جان ماري رياشي: الفن مغامرة جميلة وليس مبنياً على قانون

حوار- هنادي عيسى 19 مايو 2019
يُعدّ جان ماري رياشي من أبرز الملحنين والموزعين الموسيقيين في لبنان، وهو معروف بتعاونه مع أهم المطربين اللبنانيين والعرب، ومنهم ماجدة الرومي، إليسا، رامي عياش ونداء شرارة. يتحضّر رياشي حالياً لإطلاق مجموعة من الأعمال الغنائية، أما تفاصيلها فنتعرف عليها في هذا الحوار.


- هل أنت المسؤول الفني عن ألبوم رامي عياش الجديد؟

لا، أنا لست مسؤولاً عن كل الأغاني التي يضمّها الألبوم، بل لحّنت بعضها، وتولّيت توزيع أغانٍ أخرى، لعل أبرزها "وصفولي" و"قصة حب".

- أخبرني رامي عياش أنكما وفي أثناء التحضير للأغنيات تفتتحان في الاستديو ورشة عمل قد تطول لأشهر عدة، ماذا عن هذه الورشة؟

يسعدني العمل مع رامي عياش، فهو عدا عن كونه فناناً محترفاً فإنه موسيقي من طراز رفيع، كما يمتاز بغنائه للون الكلاسيكي، ويمكن القول إننا "نجنّ" معاً بالمعنى الإيجابي للجنون، أي نبتكر أفكاراً موسيقية جديدة ومختلفة، خصوصاً أن رامي لا يزال في ريعان الشباب، ومن واجبه أن يقدم موسيقى عصرية تجذب الجيل الشاب أما الهدف من الورشة الفنية التي نقيمها في الاستديو فهو التشارك في إنجاز أعمال مبدعة، وهذا بخلاف الأغاني المعلّبة التي تقدَّم جاهزةً للمطرب من دون أن يشارك في صناعتها، وتستمر هذه الورشة أشهراً عدة.

- يُقال إن رامي "متفلسف" في أدائه الغنائي المباشر على المسرح، وهذا ينفّر الجمهور منه، فما رأيك بذلك؟

لا يمكن المطرب أن يتحكّم بأدائه وهو يغنّي مباشرةً على خشبة المسرح وأمام حشد جماهيري كبير، فهذا الواقع يجعله "يسلطن" ويتلاعب بأغنياته فيقدّمها بأسلوب مختلف عن ذاك الذي اعتمده لدى تسجيلها في الاستديو. كما أن تقديم الأغاني بصورة متكررة يُشعر الفنان بالملل فيلجأ الى بعض التغيير، ومنه "التفلسف" في الأداء المباشر، علماً أنني لا أحبّذ هذا الأسلوب في الغناء، لأنه في رأيي يشتت أفكار الجمهور ولا يعود يركّز في الأغنية كما سُجّلت في الاستديو.

- تعمل حالياً على ألبوم للرائعة ماجدة الرومي، ماذا عنه؟

أعمل مع "الماجدة" منذ فترة طويلة، وقد سجّلنا أكثر من أغنية، لكن لا أعرف ما إذا كانت تنوي إصدار ألبوم كامل أو أغنيات منفردة، فهذا يقرره المسؤول عن إدارة أعمالها.

- كيف تنظر إلى مشروع نداء شرارة، التي تبنّيتها إنتاجياً بعد حصولها على لقب "أحلى صوت" في برنامج "ذا فويس"؟

قبل أسابيع قليلة، طرحت نداء شرارة أغنيتين منفردتين، الأولى بعنوان "درجات"، والثانية عنوانها "حبيتك بالثلاثة"، والاثنتان باللهجة المصرية، ونداء بالنسبة إليّ من أهم الأصوات في العالم العربي، وعندما نسجّل الأغنيات في الاستديو، نحار في الـ TRACK الذي نختاره لشدة إبداعها في الأداء، فصوتها دائماً في أتمّ الجاهزية.

- هل أنت مسؤول عن نداء شرارة إنتاجياً وفنياً؟

أنا مسؤول عنها من الناحية الإنتاجية والإدارية. واليوم، وبعد صدور ألبومها الأول "بعده عطرك" وعدد من الأغنيات المنفردة، باتت نداء تحب نفسها كفنانة، وأؤكد أنها تتمتع بصوت قويّ يستأهل إنتاجاً غزيراً.

- هل بدأت تكسب المال من عملك مع نداء شرارة؟

لا شك في أن الإنتاج الفني يحتاج الى أموال كثيرة، لكن عندما أُنتج أعمالاً لنداء شرارة أستمتع بها بغض النظر عن المردود المادي. بصدق، أنا بحاجة إليها، فمن خلال صوتها أقدّم أفكاراً موسيقية جديدة، وهو ما لا يمكنني فعله مع باقي الأصوات، وحالياً أُحضّر لها ألبوماً جديداً بالتعاون مع عدد من الملحنين والشعراء المصريين واللبنانيين.

- كيف تطوّر نفسك موسيقياً؟

أواكب دائماً التكنولوجيا المتطورة، وأحلم بتحقيق أهدافي، فالحلم أهم ما في حياة الإنسان.

- إلامَ نحتاج لتطوير موسيقانا في العالم العربي؟

الموسيقى العربية تحتاج إلى ثورة كي تتجدّد، خاصة أن الفنانين يعانون ضآلة في الإنتاج، في وقت يشهد فيه الفنانون الجدد غير المثقفين كثافة في الإنتاج لدرجة أن تتشابه أعمالهم. والموسيقى بحاجة إلى تمويل كي نسمع دائماً اللحن الأجمل والأفضل.

- ماذا تقول عن تجربتك في برنامج "ذا فويس"؟

شاركت في برنامج "ذا فويس" كمشرف فني، وأسعدتني التجربة كثيراً. هناك مواهب مميزة تتخرّج في البرنامج، إلا أنها تحتاج الى الدعم كي تستمر، لكن في المقابل ينبغي على كل موهبة أن تجتهد لتحقق النجاح، فالاتّكال على شهرة البرنامج لا يُجدي نفعاً، فبمجرد انتهائه ينسى الجمهور المواهب التي شاركت فيه، ما لم تستمر في تطوير أدائها.

- ماذا تحضّر مع لطيفة؟

أعكف حالياً على تحضير ألبوم جديد للطيفة، وهو يضمّ أغنيات من ألحان زياد الرحباني.

- وما جديدك؟

أعمل على مشروع ألبوم "بالعكس كيدز"، وهو يتضمن مجموعة أغانٍ للأطفال، تشجّع الأهل على معرفة ما يريده أولادهم منهم، وليس العكس.

- هل يمكن أن تصنع أغنية لبنانية تحقق نجاحاً عالمياً؟

أرى أن الوصول الى العالمية يكون بالمستوى الفني الذي نقدّمه وليس باللغة، وكلما أتقنّا العمل حصلنا على أعمال ذات جودة عالية.

- في خطوة مفاجئة، وفي الحلقة الأخيرة من برنامج «آرابز غوت تالنت»، غنّت نجوى كرم أغنية من ألحانك وكلمات نزار فرنسيس بعنوان «بعلّق مشنقتو»، كيف تم هذا التعاون؟

كان هناك اتفاق بين نجوى كرم وإدارة «أم بي سي» على تقديم أغنية في الحلقة الأخيرة من برنامج «آرابز غوت تالنت» في موسمه السادس، ومن إنتاج المحطة، وهذه الفكرة تعود الى المنتج المنفذ للبرنامج ألكسي معوشي، بحيث اتّصل بي طالباً أغنية مختلفة لنجوى فيها نوع من الجنون الفني الذي يتّسم به البرنامج، وبالفعل أرسلت لنجوى اللحن الذي كنت أحتفظ به منذ فترة، لكنه لم يكن جاهزاً بعد، لأنني كنت في انتظار معرفة المطرب الذي سيؤدي الأغنية، وبعدها أضع اللمسات الأخيره عليها... وقد أعجبتها الأغنية كثيراً ونفّذناها في غضون عشرة أيام، وجاءت النتيجة مرضية تماماً.

- يُقال إن نجوى تتدخل في تفاصيل الأغنية، هل هذا صحيح؟

لطالما سمعت هذا الكلام، لكن نجوى أحبّت هذه الأغنية، لأنها تشبه شخصيتها التي تضجّ بالفرح، إلا أنها عدّلت في بعض كلمات الأغنية بالاتفاق مع الشاعر نزار فرنسيس، كما اقترحتْ إدخال الموال إليها، وقد نفّذت لها هذا الطلب. وأرى أن هذا النوع من التوزيع الموسيقي والألحان شيء جديد في مسيرة «شمس الأغنية» الفنية، ورغم غياب الدعم الإعلاني المطلوب، حققت الأغنية نجاحاً باهراً، لأن الناس أحبّوها كثيراً، وهذا مفرح جداً.

- بعد نجاح الأغنية، هل طلبتْ منك تحضير عمل جديد؟

بعد انتهاء عرض حلقة «آرابز غوت تالنت»، باركتُ لها نجاح الأغنية، لكن فوجئت بها تطلب مني التحضير لأغنية جديدة لأنها أُعجبت بالألحان التي قدّمتها لها، وقد تبلورت في ذهني فكرة جديدة أنوي العمل عليها لكن بتأنٍ، لأن «بعلّق مشنقتو» أغنية صيفية راقصة بامتياز وستحقق المزيد من الانتشار.

- كثر من الفنانين يرفضون فكرة التجديد لخوفهم من ألاّ يتقبّلها الجمهور، وذلك بعد اعتياده عليهم بلون فني معين؟

هذا صحيح، وهو فعلاً مشكلة، لأنه لا يجوز للفنان أن يحصر نفسه في لون فني معين، وفي رأيي أن الفنان الذكي هو الذي يستطيع الحفاظ على جمهوره من خلال التجديد الذي يسعى إليه، لأن الفن بحد ذاته مغامرة جميلة وليس مبنياً على قاعدة أو قانون.

- كيف بدأت مشوارك الفني؟

بدأته كموزع موسيقي، ثم أسّست استديو وأصبحت منتجاً منفذاً، وبعدها أنشأت شركة متخصصة في نشر الموسيقى وأتقنت التلحين. أنا لا أنتمي الى عائلة موسيقية، ولم أرث الشهرة من أهلي، بل بدأت من الصفر واجتهدت وواجهت الفشل مرات عدة، إلا أنني أصررت على الاستمرار، واليوم أحصد ثمرة جهودي نجاحاً.

- من هم الفنانون الذين يستحقون لقب "نجوم" في رأيك؟

عاصي الحلاني وراغب علامة ما زالا يحافظان على مستواهما الرفيع في الغناء على الرغم من مشوارهما الفني الطويل ومرورهما بنجاحات كثيرة وإخفاقات قليلة، وأخيراً تعاونت مع علامة في أغنية "طار البلد" التي أحدثت ضجة كبيرة، وأعتقد أن نجاحها لا علاقة له بانتقاد أحد النواب لها، بل لأنها أغنية جميلة وتحاكي الواقع.