مهرجان الدوحة يسدل الستار عن الدورة العاشرة

نجوى كرم, شيرين عبد الوهاب, ملحم زين, وائل كفوري, يارا خوري مخايل, إليسا, ملحم بركات, محمد عبده, لطيفة, أحلام, زياد الرحباني, أيمن زبيب , فهد الكبيسي, ماجدة الصباحي, مهرجان الدوحة, ماجد المهندس, فيروز, وديع الصافي, سعد الفهد, تلفزيون قطر, طوني حنا, ز

03 يناير 2011

... وأُسدل الستار عن مهرجان الدوحة الغنائي في دورته العاشرة التي اختار فيها القيّمون تكريم الفنّ اللبناني وروّاده تحت شعار "ع هوا لبنان"، مقدماً للجمهور العربي عبر شاشة تلفزيون قطر (تنقل لاحقاً عبر "ام بي سي") ليالي ساحرة عابقة بالفن والطرب والأصالة والأصوات القديرة والمميزة التي يملك أصحابها قواعد جماهيرية كبرى. فبعد افتتاح المهرجان مع الليلة اللبنانية التي أحياها كل من نجوى كرم وملحم بركات وطوني حنا وملحم زين وأيمن زبيب، ومن ثم الليلة الثانية مع النجم وائل كفوري وأليسا وعيسى الكبيسي ومحمد الزيلعي، استمرّت ليالي المهرجان على مسرح "كتارا" الذي احتضن فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان الدوحة داخل الحيّ الثقافي الذي شيّد حديثاً في قطر ويعتبر فخراً حقيقياً للقطريين والعرب لما يحمله هذا الصرح من معالم ثقافية ممزوجة بفنّ العمارة القطرية.

وقد تبارى النجوم في تقديم أجمل الأغنيات الخاصة بهم إلى جانب أغنيات المكرّمين من لبنان وهم فيلمون وهبي وزكي ناصيف والأخوين رحباني، لكن ما خيّب الآمال أنه بعدما توقعنا أن يكون "حاملو راية الأغنية اللبنانية" كما يرددون دائماً، أول المبادرين إلى تقديم بعض الأغنيات الخالدة للمكرّمين تحية منهم لرواد الأغنية اللبنانية وللبنان وطنهم الأم، سبقهم إلى ذلك باقي الفنانين الذين لم يشتهروا بالأغنية اللبنانية ولا بالدفاع عنها. ومنهم على سبيل المثال الفنانة شيرين التي غنّت "بحبك يا لبنان" وأبكت اللبنانيين في قطر، والفنانة احلام التي غنّت "ألو بيروت" للفنانة صباح، وطبعاً لطيفة التي غنت "أمّنلي بيت" أغنيتها الخاصة التي لحّنها لها زياد الرحباني، فحيّته في الحفل وحكت عنه أيضاً في مؤتمرها الصحافي. كما كان لافتاً أن الفنان فضل شاكر غنى لفيروز للمرة الأولى "أنا لحبيبي"، كما أن يارا لم تغنّ سوى باللبنانية في تلك الليلة باستثناء "صدفة" رغم وجودها في مهرجان خليجي، إضافة إلى اليسا التي غنت لفيروز "نسّم علينا الهوى" أيضاً للمرة الأولى، إضافة طبعاً إلى ملحم زين ووائل كفوري اللذين قدما أغنيات لفيروز ووديع الصافي. وبالعودة إلى تفاصيل الليالي الثلاثة الأخيرة فهي على الشكل التالي:
- شيرين عبد الوهاب أبكت اللبنانيين وماجد المهندس غنّى لقطر واحتفل صباحاً مع الصحافيين
- تميّز سعد الفهد ويارا تغني "صدفة" مع مطربة أندونيسية

لم تكن الليلة الثالثة من الدورة العاشرة لمهرجان الدوحة الغنائي ليلة عادية، بل هي ببساطة واحدة من أروع ليالي المهرجان خصوصاً أنها جمعت بين اسمين كبيرين هما ماجد المهندس وشيرين عبد الوهاب إلى جانب يارا وسعد الفهد. الافتتاح كان مع يارا التي اختارت أن تقدّم أغنيات لبنانية فقط في تلك الليلة، خصوصاً أن دورة المهرجان تحمل شعار "ع هوا لبنان" وهي المتهمة بأن أرشيفها في الأغنيات الخليجية أكبر بكثير من الأغنيات اللبنانية. فغنّت "توصّى فيي" و"حاول مرة" و"آخدني معك" وغيرها إلى جانب عدد من أغنيات السيدة فيروز. لكن المفاجأة كانت مع الإعلان عن فقرة مع مغنية أندونسية صعدت إلى المسرح وغنّت مع يارا "صدفة"، مع الإشارة إلى أن هذه الفنانة وتُدعى "كيكي" تحفظ عدداً من الأغنيات الخليجية منها "الأماكن" لفنان العرب محمد عبده، رغم أنها لا تتحدث العربية. البعض اعتبر صعود "كيكي" مفتعلاً ومصطنعاً، خصوصاً أنها لا تحفظ فقط أغنيات ليارا، إضافة إلى قول المايسترو إيلي العليا إن هذا دليل "وصول أغاني يارا إلى كل دول العالم" خلال تقديمه لكيكي.... وبعد يارا، كانت إطلالة الفنان القطري سعد الفهد الذي قدم عدداً من أجمل أغنياته الخليجية وسجّل حضوراً قوياً ومميزاً.

أما الفنانة شيرين، فقد تألّقت في تلك الليلة كما لم تتألّق يوماً. كانت سعيدة وكأنها عروس في ليلة زفافها، أو فنانة ناشئة تحقق حلماً باعتلاء المسرح للمرة الأولى أمام جمهور غفير. هذا بالنسبة إلى الحضور، أمّا الغناء فهو خاص بمطربة أكثر من محترفة. مطربة اختارت منذ البداية أن تكون مختلفة، فأتقنت اللعبة جيداً ليكون شجن صوتها الآسر، وسيطاً بين الإحساس والوتر، أما أداؤها فهو أبلغ من أي نغم يمكن أن يُعزف يوماً.... غنت ورقصت وأبدعت، إلاّ أنها أبكت معظم الحاضرين خصوصاً اللبنانيين منهم، عندما غنّت رائعة السيدة فيروز "بحبك يا لبنان" بإحساس عالٍ ورائع وكأن مياه النيل مرّت في يوم لا نعرفه في جبال لبنان وامتزجت بأنهاره... البعض قال إن شيرين تفوّقت على اللبنانيين في تلك الأمسية في حبّها للبنان واهتمامها برفع شعار المهرجان "ع هوا لبنان" خصوصاً انها غنّت أيضاً قبل "بحبك يا لبنان" أغنية "حبيتك تنسيت النوم" وغنّت أيضاً "لأ" للفنانة صباح. هي ربما لم تتفوق على اللبنانيين فقط، بل ببساطة تفوّقت على نفسها فعلاً قبل أن تترك المسرح للفنان ماجد المهندس الذي اختتم تلك الليلة.

المهندس، أو "البرنس" كما يحلو لمحبّيه تمسيته، ووسط التفاعل الجماهيري الكبير من الحاضرين غنّى وأبدع وأطرب بصوته ورومانسيته وروعة أدائه، رغم أن الانزعاج كان واضحا على محيّاه بسبب هندسة الصوت وإشارته أكثر من مرة إلى أنه لا يتمكّن من سماع نفسه. ومع الانسجام التام بين ماجد وفرقته الموسيقية المحترفة التي يقودها الموزّع المصري المميز مدحت خميس، كنا نتوقّع أن يقدم أغنية "حبيبي صباحك خير" التي تبدأ بمقطع من أغنية "فايق يا هوا" لفيروز ويقول فيها "إصحى غنت فيروز"، إلا أن ماجد لم يقدّمها في تلك الأمسية وقدم أغنية رائعة وجديدة لقطر تحمل اسم "كلّ الدول" وهي من كلمات علي الفضلي وألحان الفيصل. وفي دردشة مع المهندس قال إنه كان ينوي تقديم هذه الأغنية، لكنه لم يتمكن من ذلك  بسبب ال I pad  المكتوبة عليه كلمات الأغنيات والذي لم يعمل في شكل سليم على المسرح، ما اضطره إلى استبدالها بأغنيبة أخرى.

غنى كثيراً ولم يبخل على الجمهور بأجمل أغنياته القديمة والجديدة منها "عالميجانا"، "قوم درّجني"، "أذكريني"، "والله واحشني موت" وغيرها... وبعد ختام الحفل، عاد المهندس إلى الفندق ليفاجأ بعدد من الزملاء الصحافيين الذين أرادوا الاحتفال معه بنيله لقب "أفضل شخصية فنية" في استفتاء مجلة "زهرة الخليج". فقصدوا جناحه الخاص مع محمد المرزوقي مدير المهرجان والمدير الفني حمد عبدالله والإعلامي تيسير عبدالله والملحن محمد بو دللّه، ليقطعوا قالب الحلوى مع باقي الزملاء في لقاء استمرّ حتى ساعات الصباح الأولى.

الليلة الرابعة: أحلام تلبّي رغبة أحد الهواة وفضل شاكر يغني فيروز للمرة الأولى
ولم تقلّ الليلة الرابعة روعة عن الثالثة، إذ غنى بداية المطربان فهد الكبيسي وأصيل أبو بكر وقدما مجموعة من أجمل الأغنيات الخليجية ليغني بعدهما الفنان فضل شاكر في ليلة رائعة الكثير من الأغنيات الرومانسية والطربية، وكان لافتاً انه غنى للمرة الأولى رائعة السيدة فيروز "أنا لحبيبي"ن وهي أغنية يعشقها فضل ويرددها دائماً في جلساته الخاصة لكن لم يسبق أن غناها على المسرح كاملة، كما أنه لم يقدم كعادته أغنيات لوردة أو عبد الحليم مكتفياً بأغنياته الخاصة مثل "يا غايب"، "وافترقنا"، "نسيت انساك"، "يا ويلي" وغيرها.
ثم كان الختام مع فنانة الخليج الأولى احلام التي تألقت في تلك الليلة رغم التوتر الكبير الذي كانت تشعر به قبل صعودها إلى المسرح إلى درجة أنها طلبت من المصورين عدم التقاط صور لها في الكواليس وبدت كأنها ترتجف من الخوف. وعلى المسرح، غنت احلام وتميّزت كعادتها وحيّت الفنانة الراحلة رباب وقدمت إحدى أغنياتها، ولم تنس أن تحيي لبنان من خلال أغنية "ألو بيروت" للفنانة صباح. وكان لافتاً دعوتها الملحن محمد بو دلله الذي تعاونت معه في أعمال عديدة، وغنت معه مباشرة إلى المسرح كما لبّت رغبة أحد الحاضرين في الصعود والغناء معها وقالت له مازحة: "انشالله ما يطلع صوتك سيىء وتفشّلني".

مسك الختام: لطيفة غنّت "الله يا عمري قطر" ومحمد عبده سهر حتى الصباح مستمعاً إلى أم كلثوم
أما مسك ختام ليالي مهرجان الدوحة، فكان مع فنان العرب محمد عبده الذي كان متجلياً في تلك الليلة وكعادته قدم الحفل على مدى وصلتين وغنى خلالهما مجموعة كبيرة من أشهر أغنياتها، وكان لافتاً تقديمه أغنيات قديمة لم يغنّها من سنوات. محمد عبده الذي اجرى عدداً كبيراً من البروفات مع الفرقة الموسيقية فضّل عدم إجراء حوارات في الكواليس وقال إنه أدلى بما لديه في المؤتمر الصحافي وقال أيضاً: "الفرقه الموسيقية عزفت مع غيري من الفنانين ، وأنا أريدهم أن يعودا ويسلطنوا معي، وينسوا ما عزفوه أمس وقبل أمس، ودائما في الإعادة إفادة".

وبعد نهاية الحفل، جلس فنان العرب في جناحه الخاص في فندق الشيراتون مع عدد من الأصدقاء وبينهم الإعلامي قاسم عبد القادر وشربل ضومط من روتانا. عبد القادر أهدى إلى محمد عبده تسجيلاً نادراً لإحدى حفلات أم كلثوم تغني فيها "رباعيات الخيام"، وأصرّ عبده رغم التعب على سماع الحفلة كاملة حتى الثامنة صباحاً وكان منسجماً كثيراً مع كل كلمة تقولها "الستّ" وراح يعلّق أيضاً على الموسيقى وكيفية العزف مؤكداً أن ذلك الزمان أي الفن أيام ام كلثوم والعمالقة لن يتكرر، كما استمع عبده أيضاً إلى تسجيل نادر لنجاة الصغيرة تغني بينما يعزف لها الراحل فريد الأطرش.

وقبل وصلة محمد عبده الختامية، غنّت الفنانة لطيفة بمصاحبة فرقة موسيقية ضخمة يقودها المايسترو إيلي العليا، وكانت رائعة وقدمت أغنية مميزة لدولة قطر عنوانها "الله يا عمري قطر"، وقدمت أيضاً عدداً من أغنيات ألبومها الخليجي "أتحدى" إضافة إلى أغنياتها المصرية المعروفة مثل "يا سيدي مسّي" و"بحبك في غرامك"، إلى جانب أغنية "امّنلي بيت" للفنان القدير زياد الرحباني التي قدمتها في ألبوم "معلومات اكيدة" تحية منها لزياد وللفن اللبناني في الدورة العاشرة لمهرجان الدوحة التي حملت شعار "ع هوا لبنان".

لماذا غاب زياد الرحباني وصباح ووديع الصافي؟
علمت "لها" أنه كان يفترض أن يشارك في مهرجان الدوحة كل من وديع الصافي وصباح كونهما من أشهر نجوم الأغنية اللبنانية وروّادها تماشياً مع شعار المهرجان الذي كرّم لبنان في دورة "ع هوا لبنان". إلاّ انهما لم يتمكنا من المشاركة بسبب ظروفهما الصحية لكنهما كانا حاضرين إن من خلال الأغنيات التي قدمها عدد من النجوم أو في المؤتمرات الصحافية إذ ذُكرا أكثر من مرة. أما الفنان زياد الرحباني والذي بدأت المفاوضات معه قبل سنتين بما أن هذه الدورة كان يجب ان تقام مطلع 2009، فقد اعتذر عن المشاركة في التكريم وقال إنه لا يعتبر نفسه قيمة كبيرة أمام العمالقة الكبار الذين يكرّمهم المهرجان. ثم جرت مفاوضات على أن يشارك في إحدى ليالي المهرجان في وصلة خاصة لكنه عاد واعتذر.