شيرين عبد الوهاب أبكت اللبنانيين في قطر

الغناء, يارا خوري مخايل, شيرين عبد الوهاب, مهرجان الدوحة, ماجد المهندس

30 ديسمبر 2010

لم تكن الليلة الثالثة من الدورة العاشرة لمهرجان الدوحة الغنائي ليلة عادية، بل هي ببساطة واحدة من أروع ليالي المهرجان خصوصاً أنها جمعت بين اسمين كبيرين هما ماجد المهندس وشيرين عبد الوهاب إلى جانب يارا وسعد الفهد. الافتتاح كان مع يارا التي اختارت أن تقدّم أغنيات لبنانية فقط في تلك الليلة، خصوصاً أن دورة المهرجان تحمل شعار "ع هوا لبنان" وهي المتهمة بأن أرشيفها في الأغنيات الخليجية أكبر بكثير من الأغنيات اللبنانية.
فغنّت "توصّى فيي" و"حاول مرة" و"آخدني معك" وغيرها إلى جانب عدد من أغنيات السيدة فيروز. لكن المفاجأة كانت مع الإعلان عن فقرة مع مغنية أندونسية صعدت إلى المسرح وغنّت مع يارا "صدفة"، مع الإشارة إلى أن هذه الفنانة وتُدعى "كيكي" تحفظ عدداً من الأغنيات الخليجية منها "الأماكن" لفنان العرب محمد عبده، رغم أنها لا تتحدث العربية.

البعض اعتبر صعود "كيكي" مفتعلاً ومصطنعاً، خصوصاً أنها لا تحفظ فقط أغنيات ليارا، إضافة إلى قول المايسترو إيلي العليا إن هذا دليل "وصول أغاني يارا إلى كل دول العالم" خلال تقديمه لكيكي.... وبعد يارا، كانت إطلالة الفنان القطري سعد الفهد الذي قدم عدداً من أجمل أغنياته القطرية وسجّل حضوراً قوياً ومميزاً. أما الفنانة شيرين فقد تألّقت في تلك الليلة كما لم تتألّق يوماً. كانت سعيدة وكأنها عروس في ليلة زفافها، أو فنانة ناشئة تحقق حلماً باعتلاء المسرح للمرة الأولى أمام جمهور غفير. هذا بالنسبة إلى الحضور، أمّا الغناء فهو خاص بمطربة أكثر من محترفة.
مطربة اختارت منذ البداية أن تكون مختلفة، فأتقنت اللعبة جيداً ليكون شجن صوتها الآسر، وسيطاً بين الإحساس والوتر، أما أداؤها فهو أبلغ من أي نغم يمكن أن يُعزف يوماً.... غنت ورقصت وأبدعت، إلاّ أنها أبكت معظم الحاضرين خصوصاً اللبنانيين منهم، عندما غنّت رائعة السيدة فيروز "بحبك يا لبنان" بإحساس عالٍ ورائع وكأن مياه النيل مرّت في يوم لا نعرفه في جبال لبنان وامتزجت بأنهاره...
البعض قال إن شيرين تفوّقت على اللبنانيين في تلك الأمسية في حبّها للبنان واهتمامها برفع شعار المهرجان "ع هوا لبنان" خصوصاً انها غنّت أيضاً قبل "بحبك يا لبنان" أغنية "حبيتك تنسيت النوم" وغنّت أيضاً "لأ" للفنانة صباح. هي ربما لم تتفوق على اللبنانيين فقط، بل ببساطة تفوّقت على نفسها فعلاً قبل أن تترك المسرح للفنان ماجد المهندس الذي اختتم تلك الليلة.

المهندس، أو "البرنس" كما يحلو لمحبّيه تسميته، ووسط التفاعل الجماهيري الكبير من الحاضرين غنّى وأبدع وأطرب بصوته ورومانسيته وروعة ادائه، رغم أن الانزعاج كان واضحا على محيّاه بسبب هندسة الصوت وإشارته أكثر من مرة إلى أنه لا يتمكّن من سماع نفسه.
ومع الانسجام التام بين ماجد وفرقته الموسيقية المحترفة التي يقودها الموزّع المصري المميز مدحت خميس، كنا نتوقّع أن يقدم أغنية "حبيبي صباحك خير" التي تبدأ بمقطع من أغنية "فايق يا هوا" لفيروز ويقول فيها "إصحى غنت فيروز"، إلا أن ماجد لم يقدّمها في تلك الأمسية وقدم أغنية رائعة وجديدة لقطر تحمل اسم "كلّ الدول" وهي من كلمات علي الفضلي وألحان الفيصل.
غنى كثيراً ولم يبخل على الجمهور بأجمل أغنياته القديمة والجديدة منها "عالميجانا"، "قوم درّجني"، "أذكريني"، "والله واحشني موت" وغيرها... وبعد ختام الحفل، عاد المهندس إلى الفندق ليفاجأ بعدد من الزملاء الصحافيين الذين أرادوا الاحتفال معه بنيله لقب "أفضل شخصية فنية" في استفتاء مجلة "زهرة الخليج".
فقصدوا جناحه الخاص مع السيد محمد المرزوقي مدير المهرجان والمدير الفني حمد عبدالله والإعلامي تيسير عبدالله والملحن محمد بو دللّه، ليقطعوا قالب الحلوى مع باقي الزملاء في لقاء استمر حتى ساعات الصباح الأولى.