لإنجاح العائلة؟

الحبّ يزيد ويفيض ويكبر مع إطلالة الطفل البكر! إنّ وجود الطفل في حياة الزوجين يمتّن العلاقة بينهما، ويعزز الحبّ الذي يجمعهما، ويبثّ روحاً جديدة في المنزل الزوجي.

- لماذا قررتما أن تُظهرا ابنتكما في الإعلام في هذه المرحلة بالذات، بعدما حرصتما على حمايتها من الأضواء منذ ولادتها؟

كانت ابنتي Bella صغيرة جداً، ولم نكن نريد أن نظهرها في تلك المرحلة في وسائل الإعلام. وقد وعدنا متابعينا على السوشيال ميديا بأن نكشف عن صور ابنتنا في الوقت المناسب. وارتأيتُ ووسام أن "بيلا" جاهزة في هذا الوقت كي تظهر الى العلن في تصوير خاص بمجلة موضة، بعدما أتمّت أشهرها الثمانية، واكتملت ملامح وجهها الصغير، وبدأت تتفاعل مع الكاميرا.

- يُقال إنكما تقاضيتما مبلغاً ضخماً مقابل غلافكِ مع "بيلا"، هل هذا صحيح؟

هذا ليس صحيحاً. لم أتقاضَ أيّ مبلغ مقابل أن تكون ابنتي غلافاً لمجلة موضة. ومن لديه إثبات بهذا الخصوص، فليبرزه! لقد كان من المقرّر أن أصوّر غلافاً لمجلة الموضة تلك في أيلول/سبتمبر الماضي، وأنا حامل. لكنني كنت جدّ متعبة وغير قادرة على الخضوع لجلسة التصوير، وارتأينا أن نؤجّل الجلسة التصويرية الى ما بعد ولادة طفلتي. وكان شرطي أن أختار الوقت المناسب لذلك. لقد كان هذا الغلاف هديتي لـ"بيلا" التي ستذكرها عندما تكبر.

- هل قررتِ ووسام أن تكون عائلتكما الصغيرة تحت الضوء؟

عائلتنا هي فعلاً تحت الضوء، شئنا أم أبينا، بحكم شهرتنا وعملنا في مجالات الأزياء والتصوير والتلفزيون. وقد جاءت السوشيال ميديا لتجعل من كلّ قارئ وقارئة نجماً أو نجمةً، أخبارهما وحياتهما تحت الضوء، فكيف بالذين يعملون في مجال الإعلام والتصوير والأزياء؟! هذا طبيعي، ولا يزعجنا.

- أيّ مستقبل تخطّطان لابنتكما "بيلا"؟

نريد لها كلّ الحبّ والحنان والتربية الصالحة المشبعة بالأخلاق والمبادئ والقيم التي ترعرعتُ عليها ووسام. هذا أهمّ ما يمكن أن نزرعه فيها. أما المستقبل فبيد الله سبحانه وتعالى، ولا يمكننا أن نقرّره. كلّ ما يمكنني فعله هو أن أتمنى لها أياماً جميلة مليئة بالنجاحات والسعادة والحبّ.

- لاحظنا أن "بيلا" تشبهك أكثر، فهل يثير هذا غيرة زوجك وسام؟

ولدت "بيلا" شبهي تماماً، لكنني اليوم أشعر أنها باتت تشبه وسام أكثر. سأكون سعيدة بأن تشبه والدها الذي أعشقه، وهو كذلك سيكون أكثر من سعيد بأن تشبهني ابنتنا. لا شكّ في أن الأمر موضوع جدل على السوشيال ميديا، حيث يجزم البعض أنها تشبهني، ويؤكد البعض الآخر أنها تشبه والدها! (تضحك)

- هل تخطّطان لإنجاب طفل ثانٍ؟

طبعاً نخطّط لإنجاب طفل ثانٍ، ولكن في الوقت الصحيح. أقلّ شيء يمكن أن نقدّمه الى ابنتنا هو أخ أو أخت تشاركها طفولتها وتكون سنداً لها في حياتها، بوجودنا كما في غيابنا.

- هل تحبّين لـ"بيلا" حياة الشهرة؟

إنه قرارها الشخصي أن تختار الشهرة وطريق والديها، أو لا تختارها.

- ماذا أعطتكِ الحياة في لبنان؟

لبنان كان بداية حكايتي مع عرض الأزياء. من Mission Fashion برنامج مواهب الأزياء الذي رعاه المصمّم إيلي صعب كانت الانطلاقة، والحلم الذي كبُر وتحوّل الى فرص عالمية. وقد عشت في لبنان سنتين قبل أن أنتقل إلى فرنسا ثم إيطاليا، وأحببتُ الحياة في لبنان.

لبنان اليوم هو موطني الثاني بعد تونس، بعدما وجدتُ فيه حبّ حياتي وسام بريدي، نصفي الآخر، وقريباً أحصل على الجنسيّة اللبنانية، وقد بدأت أتكلّم اللهجة المحلّية. لبنان هو بيتي، وهو الحاضر والمستقبل الموعود.

- من هنّ صديقاتكِ في لبنان؟

لديّ بعض الصديقات المخلصات في لبنان اللواتي أعتزّ بصداقاتهنّ، وبينهنّ صديقتي الصدوقة لارا. كذلك فإن صديقات وسام هنّ صديقاتي أيضاً. فعندما تحبّين شخصاً، تحبّين أيضاً كلّ المحيطين به.

- تزورك والدتك في لبنان، ما الذي تحبّه في هذا الوطن الجديد لكِ، وما الذي تنتقده؟

لقد زارتني أمي في لبنان ثلاث أو أربع مرات. لا يمكنها المكوث طويلاً هنا، لأنها تخضع لغسيل الكلى، وممنوعة من السفر لمدة طويلة. أمّي تحبّ لبنان وسعيدة بعائلتي الجديدة، عائلة وسام، رغم أنها تشتاق إليّ كثيراً، وكانت قد وعدت نفسها بأن أؤسّس عائلة في تونس وأكون إلى جانبها في مرضها. لكن القدر شاء أن ألتقي بوسام ونتحابّ ونتزوّج ونكون معاً في لبنان. سعادة أمّي من سعادتي، وهي ترحّب بحياتي في وطني الجديد مع وسام وعائلته.

- هل حياة العائلة التي ترعرعتِ في كنفها في تونس، هي نفسها حياة العائلة اللبنانية؟

هناك شبه كبير بين حياة العائلة التونسية وتلك اللبنانية. فالعائلة التونسية كما العائلة اللبنانية موحّدة ومتماسكة ومترابطة ومتعاضدة ومتحابّة. وهو ما تفتقر إليه العائلات في الغرب. إنها ميزة خاصّة بعالمنا العربي. العائلة لنا كلّ شيء والدعم الأكبر.

- هل تعلّمتِ تحضير الأطباق اللبنانية؟

(تضحك) لم أتعلّم بعدُ تحضير الأطباق اللبنانية. فأمّ وسام "تكفّي وتوفّي" بتحضير أشهى الأطباق اللبنانية. ونحن نملك مطعماً لبنانياً يزوّدنا بالأطباق عندما لا تفعل أم وسام. أحبّ المائدة اللبنانية بكلّ أطباقها ومازاتها ويخناتها.

- هل تحضّرين لوسام الأطباق التونسية؟

أحضّر الأطباق التونسية لوسام، ولكن من دون الحرّ الذي لا يتحمّله. أحضّر الكوسكوس التونسي والهريسة والدجاج والبطاطا بالبهارات التونسية، وهي الأطباق التي يحبّها زوجي.

- ما دور وسام في حياتك المهنية؟ وهل يتدخل في قراراتك؟

أحبّ في علاقتنا أننا نتشارك في كلّ شيء، وأستشيره في حياتي المهنية، كما يستشيرني في أعماله المختلفة. وهذا سرّ من أسرار نجاح علاقتنا المبنيّة على التفاهم والشراكة والحبّ.

- هل فكرتِ بامتهان العمل التلفزيوني أسوةً به؟ هل شجعك على ذلك بعد تجربتك الأخيرة في Fashion Star؟

نعم فكرتُ في امتهان العمل التلفزيوني، وقد قُدّمت وتُقدّم لي عروضٌ عدّة، سأختار منها الأفضل طبعاً. بالمناسبة، وسام هو من شجّعني على قبول عرض Fashion Star بعدما تردّدتُ كثيراً، وقد كان الى جانبي في "البرايم" الأول، كما في الأخير. وهو متابع جيّد لكلّ الحلقات بأدقّ تفاصيلها، وقد وجّه لي نصائح وملاحظات احترمتها وعملتُ بها.

- أخيراً، ماذا أعطتكِ ميلانو؟ وهل تفتقدينها؟

ميلانو أعطتني الخبرة والمعرفة في مهنة الأزياء. كذلك علّمتني الاعتماد على ذاتي واتخاذ قراراتي بنفسي بناءً على نظرتي الشخصية للأمور، وفتحت لي الأبواب واسعةً لتوقيع اتفاقات مع وكالات عرض أزياء عالمية في نيويورك وباريس وألمانيا وغيرها. قريباً، أحصل على جنسيتي الإيطالية... أزور ميلانو مرّة كلّ شهر، ولديّ عقود عمل هناك، كما أملك شقّة فيها، وقد حرصتُ على أن تحمل ابنتي الجنسية الإيطالية، فتولد في ميلانو التي أحبّ.

- كلمة أخيرة...

الحبّ محرّك الحياة وأساس كلّ شيء فيها. فالنجاح هو وليد حبّ كبير وشغف بالمهنة التي اخترناها، والسعادة الزوجية هي أيضاً وليدة الحبّ والتفاهم. الحبّ هو الحياة.